عفرين بوست ــ متابعة
أصدرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، أول أمس الخميس 13 حزيران/يونيو، تقريراً بعنوان: “عفرين: اعتداءات متكررة على طلاب مدارس وأطفال كُرد لدوافع يُعتقد بأنّها عنصرية“، رصدت فيه مُعاناة القصر الكُرد في عفرين، سواءً أكانوا من طلاب المدارس أو من اليافعين العاملين في مهن يدويّة، أو حتى خلال تجوال بعضهم في أزقة وشوارع عفرين وأريافها، واعتمد التقرير على معلومات حصلت عليها “سوريون” من مصادر مقرّبة من يافعيّن متضرريّن من تلك الاعتداءات، رفضوا كشف أسمائهم، بسبب المخاطر الأمنية التي قد تطالهم، أو التعرّض لعمليات انتقام، لا سيّما أنّ المنطقة يسودها الإفلات من العقاب وتفتقر إلى سبل المحاسبة العادلة.
وذكرت المنظمة بأنه هناك حوادث واعتداءات أخرى كان الضحايا فيها مزارعون كُرد وعمّال وكبار في السنّ.
الاعتداءات تشمل فئات عمرية مختلفة
وقال التقرير: “تكررت منذ بداية العام الجاري 2024، حالات اعتداء على قصّر ويافعين وطلبة كُرد في عفرين، استطاعت “سوريون من أجل الحقيقة العدالة” التحقق من خمس حالات على الأقل، يُعتقد أنّ الدافع الرئيسي وراءها هو التمييز الموجّه ضد السكّان الأصليين للمنطقة التي كانت ذات أغلبية كرديّة واضحة حتى آذار/مارس 2018، لكنها فقدت الكثير من خصائصها تلك بسبب الغزو التركي، وأضحى الكُرد فيها أقليّة إثنيّة”.
تقع حوادث العنف بين فئة الطلاب، في بيئة يفتقر فيها المجتمع الكرديّ المتبقي بالمنطقة للحماية تماماً، في مواجهة سياسات تمييزيّة ممنهجة تستهدف الهوية اللغويّة والثقافيّة الكرديّة، تفرضها سلطات الأمر الواقع وتعمل على تعزيزها بداية من المدرسة، تناولتها “سوريون” في تقريرٍ مفصل نشر عام 2023.
ليست فئة الطلاب الكُرد هي الوحيدة التي يتم الاعتداء عليها، فقد تم تسجيل اعتداءات أخرى على مزارعين وكبار في السنّ ومواطنين كُرد أثناء انتقالهم بين مناطق عفرين وإعزاز والباب وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات “الجيش الوطنيّ” التي تتحكم بها تركيا.
تنمر واستفزاز للطلاب الكُرد
ونقلت سوريون عن مصادرها أنّ الكثير من الطلبة الكُرد يتعرضون إلى محاولات استفزاز مستمرّة في المدارس التي تديرها “مديرية التربية والتعليم”، وهناك محاولات لمنعهم من التحدث بلغتهم الأم (الكرديّة) بين بعضهم البعض، وتحولوا إلى أقليّة في المدارس التي لا تتجاوز نسبتهم فيها 25% من مجموع طلبة بعض المدارس (بحسب أهالي من المنطقة)، فيما البقية تتشكل من الطلاب المستوطنين في عفرين مع أهلهم.
ووفق التقرير قد تتطور عمليات التنمّر المستمرة، من مجموعات من الطلاب المستوطنين في بعض الحالات إلى اعتداءات تنجم عنها إصابات.
وذكر التقرير تجاهل الجهات الأمنية التابعة للاحتلال التركي الظروف الحقيقية لجرائم الاعتداء وتوصيفها العنصري والضغط على أهالي الضحايا للتصالح مع المعتدين، ولا ينظر إلى حقيقة ظاهرة التنمر المستشرية في إقليم عفرين المحتل.
وذكر التقرير أمثلة للاعتداءات على القاصرين الكُرد في عفرين، مثل جريمة قتل الفتى الكرديّ أحمد خالد معمو\مده” (16 سنة)، في 13/3/20245 بمدينة جنديرس، وطعن الطالب الكرديّ “شيار إبراهيم عمر (17 عاماً)” في المدرسة ببلدة معبطلي، والاعتداء على الفتى الكردي رودي محمد جقل (16 عاماً) طعناً في 25/3/2024 بمدينة عفرين، والذي يعمل خياطاً. وقصة شاب كردي اعتدى عليه 15 مستوطناً منحدرين من محافظة دمشق، في إحدى الحدائق بمدينة عفرين، بينما لم يجرأ أحد من الكُرد على مساعدته، رغم المناشدات التي كانت تطلقها أم الشاب الكردي واستغاثتها.