ديسمبر 23. 2024

“عابدين مصطفى” لـ”عفرين بوست”: عفرين هي اللون الوحيد الذي تركته خلفي.. وبدونه يبقى الإبداع ناقصاً وموجعاً

عفرين بوست-خاص

أجرت “عفرين بوست” حواراً مع الفنان التشكيلي “عابدين مصطفى”، الذي ولد في العام 1961 بالعاصمة السورية دمشق، وينحدر من عائلة كُردية من عفرين، استقرت في دمشق، فيما يقيم حالياً في هولندا.

الفنان عابدين مصطفى، خريج مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية 1986 دمشق – سوريا، وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وعضو في نادي التصوير الضوئي، بجانب عضويته في الاتحاد الدولي لفناني التصوير الضوئي FIAP.

وشارك “مصطفى ” في سوريا في مجموعة معارض، منها معرض الربيع – 1988 في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، ومعارض الدولة السنوية للأعوام 1990 – 1991 – 1992 في دمشق، بجانب مهرجان المحبة والسلام – 1991 – 1992 في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.

وفي هولندا شارك “مصطفى” في مجموعة معارض، استعرضها لـ”عفرين بوست” على الشكل التالي:

  1. صالة مبنى البلدية – مدينة خرونينكن – هولندا – 1997.
  2. ‏- Humanitas – خرونينكن – هولندا -(1998).
  3. اكاديمية منيرڤا للفنون الجميلة – خرونينكن – هولندا – (1998).
  4. ما وراء الحدود – رودن – هولندا – (2001).
  5. الجدار – خرونينكن – هولندا – (2003).
  6. الشتاء – ألفين آن دن راين – هولندا – (2004).
  7. أمستردام – هولندا – (2008).
  8. أرنهيم – هولندا – (2010).
  9. مأساة شينغال – هانوفر – ألمانيا (2019).
  10. اعماله مُقتناة في سوريا – ايطاليا- ألمانيا – اسبانيا – فرنسا وهولندا.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً..

  • متى اكتشفت الفنان الذي بداخلك؟

“بدأت الرسم في سن الثامنة من خلال تحدي بين ثلاثة أطفال وذلك من خلال الفنان والمغني محمود عزيز شاكر عندما زار بيتنا في حمص حينها وبحكم صداقته لوالدي عندما قدمنا له الضيافة على صينية الشاي والمطبوع عليها صورة لاحد الخلجان في الصين فرسمتها بالألوان المائية ووعدنا بأن من يرسمها أفضل سيلقى منه هدية وكانت لوحتي من أجملهم واهداني وقتها قلم حبر.. ومن خلال هذ احببت الرسم والخوض في مجال الفنون الجميلة”.

  • ماذا تعني لك الألوان وما هو اللون الأكثر تعبيراً عم ترغب في البوح به؟

“أحب الألوان كلها وهي هبة للإنسان وكل لون له خاصية ويمكن أن يعبر عن حالة او موقف معين ويخدم عمله الفني ولن أدخل في الشرح المطول والتفاصيل وعن مدلولاتها التقنية، وبالنسبة لي اعتبر نفسي فناناً انطباعياً وهو الأقرب جداً من كل ما أود أن أقدمه لمحبي الفن.. وبالطبع الانطباعية ذات ألوان ومواضيع بعيدة عن أجواء القتامة والكآبة في اللوحة من خلال استخدام الألوان الهادئة والأقرب للطبيعة أي سواء كان متعلقاً بالإنسان أو الطبيعة، والانطباعية مدرسة تعتمد على طرح نفسها من خلال الألوان والابتعاد عن المدرسة الكلاسيكية او الواقعية المفرطة.. وتعتمد على الدراسة اللونية المعمقة والتحليلية وهذا ما يجعل الفنان أن يأخذ الانطباع الأول وإسقاطه على اللوحة كمكون أساسي في بناء اللوحة الفنية”.

  • كيف ترى علاقة الفنان بالناس؟

“الفنان هو إنسان أيضاً ولن يكون أبداً بعيداً عن هذه المعادلة وهو مرتبط فطرياً بالناس، ولكن الفنان يختار الطريق الجمالي في علاقته مع الناس ويحاول ان يتقرب منهم عبر طرح الأفكار بشكل تعبيري فني أكثر عمقاً وتحليلاً وأن ينمي الحس الجمالي لديهم ويشاركهم الفرح والحزن والألم والهموم”.

  • هل تكفي الموهبة وحدها لتصنع فناناً، أم لابد من دراسة أكاديمية؟

“الفن مبني على الموهبة وإلا كيف سيكون فناناً.. والموهبة ليست مقتصرة على الفنان فقط وهي للناس جميعاً وكلٌ في اختصاصه والموهبة مكتسب عقلي يحفز على الانتاج ومشاركة الآخرين بالأفكار ومكنوناته.. وبالتالي فالدراسة الأكاديمية ليست ضرورة بقدر ماهي تأهيل اضافي وزيادة الخبرة لدى ممارس الفن.. والكثير من الفنانين لعبت لديهم الفطرة أو الموروث الشعبي في شهرتهم وانتاجهم الذي لا يضاهى”.

  • ماذا أعطتك عفرين؟

“أنا من مواليد دمشق، ولكني قضيت طفولتي في عفرين وبالذات قرية جنجللي من خلال زيارة جدي وجدتي واقربائي …أعطتني عفرين الكثير وكرست في ذاكرتي الكثير من الصور الجمالية عن الطبيعة وعن ناسها البسطاء والتقاليد بكل سلبياتها وإيجابياتها …عشتُ واستمتعت بكل تفاصيلها وتعمقت جذوري في ترابها المقدس ولا يمر يوم دون ان تومض في فكري وخيالي، وتشاركني لقمة فطوري اليومي والموسيقى المرافقة ليوم عملي او حتى لمسات الريشة والألوان في لوحاتي”.

  • كيف تصف زيارتك الأخيرة لعفرين؟ وماذا اخرجت معك؟

“قبل الغزو المشؤوم لعفرين بثلاثة أشهر قمت بزيارة عفرين، وقضيت قرابة الشهر وكانت حلماً يراودني.. زرت الأقارب والتقيت أصدقائي الفنانين التشكيليين القدامى أمثال الفنان حنيف حمو والفنان أصلان معمو والفنانة بيريڤان حموش والفنان أبو جورج، وتعرفت على أدباء وشعراء ومخرجين آخرين وتشرفت بالتعرف إليهم، وتلك كانت الزيارة الأخيرة وقد تركت انطباعاً رائعاً في القلب والخيال، وهذا هو الرأسمال الحقيقي الذي أخرجته معي من هناك وهو كافً لأن أكون مديناً بالكثير لعفرين وأهلها وأرضها”.

  • ما هي اللوحة التي تود رسمها، ولكن ما زلت تخاف منها؟

“لا أخاف الرسم لأنني أمتلك الأداة والخبرة التقنية، لكن تجسيد الفكرة هو ما يخيفني!!، خضتُ الفن من باب المدرسة الانطباعية ولكن ما يخيفني هو الخوض في المدرسة التعبيرية رغم وجود المواضيع التي تشغل فكري وهواجسي اليومية، لأني أعيش الحياة بكل تفاصيلها الكاملة ولهذا قررت ألا أخوض هذا المجال، وهناك من يبدع في هذا المجال وتدهشني أعمالهم الفنية”.

  • ماذا تقول للألوان التي تركتها في عفرين؟

“عفرين نفسها ألوان الطيف بلا منازع.. بأرضها المقدسة وناسها الطيبين وطبيعتها …أودعتها للحق الذي نملكه فيها، وستبقى لنا وهي اللون الوحيد الذي تركته خلفي وبدونه يبقى الإبداع ناقصاً وموجعاً”.

  • ماذا تقول للجيل الجديد من الرسامين الشباب؟

“أود أن أقول لهم أو أنصحهم بالمثابرة والصبر وإغناء العقل والروح بالقراءة والموسيقى، وأن يستفيدوا من جميع تفاصيل الحياة لأنها منبع ومصدر الإبداع الفني وأن يصقلوا موهبتهم بالمعرفة الاكاديمية والعلمية والتحليل اللوني بلا شك”.

  • أخيراً.. كيف أثرت الغربة على شخصيتك الفنية؟

“الغربة ذو وجهين.. وجه سلبي لأنك ابتعدت عن وطنك وفقدت الكثير من الألفة والروابط الاجتماعية وهذا ما يعطيك دائماً الشعور بالنقص والحنين.. والوجه الآخر إيجابي أنكَ اكتسبت الخبرة الإيجابية من خلال الاطلاع على الغرب وفنونه عن قرب وهذا حلم الكثير من الفنانين الذين تمنوا أن يزوروا اللوڤر والمتاحف ورؤية أعمال الفنانين العظماء منهم أمثال الفنانين رامبرانت وفان خوخ ورينوار وغيرهم.. والفائدة الأخرى هي مساحة الحرية الواسعة في المجال الفني.. وأنا استفدت كثيراً من هذا المجال من حيث المشاركة في المعارض والنشاطات الفنية وتطوير القدرات التقنية والإبداعية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons