عفرين بوست ــ متابعة
يبدو جلياً أنّ سلطات الاحتلال التركيّ قد بدأت خطوات عمليّة وتفصيليّة لتعويم الميليشيات التركمانيّة على حساب التضييق عل الميليشيات ذات الخلفية الإخوانية.
أغلقت سلطات الاحتلال التركيّ الحدود في وجه نحو 3300 طفل مصابون بالسرطان ومنعتهم من دخول الأراضي التركيّة بغرض العلاج، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بانتقاداتٍ كبيرة لسياسة أنقرة وذلك بالنظر إلى البعد الإنسانيّ للقضية، فيما تسعى أنقرة لمنع كامل لدخول السوريين إلى أراضيها وإعادة اللاجئين السوريين على أراضيها.
وفي هذا السياق أعلنت ما تسمى القوة المشتركة التي تضم بشكلٍ أساسي ميليشيات “سليمان شاه/ العمشات والحمزات” تقديم مشفى ناحية شيه/ شيخ الحديد العلاج لمرضى السرطان. وفي تسجيل صوتيّ أعلن المدعو “محمد حسين الجاسم أبو عمشة” متزعم ميليشيا “العمشات” عن التبرع بكامل رواتب الشهر الحالي واستعداده لبيع سيارته للمساهمة في تأمين العلاج.
غسيل أموال سوداء مشبوهة
المبادرة الجديدة لا تختلف عن كثيرٍ من أمثالها، كتوزيع لحم الأضاحي على عوائل المستوطنين بمناسبة عيد الأضحى، وذلك على حساب قطعان الأغنام المستولى عليها أو المشتراة عبر عملية نصب دون دفع ثمنها. أو تقديم المساعدات المحدودة على المتضررين من زلزال 6 فبراير بعد الاستيلاء بقوة السلاح على حمولات سيارات كاملة من قافلة المساعدات الإنسانيّة بما فيها مؤسسة برزاني الخيريّة.
علماً أنّ مشفى ناحية شيه تم بناؤه على أرضٍ مستولى عليها بالقوة، والأموال التي دعمت المشروع كان مصدرها الإتاوات على مواسم الزيتون التي أرهقت أهالي الناحية وكذلك الفديات التي تم فرضها على مواطنين كرد تم اختطافهم.
وفي بيان هذه المبادرة تمت مناشدة الجهات الإنسانية والطبيّة والخيرية ذات الصلة، لتقديم الدعم والمساعدات، ونظراً لحساسيّة المسألة وطابعها الإنسانيّ فمن المتوقع تدفق الكثير من المساعدات الإنسانيّة والماليّة، والتي لن يُكشف عنها، لتكسب ميليشيا العمشات وجهاً تجميليّاً ليس بالمجان وحسب بل مع مكاسب إضافيّة.
وفي سياق الخطة نفسها تم الإعلان عن أنّ القوة المشتركة المتمثلة بميليشيات “الحمزة وسليمان شاه”، قدمت آليات ودعماً لوجستيّاً لمركز ميليشيا الشرطة المدنية وقوات الكوماندوس في بلدة بزاعة بريف الباب والتي ينحدر منها المدعو “سيف أبو بكر بولاد” متزعم ميليشيا “الحمزات”.
إنّ قيام ميليشيا عسكريّة بدعم توجهات طبيّة وبخاصة معالجة السرطان وتقديم الدعم والآليات للمؤسسات الأمنيّة، يعد مسألة لافتة في ظل الشكاوى بتأخر دفع الرواتب لمسلحي الميليشيات، وكذلك بالنظر إلى الميليشيات العسكرية ليست جهات منتجة يمكنها تأمين مصادر التمويل، إلا عبر أساليب البلطجة، وبذلك فإن هذه العمليات تهدف إلى غسيل الأموال السوداء المشبوهة.
وتتزامن خطوات تجميل ميليشيات “الحمزات والعمشات” ذات الخلفية التركمانيّة مع زيارة المدعو “فهيم عيسى” متزعم ميليشيا “السلطان مراد” إلى أنقرة ولقائه برئيس حزب الحركة القوميّة دولت بهجلي المعروف بتوجهاته القومية العنصرية، ومناقشة أوضاع التركمان والتأكيد على ولاء التركمان للحكومة التركيّة والرئيس أردوغان وكذلك على أنّ دور التركمان في سوريا يأتي في سياق دعم سياسة أنقرة في مناطق الميثاق المليّ ووصف وسائل إعلام تركية فهيم عيسى بـ”القائد التركمانيّ”.
ويكتمل المشهد البانوراميّ التركماني مع انعقاد مؤتمر لتركمان سوريا والعراق في إسطنبول في الآونة الأخيرة وتداول خريطة المناطق التركمانيّة والتي تشمل مساحات واسعة في البلدين وتمتد من منطقة مندلي شرقاً على الحدود الإيرانيّة وحتى البحر المتوسط ما ينذر بوجود مخطط انفصاليّ على غرار ما حصل في قبرص وأداته الميليشيات التركمانيّة.