مايو 13. 2024

أخبار

ملف|| قرية ديرصوان… حيث يُستباح الماضي والحاضر وتنوء الحياة بثقل الاحتلال

عفرين بوست

قرية ديرصوان Dêrsiwanê تقع قرب نهر عفرين، وتُحيط بها آثار تاريخيّة شهيرة، وهي قرية حدوديّة تبعد عن مركز ناحية شرّا بـ /14/ كم، ويُقال إنّ اسمها مأخوذ من دير قديم، مُحيت آثاره.

الموقع والسكان

ديرصوان قرية كبيرةٌ عمرها حوالي أربعة قرون، تقع على هضبة كلسيّة تربتها غضارية بيضاء تقع شمال شرق بلدة شران بنحو 11 كم، وجنوباً وادي وسهل وقرية ويره كان وشرقاً سلسلة جبليّة مزروعة بأشجار الزيتون والحراج وقرية إيكيدام وغرباً وادي وسهل ومجرى نهر عفرين وقرية زيتونك. يحدها شمالاً منحدر ووادي مجرى نهر عفرين والصابون سيه وقرية شلتاح، يقع غربها على بعد نحو 2كم جسران من العهد الروماني، ما يزالان قيد الاستخدام. الجسر الرومانيّ الأول على نهر عفرين وطوله 92 م، والثاني ضيق على نهر صابون سيه الذي ينبع من جوار القرية، ويصب في نهر عفرين. ويعمل أهل سكان القرية بزراعة الزيتون والكروم والحبوب والأشجار المثمرة الأخرى، وفيها 3 معاصر زيتون حديثتان. ومن عوائل القرية عائلة حج أومر وآل شيخ إسماعيل زاده أيضاً.

ومن شخصيات القرية المعروفة عثمان محمد عثمان الملقب عثمان أفندي (1923ــ 1983): الشخصية القانونية الكُردية الذي ساهمت بتطوير القانون بدولة الإمارات، تخرج من كلية الحقوق عام 1946، وعمل محامياً ثم قاضي الصلح بعفرين عام 1948، وتنقل بين عدة محافظات سوريّة (حلب، الحسكة، حماه) وفي بداية السبعينات عُيّن قاضياً بمحكمة التمييز بدمشق، ثم رئيساً لمحكمة النقض، كان يجيد اللغة الكردية قراءة وكتابة، بالإضافة لخمس لغات (العربية والتركية والفرنسية والإنكليزية والفارسية)، واستدعته نهاية السبعينات دولة الإمارات، لتطوير القوانين وبقي فيها حتى وفاته 1983. ودفن في زيارة حنان. ومن شخصيات القرية المعروفة الفنانان الراحلان عدنان دلبرين وحسن شيخو.

اعتداءات قبل العدوان

في 14/6/2015، 5 قتل الجيش التركي المواطن “خليل عبد العزيز” (37 سنة) أثناء محاولته عبور الحدود والمواطن “خليل” متزوج ولديه 5 أطفال.

في 22/10/2015، أطلق الجيش التركي الرصاص الحي على مواطنين كردٍ عند القرية أثناء وجودهم على الحدود. وأصيب كل من “حنان ناصرو” (19 سنة) من أهالي مدينة عفرين، وأصيب في ساقه الأيسر و”أحمد خليل” (36 سنة) أصيب في فخده الأيمن.

ديرصوان خلال العدوان

شهدت القرية خلال العدوان التركي على عفرين اشتباكات عنيفة وكانت في مرمى القصف المدفعي والجويّ، كما نفذت فيها عمليات مقاومة نوعيّة:

في 2/2/2018 استهدفت وحدات حماية الشعب بالسلاح الثقيل تمركزاً للقوات التركيّة، لتردَّ المدفعيّة التركية بالقصفِ العشوائيّ لقرى ديرصوان، عرب ويران، وجبل بافلون، وفيلا القاضي. وفي 6/2/2018 اندلعت اشتباكات في محيط قرى شيلتعتي وديرصوان، وألحقت بها اضراراً ماديّةً كبيرةً بالمنازل والمدرسة.

في 9/2/2018 استمرت الاشتباكات والهجمات على قرى (بافلون، عرب ويران، سينكا، ديرصوان) متزامنة مع القصف والغارات الجوية. وصباح 11/2/2018 قصفت الطائرات التركية محيط قريتي ديرصوان وعرب ويران واندلعت اشتباكاتٌ عنيفةٌ.

وفي 14/2/2018 كانت مركز ناحية شران في مرمى القصف المدفعيّ العشوائيّ ومعها القرى المحيطة (أومرا، جاما، سعرينجاكه، ديرصوان) ما أدى القصف لتدمير عدد من منازل الأهالي.

في 19/2/2018 شهد محور قرية ديرصوان وصولاً إلى قلعة النبي هوري وقرية حلوبية إضافة لقرية وسد ميدانكي وقريتي درويش ومتينا هدفاً للغارات الجويّة وشهدت اشتباكات.

في 20/2/2018 نُفّذت عملية نوعيّة لوحدات حماية الشعب وتفجير دبابة وإعطاب عربتي BMB في قرية ديرصوان وقُتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من قوات الغزو. وقُتل المسلح “جميل كرمو” على جبهة ديرصوان بعد ظهوره بثلاث ساعات في بثٍ مباشر يتوعد بدخول عفرين ويدوس ع صور شهداء قرية ديرصوان.

في 22/2/2018 دخلت قوات الغزو قرية ديرصوان، وقُتل العقيد حسن الأحمد، من “الفيلق الثاني” خلال تفكيك لغم في القرية، وفي 23/2/2018 تمّ تدمير آلية لقوات العدوان ليبدأ القصفُ عليها على مدار 24 ساعة التالية بالأسلحة الثقيلة مع اندلاع اشتباكات عنيفة. وفي 30/3/2018 نُفذت عملية نوعيّة قُتل فيها العديد من مسلحي “السلطان مراد”.

ودُمّر مبنى المستوصف و/50/ منزلاً بشكلٍ كامل و/50/ منزلاً بشكلٍ جزئيّ. ويحتل القرية مسلحو ميليشيات “السلطان مراد” و”الجبهة الشامية”.

التغيير الديمغرافي

تضم القرية /450/ منزلاً، بينها 50 عائلة عربيّة، وعدد سكانها الأصليين نحو /1800/ نسمة وتشير إحصائيات إلى عدد أكبر، وعادت 80 عائلة كرديّة بعد احتلال المنطقة من أصل /400/ عائلة، وبالمقابل تم توطين /400/ عائلة فيها بالإضافة إلى /50/ عائلة في خيمٍ غربي القرية وألف عائلة في خيم (قرب نبع “گرمكِه” وموقع قلعة النبي هوري) ويقدر عدد المستوطنين بنحو ألفي نسمة، من مستقدمي الغوطة وحمص وحماه وغيرها.

ولأنّ التغيير الثقافيّ استكمالٌ للتغيير الديمغرافيّ تسعى سلطات الاحتلال لزيادة عدد المساجد لنشر الفكر المتطرف، وبنت مسجداً رغم وجود أحد أقدم مساجد عفرين فيها، وذلك بعد أن وقعت دائرة الإفتاء التابعة للاحتلال التركيّ في ناحية شران وثيقة مع منظمة “غازي الشام” لبنائها.

السرقات والاستيلاء

سُرقت محتويات معظم منازلها من أدوات وفرش وتجهيزات كهربائية واسطوانات الغاز وأواني نحاسية ومؤن وما وُجد من آلات زراعيّة وجرارات وسيارات، وكذلك محولة كهرباء القرية عدد /2/ وكامل كوابل وأعمدة شبكتي الكهرباء العامة والهاتف الأرضيّ، ومجموعة ضخ مياه الشرب من البئر الخاص بالقرية وما تبقى من آلات معصرة الزيتون العائدة للمواطن “عابدين محمد أوسي” المدمّرة، وكذلك تمت سرقة كافة آلات معصرة المواطن “منان فائق آغا” قرب الجسر الرومانيّ، واستولى مسلحو “فيلق الشام” على المسمكة العائدة له بجانب المعصرة والنهر وعلى منزله بالقرية أيضاً.

اتخذت ميليشيات “السلطان مراد” من منزلي “علي مصطفى جمو، أحمد فياض حجي” ومبنى معصرة “مصطفى منان جمو” وجزء من منزل “مصطفى علي جمو” مقرَّات عسكرية لها، وحوَّلت مبنى الوحدة الارشادية الزراعية إلى مقرّ لـ “الدفاع المدني”.

