عفرين بوست-خاص
تأكدت “عفرين بوست” من مصادرها أن الشابة الكُردية “فالانتينا عبدو” كانت مختطفةً طيلة الفترة الماضية، في سجن ميليشيا “فرقة الحمزة” الكائن في “المقر العام الخاص بقوات الأسايش سابقاً”، في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا.
وأشارت المصادر أن “فالانتينا” كانت تقبع في سجن المليشيا إلى جانب عشر نساء أخريات، هن كل من (1- لونجين عبدو 2- روجين عبدو 3- روكان منلا محمد 4- روشين أموني 5- نازلي نعسان 6- ناديا سليمان 7- استيرفان عبدو 8- فريدة حسن 9- هيفاء جاسم 10- نيروز أحمد بكر ١٧ عاماً من اهالي قرية راجا التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، والتي تم إطلاق سراحها في الثاني من يونيو الماضي.
وقالت المصادر إنه إلى جانب الفتيات الكُرد، كان يوجد ثلاث شبان كُرد في مركز الاختطاف ذاته، وهم كل من (1- حميد مصطفى مصطفى/ قرية مستعشورا، 2- آراز أبو حسن/قرية شيخورزيه، 3- محمد عدنان كولا/ قرية كفرزيتيه).
كيف اختطفت فالانتينا؟
في البداية، اختطف “حسني محمد الشيخ/25 عاماً”، وهو زوج فالنتينا من على أول حاجز لمسلحي الإخوان المسلمين، في قرية مريمين، وذلك قبل أكثر من سنتين، أثناء عودته مع زوجته وطفليه إلى عفرين، عقب تهجيره منها بفعل الغزو التركي للإقليم.
لتضطر فالانتينا إلى السكن مع والد زوجها في بلدة ميدانكي، الذي طردها من المنزل مع الاحتفاظ بالطفلين، وبعدها توجهت إلى عفرين بقصد الاستقرار لدى أقربائها، إلا انها اختطفت في مدينة عفرين، لتتصل بعد سبعة أشهر من اختفائها بأهلها المُهجرين في مدينة تل رفعت، وذكرت حينها أنها مُتواجدة في بلدة كفرنبل بإدلب.
ومنذ ثمانية أشهر، لم يعد هناك أي اتصال بينها وبين ذويها، ولا زال مصيرها مجهولاً حتى اليوم (باستثناء كشف وجودها ضمن النسوة المختطفات)، علماً أنه قبل اختطافها، كانت تقوم بزيارة زوجها في أحد السجون مدينة إعزاز المحتلة، وقد حاولت جاهدة للإفراج عنه، إلا أنها لم تكن تمتلك مبلغ الفدية المطلوب. حتى أن والد زوجها أيضا رفض منحها المال للازم لتلقيه وعودا من المسلحين بإطلاق سراحه دون دفع فدية مالية.، إلا إنه تم الافراج عن “حسني” بعد عشرة أيام من اختفاء واختطاف زوجته فالانتينا.
كيف فضحت القضية؟
نهاية مايو، رمى أحد مسلحي مليشيا “الحمزة” قنبلة يدوية على محل تجاري صاحبه من مستوطني ريف دمشق، على خلفية رفض الأخير إعطاء المسلح ما يحتاجه من بضائع بالدّين، قبل أن يأخذها دون دفع مقابل، فطلب صاحب المحل التجاري نجدة أقاربه المستوطنين فاشتبكوا مع المسلح والدورية التي كانت برفقته، ما أدّى إلى مقتل مستوطن وطفل، ليردّ المستوطنون المنضوّن في مليشيات كـ “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، بالهجوم على مقر مليشيا “الحمزة” ويسيطروا عليه بعد اشتباكات.
وسجّل المستوطنون لدى دخولهم إلى مقر مليشيا الحمزة مقطعاً مصوراً أظهر وجود نساء جرى نقلهن من المقر إلى سجن مليشيا “الشرطة العسكرية” بالثانوية التجارية بـ عفرين.
وقال المرصد السوري في التاسع والعشرين من مايو، إن المستوطنين المنحدرين من دمشق وريفها، انهم أصدروا بياناً يوضح الأسباب التي أدت إلى الاشتباك مع مليشيا الحمزة، مطالبين متزعمي مليشيات “الجيش الوطني السوري” والأتراك بإزالة كافة مقرات مليشيا “فرقة الحمزة” من عفرين.
كما طالب المستوطنون حينها، بتوضيح سبب “وجود نساء عاريات في معتقلات الفرقة”، حيث أكد البيان وجود عشرات النساء داخل السجن، وقد نشر مقطع فيديو على موقع تويتر تداوله ناشطون، قيل إنه لحظة اقتحام مقر مليشيا “الحمزة” والعثور على نساء فيه.
وتحدث مجموعة من متزعمي ما يعرفون بـ”الجيش الوطني السوري” لمجموعة من الوسائل الإعلامية الهادفة إلى تبرير جرائم الاحتلال، حيث قال هؤلاء إن المختطفين والمختطفات قد جرى خطفهم بحجة أنهم يتعاملون مع قوات سوريا الديمقراطية، مع العلم بأن تلك الحجة ليست إلا ذريعة لخطف من يشاء المسلحون من أهالي عفرين، عبر إلصاق التهمة بهم أو وضع أسلحة في منازلهم والادعاء بأنهم قد وجدوا الأسلحة في بيوت أهالي عفرين، لتبرير خطفهم والحصول على فدى مالية من ذويهم.
وفيما بعد، تم إغفال قضية وجود تلك النسوة في بيان اتفاق بين الجانين (مليشيا الحمزة ومستوطني ريف دمشق)، حيث لم يبالي بهن أي من طرفي الاتفاق، على عكس ما زعمه المستوطنون في بيان سابق لهم ادعوا فيه الحميّة، والذي كان يفرض عليهم المطالبة بتحريرهن وإعادة الاعتبار لكرامتهن المهدورة على يد المسلحين.
المسلحون ولعبة القط والفأر..
وتلعب المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، لعبة (القط والفأر) في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، فتدخل مليشيات للوساطة بين فرق المتقاتلين، والتي أضحت أمراً اعتيادياً، في ظل هيمنة شريعة الغاب وفوضى السلاح بتخطيط أنقرة، كما تتبادل المليشيات الإسلامية المعروفة بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” في ذات السياق الأدوار فيما بينها، فتخرج مليشيا من منطقة وتدخل أخرى، ويبقى الوضع على حاله، عنوانه الخراب والسرقة واللصوصية والخطف والابتزاز.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في الثاني من يونيو الماضي، إن مليشيا “الشرطة العسكرية” التي كانت قد استولت على مقر مليشيا “فرقة الحمزة” “وهو مقر قوات الأسايش في عهد الإدارة الذاتية”، عمدت إلى إعادة المقر إلى مليشيا “فرقة الحمزة” مجدداً، وذلك عقب أن أكدت مواقع موالية للاحتلال التركي، توقّيع ممثّلين عن مليشيا “فرقة الحمزة”، اتفاقاً مع المستوطنين المستجلبين من أرياف دمشق، على خلفية مقتل أحدهم برصاص مسلحي المليشيا، وما أعقبه من اقتحام مستوطنين مسلحين لمقرّ المليشيا، والذي كشف وجود نساء مختطفات فيه.
وفي الواحد والثلاثين من مايو، قال مراسل “عفرين بوست” نقلاً عن مصادر في أوساط ميليشيا الاحتلال التركي، أن ميليشيا “فرق الحمزة” نقلت 26 مختطفاً ومختطفة، من سجن ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلى سجن مقره في بلدة باسوطة وجرى تسلميهم إلى المتزعم في الميليشيا “عبد الله حلاوة”.
مشيراً إلى أن العملية تمت بسهولة بالغة، كون معظم مسؤولي سجن مليشيا “الشرطة العسكرية” في “الثانوية التجارية” بمركز عفرين، هم من منتسبي ميليشيا “فرق الحمزة”، ومنهم (أبو عرب حمزات، أبو ضياء حمزات، ابو الفوز حمزات، السجان ابو حسين حمزات، وأبو نادر حمزات).
إدانات واسعة..
وفي السياق، نددت “الإدارة الذاتية” لإقليم عفرين الكردي المحتل من مهجرها القسري في الشهباء، في الواحد والثلاثين من مايو، بجرائم وانتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في عفرين وقالت إن “محاولة تدنيس قدسية نساء عفرين هي تعرية لحقيقة تركيا وتاريخها الإجرامي الطويل في قتل الشعوب وإذلالها، كما أنها تعرية لوحشية الفصائل المسلحة المتشددة”..
كما أصدر كل من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي، بياناً مشتركاً دعيا فيه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، للبحث في الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
إلى ذلك، أصدر وجهاء العشائر في إقليم عفرين، بياناً طالب المجتمع الدولي بإرسال لجنة تحقيق وتقصي الحقائق لـ “محاسبة الفصائل المرتزقة والقوى الإرهابية المرتبطة بتركيا وتحميلها المسؤولية القانونية والدولية والمدنية كونها الراعي الأول والداعم الرئيسي لهذه القوى الغاشمة”.