ديسمبر 23. 2024

حلب اليوم.. ومُحاولة تجميل الاحتلال عبر حلقة في قرية عرب أوشاغي

عفرين بوست ــ خاص

مجدداً يتم تداول مشاهد مصورة من قرية في إقليم عفرين الذي تحتله أنقرة ومليشيات تنظيم الإخوان المسلمين بفرعه السوري ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، والغاية تبقى تجميل صورة الاحتلال، وهو جوهر مهام الإعلام الإخواني، ومنها قناة “حلب اليوم” المعروفة بتوجهاتها الإخوانية، عبر التسويق لجملة من المغالطات قدمها البرنامج، وتجاهل حقائق ثابتة.

فأولى الحقائق أن عدد سكان القرية كان يتجاوز 3300 نسمة قبل الحرب السورية، عبر القول إن عدد سكانها اليوم حوالي 2000، ويشير إلى أن سكانها هم من المستوطنين القادمين من أرياف حلب وإدلب والغوطة ودير الزور، دون تبيان إذا كان وجود هؤلاء طبيعياً في القرية وفي أي ظروف قاهرة لسكان القرية الأصليين الكُرد، ويكفي أن الاحتلال التركي هو الذي أحضرهم، فيما لا يذكر سبب خروج الألفي شخص الذين تحدث عنهم البرنامج، من أهالي القرية الأصلاء ولا الظروف التي أدت إلى خروجهم.

وحول الحديث عن الحياة العامة والمعيشة بعد الاحتلال، تحدث أحد المواطنين المسنين عن الغلاء المعيشي وصعوبة الحياة، فيما أكد سمان في القرية صعوبة الظروف، وأن كثيراً ممن يشترون بالدين لا يدفعون ما ترتب عليهم من ديون، دون أن يجرؤ أن يقول إن المستوطنين هم يفعلون ذلك، لأن هذه العادة غير معروفة بين أهالي قرى عفرين، نظراً لطبيعة العلاقات والقرابة.

وفي السردية التاريخية، ثمة مغالطة كبيرةـ حول تاريخ القرية، ومحاولة للإيحاء بأن القرية عربية من خلال مجرد الاسم (عرب أوشاغي) الذي يعني أبناء العرب، وأنّ رعاة للأغنام قدموا إلى القرية من جبل الحص واستوطنوا فيها وهم أخوان، تزوج أحدهما من المنطقة وبقي فيها، وحتى هذه التفصيلة لا توحي بأن القرية عربية.

وتقول الحكاية المتداولة بين الأهالي إن شخصاً كان يعرف باسم “حَمشَلَك” كان صاحب قرية حَمشَلَك القريبة، وكان يملك أراض زراعية في موقع هذه القرية، وكان لديه عمال من أصول عربيّة، فأسكنهم هناك في كهوف كانت صالحة للسكن، ثم بنى بعضهم مساكن، واستقروا فيها، وبذلك عُرفوا باسم “عرب حَمشَلَك”، أي العرب العاملون لدى حمشلك، ويُقال أنّ القرية ازدهرت القرية بسكان محليين آخرين من الكُرد.

ولا يقدم هذا التاريخ إلا الجزء اليسير جداً من قصة القرية ولا يتجاوز أربع قرون، فيما الحقيقة التاريخية أبعد من ذلك، ففي السادس من أبريل/ نيسان الماضي، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن صحيفة زمان التركية، أن التل يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثاً عن الآثار من قبل مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه”، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة، وبذلك فإن تاريخ القرية هو أبعد من ذلك بكثير، ومعروف أن أعمال التنقيب عن الآثار تستهدف أهداف عدة، أحدها إخفاء تاريخ القرية القديم.

وذكر المرصد أن عشرات أشجار السرو والبلوط كانت تحيط بالتل، إلا أن المسلحين قاموا بقطع معظمها، إضافةً إلى اقتلاع أشجار الزيتون التي تعود إلى أكثر من خمسين عاماً.

وأما الصورة المثالية عن حسن المعاملة فهي من جملة الدعاية الإعلاميّة التي سعت القناة لترويجها، متجاهلة الكم الكبير من الانتهاكات التي يتم توثيقها بشكل دوري، وتثبت سوء معاملة الاحتلال التركي وميليشياته لأهل القرية كما في كل قرى إقليم عفرين المحتل.

وفيما يلي بعض من الأمثلة التي تعكس حقيقة المعاملة، ونجد أن ملف الاختطاف والاعتقالات، زاخر بالانتهاكات وسوء المعاملة.

ففي أواخر شهر آذار 2018م، تم اعتقال المواطنين (جوان يوسف، إيبش حبش كله، خليل حسن، عويل عبد الرحمن بعبو، ولات حسن طشي، محمد زكريا تاتار).

وفي حزيران 2019 اعتقل المواطنون (علي محمد بن حنيف، فراس حنان بن عزت، مصطفى شكري يوسف بن بهجت).

وبتاريخ 19/6/2019، اُعتقل المواطنون (إبراهيم خليل جمكي، مصطفى يوسف بن رشيد، زكريا نعسو بن إبراهيم، محمد حبش بن أحمد، سعيد جمكي بن عابدين، نصرت عنتابي بن محمد، رشيد حبش بن نوري)، من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية”، ومن نفس القرية اعتقل المواطنين (فراس عزت حنان /25/ سنة، علي حنيف عمر /36/ سنة، مصطفى بهجت يوسف /40).

في 25/8/2019 توفي سعيد محمد تاتار (53 عاماً) من أهالي القرية، في إحدى المشافي التركية، نتيجة التعذيب الذي تعرض له أثناء اختطافه في وقتٍ سابق من قبل عناصر ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”.

وفي 9 تموز 2019 اُعتقل كل (زكريا بعبو، سعيد عابدين جمكي، محمد نور خانه، محمد احمد مصطفى).

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أجبرت مليشيا “لواء السلطان محمد فاتح” سكان القرية على جلب أكياس حطب من منازلهم لمقرات اللواء في البلدة، مع تهديد الرافضين بقطع أشجار الزيتون التابعة لهم في القرية.

وفي 17 آذار 2020، اعتقل المواطن “شيخموس محمد علي” من أهالي القرية أثناء تواجده في مدينة عفرين، وفي 18 آذار 2020، اعتقل المواطن “حبش بهجت حبش”، أثناء تواجده في منطقة الصناعة بمدينة عفرين.

وفي نيسان 2020 أقدم مسلحو ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” على قطع شجرة سنديان عمرها أكثر من /300/ عام والمعروفة باسم (شجرة المعصرة) بالكامل، ضمن حقل زيتون عائد للمواطن “مصطفى حسو”، لتكون تلك الحوادث والانتهاكات تعبيراً وافياً عن حقيقة مسلحي الإخوان وزيف إعلامهم القائم على الفبركة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons