عفرين بوست-خاص
حصلت “عفرين بوست” على تصريح حصري من “أبو عمر الادلبي” قائد “لواء الشمال الديمقراطي” المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية، للحديث حول المخططات التركية في سوريا، والوضع الأخير في محافظة ادلب.
وقال “أبو عمر” إنه “حتى تتضح الصورة ونفهم مجريات الأحداث، لنعد قليلاً إلى بدايات شهر تموز الحالي، فقد شهدت أروقة مجلس الأمن جولات حامية ومتتالية حول آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا للسوريين المتواجدين خارج مناطق سيطرة النظام السوري، وقد وصلت الأمور حد استخدام الفيتو الروسي الصيني المزدوج، ولكن في نهاية المطاف وبعد أيام شاقة من المفاوضات ويوم ١١ تموز الجاري، صوّت الجميع بمجلس الأمن على مشروع القرار رقم 2533 الذي نص على تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، لكن عبر معبر واحد فقط وهو معبر باب الهوى!، عبر تركيا ولمدة سنة واحدة، وطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة بأن يقدم تقريره على الأقل مرة كل ستين يوما لمجلس الأمن حول سير عمل الآلية”.
متابعاً: “إن التفاهمات الروسية التركية أوصلت النظام السوري بعد الهجوم على ريف حماة وإدلب الجنوبي، وبدأت في 26 نيسان ٢٠١٩ وانتهت بالسيطرة على خان شيخون في آب 2019، وذلك قبيل العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا في ٩ تشرين الأول ٢٠١٩، ومن ثم المرحلة الثانية من التفاهم التركي الروسي، والتي كان هدفها سيطرة النظام السوري ومن وراءه روسيا على طريق حلب – دمشق الدولي الهام والاستراتيجي M5، وانتهت تلك العملية بالسيطرة على أرياف حلب الشمالية والغربية والجنوبية وريف إدلب الشرقي ومدينتي سراقب ومعرة النعمان وحاس وكفرومة ومعرتحرمة، وصولاً إلى كفرنبل، وأسفرت العمليتان عن نزوح نحو 1.2 مليون مدني، نصفهم من الأطفال وانتهت تلك العملية العسكرية بعد تفاهمات أردوغان-بوتين في ٥ آذار ٢٠٢٠ التي جرت في العاصمة الروسية موسكو”.
مردفاً: “ومع وصول النظام السوري إلى شرق بلدة الأتارب، أصبح على مرمى حجر من باب الهوى الحدودي، وتبعد قوات النظام السوري وداعميه المتمركزة شرقي الأتارب نحو 14 كم عن دوار سرمدا، وهي عقدة المواصلات الحدودية، ومنها تتفرع طرق المخيمات وطريق معبر باب الهوى، ويربط بين إدلب ومنطقتي عفرين المحتلة وريف حلب الشمالي”.
لافتاً أنه وفي “حال قررت روسيا البدء بعملية جديدة، فيرجح أن تتبع التكتيك نفسه الذي اتبع في المعارك الأخيرة، وهو تجنب الهجوم المباشر على المدن والقرى والالتفاف عليها، وتركها تسقط تلقائياً بسبب خوف فصائل المعارضة المرتزقة من حصارها”.
مستطرداً: “ومع تحشيد فصائل المعارضة قواتها في محيط جبل الزاوية وطريق M4، فمن غير المستبعد أن تقوم روسيا بعملية التفاف كبرى على سائر محافظة إدلب من محور ريف حلب الغربي أعلاه، بين الأتارب ودارة عزة والبالغ طوله 15 كم فقط، فحصول أي هجوم هنا سيؤدي إلى تقدم النظام السوري عملياً باتجاه باب الهوى الحدودي وهنا نفهم السر وراء إصرار روسيا حول إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر باب الهوى فقط”.
ويقول “أبو عمر” أن ذلك ما يبدو أنه يشكل هدف روسيا، والذي جرى التفاهم عليه مسبقاً مع تركيا كما تدل على ذلك سياق التطورات الجارية، أما معبر باب السلامة، فهو بعيد حالياً عن الصفقات، ويعد شريان تركيا إلى سورياـ لمد مرتزقته بأسباب البقاء والعيش”.
أما بالنسبة لجبهة النصرة، فيوضح “أبو عمر” إنها “تتواجد حيث تتطلب منها مصلحة دولة الإحتلال التركي، وهي تنتقل وتتوزع كما ترسم وتطلب منها المخابرات التركية ليس إلا، لذلك قد تنقل عدسات الإعلاميين صور حشود ضخمة لجبهة النصرة وبقية الفصائل المرتزقة، لنجد بعد ساعات أن هذه الحشود أختفت وسلمت المناطق إلى النظام السوري وداعميه بقرار وتنسيق تركي معها”.
قائلاً: “لذلك نستطيع القول وبشكل قاطع وواضح، أن جبهة النصرة تتواجد حيث تتطلب مصلحة تركيا، وهي حصان طروادة تركي”.
ويردف أبو عمر لـ “عفرين بوست”: “نتواصل مع أهالينا في إدلب وأريافها بشكل دائم ومستمر، وهم حالياً في أشد حالات الخوف والرعب، ولكن ليس من القصف الجوي أو المدفعي فحسب، بل رعبهم الحقيقي من الصفقات المشبوهة التي تعقدها تركيا على حساب دمائهم وعذاباتهم وتشريدهم وأطفالهم ونسائهم، سعياً منها لمتابعة مشروع التغيير الديمغرافي الذي تسعى له حكومة العدالة والتنمية الإخوانية، لإحياء مشروع الخلافة العثمانية البائدة التي يحلم بها أردوغان”.
وذكر أنه “قد فضحت الصفقات التركية السابقة دناءة وخساسة ما يفعله أردوغان وأركان حزبه تجاه السوريين من رأس العين شرقاً إلى إدلب غرباً، غير عابئ إلا بوهم السلطان وأضغاث أحلامه الفاسدة، والتي أدعى فيها أردوغان أنه سيصلي بالجامع الأموي بدمشق منذ سنوات؛ فصلى بكنيسة آيا صوفيا بإسطنبول منذ أيام!”.