عفرين بوست-خاص
وسط ما يوجهونه أهالي عفرين من نزوحٍ قسراً بعيداً عن أرضهم في الشهباء بفعل الدولة التركية وما تعانيه سوريا عموماً من عقوبات قانون قيصر، يحارب النظام السوري مهجري عفرين القسريين بفرض حصار آخر على الشهباء ومنع دخول المواد الأساسي إليها.
وكان يعتمد أهالي عفرين مع الأزمة السورية على عملية الاكتفاء الذاتي بافتتاح سكانها مشاريع كبيرة وصغيرة وكانت الزراعة، التجارة والمهن المتنوعة متواجدة في كل منزل، قرية وناحية، إلا أنه لم يدم ذلك بعدما هجروا قسراً من ديارهم، وفقدوا على آثرها جميع ممتلكاتهم ومصدر رزقهم، وباتت الظروف المعيشية صعبةٍ عليهم يوماً بعد أخر خاصةٍ مع اقترابهم من العام الثالث من التهجير.
ولم يتوقف الأمر على هذا الحال فحسب، إذ يحارب النظام السوري أهالي عفرين ايضاً بجانب لاحتلال التركي، بفرضه حصاراً جائراً واستخدام الطرقات بحواجزها ورقة تهديد لتتحكم بها بأوضاع أهالي عفرين، حيث أنه منذ التهجير وحتى يومنا الرهن، يضيق النظام السوري الأهالي بفرض ضرائب على المساعدات القادمة من شمال وشرق سوريا، عبر منع دخول المنظمات الإنسانية والإغاثية للمنطقة وسط عدم مبادرته لتقديم يد العون للنازحين المتواجدين في المنطقة.
ويأتي هذا الحصار بحسب مزاجية عناصر النظام السوري على الحواجز، حيث أنهم في بعض الأحيان يفتتحون الطريق من مدينة حلب ومناطق شمال شرق سوريا للشهباء بفرض الضرائب من الأهالي التجار، وفي الكثير من الأحيان يتحكمون بإغلاقه لمحاربة الأهالي به.
ومنذ ما يقارب الأسبوعان عاود النظام السوري بإغلاق هذه الحواجز ومنع دخول المحروقات التي تعتبر من المواد الأساسية للحياة اليومية في الشهباء، بالإضافة للمواد الغذائية والأدوية الطبية، وجاء ذلك فور تطبيق قانون “القيصر”، على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ويضع الحصار الأهالي بوضعٍ مأساوي وحرج في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد والأدوية بسوريا بعد فرض العقوبات يواجه أهالي عفرين في الشهباء ارتفاع الأسعار وفقدان المواد وسط ما يعشونه من معاناة بتأمين لقمة العيش بعدما خسروا مصادر رزقهم بالهجرة.
ويحاصر النظام مناطق الشهباء من الجهات الأربعة، بدلاً من السعي لتقديم يد العون والمساعدات لأهالي عفرين المهجرين كما وأنهم ليسوا من الشعب السوري، كما يفرض الضرائب ويتاجر بدمائهم من خلال عمليات النهب والتشليح ويستغل حاجة الأهالي للمشافي والمستلزمات الطبية في مدينة حلب، حيث أن الكثير من الحالات المرضية ذو الحالات الصعبة فقدوا حياتهم في الشهباء بسبب الحصار ومنع النظام مرور الحالات الاسعافية لمشافي حلب.
ومن أبسط نتائج حصار خلال الأسبوعين الماضيين على يد النظام السوري بعدما كانت الكهرباء تقدم للأهالي عدة ساعات من الظهيرة و6 ساعات مساءٍ، تم اقتصار على 3 ساعات في المساء نظراً لافتقار المنطقة لمادة المازوت، ليضحى مصير الأهالي في الشهباء مجهولاً في حال استمرار الوضع على ذلك النحو.