ديسمبر 23. 2024

في عفرين.. المستوطنون يهددون إمام مسجد كُرديّ دعا إلى حُسن المُعاملة

عفرين بوست ـ خاص

أفادت مصادر خاصة لـ”عفرين بوست” من مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، أنه وخلال خطبةِ يوم الجمعة\العشر من يوليو، في مسجد أسامة بن زيد، بحي المحموديّة في مدينة عفرين، اعترض بعض المستوطنين ممن كانوا في الجامع على الخطبة، وتهجموا على الخطيب (الشيخ أمين) وهو من أهالي قرية “قنتريه\قنطرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”.

واتهم المستوطنون الشيخ الكُردي بالكفر، رغم أن مضمون الخطبة كان حول تعاليم الإسلام الحنيف في حُسن المعاملة والمساواة والرحمة بين الناس دون تفريقٍ بين العرق أو اللون أو القوميّة.

وضرب المعترضون طوقاً حول الجامع بانتظار خروج الخطيب من الجامع ليعتدوا عليه، إلا أنّ البعض تدخل وقاموا بتأمين سيارة للخطيب وإبعاده عن المكان، علماً أن خطب الجمعة تأتي جاهزة ومُعدة من قبل الوقف التركيّ في عفرين المُحتلة، وتصب كلها في إطار تجميل الاحتلال وشرعتنه.

وليست تلك الحادثة الأولى من نوعها، فقد تكرر مثلها في عفرين، من قبل المستوطنين وعوائل المسلحين بحجج واهية، وتم تغيير أئمة المساجد وسبق أن أفتوا أن الصلاة لا تجوز خلف إمام كرديّ.

ففي ديسمبر العام 2019، اعترض مستوطنون متطرفون على تعيينِ إمام وخطيب كُرديين في الجامع الفوقانيّ في بلدة راجو، وهددوهما بالقتل إن استمرا في عملهما.

وفي صلاة يوم الجمعة\الثالث عشر من ديسمبر العام 2019، رفض المستوطنون أداء صلاة الجمعة خلف الإمام الكُرديّ “إبراهيم نعسان” لكونه كُردي، وقالوا لا تجوزُ الصلاةُ خلفه، علماً أن تعيين إبراهيم نعسان إماماً، ومصطفى بلال خطيباً تم من قبل الوقف الدينيّ التركيّ.

وكان الوقف التركي قد فصل عشرات أئمة المساجد الكُرد في إقليم عفرين المحتل، واستبدلتهم بأئمة مُستوطنين من حملة الفكر المتشدد، بذريعة عمل الأمّة الكُرد لدى “الإدارة الذاتية” السابقة.

وطال الفصل أئمة جوامع كل من قرى: ترنده، قيباريه، ماراتيه، قره تبه، جامع بلال الحبشي بحي الأشرفية، جامع أبو بكر الصديق (ساحة آزادي) – عمر بن خطاب/بجانب مدرسة الكرامة – جامع الشيخ بكر (دوار نوروز).

وفي مركز ناحية جندريسه أوقف أئمة جوامع: صلاح الدين الأيوبي (الجامع الغربي)، أبو بكر الصديق (الجامع الشرقي)، وجوامع قرى: يلانقوزة، كورا، بافلور، آغجلة، تل سلور، كفرصفرة، حاجيلار، جلمة، رفعتية، بالإضافة لجامع قرية خضريا بناحية بلبله\بلبل.

واللافت أن الأئمة الجدد الذين تم تعيينهم، جميعهم من المستوطنين، ومن أنصار تنظيم “جبهة النصرة/هيئة تحرير الشام”.

وتؤكد تلك الحوادث التطرف لدى المستوطنين وأسلوبهم العنصري المتشدد في التعاطي مع الدين، كما تؤكد نوع الفكر الذي زرعه تنظيم الإخوان المسلمين في عقولهم، والذي يستندُ لفكرةِ شرعِنة الاحتلالِ.

حيث يعتبر المستوطنون وجودهم في عفرين واحتلالهم لها حقاً يكفله الدين، ويفتون بكفرِ أهل المنطقة، ورغم أن الاحتلال يرفع شعارات الدين، فقد كانت المساجد في مرمى الاستهداف المباشر خلال العدوان على إقليم عفرين، واستبيحت المزارات الدينية لكل الأديان بعد الاحتلال.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons