عفرين بوست ــ متابعة
اعتقال المواطنين على إثر كلّ جريمة يرتكبها مسلحون أو مستوطنون يستهدف بالدرجة الأولى تمييع القضايا وتغيير مسار المساءلة القضائية عبر اختلاق قضية أخرى للمشاغلة، وبالنتيجة تخفيف المسؤولية عن الجناة الحقيقيين.
اعتقلت ميليشيا الشرطة المدنية في ناحية موباتا/ معبطلي أربعة كرد على خلفية جريمة اعتداء طلاب مستوطنين على الطالب الكرديّ “شيار إبراهيم عمر” (17 سنة) من أهالي قرية قنتره/قنطرة، بالضرب والطعن بالسكاكين. والطلاب المعتقلون هم “فرهاد حنيف محمد” من قرية قنتره/قنطرة، وهو زميل “شيار” في الصف، وثلاثة طلاب آخرون هم: “غيفارا إبراهيم محمد، محمد علي جمكي بن حسين، محمد رضوان مصطفى” من قرية عربا/ عرب أوشاغي التابعة لناحية موباتا. بحسب تقرير حزب الوحدة الكرديّ المؤرخ 2/3/2024.
وكان الطالب “شيار عمر” قد تعرض لاعتداء دمويّ بهدف القتل، بعد ظهر الأحد 25/2/2024 داخل قاعة صفية في مدرسة موباتا الثانوية. من قبل أربعة طلّاب مستوطنين ينحدرون من ريفي حلب وحماه. واستخدمت في الاعتداء سكاكين وحربة بندقية حربية، ما تسبب بنزيف حاد، وتم إسعافه على الفور إلى مستوصف في بلدة موباتا ومنه إلى مشفى الأمانوس حيث أجريت المداخلة الجراحية اللازمة التي أنقذت حياته، وما يزال طريح الفراش. وحسب إفادة الأطباء فالطعنات التي تلقاها الطالب “شيار” كانت عميقة وخطرة، وتسببت بنزيف حاد.
المجموعة التي قامت بالجريمة المروعة يقودها طالب يدعى “محمد” وهو المسبب الأساسيّ، وهو ابن المدعو الشيخ “عبد السلام” المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد” ومعه ابن عمه، والثالث ينحدر من محافظة حماه، فيما لم يعرف الرابع. وكان بحوزة الأربعة لدى قدومهم إلى المدرسة أدوات حادة (3 سكاكين وحربة بندقية حربية).
بعد الاعتداء على “شيار” حاولت المجموعة نفسها الاعتداء على أحد المدرسين أيضًا عندما حاول التدخل لمنع طعن “شيار”، وكذلك على طالب آخر هو صديق مقرب له. وبذلك تؤكد حيثيات الجريمة وتفاصيلها والطعنات الحادة التخطيطَ المسبق للجريمة ونية القتل.
المجموعة المعتدية معروفة بسلوكها المتنمر وعدوانيتها وتطاولها على بقية الطلاب، ولكن هذه الحادثة هي الأعنف، وقد شكّل هؤلاء الأربعة ما يشبه العصابة، والمسألة معلومة منذ أربعة أشهر، وبسبب سلوك المجموعة العدوانيّ انتقل عدد من الطلاب من المدرسة، ولم تتخذ أي إجراءات إدارية بحقهم، ويبدو أنّ الإدارة والمدرسين يتخوفون من تداعيات تقديم شكوى بحقهم، أو أنهم تقدموا بشكوى ضدهم دون استجابة من الجهات المختصة.
في 12/6/2023 ارتكبت جريمة قتل مروعة، كانت ضحيتها المواطنة الكرديّة “عوفة شيخ أحمد”، الجناة الذين اقتحموا المنزل سرقوا أموالًا ومصاغًا ذهبيًا، وقتلوا المواطنة عوفة طعناً وذبحاً بالسكين ثم أضرموا النار في المنزل لإخفاء معالم الجريمة، وأخلى قاضي الفرد العسكريّ في مدينة عفرين، المكلف بالتحقيق بالجريمة في10/7/2023 سبيل المتهم الرئيسي المدعو “أبو سامر”، وينحدر من الغوطة الشرقية، وأمر باعتقال زوج الضحية المواطن “حنيف حنان خليل” الذي كان يعمل في محله لتصليح السيارات (ميكانيكي) بالمنطقة الصناعية، ساعة وقوع الجريمة. وكذلك شقيق المغدورة المواطن “مسعود زعيم شيخ أحمد”، وكان يعمل وسط حقل الزيتون عند وقوع الجريمة. ومورست ضغوطٌ كبيرة على المواطنين وتعرضا للتعذيب وأفرج عنهما بعد تغريمها مبلغًا ماليًا رغم ثبوت براءتهما. وتم الاستيلاء على منزل المواطن حنيف أيضًا.