تم الاستيلاء على نحو /270/ منزل بكامل عفشها، واستولت الميليشيات الموالية لتركيا على كامل ممتلكات مواطني القرية المهاجرين والمُهجَّرين قسراً، منها أراضي زراعية ونحو /65/ ألف شجرة زيتون، على سبيل الذكر (/7/ آلاف شجرة لثلاثة من أبناء المرحوم عكاش آغا، /15/ ألف – منان فائق آغا، /500/ لثلاثة من أبناء المرحوم أحمد منان عبد الله، /5/ آلاف للشقيقين مصطفى ووحيد عَدول حج شريف)، ورُفضت وكالات التصرف بأملاك الموكِّلين الغائبين، وأُرغم المواطن “محمد عَدول حج شريف” على تأجير مخبزه الآلي للمسلحين. وأعادت ما تسمّى “لجنة رد المظالم” فقط بعض الآليات بعد دفع أصحابها إتاوات، وتم الترويج زوراً لإعادة الممتلكات لأصحابها.

والوضع المعيشيّ متردٍّ بشكل عام بعد الاحتلال، وكذلك الخدمات والتعليم وتفتقر مدرسة ابتدائية للكثير ويقتصر الدوام فيها على يومٍ أو يومين بالأسبوع، وأُلغيت المرحلة الإعدادية التي كانت موجودة سابقاً.

الاعتقالات والاختطاف

صباح الأحد 10/4/2022، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكريّة” 11 شخصاً أثناء محاولتهم الدخول عبر التهريب في محيط قرية ديرصوان – ناحية شرّا/شران بمساعدة مهرّبين من ميليشيا “السلطان مراد”. ومن بين المجموعة المعتقلة مواطنان من ديرصوان، وجاء اعتقالهم انتقاماً من تملص ميليشيا” السلطان مراد” من دفع حصتها من مكاسب التهريب.

في مطلع نيسان 2022 داهمت الاستخبارات التركية بالتنسيق مع “الشرطة العسكرية” القرية واعتقلت ثلاثة مواطنين: “عارف نبي داوود” (32 سنة)، و”حسن نعسان برازي” (23 سنة) و”أحمد ليلى”، واقتيدوا إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وشهدت القرية في الأيام الأخيرة حملة اختطافات واسعة بحق المواطنين والأهالي بتهم وحجج واهية.

واعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدينة عفرين المحتلة صباح الجمعة 25/3/2022، المواطن “خالد يوسف محمد” (41 سنة)، ويقيم قرب مدرسة ميسلون بحي الأشرفية وسط مدينة عفرين المحتلة، ويعمل سائق تكسي ضمن المدينة ووجهت له بتهمة تهريب البشر إبان فترة الإدارة الذاتية السابقة.

وليلة الأحد 13/2/2022 داهم عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” القرية واعتقلوا المواطنة “منى المكوم”، مع ولديها “عبد الهادي ومحمد حنيف طوبال”، بحجّة قيامهم بتهريب عناصر من قوات سوريا الديمقراطية إلى داخل الأرضي التركية.

في نوفمبر 2021 داهمت استخبارات الاحتلال التركي منازل الأهالي واعتقلت المواطنين “شيخ موسى خليل بن عبد الرحمن” (62 سنة) و”رشيد هورو” (20 سنة)، بحجة عملهما في الإدارة الذاتيّة سابقاً. وتعرضا للضرب المبرح والتعذيب على أيدي الشرطة العسكرية بعد اقتيادهما إلى أحد مقراتها في مدينة عفرين، لتُطلق سراح المُسن ” سراح شيخ موسى خليل” في 4/12/2021 بعد ابتزاز ذويه وإجبارهم على دفع فدية مالية، فيما أبقي الشاب “رشيد هورو” قيد الاحتجاز

اعتقلت ميليشيا ”الشرطة العسكرية” في 2/10/2021، المواطنة “عائشة محمود نعسان” (55 سنة) أرملة المرحوم “أحمد حسين جمو” من منزلها في القرية واقتادوها إلى مقر الميليشيا في مدينة أعزاز المحتلة، للضغط على نجلها الموجود خارج عفرين ليسلّم نفسه بزعم أنّه “قيادي في قسد”. وكانت المواطنة “عائشة” تقيم في مناطق الشهباء، ولكنها عادت إلى قريتها قبل اعتقالها بنحو شهرين.

واعتقل الحاجز الأمني لميليشيا “الشرطة العسكريّة” في دوار الساعة بمدينة أعزاز المحتلة، في 27/5/2021، المواطنين الكرديين “علي مصطفى رشو” (27سنة) وشقيقه “رشيد” (29 سنة)، بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتي إبان الإدارة الذاتية سابقاً، وأفرجت عنهما بعد أسبوع ودفع غرامة مالية مقدارها ألف ليرة تركية، رغم إبرازهما لوثيقة “إخلاء سبيل” صادرة عن سلطات الاحتلال التركيّ تثبت تعرضهما للاعتقال سابقاً ودفعهما للغرامة الماليّة.

وفي 14/4/2021، اُعتقل المواطن “عبدو جميل قرته” (30 سنة) على حاجز مدخل عفرين واقتيد إلى سجن ماراتِه.

بنهاية أغسطس 2020، اُعتقل المواطن الكرديّ “محمد نبي” (31 سنة) بتهمة أداء “واجب الدفاع الذاتيّ” خلال فترة عهد الإدارة الذاتية سابقاً، وكان المواطن “محمد نبي” قد اختطف سابقاً، وسُجن لمدة تسعة أشهر في مدينة أعزاز، وهو عامل على بسطة لبيع الخضار.

وفي 24/8/2020 حاصرت قوات تركية بالتنسيق مع ميليشيا “الجبهة الشاميّة” القرية مستقدمة عشرات الجنود وعربات عسكريّة، واعتقلت ثلاثة شبان هم: “حسن صبحي طوبال” (22 سنة)، “محمد علي يوسف طوبال” (17 سنة) وهما من المكون العربي، و”حسن محمد كلجامو” (24 سنة)، وأفرج بعد يومين عن “حسن طوبال ومحمد علي طوبال”.

وفي 17/10/2019 داهمت ميليشيا “الشرطة العسكريّة” منزل الإمام أحمد وقاص/ أبو العباس، واختطفته برفقة ابنته، من قرية “ديرصوان”، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث يعاني من إعاقة في القدم. وجاء الاختطاف على خلفية مُناصرة الإمام لأهالي القرية، وتحدثه عن الانتهاكات التي يرتكبها مسلحو الميليشيات، وفي 11/11/2019 تم الإفراج عن الشيخ وقاص وابنته.

كما اختطف في 2/9/2019، سبعة مواطنين بينهم أربعة نساء هم “نبيهة خليل عجيلي” (55 سنة) زوجة المواطن “هورو منان عثمان”، و”لطيفة” (35 سنة)، و”موليدة عبد الرحمن خليل”، و”وداد وقاص”، و”أميرة شحيمة”، و”أدهم عمر مجيد” (50 سنة)، و”حسن أحمد جامو” (27 سنة)، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية.

في 9/4/2019 اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” 20 مدنيّاً بينهم 10 نساء من قريتي قورتقلاق وديرصوان، بتهمة التعامل مع خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب في المنطقة، واقتادتهم إلى إحدى مواقع الاختطاف في الإقليم المحتل، ووثق ناشطون أسماء بعض المختطفين وهم كل من “شيخو كرز، فؤاد برازي، شيار قنش، ريناس قنش، حسون تركي، شيخموس وحمودة عمر”.

كما تعرض سكان القرية الكرد المتبقين لمختلف المضايقات والانتهاكات، من إهانات وفرض فدى وأتاوى مالية واعتقالات تعسفيّة وغيرها، ومن المعتقلين القدامى “محمد خليل قره محمد” (50 سنة)، “هوريك جميل إيبو” (21 سنة)، وقد أخفيا منذ شباط 2018، في سجن ماراتِه بعفرين.

قطع أشجار الزيتون والغابة الحراجية

أقدم المسلحون والمستوطنون على قطع ما يقارب /10/ آلاف شجرة زيتون عائدة لأهالي القرية بشكلٍ جائر بغية التحطيب، منها (/300/ شجرة لـ”مصطفى رشيد رشو”، /500/ لـ”رضوان نوري رشو”، /200/ لـ”أحمد نوري رشو”، /3/ آلاف لـ”عابدين مصطفى عكيلا”، /300/ لـ”مصطفى منان جمو”، /200/ لـ “رشيد منان جمو”، /150/ لـ”أدهم أحمد مصطفى”، /500/ لـ”أحمد فياض حجي”).

وكذلك قطع 90% من الأشجار والأحراش الحراجية المحيطة بالقرية، منها حرش بين قريتي عرب ويران و ديرصوان، وحرش على طريق إيكدام- شرقي ديرصوان، وحرش جبل مراد آغا وجبل دفه مغار، التي زُرعت عام 1983م، زد على ذلك الرعي الجائر لقطعان الغنم بين الأراضي الزراعية وحقول الزيتون.

في مارس 2022، أقدم المدعو “أبو علي التدمري” المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد” على بيع أرضٍ زراعيّة تحتوي أشجاراً حراجيّة إلى المدعو “مازن عاشور”، فيما ينوي الأخير قطع تلك الأشجار والاتجارِ بالحطبِ.

ويُذكر أنّ أحراش قرية ديرصوان تعرضت للقطع، خلال شهر فبراير 2022، من قبل مسلحي “السلطان مراد” وكذلك أشجار الزيتون، بقصد الاتجار بالحطب. وقطعت جماعة المدعو “أبو محمود السفراني” أكثر من 650 شجرة حراجيّة في محيط القرية.

في 16/3/2022، قطع مسلحون من “الجبهة الشامية” أكثر من 40 شجرة زيتون، تعود ملكيتها لـ”محمد حنيف محمد”.

ذكرت “عفرين بوست” في 6/3/2021 أن مستوطنين قطعوا نحو 40 شجرة جوز.

في موسم زيتون 2020 قامت مجموعة مسلّحة تابعة لميليشيا “السلطان مراد” يتزعمها المدعو أبو علي تقوم بجني محصول الزيتون من حقول المواطنين الكرد المهجّرين قسراً في قرية ديرصوان بحجّة أن أصحابها كانوا يتعاملون مع الإدارة الذاتية السابقة، وتم تشكيل مجموعات كبيرة من المستوطنين من القرى المجاورة لجني الزيتون ويتجاوز عدد الأفراد في هذه المجموعات (200) شخص وأكثر. وتُسرق حقول المواطنين الكرد الباقين في القرية ليلاً.

التضييق على الأهالي

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في 19/4/2020 أن مسلحي ميليشيا “السلطان مراد”، و“شهداء السفيرة”، أصدروا قراراً بمنع أهالي قرية “ديرصوان” من حراثة الأراضي وحقول الزيتون العائدة لأقربائهم المهجرين قسراً من القرية. وفي 1/10/2019 نقلت المعرفات الإعلامية الموالية للميليشيات الإسلامية، أن مسلحي “شهداء السفيرة/ السلطان مراد” يجبرون أصحاب المحال التجارية الكُرد على بيعهم السلع ديناً، ووصلت الديون لمبالغ كبيرة، في ظل رفضهم سدادها، وأضافت أن من يطالب من المواطنين الكُرد بالديون يُهدد بالخطف بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية.

اشتباكات ومطاردة تاجر مخدرات

اندلعت اشتباكات في 18/11/2021، ليلاً في قرية ديرصوان بين عناصر “الشرطة العسكرية” ومسلحي “الجبهة الشامية” من جهة والمدعو “عمر الجنيدان” (عجيلي الأصل) والذي يعمل لصالح المدعو “أبو جاسم الديريّ” المتزعم في ميليشيا ملكشاه. وداهمت دورية من أربعة سيارات تابعة “للشرطة العسكرية” وميليشيا “الجبهة الشامية” منزل المدعو “عمر جنيدان”، الذي كان قد فر، فتمت مطاردته ووقعت اشتباكات بين الطرفين، وفشلت تلك الدورية بالقبض عليه.

جرائم قتل

أقدم المدعو “ملازم شيخ صالح” على قتل زوجته المواطنة “كلة خليل فرج” (23 سنة) من أهالي قرية ديرصوان عمداً أثناء محاولتها الفرار باتجاه تركيا وقتل الطفل “بكر فؤاد شيخ صالح” (14 سنة) انتقاما لوالد الطفل المدعو “فؤادي برازي” الذي ساعد المواطنة كلة على الفرار، مع أولادها الثلاثة (رائد صالح ومحمد صالح وخانم صالح) في 9/8/2020.

في 6/12/2019 عثر على جثة المواطنة “زليخان حسن جنيد”، من المكون العربيّ، في قرية قسطل جندو، وكانت قد اُختطفت في 1/12/2019، في مدينة أعزاز، و”زليخان” من عشيرة العجيلي، كانت متزوجة من المدعو “عدنان كرطه” من سكان مدينة أعزاز، ووالدها المدعو “حسن جنيد” وشقيقاها “عمر جنيد ومحمد جنيد” مسلحان في صفوف “السلطان مراد”.

عثرت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ليلة الاثنين 7/10/2019، على جثة مستوطنة مجهولة الهوية قرب مفرق القرية. وتظهر صورة امرأة وهي ترتدي زي المستوطنين (جلباب اسود) ومُلقاة على الأرض، (وسط شكوك بتعرضها لاعتداء جنسي)، فيما لم يعرف إن كانت الحادثة قد ارتكبت رمياً بالرصاص أو خنقاً، حيثُ لا تُظهر الصورة أي آثار لدماء على ملابسها.

قتل على الحدود

في 6/8/2021 أقدم عنصر من ميليشيا “الشرطة العسكريّة” بمخفر ديرصوان على إطلاق النار على الشاب “حمدو الشاوي” من أبناء قرية كفين بريف أعزاز أثناء محاولته الدخول إلى تركيا بطريقة غير شرعية عبر طرق التهريب قرب قرية ديرصوان، ما أدى لإصابته بجروح بليغة، واقتادوه رغم الإصابة إلى المخفر وضربوه وأهانوه، وألقوا به إلى قارعة الطريق، وأسعفه مدنيون إلى مشفى أعزاز، ليتوفى في 20/8/2021.

سرقة الآثار من تل ديرصوان والنبي هوري

تعرضت تلال ديرصوان- غرب القرية، وبكريه- شمال القرية وموقع قلعة “النبي هوري” والمساحات المحيطة بها للحفر والتجريف بالآليات الثقيلة من قبل مسلحي “السلطان مراد” باستخدام الآليات الثقيلة وخلف سواتر ترابيّة، بإشراف الاستخبارات التركية، وسُرقت كنوزها الدفينة.

بدأت سلطات الاحتلال التركي منذ أوائل يونيو 2021، بحملة حفر وتجريف جديدة في محيط “قلعة النبي هوري”، وكذلك في التلة الأثريّة غرب القرية بهدف استخراج وسرقة اللقى والدفائن الأثرية وباستخدام الجرافات والآليات الثقيلة الأخرى.

بتاريخ 9/4/2022 حصلت مديرية آثار عفرين على مقطع مصور، وصورة فوتوغرافيّة تم التقاطها عن قرب بدقة جيدة ومباشرة من سطح التل، ويُظهر المقطع المصور التل في حالة مؤسسة من خلال تعرضه لحفريات تخريبيّة امتدت على مساحة التل المرتفع (أكروبوليس)، على أعماقٍ كبيرةٍ جدا على شكلٍ خنادق وأخاديد عميقة جداً، إضافة إلى ظهور أجزاء من المدينة المنخفضة يتم تجريفها وتخريبها.

وحصلت مديرية الآثار في عفرين بتاريخ 1/10/2020 على صورة فضائية يعود تاريخها 21/ 8/2019، تُثبت بوضوح تعرض التل الأثري “ديرصوان” لعمليات حفر كبيرة على سطحه وفي أجزاء من السهل المحيط به. وتقدر المساحات التي تم حفرها وتخريبها بالاعتماد على قائس المساحات المتوفر على “غوغل إيرث” حتى تاريخ الصورة الفضائية (21\8 \ 2019)، والتي قدرتها مديرية الآثار بالشكل التالي: سفح التل (4000) م2 – المنحدر الجنوبي للتل (1500) م2 – شمالي التل في السهل المحيط (4200 م2).

مصادر المعلومات

ـ عفرين بوست.

– التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الكرديّ “يكيتي”.

ـ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ الدكتور محمد عبدو علي.

– كتاب عفرين… نهرها وروابيها الخضراء ــ عبد الرحمن محمد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons