عفرين بوست – خاص
تمكنت “عفرين بوست” من كشف سجن سري تديره ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يحوي على العشرات من المختطفين والمختطفات الكُرد، وتمارس الميليشيا فيه شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم.
ويقع السجن في قبو مبنى “هيئة الادارات المحلية” إبّان فترة الإدارة الذاتية السابقة، والذي يقع في محيط دوار “كاوا” وسط مركز مدينة عفرين، وتُعرف حالياً تحت مسمى “أمنية كاوا” نسبة للدوار.
ويدير السجن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو “أحمد جمال كبصو”، حيث يتم اختطاف مَن تبقى من المواطنين الكُرد من القطاعات التي تسيطر عليها الميليشيا في حي الأشرفية، ويتم فيها احتجاز المختطفين والمختطفات، ومن ثم يتم التواصل مع ذويهم لابتزازهم مالياً حيث يطلب المسلحون فدى مالية.
وتمارس الميليشيا شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحق المختطفين والمختطفات مثل (بلانكو- بساط الريح – الدولاب – كهرباء – اقتلاع الأظافر بالسكين)، في هذا الإطار تحدثت المختطفة الكُردية (ن.خ) وهي في العقد الرابع من عمرها لـ “عفرين بوست” عما لاقته خلال فترة اختطافها في ذلك السجن.
وقالت (ن.خ): ذهبت إلى مدينة عفرين لزيارة شقيقي، إلا أن ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفتني من على حاجزها في محيط دوار كاوا بذريعة العمل لدى الإدارة الذاتية سابقا وتم سوقي إلى “أمنية كاوا”.
وتضيف الأربعينية (ن.خ): تم تعليقي من أرجلي في السقف مغمضة العينين، مدة 3 دقائق فقط وضربي بخراطيم المياه، أحسست فيها بألم شديد في مختلف أنحاء جسمي، كنت سأموت إن لم يتم انزالي على الأرض”.
وتابعت: “لم أكن وحيدة في السجن، بل كانت هناك نساء كُرديات أخريات في السجن، والعديد من الشباب الكُرد، وكانوا يقدمون لنا وجبة طعام واحدة مؤلفة من رغيف خبز وثلاث حبات زيتون، ولم يكن يسمح لنا بالخروج إلى الحمامات سوى مرة واحدة فقط في اليوم الواحد”.
وتؤكد المختطفة الكردية أنها لم تكن تمتلك الفدية المالية المطلوبة كونهم فقراء جداً، تم تحويلها إلى سجن ميليشيا “الشرطة العسكرية” في ثانوية التجارة” حيث حكمت عليها بقضاء 3 أشهر في السجن، مع دفع غرامة مالية وقدرها “2100”ليرة تركية، حيث ساهم في دفعها أصدقاء شقيقيها.
ويأتي الكشف عن السجن الجديد، فيما لا يزال ملف المختطفات لدى مليشيا “فرقة الحمزة” والذي تم الكشف عنه نهاية مايو الماضي، لدى اقتحام مقرهم الرئيسي الكائن في “مركز قوات الأسايش بمركز عفرين سابقاً”، معلقاً.
وكان قد قال المرصد السوري في التاسع والعشرين من مايو، إن المستوطنين المنحدرين من دمشق وريفها، انهم أصدروا بياناً يوضح الأسباب التي أدت إلى الاشتباك مع مليشيا الحمزة، مطالبين متزعمي مليشيات “الجيش الوطني السوري” والأتراك بإزالة كافة مقرات مليشيا “فرقة الحمزة” من عفرين.
كما طالب المستوطنون حينها بتوضيح سبب “وجود نساء عاريات في معتقلات الفرقة”، حيث أكد البيان وجود عشرات النساء داخل السجن، وقد نشر مقطع فيديو على موقع تويتر تداوله ناشطون، قيل إنه لحظة اقتحام مقر مليشيا “الحمزة” والعثور على نساء فيه.
وفي السياق، نددت “الإدارة الذاتية” لإقليم عفرين الكردي المحتل من مهجرها القسري في الشهباء، في الواحد والثلاثين من مايو، بجرائم وانتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في عفرين وقالت إن “محاولة تدنيس قدسية نساء عفرين هي تعرية لحقيقة تركيا وتاريخها الإجرامي الطويل في قتل الشعوب وإذلالها، كما أنها تعرية لوحشية الفصائل المسلحة المتشددة”..
كما أصدر كل من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي، بياناً مشتركاً دعيا فيه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، للبحث في الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
وأيضاً، أصدر وجهاء العشائر في إقليم عفرين، بياناً طالب المجتمع الدولي بإرسال لجنة تحقيق وتقصي الحقائق لـ “محاسبة الفصائل المرتزقة والقوى الإرهابية المرتبطة بتركيا وتحميلها المسؤولية القانونية والدولية والمدنية كونها الراعي الأول والداعم الرئيسي لهذه القوى الغاشمة”.