عفرين بوست ــ متابعة
نشرت جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة ومقرها في ألمانيا تقريرًا على موقعها الرسمي، قالت فيه إنّ الأقليات في شمال سوريا بحاجة إلينا! مطالبة بدعم عملها في مجال حقوق الإنسان!.
وذكر التقرير أنّ الصحفيين نادرًا ما يسافرون إلى شمالي سوريا. ولذلك لا يتم غالبًا الإبلاغ عن الوضع المحبط الذي يعيشه الناس في عفرين التي تحتلها تركيا والمناطق التي لا يزال يسيطر عليها الكرد. وأضاف: ليس لدى الجمهورية الاتحادية سفارة في البلاد، وبالتالي لا توجد معلومات دقيقة على ما يبدو. على الأقل هذا ما جاء في رسالة من وزارة الخارجية إلى المحكمة الخاصة بالمحكمة الخاصة.
وتساءل التقرير كيف يمكن أن يكون هذا عندما يعاني شعب شمال سوريا، الكرد والمسيحيون والإيزيديون والأرمن والشركس، كل يوم من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل الجيش التركي؟.
يقر التقرير أنّ الأقليات تُركت بمفردها وحياتها معرضة للخطر وفي تصوير إجمالي للواقع المعاش قال التقرير: القصف المستمر، وهجمات الطائرات المسيرة والتهجير والاضطهاد، والتضييق، نساعد الأقليات على جمع الأدلة على انتهاكات حقوق الإنسان هذه. لأنّه لا يمكن ألا يستمع أحد إلى الضحايا ويمكن لتركيا التستر على جرائم خطيرة تحت ستار مكافحة الإرهاب.
يسافر الدكتور كمال سيدو رئيس قسم الشرق الأوسط في الجمعية STP بشكل متكرر إلى المنطقة ويشهد انتهاكات حقوق الإنسان هناك. وتؤكد الجمعية لأهالي المنطقة المتضررين وتقول لهم: أنتم لستم وحدكم تمامًا. لقد سمعناكم. وسنحاسب المسؤولين عن معاناتكم. وضد كل الصعاب!
الأقليات من عفرين في حاجة
يتلقى كمال سيدو بانتظام أخبارًا عن جرائم المحتلين الإسلاميين الأتراك من مسقط رأسه عفرين. وتدمير الأمل بالتعايش السلمي بين الأديان والثقافات. ومنذ عام 2018، تعرض السكان الكرد المحليون، الذين يتألفون من المسلمين والإيزيديين والعلويين والمسيحيين، للقمع بهدف طردهم. منذ البداية.
أبلغت STP السياسيين بالنهج غير الإنساني لشريكها في الناتو ودقت ناقوس الخطر. مؤكدة أنّ وضع الأقليات الدينيّة في عفرين سيء للغاية. فقد تعرضوا للاضطهاد مرتين: ككرد وكغير مسلمين.
الحياة الطبيعية في عفرين ليست ممكنة لفترة طويلة. ويعيش الناس هناك في خوف دائم من تعسف المحتلين: وتحدث عمليات القتل المستهدف والتعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي والنهب بشكل منتظم. ولا توجد شرطة ولا قضاء يمكن أن يطلب منه المساعدة والحماية. وقد فر بالفعل حوالي 300 ألف شخص.
مصير المسيحيين في عفرين
في يناير 2018، كان هناك نحو 1200 مسيحي كرديّ يعيشون في عفرين. واضطر الجميع تقريبًا للفرار. وانخفضت نسبة إجمالي السكان الأكراد من 96% إلى نحو 20%، وتعرضت الأضرحة الإيزيديّة والعلويّة، وكذلك المقابر الكرديّة الإسلاميّة، للتدمير أو النهب. ووجد مسيحيو عفرين ملاذًا لهم في شمال حلب. وأقاموا كنيسة مؤقتة في خيمة. والآن يمكنهم الحصول على ثكنة. لكنهم يتعرضون يوميا للتهديد من قبل تركيا بالطائرات المسيرة.
لا يوجد مكان آمن
أشار التقرير إلى أن كثيرًا الناس وجدت في شمال شرقي سوريا ملجأ هناك. لكنهم ليسوا بمأمن من القوات التركية أيضًا، وخلال عطلة عيد الميلاد، نفذت الطائرات المقاتلة والمسيرة التركية 74 هجومًا على البنية التحتيّة الحيويّة، وقصفت المرافق الطبيّة والأعيان الثقافيّة وإمدادات المياه والغذاء. وفي بداية أكتوبر 2023، دمرت تركيا فعليًا أجزاء كبيرة من البنية التحتيّة المدنية خلال أيام قليلة، ما أسفر عن مقتل 92 شخصًا وإصابة 89 آخرين. وشملت الأهداف محطات المياه ومصافي النفط ومحطات الطاقة، وكذلك مخيمات اللاجئين والمستشفيات. وبدأت أعمال الإصلاح للتو في ديسمبر. ولكن ما تزال المياه والكهرباء والغاز مفقودة. والناس لا يستسلمون، فهم يريدون العيش بحرية.
وطالبت الجمعية الدول التي تدعم تركيا التوقف عن ذلك. مؤكدةً أنها لا تريد أن تجعل تركيا شمال سوريا منطقة خاليةً من الكرد. ولهذا السبب تحتاج إلى منظمات مثل STP تقف إلى جانبها ضد الاضطهاد والإبادة الجماعية. كما أكدت حاجة سكان شمال سوريا للمساعدات الإنسانيّة.
وذكر التقرير أنّه في شمال شرقي سوريا، حيث طردت قوات سوريا الديمقراطية تنظيم “داعش” الإرهابيّ، لا يزال التنوع الديني والعرقي موجودًا: ويعيش الكرد والعرب والآشوريون/الآراميون والإيزيديون والمسيحيون والعلويون. والتقى كمال سيدو بمطران السريان الأرثوذكس مار موريس يعقوب عمسيح عدة مرات. قال: “جميعنا نريد البقاء في وطننا الحبيب!”، وتحدث عن هجمات الجيش التركيّ المنتظمة، وناشد الحكومة الألمانيّة: “أن تتأكد من وقف هجماتها وتنسحب من الأراضي المحتلة”.
ينقل التقرير عدم تفهم الناس في شمالي سوريا سبب عدم تقديم الحكومة الألمانيّة المساعدة تحت ضغط من تركيا، رغم الحاجة العاجلة إليها. ذلك لأنّ تركيا لديها حلفاء أقوياء في ألمانيا. ولا تفسير آخر لحقيقة أنّ حكومة ألمانيا الفيدرالية تبقى سلبية للغاية إزاء المعاناة في شمالي سوريا. ولهذا السبب يتعين علينا زيادة الضغط على السياسيين حتى تقدم ألمانيا أخيرًا الدعم الإنسانيّ للمناطق الكردية في شمالي سوريا ولا يضطر الناس للفرار بعد الآن.
مطالب الجمعية
ــ أن يقوم المستشار شولتس ووزير الخارجية بيربوك بالضغط علنًا على شريكها في الناتو أردوغان وأن يوضح دون لبس فيه أنه لم يعد مسموحًا له بمهاجمة المناطق الكرديّة، وهي المنطقة المتعددة الأعراق والأديان في شمالي سوريا، ويجب أن يسحب جيشه من عفرين والمناطق المحتلة الأخرى.
ــ تقديم المساعدات الإنسانيّة للمناطق الكردية في شمالي سوريا! وقد رأت STP مرارًا وتكرارًا ممانعة مسؤولي الخارجية لأي شيء قد يزعج حكومتهم، والمساعدات الإنسانيّة التي تقدمها ألمانيا للمناطق الكرديّة في شمال سوريا تشكل شوكة في خاصرة الدكتاتور. هذا يجب أن يتوقف!
ــ يتعين على القضاء الألمانيّ اتخاذ الإجراءات اللازمة. ودعم المتضررين من خلال الدعاوى القضائية ضد أردوغان وحروبه العدوانية. ويجب على مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني ببدء تحقيقات ضد أردوغان.
برنامج الجمعية
أشار التقرير أن الجمعية تخطط للقيام بجملة من الخطوات وأنها وبدعم من أعضائها والجهات الراعية وغيرهم من رفاق السلاح ومنظمات حقوق الإنسان، لن تتوقف حتى تدين الحكومة الفيدرالية الألمانية علنًا وبوضوح احتلال عفرين وغيرها من المناطق الكرديّة السورية.
وأنها ستبذل في وسعها لضمان تقديم المسؤولين عن جرائم تركيا ومرتزقتها الإسلاميين في عفرين وفي جميع أنحاء شمالي سوريا إلى العدالة. ولا ينبغي أن تكون هناك حصانة من العقاب حتى بالنسبة لعضو في حلف الناتو.
أن تمنح ضحايا العدوان التركي في شمالي سوريا صوتًا، لأنّه لا توجد دولة تريد وضع معاناتهم على جدول الأعمال الدوليّ.
وأكدت الجمعية أنها في سياق نشاطاتها تحتاج إلى دعم أعضائها والجهات الراعية والمانحين. وعندها فقط يمكن إجراء التحقيق والمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأنها ستواصل دعوة الحكومة الألمانية لتقديم المساعدات الإنسانية لشمالي سوريا أخيرًا. وستوفد كمال سيدو إلى شمالي سوريا لإعداد تقرير.
وختم التقرير بالقول إن “الأشخاص الذين يحافظون على التنوع والحرية هناك كل يوم بحاجة إلى مساعدتنا”.