نوفمبر 22. 2024

أخبار

من مهاجرهم القسرية وداخل عفرين: لا أعياد قبل تحرير الأرض

عفرين بوست-خاص

يعيشون مهجرين قسراً عن تراب وطنهم، وتحوم حياتهم بحسرة الفرح وهوس القاء مع أقربائهم وممارسة طقوسٍ كانوا يستعدون بشوقٍ واهتمامٍ لها، ورغماً عن قسوة الحياة يتحدّون الظروف بتجديد أمل تحرير أرضهم، وهي حالهم مع ثالث أضحى يستقبلونه في هاجس الحرب والتهجير القسري.

وسط الحرب الطاحنة كانت عفرين مثالاً للأمان وسلام

قبل ثلاثة أعوام، وفي مثل هذه الأيام كان إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، يعيش أماناً وسلاماً يجعلانه مميزاً ومثالاً للأمان والسلام، مختلفٍ عن الكثير من المناطق السورية، كما أن الأسواق والشوارع كانت مكتظة بالأهالي تحضيراً لاستقبال عيد الأضحى بأجمل وأفضل حالٍ ممكن”.

بفعل وجرائم الاحتلال التركي لم يدوم الاستقرار

لكن، لم يدم ذلك الاستقرار والفرح، لاستقبال طقوس العيد عقب ما عاشه أهالي عفرين من تهجير قسري بعيداً عن ديارهم، بفعل وجرائم جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ليحطوا رحالهم منذ ما يقارب عامين ونصف في الشهباء القريبة جغرافياً من عفرين ويقاومون فيها لتحرير وطنهم.

عيداً ثلاث يقضونه بحسرة ما كانوا عليه وكيف هو حالهم

فالحرب التي دارت فوق رؤوس أهالي عفرين لم تقتصر على تهجيرهم قسراً فحسب إنما سلبت منهم كل ما يملكونه من أرواح، أموال، أحلام، وغيرها الكثير من الممتلكات، وهذا ما يجعل الأضحى منذ قرابة ثلاثة أعوام، يمر بقهر وحسرة على سكان عفرين الأصليين الكُرد، على ما كانوا عليه وما هو حالهم اليوم.

الكثير من التفاصيل والطقوس الغائبة عن أعيادهم

لم يستطيع العفرينيون المقاومون في مخيمات التهجير القسري ممارسة طقوس العيد واستقباله والفرح بأيامه كباقي السنين، كما أن الكثير من العوائل لم تستطيع في هذا العيد شراء ملابسٍ جديدة تفرح بها قلوب أطفالهم، ولم يحضروا كعك وحلوى الضيوف نظراً لإمكانياتهم الضئيلة بعدما فقدوا كل شيء في عفرين المحتلة.

وعدى عن ذلك، فأن الكثير من أهالي عفرين لم يستطيعوا في يوم 18 آذار، الخروج من ديارهم لأسبابٍ مختلفة وعديدة، وهذا ما يجعل العيد يمر بصعوبة أكبر على سكان عفرين لعدم قدرة الكثيرون من رؤية وزيارة أقربائهم المتواجدين في المنطقة، بالإضافةٍ لمناسك أهم اعتاد أهالي عفرين ممارستها في العيد، وهي زيارة مقابر ذويهم.

وعله، سلب التهجير القسري الفرحة من على وجوه أهالي عفرين، وبات قدوم العيد مثله مثل باقي الأيام العابرة، لا تحمل لهم سوى استذكار قهرهم وحسرتهم للعودة إلى تراب الوطن.

وفي ثالث أضحى في مهاجرهم القسرية، باتت الحياة أصعب وأكثر معاناة على أهالي عفرين المهجرين، فإضافة لما يعيشونه من التهجير عن تراب الوطن، يعانون مثل باقي السوريين من سلبيات فرض قانون قيصر وارتفاع الأسعار، بالإضافة لانتشار وباء كورونا وغيرها الكثير من العوامل التي تفاقم من معاناة أهالي عفرين.

إيمان العفرينيون يتجدد للعيد الأكبر

ورغماً عن قسوة الظروف وجميع تلك العوائق التي يوجهها أهالي عفرين في الشهباء وداخل عفرين، إلا أنهم مصممون على مواجهة تلك الصعوبات ويجددون الأمل والتفاؤل باستمرار المقاومة، والإيمان بأن العيد الأكبر متمثل لديهم في تحرير أرضهم والعودة لديارهم.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons