ديسمبر 23. 2024

بعد فراس باشا… فهيم عيسى يزور دولت بهجلي في أنقرة في زيارة دعم للتركمان

عفرين بوست ــ متابعة

استقبل متزعم حزب الحركة القومية التركيّة MHP دولت بهجلي، يوم الإثنين 17/7/2023 في مقر الحزب في أنقرة المدعو “فهيم عيسى” متزعم ميليشيا “السلطان مراد”، التي نقل تفاصيلها مواقع تركية مثل Daily News ــ benguturk.

قدّم المدعو “عيسى” هدية لبهجلي عبارة عن نص قصيدة للكاتب القوميّ التركي ضياء غوك ألب، الذي يُعرف بأنّه أبو القومية التركيّة. ووصفت المواقع التركية القصيدة بأنها النسخة الأصلية من قصيدة ضياء كوكالب “الدولة”، والتي لم تنشر في أي مكان من قبل.

المواقع التركية تداولت اسم المدعو “عيسى”، الثلاثيّ وهو فهيم أرطغرل عيسى ووصفته بأنّه زعيم التركمان السوريّ، وقالت إنّ تمت مناقشة واستشارة مختلف القضايا المتعلقة بالوضع الحالي للتركمان السوريين.

وقال بهجلي إنه يتابع النضال في سوريا عن كثب منذ اليوم الأول، وبعث تحياته إلى جميع المجتمعات الشقيقة، وخاصة إلى جميع القبائل والقبائل التركمانيّة التي تقاتل من أجل وطنهم في المنطقة، بحسب تعبيره.

وأدلى “عيسى” بتصريح أشار فيه إلى الميثاق المليّ وقال: “لقد قدمنا ​​حبنا واحترامنا وتفانينا اللانهائي لرئيس MHP، الزعيم الحكيم للعالم التركي، تركمان باي، من الأرض التي قاتلنا فيها من أجل الإنسانية والوطن، حيث قال أتاتورك إنني رسمت الميثاق الوطني من هنا. هم مصدر ثقتنا. خصيصاً لهذا اليوم، أعطيناهم النسخة الأولى من قصيدة “الدولة” للتركمان ضياء كوكالب، المنظر العظيم للقومية التركية”.

وأضاف عيسى “نحن ملتزمون بشدة تجاه تركيا، وبتجاه رئيسنا أردوغان وبهجلي. لن نوقف كفاحنا حتى نحصل على حقنا في العيش بشكل إنسانيّ على أرضنا وحماية هذا الحق إلى الأبد. نحن ممتنون لإخواننا في تركيا والعالم التركي كله لدعمهم”. بحسب تعبيره.

أكّد عيسى أنّه يعمل من أجل مشروع تركمانيّ فقال “يجب أن يطمئن المجتمع التركيّ في جميع أرجاء العالم إلى أنّهم في الجيش الوطني يخوضون نضالاً يتناسبُ مع روح الأتراك في سوريا في “مناطق تركمانيّة عاشوا فيها لأكثر من 1000 عام”.

وتعقيباً على الزيارة؛ وصف د. جميل دوجاك إيبيك المختص بالعلاقات الدوليّة، فهيم عيسى بأنّه “رجل النضال العظيم”، وهو توصيف على دلالات تتجاوز دوره كمتزعم ميليشيا سوريّة ويقصد به العمل لصالح تركيا.

اللافت أنّ الإعلان عن زيارة فهيم عيسى إلى تركيا ولقائه بزعيم الحركة القومية بهجلي تزامن مع تداول خبر انعقاد مؤتمر لتركمان سوريا والعراق والذي لم يتم إعلانه رسمياً على الإعلام، وكذلك مع تداول خريطة المناطق التركمانيّة والتي تضم مناطق من سوريا تشكل مناطق من ريفي حمص وحماه وشمال اللاذقية حيث الوصول إلى البحر مع محافظة حلب وأجزاء كبيرة من محافظة الرقة ومحافظة الموصل العراقية وكركوك وصولاً إلى مندلي شرقاً على الحدود الإيرانيّة.

وسبق لدولت بهجلي أن استقبل في مكتبه المدعو “فراس باشا” متزعم ميليشيا “المنتصر بالله”، وتفيد معلومات أوليّة بوجود علاقة مهنية بين المدعوين “فراس باشا” و”فهيم عيسى”، إذ تجمعهما المهنة الواحدة (صناعة الأحذية) في حي الهلك بمدينة حلب قبل اندلاع الأزمة السوريّة.

السلطان مراد ذراع عسكريّ لأنقرة

أعلن عن تشكيل ميليشيا “السلطان مراد” في 28/3/2013 بأيديولوجية قومية تركيّة وولاءٍ عثمانيّ، وتضم عناصر تركمانية بشكلٍ خاصٍ، وعلاقتها وثيقة بالمخابرات التركيةّ، وشاركت الميليشيا في معظم المعارك ضد الكرد في مدينة حلب وعفرين وشمال سوريا، وشاركت في القتال في ليبيا وأذربيجان.

وبسبب “ميليشيا السلطان مراد” أدرجت الولايات المتحدة في يوليو 2021، تركيا في القائمة الأمريكيّة للدول المتورطة بتجنيد الأطفال، وذلك بسبب علاقات السلطات التركية الوثيقة مع الميليشيا، إذ تُعد أحد أذرع تركيا المسلّحة في مناطق التي تحتلها شمال سوريا. وبحسب تقارير لمنظمات دولية ومحلية، فإنّ “الفرقة” متهمة بارتكاب جرائم حرب ضد الأكراد، إضافة لتورّطها في تجنيد أشخاص لمصلحة أنقرة وإرسالهم إلى ليبيا وأذربيجان.

ولاء للذئاب الرمادية  

علاقة المدعو فهيم عيسى بتركيا تتجاوز البعد العرقيّ، إلى الولاء السياسيّ، وتغريدات عيسى إجمالاً، إذ يغرد عادة بالتركية بسبب أميته وعدم إجادته اللغة العربية، وقد نشر صورةً لمشهد لافتٍ حيث يقف وسط مجموعة من التركمان يرفعون العلم التركمانيّ، ويشيرون بأيديهم علامة “الذئاب الرماديّة”، ما يُسقِط عنهم أي توصيفٍ وطني سوري.  

وفي حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، توعد “فهيم عيسى” علناً بتتريك سوريا والشعب السوري وضمّهم إلى ما سماها “الأمة التركية“. وقال في تغريدته محتفلاً بيوم تعاون الدول الناطقة بالتركية “نأمل بعد تطهير سوريا من نظام الأسد القاسي والمنظمات الإرهابيّة، أن نكون سوريا الحرة دولة يتم التحدث فيها باللغة التركيّة، وأن نكون في المجلس التركيّ“.

واعتبر ناشطون كلام “عيسى” ودعوته لتتريك الشعب السوريّ وجعله يتكلم باللغة التركيّة، خطوة خطيرة تهدد هوية كل السوريين.

من هو ضياء غوك ألب

يعدُّ ضياء غوك ألب (1875- 1924) من الرعيل الأول من مُنظري الطورانيّة، والتي تنطوي في مشروعها على تتريك الشعوب غير التركيّة القاطنة ضمن حدود الدولة العثمانيّة كالأرمن والعرب والكرد واليونانيين والآثوريين والسريان وغيرهم، وانضمَّ غوك ألب إلى جمعية “الاتحاد والترقّي”، وعُينّ في مجلس الشورى وطُلب منه التحقيق في شروط الأقلّيات، وخصوصاً الأرمن، وإيجاد الحلول الملائمة لحلّ مشاكلهم، وتمت الموافقة على قسم كبير من اقتراحاته، وتنفيذها خلال الحرب العالميّة الأولى.

ووصف “غوك آلب” الشعوب غير التركيّة بأنهّا جسمٌ غريبٌ وقال: “إنّ الإغريق والأرمن وبقيّة الاقلّيات هم أتراكُ الهويّة فقط، لا في الانتماء القوميّ التركيّ، وسيبقون عضواً غريباً في جسدِ الأمّة التركيّة”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons