عفرين بوست-خاص
يقيم المغني “جمعة حاج دادو/82عاماً”، من أهالي قرية أومارا في ناحية شرا، حالياً في مهجره القسري بقرية بابنس في مناطق الشهباء، بعد احتلال إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، في الثامن عشر من آذار العام 2018.
ويروي العم “جمعة” لـ “عفرين بوست” سيرته فيقول: “عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، لم يكن للتلفاز والتكنولوجيا الأخرى وجود في حياتنا، كان والدي يجمع أصحاب الصوت الخام والمواهب مع عازف الطنبور على سطح منزلنا في القرية ويغنون ويعزفون حتى ساعات الصباح، وكنت أخذ دور المشاهدة والاستماع، وكهبةٍ من الله حينما كانوا يسردون أغنية أمامي كنت أحفظها عن ظهر قلب وأوديها مثلهم وفي بعض الأحيان كنت أؤديها أفضل منهم، وهذه الموهبة أمارسها منذ 50 عاماً”.
ويتابع: “استمعت للكثير من الأغاني الشعبية والتراثية القديمة واستطعت حفظ أصعبها وأدائها مثل أصحابها تماماً، وأترك أثراً كبيراً على من يستمع لي، أذكر في إحدى المرات وبينما كان الفنان الراحل علي تجو موجوداً في إحدى الجلسات، فأديت أغنيته التي كتبها هو بنفسه لـ “ليلى قاسم” فتأثر بصوتي وبكى معه حتى”.
وعايش المغني التراثي الغزو التركي لإقليم عفرين، وحولها قال لـ”عفرين بوست”: “في الحرب التي دارت بقريتنا والمقاومة التي قدمت فيها، غنيت أول أغنية عن الهجمات على عفرين وكانت ذلك على الطريق في قريتي آوماروا وهي من تأليفي، وفي قرية عالكة استطعت تأليف أغنية أخرى، وكل غارة وقصف لقذيفة كان ينبض قلبي حزناً على عفرين وليس خوفاً، وكانت أغنيتي الثالثة من تألفي على مقاومة عفرين في قرية ترندة”.
ويسعى المهجرون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إلى مُواجهة قسوة التهجير ولوعة الشوق إلى أرضهم التي خرجوا منها عنوة عنهم، من خلال الغناء والرسم والموسيقا وسائر الفنون التي يعبر من خلالها الإنسان عن أوجاعه وهمومه المُعتصرة في صدره، نتيجة الظلم المُطبق عليهم من الغزاة وأذنابه.