عفرين بوست ــ خاص
أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنّ وفدًا من المجلس الوطنيّ الكرديّ “أنكسة” قام بزيارة عائلة المواطن الكرديّ “جمال محمد حمو” الذي توفي قهرًا بعد الاعتداء عليه وعلى أفراد من عائلته بالضرب المبرح من قبل مسلحين ومستوطنين محسوبين على ميليشيا “لواء الشمال” لتقديم شكوى ضد المعتدين.
وأضاف المراسل أنّ العائلة سألت فيما إذا كان المجلس يضمن سلامتهم بعد تقديم الشكوى وألا يحدث معهم ما جرى مع عائلة بيشمرك، إلا أنّ جواب الوفد كان بالنفي، وعلى إثر ذلك طلبت العائلة من وفد المجلس الوطني الكرديّ عدم التدخل في شؤونهم وعدم التقاط أيّ صور، مؤكدين أنّهم ليسوا بصدد رفع أيّ شكوى.
وكان المواطن “جمال محمد حمو/ أبو محمد” (54 سنة) من أهالي قرية ݘيه/جبلية – ناحية راجو، قد قام بعد ظهر 11/2/2024، بتفقد حقل زيتون من ملكياته قرب قرية كُوبَكيه- موباتا/معبطلي، برفقة شقيقه وثلاثة إخوة من أولاد شقيقته ولدى وصوله إلى الحقل بقطع أشجار الزيتون، فبادر للسؤال عن الفاعلين من مستوطنين ينحدرون من ريف حماه كانا موجودين في المكان، إلّا أنهما ردّا بعنف واستصرخا أقرباء لهما، وبالفعل حضر نحو 15 شخصًا من المستوطنين الذين يسكنون في مخيم آفرازيه القريب من الحقل، وهجموا على المواطن “جمال” ومرافقيه واعتدوا عليهم بالضرب المبرح وتسببوا بكسر قدم أحدهم وإصابة البقية برضوض في أجسامهم.
وبعد حادث الاعتداء بنحو عشرين دقيقة وصل المواطن “جمال” إلى قرية كُوبَكيه، وأصيب بنوبة قلبية نتيجة القهر والضغط، وتم إسعافه إلى مشفى في عفرين إلا أنه كان قد فارق الحياة؛ ووُري جثمانه الثرى في اليوم التالي في مقبرة القرية.
المواطن “جمال” من عائلة جعف رش ــ قرية جيه/ الجبلية، وكان يقيم في مدينة عفرين ــ حي المحمودية، إذ منعت سلطات الاحتلال التركيّ عودة أهالي جيه ــ الجبلية من العودة إلى منازلهم في القرية وحوّلت القرية إلى منطقة عسكريّة، ولا يتسنى لهم تفقد أملاكهم إلا بعد رشاوى لمسلحي الميليشيا. وقد توجه المواطن “جمال” على القرية بعد تلقيه خبر قطع أشجار الزيتون من حقله، وتعرضوا للهجوم والمهاجمون هم مسلحون ومستوطنون يستقوون بمليشيا “لواء الشمال”.
وكان أربعة مواطنين من عائلة بيشمرك قد استشهدوا عشية عيد نوروز 2023، وواصلت الميليشيا التي ينتمي إليها مرتكبو المجزرة التضييق على العائلة وتهديدها وترهيبها، وحاولوا في 26/8/2023، قتل الشاب “نظمي أشرف عثمان” بضربه ومحاولة دهسه، وجاءت الحادثة بعد أيام من زيارة “عبد الحكيم بشار” نائب رئيس الائتلاف المعارض وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، عائلة الشهداء في جنديرس في 15/8/2023 وحاول أن يثني العائلة عن مواصلة الدعوى والتوصل إلى صيغة مصالحة إلا أنّ العائلة رفضت المساومة على دماء الشهداء.
وتهرب “بشار” من توصيف المجزرة بأنّها وقعت بدوافع عنصريّة، ووضعها في سياق الأزمة السورية ومعاناة السوريين في مختلف المناطق بما فيها مناطق سيطرة الحكومة السوريّة والإدارة الذاتيّة.
بالمجمل إن كان هدف زيارة وفد المجلس الوطنيّ الكرديّ إلى عائلة المرحوم “جمال” بغاية إنصاف المواطنين الكرد الذي بقوا في المنطقة، فإنّ عشرات جرائم وقعت وآلاف الانتهاكات ولم يحرك المجلس ساكناً، ولذلك فإنّ طلب تقديم الشكوى دون ضمانات لسلامة أفراد العائلة، يطرح السؤال حول الغاية الحقيقيّة!.