عفرين بوست-خاص
يستمر الاحتلال التركيّ ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وذوهم من المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال من أرياف دمشق وحمص وحماه وحلب ودير الزور وغيرها، في نهب خيرات إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، مواصلين الاستيلاء على كلّ المواسم الزراعيّة وآخرها موسم السماق.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، إن المستوطنين في قرية “درويش” التابعة للناحية، يسرقون موسم السماق العائد للمدنيين الكُرد، دون تمكن السكان الأصليين من منعهم، نتيجة الحصانة التي يتمتع بها المستوطنون من قبل المسلحين.
وأضاف المراسل إن تلك السرقات تحدث بتساهل من الاحتلال التركي، حيث يسمحون للمستوطنين بسرقة السماق الذي يعتبر إحدى مصادر الدخل لدى الأهالي الكُرد، مشيراً إن المستوطنين سرقوا السماق العائد للمواطن الكردي “محمد بلال” في القرية، ومؤكداً إن هناك العشرات من المواطنين الآخرين الذين تمت سرقة موسمهم، حيث لا تزال السرقة مستمرة.
وكانت قد أفادت مصادر محليّة في التاسع من يوليو الجاري، بأنّ مسلحي مليشيا “لواء سمرقند” التابع للاحتلال التركيّ، قاموا بحملة سرقة واسعة لموسم السماق، شملت حقول الأهالي المهجّرين قسراً في عدة قرى تابعة لناحية “بلبله/بلبل” والقرى هي: (رمضانو، حج قاسمو روتا/روتانلي، كوندي مزن).
والمُفارقة، أنّ المسلحين لا يسرقون سراً، ولا يجدون حرجاً من ذلك، بل إنّهم يهددون أصحاب الحقول الأصليين إن هم بادروا إلى جني محاصيلهم.
حيث تعرضت زوجة المواطن الكُردي “بكر شيخو أحمد” من أهالي قرية “روتا/روتانلي”، وهي مسنة وتقيم لوحدها في منزلها للتهديد بالضرب بالسكاكين من قبل ٤ مستوطنين، مع توجيه ألفاظ نابية لها، أثناء ذهابها إلى حقلها في محيط قريتها لجني محصول السماق، ما اضطرها للهروب من الحقل.
وينتشر السماق في كامل قرى إقليم عفرين، وكان من الزراعات البريّة، وكثيراً ما يُزرع على أطراف حقول الزيتون وبخاصة في نواحي (بلبله، شرا، شيراوا).
وفي السنوات الأخيرة، اهتم به أهالي عفرين بالمحصول على نحو خاص، بعدما بات يشكّل مصدراً مهماً للدخل، كون موسمه يأتي في توقيت خاص مع دخول شهر تموز وحتى شهر آب، وبذلك كان التوجه لاستغلال المساحات الصغيرة من الأرض لزراعة السماق، بجانب كونه لا يحتاج مجهوداً أو نفقات كبيرة.
وتتوجه عوائل المسلحين والعائلات المستوطنة إلى سرقة محصول السماق في وقت مبكر وقبل نضوجه، وتأتي سرقته في إطار استباحة الإقليم والتطاول على كلّ مواسمها، وهي تتعدى السماق إلى سرقة الزيتون والزيت وأوراق العنب وموسم الكرز واللوز، وكلّ الأشجار المثمرة، بجانب وفرض الإتاوات على معاصر الزيت، إضافة لقطع الطرق على السياراتِ التي تنقلُ المواسمَ إلى مركز عفرين، وفرض الإتاواتِ لمجردِ عبور الطريق.