ديسمبر 23. 2024

#بانوراما_الأسبوع: أوضاع مأساوية للمعتقلين الكُرد ضمن “سجن ماراتيه”.. تحديد هوية مُختطفتيّن لدى مليشيا “الحمزة”.. عمليات قطع للطرق وسلب.. التتريك يصل للعُملة.. حصر المحاصيل بيد الاحتلال وخطة لاستئصال الكُرد من مجالسه

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثالث عشر إلى التاسع عشر من يونيو\حزيران، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الثالث عشر من يونيو/حزيران، أفرجت ميليشيات الاحتلال التركي يوم الأربعاء\العاشر من يونيو، عن المسن الكُردي “حسن علي” البالغ من العمر نحو 75 عاماً، بعد 42 يوماً، من اختطافه، بحجة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية كـ(موزع خبز)، كون كان لديه محل سمانة للمواد الغذائية. وينحدر المسن علي من أهالي قرية كمروك التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وكان قد اختطف أوائل أيام الاحتلال من منزله في القرية، وتم الاستيلاء على سيارته التي استعادها بعد دفعه مبالغ مالية كبيرة، وبقي في الاختطاف حينها لمدة شهرين تقريباً.

في الرابع عشر من يونيو/حزيران، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: اختطف مسلحو الحاجز الأمني التابع لميليشيا “فرقة الحمزة” الواقع على مفرق قرية كفرجنة، الخميس\الحادي عشر من يونيو، مواطناً كردياً أثناء توجهه من مكان إقامته في مدينة عفرين إلى مكان عمله في قرية كفرجنة، واقتادوه إلى جهة مجهولة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا/شران”. وبيّن المراسل أن الميليشيا اختطفت المواطن رحيم وليد كردي (23عاماً)، على حاجز قرية “سريه كعنيه\كفر جنة”، أثناء توجهه إلى مكان عمله في بلدية قرية كفرجنة، مشيراً إلى أن مصيره لا زال مجهولا. ورحيم من سكان مدينة عفرين منذ مدة طويلة، وهو متزوج ولديه 3 أطفال، وأضاف المراسل أن رحيم كان قد اختطف سابقا، على يد ميليشيا “الحمزة” قبل نحو عام تقريباً، وبقي في قبضتها مدة ثلاثة أشهر.

في السابع عشر من يونيو/حزيران، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن المهندس “فهمي عبدو” يتواجد حالياً في سجن “ماراتيه\معراتة” الذي تديره ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاستخبارات التركية. وأكدت المصادر أن سجن “ماراتيه” يتألف من قسمين تديرها أحدهما تديره ميليشيا ” الشرطة العسكرية” والأخر تديره ميليشيا “الشرطة المدنية” مشيراً إلى أنه يتوجدا حالياً في سجن الأخير 300 رجل كردي، إلى جانب 125 امرأة كردية معتقلة. وتلك الأرقام عدا الأعداد الموجودة في القسم الذي تديره ميليشيا “الشرطة العسكرية”، والذي يحوي من تم اعتقاله بذريعة الانتماء للقوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية سابقاً (قوات الحماية الجوهرية – الأسايش – وحدات حماية الشعب – وحدات حماية المرأة).

في الثامن عشر من يونيو/حزيران، قالت تقرير لقناة الحدث: ما زالت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين مستمرة بتنفيذ المزيد عمليات الاعتقال والخطف بحق المدنيين، إلى جانب الانتهاكات الأخرى من تهجير وسرقات. فقد زادت معدلات العنف في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وعموم المناطق التي تحتلها المليشيات الإخوانية في شمال سوريا، على الرغم من دعوات وقف عمليات المداهمة اليومية واعتقال المواطنين وخطفهم بدافع الحصول على الفدية ومنع ذويهم من معرفة مكان احتجازهم أو أسبابه ورفض عرضهم على المحاكمة ومنعهم من توكيل محامين، بحسب ما أفاد به مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا. وأوضح المركز في تقرير أمس الأربعاء، أن عفرين شهدت في نيسان/أبريل اعتقال 60 شخصاً، وفي أيار/مايو اعتقل 41 شخصاً ممن تمكن فريق المركز من توثيق أسمائهم، فيما العدد الفعلي أكثر من ذلك. وفي السياق كذلك، وثق المركز مقتل مدنيين تحت التعذيب، كما تم توثيق تعرض أكثر من 24 معتقلاً للتعذيب. وتقود تلك المليشيات بحسب المركز، مليشيات أمنية وعسكرية أنشأتها أنقرة في الإقليم، وهم كل من متزعم مليشيا الشرطة العسكرية في عفرين، المدعو محمد الحمادين، ومتزعم “فرع الأمن السياسي” في عفرين المدعو: محمد راجي. وأيضاً متزعم مليشيا “الشرطة المدنية” المدعو “مهند الحسين” وآخرون، إضافة للعشرات من قادة المجموعات المسلحة المنتشرة ومسؤولي الحواجز والقرى والأحياء حيث تم تقسيم مدينة عفرين لمناطق سيطرة متعددة منفصلة، وبات لكل مليشيا في الإقليم سجونها الخاصة، وقوانينها الخاصة. كما اعتقلت تلك المليشيات عائلات بكامل أفرادها، وسط مصير مجهول لأخرى خطفها ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” منذ عامين، حيث قامت تلك المليشيات خلال اقتحام القرى والبلدات باعتقال عوائل بكاملها، مكونة من الأب والأبناء.

كذلك، أفرجت ميليشيا “الشرطة المدنية”، عن مواطنين كُرديين وهما “عبدو مراد 37عاما” الملقب بـ “عبدو كوت”، و”مصطفى\ 45 عاماً”، بعد نحو أسبوعين من اعتقالهما من مكان عملها في مكتب لبيع الدراجات النارية. وقال المراسل أن الميليشيا أجبرت الشابين على الكرديين على دفع فدية مالية بقدر بـ 400 دولار أمريكي لك منهما، مقابل الإفراج عنهما. وكان قد قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل في الحادي عشر من يونيو، إن مليشيات الاحتلال اختطفت مواطنيّن كُردييّن يعملان في مكتب بيع دراجات نارية في المنطقة الصناعية بمحيط فرن جودي، بتهمة تفخيخ الدراجات النارية من قبل مليشيا “الأمن الجنائي”.

الاستيطان في عفرين..

في الثالث عشر من يونيو/حزيران، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: انتشرت ظاهرة نبش حاويات القمامة في عفرين بشكل كبير بعد احتلال الإقليم الكُردي من قبل الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، مع جلب المستوطنين إليها من كافة أصقاع سوريا. وفي السياق، قال مصدر محلي لـ”عفرين بوست” عن انتشار تلك الظاهرة: “بعد قدوم المستوطنين إلى عفرين، انتشرت بشكل كبير، لا نرى الكُرد يفعلون ذلك، هم فقط من المستوطنين”. وأضاف المصدر: “بعدما نهب المستوطنون كل خيرات عفرين ولم يبقى لهم شيء سوى الذهاب إلى ليبيا أو الموت جوعاً، بدأوا بالنبش في حاويات القمامة، في ظاهرة تشير إلى ما يعيشه الإقليم الكردي المحتل”. وأشار المصدر المتواجد في مركز مدينة عفرين: “على كل حاوية قمامة ترى شخصاً ينبش، لتشعر بأنك في أفقر مكان بالعالم، لكن عندما ترى خيرات عفرين التي نهبوها، تعلم بأن عفرين أغنى منطقة”. ومنذ احتلال عفرين من قبل أنقرة وميليشياتها، وعقب جلب المستوطنين إليها، تغيير حال الإقليم الكردي المحتل 360 درجة، حيث تختلف الثقافة الكردية عن ثقافة المستوطنين المستجلبين من أرياف دمشق وحمص وحماة ودير الزور بشكل جذري، عدى عن خلافات تظهر بين المستوطنين أنفسهم نتيجة للاختلاف الاجتماعي بين المناطق الشرقية عن مناطق ريف دمشق، واختلاف الجهتين عن الأخلاقيات السائدة في مناطق ريف حلب الشمالي.

في السابع عشر من يونيو/حزيران، خطفت مجموعة من المسلحين في إدلب 3 نساء وطفلة كن قادمات من دمشق إلى عفرين للاستيطان فيها، حيث نهبوا منهن أموالهن وجرى سجنهن لمدة يومين وتعذيبهن. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن مسلحين من إدلب نهبوا ثلاث نسوة كن قادمات من دمشق إلى عفرين، احداهن عمرها 20 سنة ولديها طفلة عمرها سنة، لتتحول المناطق التي تحتلها تركيا إلى حاضنة مناسبة للفوضى والنهب. وأضاف المراسل إن النساء قلن إنهن يأتين من مناطق النظام ولم يتعرض لهن أحد هناك، لم يتعرضن لهن أحد، وعند الوصول إلى إدلب أوقفهن المسلحون (دون تمكن هن من تحديد اي مليشيا كانت بالتحديد)، إذ نهبوا ما كان معهن من ذهب وأموال، وتم سجنوهن لمدة يومين وتعذيبهن أيضاً. ونوه المراسل إنه بعد يومين، ترك المسلحون النساء في إدلب، وأضاف “النساء لم يكونوا يعرفون المنطقة التي هم فيها، فقد ساروا إلى أن وصلوا إلى الطريق العام، فركبوا سيارات وأتوا إلى عفرين”. وأضاف المراسل إن “المرأة ذو العشرين عام، قد كان زوجها في عفرين مسبقاً، وقطعت قدمه خلال معارك الغوطة، وقد أتت لتسكن عفرين بالإضافة إلى النساء التي معها”. ولم يستطع المراسل تحديد كمية الأموال والذهب التي نهبها المسلحون، لكنه أكد وجود احدى النساء في مشفى المنار الخاص، بعد تعذيبها من قبل المسلحين.

النساء في عفرين..

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: في متابعتها لملف المختطفات الكُرديات اللواتي ظهرن في المقطع المصوّر، الذي تم تسريبه إثر اقتحام ميليشيات “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” لمقر ميليشيا “فرقة الحمزة” في مركز إقليم عفرين المحتل، تمكنت “عفرين بوست” من التعرّف عن هوية اثنتين من المختطفات عبر التواصل مع أقربائهما. وأكدت تلك المصادر أن “لونجين محمد خليل عبدو” من مواليد 1995 وشقيقتها “روجين محمد خليل عبدو” من مواليد 2001 ظهرن في المقطع المسرّب من سجن ميليشيا “الحمزة” وشوهدن بوضوح دون أدنى شك، منوهة أن روجين كانت وقت اختطافها فتاة قاصرة إذا كانت تبلغ من العمر نحو 17 عاماً. وأشارت المصادر أن الميليشيا “الحمزة” كانت تتواصل في الفترات السابقة، مع ذوي الفتاتين وطلبت منهم مبلغ 10 آلاف يورو للإفراج عن الفتاتين ووالدهما “محمد خليل عبدو” المختطف أيضاً لدى الميليشيا في مكان آخر، مضيفةً أن الميليشيا كانت تريد الاحتيال على مقربين من خلال قبض الأموال “الفدية المالية” والاحتفاظ بالمختطفين الثلاثة.  وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” أن التواصل انقطع بين الفتاتين وذويهما بعد أن تم نقل المختطفات من مقر “الحمزة” (مبنى الأسايش سابقاً) إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدرسة “الثانوية التجارية” ومنها إلى مقر “الحمزة” في قرية باسوطة. حيث اختفى بعدها أثر المختطفات وسط ورود معلومات متضاربة، تفيد بإقدام ميليشيا “الحمزة” على نقلهن إلى مقراتها في الباب، وبعضها تقول إنهن لازلن في قبو فيلا يحتلها المدعو “حسن العبيد” في باسوطة، وأخرى تقول إنه تم إعادتهن إلى مبنى الأسايش في عفرين بعد استعادة الميليشيا السيطرة عليه. كما أن هناك رواية تقول ان المختطفات تم سوقهن إلى داخل الأراضي التركية، في حين لم تستطع “عفرين بوست” التأكد من صحة إحدى تلك الروايات. وكانت “عفرين بوست” نشرت تقريرا عن الشقيقتين “لونجين وروجين” أفاد بقيام مسلحين ملثمين في ليلة الخامس والعشرين من حزيران العام 2018، باقتحام منزل المواطن “محمد خليل عبدو” من مواليد 1968 في قرية “دُمليا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، واختطفاه مع ابنته “لونجين” من مواليد 1995، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. وأشار التقرير إلى أن تهمة الوالد كانت حينها، جباية الضرائب في المنطقة الصناعية في عفرين لصالح الإدارة الذاتية السابقة، لمجرد أنه يمتلك ورشة لصيانة الجرارات الزراعية في صناعية المدينة، بينما جاء اختطاف ابنته لونجين بتهمة حيازتها لشهادة سواقة صادرة عن “الإدارة الذاتية” السابقة. وأضاف المصدر أنه بعد اختطاف لونجين ووالدها بتسعة أيام بالضبط، أي في بداية تموز 2018، عاد المسلحون الملثمون ليتخطفوا الأبنة الأخرى وهي “روجين عبدو” من مواليد 2001، وعمها “كمال خليل عبدو” من مواليد 1966، من منزلهما في حي عفرين القديمة. وأطلق الخاطفون سراح العم “كمال” بعد ستة أشهر في حالة صحية سيئة نتيجة التعذيب خلال فترة الاختطاف لدرجة أنه لم يكن يتذكر شيئاً، دون أن يتجرأ فيما يبدو على كشف عن سبب خطفه وهوية الخاطفين وظروف اختطافه ومكانه أو كيفية الافراج عنه، في سلوك ناجم عن تهديده من قبل الخاطفين فيما لو أباح بمعلومات لأحد على الأرجح.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الثالث عشر من يونيو/حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، أن مستوطنا ينحدر من إدلب، استولى على قبو مبنى سكني عائد للمواطن الكُردي “محمد عارف”، وهو من أهالي قرية “ساتيا” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، تمهيداً لافتتاح مخبز آلي فيه. وأضاف المراسل أن مساحة القبو تقدر بـ 200 م، ويقطع على طريق السرفيس في حي الأشرفية وسط المدينة.

السرقات والأتاوات في عفرين

في الثالث عشر من يونيو/حزيران، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “جندريسه\جنديرس” أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” حاولوا يوم الأربعاء\العاشر من يونيو، سرقة قطيع غنم مؤلف من 120 راساً، في محيط قرية “كفرزيتيه\كفر زيت”، إلا أن الأهالي تصدوا لهم وأنقذوا القطيع من السرقة. وأوضح المراسل أن صاحب القطيع وراعيه المواطن الكُردي “بشير كالو” لاذ بالفرار إلى القرية واستنجد بالأهالي لإنقاذ قطيعه من السرقة، ما دفع الأهالي إلى التوجه بشكل جماعي إلى موقع وجود القطيع، ما أثار الرعب في صفوف المسلحين الذين لاذوا بالفرار وتركوا القطيع في أرضه. وتزايدت في الآونة الأخيرة عمليات التصدي والردع التي يقوم بها السكان الأصليون الكُرد في مواجهة مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين والاحتلال التركي، بعد أن طفح الكيل بهم من شناعة ممارسات هؤلاء المسلحين، والذين كثفوا مؤخراً عمليات القتل بحق المسنين الكُرد، والاعتداء على أملاكهم.

في الرابع عشر من يونيو/حزيران، اعتدى مسلحون من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين باسم “الجيش الوطني السوري” يوم أول أمس الجمعة، على صرّاف مستوطن وسطوا على آلاف الدولارات منه، وذلك بعد اعتراضه أثناء توجهه من عفرين إلى مدين الأتارب، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا. وأوضح المراسل أن مسلحون من ميليشيات الاحتلال اعترضوا طريق الصراف المستوطن “علي درويش”، وهو من أهالي مدينة أتارب/غربي حلب، أثناء توجهه إلى مدينة الأتارب وذلك في المنطقة الواقعة بين قريتي باسوطة والغزاوية، واعتدوا عليه بالضرب المبرح ومن ثم قاموا بسلبه مبلغاً يقدّر عشرات الآلاف من الدولارات، إضافة لسلب سيارته. وأشار المراسل إلى أن المنطقة التي حصلت فيها عملية السطو المسلح تخضع لسيطرة ميليشيا “فرقة الحمزة” و”فيلق الشام”. في حين اتهمت إحدى القنوات الإعلامية الموالية للاحتلال التركي، مجموعة مسلحة من ميليشيا “فيلق الشام” والتي يتزعمها المدعو “حازم نوري” والمقيم في قرية الغزاوية، بتنفيذ عملية السطو المسلح على الصرّاف المستوطن، مشيرة إلى أنه تم إلقاء القبض عليه، وأن المبلغ المسلوب بلغ 225 ألف دولار.

كذلك، نفذ مسلحون من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي يوم الأربعاء\العاشر من يونيو، عملية سطو مسلح بحق مواطن كُردي أثناء توجهه إلى منزله في ناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل. وقال مراسل “عفرين بوست” إن المواطن “مصطفى محمد” المكنى بـ “لاوي خوجه”، كان في طريقه إلى منزله من ناحية “بلبله\بلبل”، إلا أن مسلحين اعترضوا طريقه على طريق المدخل الشرقي لمدينة عفرين (بعد القوس)، وقاموا بسبله مبلغ 400 ألف ليرة سورية.

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، قال مراسل “عفرين بوست” في “ناحية شرا\شران”، أن مسلحين من الميليشيات الإسلامية نهبوا مبلغاً مالياً من كهل عفريني بالقرب من بحيرة ميدانكي، بحجة إن الصيد ممنوع وبحجة أخرى غريبة من تأليف المسلحين. وعلم المراسل إن مسلحين من ميليشيا “رجال الحرب”، نهبا 500 مبلغ دولار من كهل عفريني بالقرب من بحيرة ميدانكي. وأشار المراسل إن المسلحين نهبوا المال بعدة ذرائع، أولها إن الصيد ممنوع في البحيرة وإنهم قد سمموا البحيرة وأن كافة الأسماك قتلت، وثانيهما وفق أحد المسلحين، أن الكُرد يأتون إلى البحيرة وينتحرون فيها، ثم يضعون جرمها في ذمة المسلحين (على حد زعمه). وتابع المراسل إن الصياد الكُردي توجه إلى بحيرة ميدانكي بهدف الصيد، وقد أوقفه المسلحان عند البحيرة وقالا له أنه يجب أن يذهب معهم إلى المقر، ثم عمدا إلى استجواب الرجل، مما دفع الأخير لإعطائهما 500 دولار مقابل تركه.

في السابع عشر من يونيو/حزيران، عَلِم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، إن الميليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “غازويه\غزاوية” في ناحية شيراوا، قد أعادت ما يقارب الـ20 طالب وطالبة، كانوا يتوجهون إلى حلب لتقديم امتحانات الشهادة الثانية (البكلوريا) هناك. وقال مراسل “عفرين بوست”: “أوقف حاجز ميليشيا فيلق الشام في قرية غزاوية الطلاب، وطلب من كل تلميذ منهم دفع 400 دولار، أو أن يعودوا إلى منازلهم”، متابعاً: “فعاد كل الطلبة”. وأهدر بالتالي المسلحون على هؤلاء الطلاب والطالبات عاماً دراسياً كاملاً، من خلال حرمانهم من تقديم الامتحانات لنيل شهادة معترف بها، حيث ذهبت جهودهم سدىً. وفي ظل الارتفاع الكبير لأسعار صرف العملة السورية أمام الدولار، والتي تتباين بين يوم وآخر، ووصلت أخيراً، ذلك اليوم إلى 3000 ليرة سورية، تعني “فدية نيل العلم” التي طلبها مسلحو مليشيا “فيلق الشام” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بأنه كان يتوجب على كل طالب دفع مبلغ مليون ومئتي ألف ليرة سورية، للسماح لهم بالتوجه إلى حلب. وبالتالي كانت المليشيا ستحظى بمبلغ “أربع وعشرين مليون ليرة سورية”، للسماح لعشرين طالب كُردي بالتوجه من عفرين إلى حلب، بغية تقديم الشهادة هناك، هذا عدى ما كان يمكن أن يصادف الطلاب في المناطق الأخرى على الطريق الواصل بين حلب وعفرين، والتي تمر في الغالب من اعزاز إلى جرابلس، قبل الدخول لمناطق النظام.

كذلك، سطت مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا “فرقة الحمزة” على محل صرافة وسط مركز إقليم عفرين المحتل، ونهبت منه مبالغ مالية كبيرة رغم تدخل مجموعة مسلحة تتبع لمليشيا “الشامية” للتصدي لعملية السطو المسلح، وفقاً لمراسل عفرين بوست. وأضاف المراسل أن المجموعة المسلحة قامت باقتحام محل للصرافة بالقرب من دوار القبّان، ما دفع بمجموعة “نضال البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” للتدخل والتصدي لها، وحدثت اشتباكات بين الطرفين، إلا أن مسلحي “الحمزة” تمكنوا من نهب مبالغ مالية تقدر بـسبعة آلاف ليرة تركية و13 ألف دولار أمريكي. وفي السياق ذاته، أقدمت ميليشيا “الحمزة” التي تحتل قرية “ماراتيه\معراتة”، يوم أمس الثلاثاء، على سرقة 8 رؤوس أغنام من قطيع مواشي يعود لمستوطن قدم مؤخراً إلى الإقليم وخيّم على طريق عفرين – ماراتيه/معراتة.

في الثامن عشر من يونيو/حزيران، قال مراسل “عفرين بوست في مركز الإقليم أن ميليشيا “فرقة الحمزة”، قد أقدمت يوم أمس الأربعاء، على سلب دراجتين ناريتين على حاجزها المقام في مفرق قرية كفرشيل، بذريعة أنها تستخدم في التفخيخ والتفجير، فيما لم يعرف هوية مالكي الدراجتين. إلى ذلك، يشهد حي الأشرفية موجة من السرقات المنظمة والممنهجة، تطال ألواح الطاقة الشمسية من على أسطح المنازل أو في المخيمات التي بنيت مؤخراً على أطراف الحي. وأوضح المراسل أن السرقات طالت الألواح الشمسية في منازل كل من “أحمد رشو\عددها 2″، “جميل أحمد من أهالي قيبار\ عدد 1″ و”المستوطن أبو أحمد\عدد 2″، وسرقة 7 ألواح من مخيم للمستوطنين بالقرب من خزان المياه. وأضاف المراسل أن عملية سرقة أخرى طالت محلاً للمواد الغذائية في حي الأشرفية، وتعود ملكيته للمواطن الكردي “أبو علي” وهو من أهالي قرية دُمليا التابعة لناحية راجو.

كذلك، فرضت ميليشيات الاحتلال التركي، اتاوة مالية على محصولي القمح والشعير في قريتين بناحيتي “مركز عفرين” و”شرا\شران”. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد فرضت اتاوة مالية وقدرها 15% على محصولي القمح والشعير، وهو ما عمدت إليه ميليشيا “لواء المعتصم” على مزارعي قرية “جومكيه” التابعة لمركز عفرين، التي فرضت كذلك اتاوة 15% على محاصيل القمح والشعير. وكان الاحتلال التركي قد جلب في وقت سابق، حصادات من داخل الأراضي التركية إلى أرضي الإقليم للاستحواذ على محصول الحبوب عبر شرائه بأسعار بخسة وشحنه إلى تركيا. وقد صرح مكتب الحبوب التركي، إنه يعتزم شراء القمح والشعير من المزارعين في المناطق المحتلة مثل “سري كانيه” وكري سبي” بالليرة التركية، حيث تم تحديد سعر طن القمح بـ 1300 ليرة تركية والشعير بـ 1000 ليرة تركية للطن.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الرابع عشر من يونيو/حزيران، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: أقدمت أمينة ميليشيا “الجبهة الشامية” يوم الجمعة\الثاني عشر من يونيو، على اقتحام مقر المتزعم لديها المدعو” أبو حسن الديري”، واعتقاله بسبب عدم إشراكه المتزعمين الآخرين في أرباحه من المسروقات والمنهوبات من ممتلكات أهالي عفرين في القطاع الأمني الخاضع له، بحسب مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم. وأكد المراسل أن أمنية ميليشيا “الشامية” اعتقلت المدعو “أبو حسن الديري” بعد اقتحام مقره الكائن بالقرب من فرن الكعك في حي الأشرفية، واقتادته إلى سجنها الواقع بمعسكر كفرجنة، مشيراً إلى أن عملية الاقتحام تلك أتت بسبب قيام “الديري” ببيع منازل السكان الأصليين في قطاعه الأمني وعدم إرساله حصص المتزعمين الآخرين في الميليشيا. وأضاف المراسل أن كافة محتويات مقر المدعو “أبو حسن الديري” إضافة للسيارات، تعرضت للنهب بشكل كامل من مسلحي أمنية الميليشيا.

في السادس عشر من يونيو/حزيران، هز انفجار محيط مدينة اعزاز المحتلة بريف حلب الشمالي، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بحافلة تابعة لـمليشيا “الشرطة والأمن العام” التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وذلك على طريق شمارين – سجو، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى، بالإضافة لأضرار مادية في الحافلة. وكان المرصد السوري رصد يوم أمس الأول، محاولة اغتيال قيادي في “فيلق الشام” الموالِ لتركيا، عبر استهداف سيارته بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين إعزاز وكفرغان في ريف حلب الشمالي، واقتصرت الأضرار على الماديات فقط. بدورها، قالت منظمة الخوذ البيضاء التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن التفجير أدى لإصابة 19 مسلحاً إثر انفجار عبوةٍ ناسفة أثناء مرور حافلتهم على طريق سجو – شمارين شمالي حلب.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، يستهدفون محيط قرى مقاطعة الشهباء بالقذائف والاسلحة الثقيلة. وبحسب المراسل، فإن قصف جيش الاحتلال وميليشياته الإخوانية يطال بلدات (تل رفعت، قرية كفرانطوان، منغ، عين دقنة وبيلونية) باستخدام القذائف والاسلحة الثقيلة.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في الرابع عشر من يونيو/حزيران، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن الميليشيات الإسلامية والمستوطنين، استأنفوا قطع ما تبقى من أشجار حرش المحمودية في مدينة عفرين، حيث يبيعون حطبه في محل على طريق معراته – عفرين. وأشار المراسل إلى إن الميليشيات الإسلامية والمستوطنون المتواجدون في عفرين، حرش المحمودية تم تحوليه إلى أرض قاحلة وتم بناء مخيم هناك، منوهاً إن الميليشيات الإسلامية والمستوطنين يقتلعون الأشجار من الجذور، وذلك ابتداءً من عيد الفطر. وأضاف المراسل أيضاً إن “الميليشيات وذوهم من المستوطنين أوقفوا القطع خلال شهر رمضان لأنه مُحرم” (حسب زعمهم، فيما قضى هؤلاء على مئات آلاف الأشجار في عفرين)، مشيراً إلى أن حطب الأشجار يتم بيعه في عدة محال أحدها يقع على طريق معراته – عفرين”.

في السابع عشر من يونيو/حزيران، أقدمت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” على قطع 600 شجرة زيتون في سهل ناحية “شيه/شيخ الحديد”، بذريعة عمل مالكها مع “الإدارة الذاتية” السابقة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأضاف المراسل أن الميليشيا استولت على حقل الزيتون العائد ملكيته للمواطن الكُردي المُهجر “مصطفى دالو” من أهالي قرية هيكجيه، وعمدت إلى قطع 600 من أصل 650 شجرة زيتون في الحقل، حيث حولت أرضه إلى زراعة الحبوب والبقول مكان أشجار الزيتون.

في الثامن عشر من يونيو/حزيران، أقدم مستوطنون منحدرون من بلدة “حيان” بريف حلب الشمالي، على قطع 70 شجرة زيتون في قرية “شيخورزيه/شيخ روز” التابعة لناحية “بلبله\بلبل”، وبيع أحطابها في مركز إقليم عفرين المحتل، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن الأشجار المقطوعة تعود للمواطن الكردي “معمو محمد شيخ محمد” الذي تم اختطافه قبل نحو عامين من حقله ذاك، مشيراً إلى الكيلو الواحد ن الحطب بيع بـ 55 ليرة سورية في أسواق عفرين. وقد تم منع عودة أهالي العديد من القرى إليها، عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، ومنها (باسليه، جلبريه، قسطل جندو، بافلون، سينكا، شيخورزيه، بعرافا، جَبَليه، درويش…)، إما لاستحلالها من قبل المستوطنين أو لأنها أصبحت قواعد عسكرية لجيش الاحتلال التركي أو مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وقال تقرير لـ”عفرين بوست” في الثامن والعشرين من ديسمبر العام 2019، أن مصير مواطن كٌردي مجهول، منذ اختطافه عند إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين المحتل شمال سوريا في العام 2018، على أيدي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين من بين حقول الزيتون. وأفاد مراسل “عفرين بوست” حينها، في ناحية “بلبله\بلبل” أن المواطن الكُردي “معمو محمد شيخ محمد/50 عاماً”، قد اختطف من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” في نيسان 2018، بينما كان يعمل بين حقله للزيتون في قرية “شيخورزيه\شيخورز”. حيث أشار المراسل آنذاك أن للخمسيني “معمو” ولدين من ذوي الاحتياجات الخاصة «مرض الصرع» يقيمان مع والدتهما في حي الأشرفية في مدينة عفرين، فيما لا يعرف ذوو المواطن المُختطف أي معلومة عنه، ولكنهم يرجحون أنه يقبع في سجن “المعصرة” في إعزاز، والذي يديره المتزعم في الميليشيا المدعو “أبو علي سجو”.

تغيير معالم عفرين وريفها

في السادس عشر من يونيو/حزيران، قال تقرير لقناة الحدث: يبدو أن مشاهد ما يعرف بـ “تتريك” بعض الشوارع أو المدن لم تعد تقتصر على مناطق شمال سوريا الواقعة تحت احتلال القوات التركية والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تسمي نفسها بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. فمن تتريك شوارع عفرين، إلى إدخال المدارس والمناهج التركية لمدن سورية، فضلاً عن رفع الأعلام التركية في الحدائق العامة، وصولاً مؤخراً إلى استعمال العملة شمال البلاد، انتقلت “العدوى” هذه إلى ليبيا. فقد أطلقت بلدية تاجوراء الواقعة في ضواحي العاصمة طرابلس اسم السلطان العثماني سليمان القانوني على أكبر شوارعها، تقديراً للدعم التركي لحكومة الوفاق ضد الجيش الليبي، في خطوة أثارت استفزاز ليبيين، لوجود عدة شخصيات وطنية تاريخية مهمة وارتباط فترة التواجد التركي بليبيا بتاريخ أسود في الذاكرة الليبية. في حين برر رئيس بلدية تاجوراء، حسين عطيّة، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك”، القرار، قائلاً إن “سليمان القانوني أرسل قوات وقيادات أهمها القائد العثماني، مراد آغا، لمساعدة أهل طرابلس في تحرير مدينتهم، وتم تحرير طرابلس عام “1551. إلا أن رئيس البلدية، تعرض إلى هجمة انتقادات من قبل العديد من الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، استفزتهم تلك الخطوة التي رأوا فيها انبطاحاً لتركيا وتركيعاً لليبيين، حيث عبر الناشط محمد اللومي عن استغرابه من تسمية أهم شارع بمدينته باسم السلطان سليمان القانوني، مؤكداً أن” تاريخ الأتراك غير مشرف في ليبيا، حيث لم يقدموا أي شيء إيجابي إلى البلد رغم احتلالهم له لفترة 400 سنة”. بدوره، اعتبر الناشط فوزي الأسطي أن فترة حكم الأتراك في ليبيا “مليئة بالظلم والفقر والجهل والمرض”، مشيراً إلى أنها “فترة 400 سنة من التاريخ الأسود، جعلت ليبيا من الشعوب الآيلة إلى السقوط اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً”. من جهته، رأى الناشط رمزي أنه كان من الأجدر تسمية الشارع بأحد أسماء الليبيين المناضلين قائلا “بريطانيا قامت بتكريم طبيب ليبي توفي بمرض كورونا بالوقوف لطوابير طويله أثناء مرور جثمانه، لكن في بلادنا لم يذكر حتى في وسائل الإعلام”، أما الناشط أحمد محمود فقد علّق متسائلا “أبناء تاجوراء الذي ضحوا بحياتهم واستشهدوا، ألا يستحقون أن تسمى شوارعها بأسمائهم؟”. وفي السياق ذاته، تساءلت الناشطة أمنية الدالي “ألا يوجد في ليبيا أبطال.. أم سنظلّ دائما في تمجيد المحتلين؟”، ليجيبها الناشط بشير خلف بأن “ليبيا تزخر بما يكفي لتسمية هذا الطريق دون الحاجة لتخليد أسماء استعمار قديم”.

نشر التطرف..

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استياءً شعبياً في ناحية “جندريسه\جنديرس” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل، شمال سوريا، على خلفية الذعر الذي تسبب به مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عبر إطلاقهم النار في الهواء بشكل مكثف، وذلك “احتفالاً” بعودة متزعم عسكري في المليشيا، يدعى علاء جنيد من الأراضي الليبية، عقب مشاركته بالعمليات العسكرية هناك، إلى جانب مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في ذلك البلد الذي يشهد هو الآخر غزواً تركياً. وقال المرصد أن أعداد “المرتزقة\القتلة المأجورين” الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، بلغ نحو 13,800 “مرتزق” من الجنسية السورية، في حين أن عدد “القتلة المأجورين” الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ 2300. ووفق المرصد، بلغت حصيلة القتلى في صفوف المليشيات الإخوانية السورية جراء العمليات العسكرية في ليبيا، ما لا يقل عن 403 مقاتل بينهم 27 طفل دون سن الـ 18، قتلوا في معارك طرابلس ومصراتة وسيرين وترهونة ومحاور أخرى ضمن الأراضي الليبية. ولفت المرصد أن القتلى من مليشيات “لواء المعتصم” و”فرقة السلطان مراد” و”لواء صقور الشمال” والحمزة” و”سليمان شاه”، ووفقاً لمصادر المرصد فإن القتلى قتلوا خلال الاشتباكات على محاور حي صلاح الدين جنوب طرابلس، ومحور الرملة قرب مطار طرابلس ومحور مشروع الهضبة، بالإضافة لمعارك مصراتة ومناطق أخرى في ليبيا.

في السادس عشر من يونيو/حزيران، أقر أحد أبرز “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين في ليبيا بأن أوضاعهم مزرية للغاية، وشدد أنهم يشعرون بالإحباط الشديد، ما أدى إلى قيام البعض منهم بإطلاق الرصاص على قدمه كي لا يكون لائقاً للقتال، ويستطيع العودة مرة أخرى إلى سوريا. وأتى ذلك في تحقيق مطول نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية عن “المرتزقة\القتلة المأجورين” التابعين للاحتلال التركي في ليبيا. وقال “مرتزق\قاتل مأجور” سوري، يبلغ من العمر 27 عاماً، إنه وافق على الانتقال إلى ليبيا على أمل أن يستطيع الرحيل إلى أوروبا في أحد زوارق المهاجرين، ولكن هذا أصبح ضرباً من المستحيلات، ولفت إلى أن السوريين في ليبيا لا يثقون بأحد، ويريدون العودة إلى وطنهم مرة أخرى (على حد تعبيره)، علماً أنهم أدوات للاحتلال التركي ف سوريا، ويرفعون علمه ويضربون بسوطه في المناطق المحتلة شمال البلاد، ومنها إقليم عفرين الكُردي. وأشار آخر أن سلوكيات “القتلة المأجورين” السوريين في ليبيا، وارتكابهم لجرائم الخطف والسرقة، أدت إلى إثارة غضب الليبيين، والنظر إلى السوريين بكراهية شديدة على أنهم عبيد للمال فقط (وهي حقيقة مسلحي الإخوان المسلمين التي أثبتتها الأيام، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجش الوطني السوري\الجيش الحر”). ولفت إلى أنه يتم استقطاع 200 دولار من أجور جميع “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين؛ كي تذهب إلى متزعمي المليشيات فيما تسمى بـ”حكومة الوفاق” الإخوانية في ليبيا، وأن مسلحي الإخوان السوريين هناك في حالة غضب شديدة، ووصل بهم اليأس إلى التهديد بأنه في حالة عدم السماح لهم بالعودة إلى سوريا، فإنهم سيطلقون النار على أي شخص يقف في طريقهم. ونقلت الصحيفة عن مصدر في إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، قوله: “إن أوضاع المرتزقة السوريين في قوات الوفاق الليبية جعلت من الصعب جداً عليه تجنيد المزيد من السوريين للقتال في ليبيا، حتى في ظل العمولة التي يحصل عليها مقابل كل مرتزق، وهي 200 دولار”.

في السابع عشر من يونيو/حزيران، قال لتقرير لـ”عفرين بوست”: تشهد المناطق المحتلة في شمال سوريا، من قبل جيش الاحتلال التركي مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، وخصوصاً إقليم عفرين الكُردي المُحتل، جهوداً حثيثة من قبل أدوات الاحتلال لترسيخ الاحتلال عبر ربط حياة السكان به، والتي كان آخرها قرار تداول العملة التركية، بدلاً عن العملة السورية، بحجة انهيار الليرة السورية، لتبرير وجه آخر من وجوه الاحتلال. وأفاد مراسل “عفرين بوست” إن عفرين تشهد صعوبة ولغطاً في تداول العملة التركية، بعد إصدار الاحتلال التركي قراراً بتداول العملة التركية عقب هبوط العملة السورية. وأضاف المراسل نقلاً عن مصدر “عندما يذهب المواطن إلى الصيدلية ليشتري الدواء، لا يمتلك المواطن سوى العملة السورية، والصيدلية لم تعد تقبل سوى العملة التركية، فيضطر المواطن لتحويل العملة السورية إلى التركية، مما يجبره لدفع ثمن التحويل من جيبه”، نتيجة الفرق بين أسعار الشراء والبيع. ونقل مصدر من عفرين أسعار بعض المواد الأساسية في الإقليم، ومنها “جرة الغاز التي تساوي 50 ليرة تركية أي ما يقارب الـ 25 ألف سوري، فيما بات سعر أمبير الكهرباء الواحد يساوي 15 ليرة تركية أي ما يقارب 6500 ليرة سورية، أما ربطة الخبز فتساوي ليرتين تركيتين أي أكثر من 1000 ليرة سورية، بينما يصل سعر لتر البنزين إلى 4 ليرات تركية أي ما يعادل 1850 ليرة سورية”.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن ما يسمى بالائتلاف المعارض الذي يقاد من قبل أنقرة والإخوان، سيعمد إلى ترسيخ استخدام العملة التركية في المناطق المحتلة شمال سوريا. وكشف ما يسمى بـ “الأمين العام للائتلاف” وهو المدعو “عبد الباسط عبد اللطيف”، أن الائتلاف والحكومة المؤقتة الإخوانية يدرسان الآن إمكانية استبدال الليرة السورية بالتركية بشكل كامل في مناطق الشمال المحتل، بحجة تهاوي سعر صرف الليرة السورية وفقدانها أي عوامل استقرار، عبر المزاودة والادعاء حرص هؤلاء على بالسوريين بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقال الشخص عينه أن “الائتلاف” قد “فوّض وزارة المال بالحكومة المؤقتة لدراسة الموضوع وتقديم خطة خلال فترة محددة، ليتم استخدام الليرة التركية بالعمليات التجارية وحتى أجور وخدمات العمال، بدلاً من الليرة السورية، لأن السوريين يخسرون أرزاقهم وجهدهم بسبب تذبذب سعر الليرة؛ العملة المحلية”، في ادعاء سخيف بالحرص على سلامة السوريين، متناسيين أنهم باعوا الأرض السورية بما فيها للعثمانية الجديدة، فيما يخرج متزعمو ميليشياتهم لاستعراض خيبتهم دون أي إدانة من قبل الائتلاف ومتزعميه، وهو ما يثبت رضاهم عن تصريحات متزعمي المسلحين. وكان قد فضح المدعو “أحمد كرمو الشهابي” المتزعم في المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المستور في التاسع عشر من يناير الماضي، عندما أقر بأنهم جنود للاحتلال ولا يمتون بأي صلة لسوريا والسوريين، على عكس الرواية الكاذبة التي حاولوا تسويقها على مدار سنوات من أنهم يسعون لمحاربة “الانفصاليين” في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبر الطرف الوحيد الساعي لبناء سوريا جديدة تجمع كل أبنائها. وقال “كرمو” حينها: “أرواحنا وأطفالنا وأجدادنا فداء للوطن، فداء للخلافة العثمانية”، وهو ما يؤكد على عمالتهم لتركيا، وسعيهم لاقتطاع الأراضي السورية وضمها إلى تركيا، وتقسيم الأراضي السورية جغرافياً، بعد أن قسموا بين السوريين مذهبياً وقومياً، رغم كل محاولات شعوب شمال سوريا من العرب والكرد والسريان والأرمن وغيرهم، على مواجهة التطلعات الانفصالية للمليشيات الإخوانية. وتابع المدعو “عبد اللطيف”: “خياراتنا مفتوحة على كل ما يخدم أهلنا ويحمي أرزاقهم، ولكن الليرة التركية هي الخيار الأفضل، نتيجة الجوار الجغرافي وتوفر الليرة التركية في مراكز “البي تي تي” التركية بالعديد من المناطق السورية بالشمال، مثل عفرين واعزاز وغيرهما” (وهي مناطق غزاها الاحتلال التركي واحتلها باستخدام مسلحي الإخوان). وكان ما يسمى بـ “رئيس الحكومة السورية المؤقتة”، المدعو “عبد الرحمن مصطفى”، قد أعلن عن لقاءات مع مسؤولين أتراك، من أجل تدارك تدهور الليرة السورية، وضخ العملة التركية من فئات صغيرة في ريف حلب الشمالي. وقال مصطفى، عبر حسابه في “تويتر” الأربعاء الماضي، إن الحكومة اتخذت الخطوة الأولى في مسيرة ضخ الفئات النقدية الصغيرة من العملة التركية في الشمال الخاضع لاحتلال المليشيات الإخوانية، وهي خطوة سيتبعها مزيد من الخطوات. ووفق الإعلام الموالي للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وصلت “كميات كبيرة” من العملة التركية ذات الفئات الصغيرة، خمس وعشر ليرات إلى المناطق المحتلة شمالي سوريا، وذلك بالتزامن مع بدء “حكومة الإنقاذ” التابعة لتنظيم “جبهة النصرة” المعروف بـ”هيئة تحرير الشام”، بصرف رواتب الموظفين بالليرة التركية. وتبعاً أيضاً للمصادر الإخوانية، بدأت المصارف في المناطق الخاضعة لمسلحي التنظيم ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، بتصريف الليرة التركية فضلاً عن نشاط شركات التحويل والصرافة بتبديل الليرة السورية بالتركية، وفي إدلب تكرر السيناريو عبر تسعير المحروقات أمس الأحد بالليرة التركية، حيث نشرت شركة “وتد” المورّد الوحيد للمحروقات في المحافظة (والتابع لتنظيم جبهة النصرة) الأسعار بالعملة التركية. وبحسب نشرة الأسعار الخاصة بالشركة، سيتم بيع المحروقات في إدلب بالليرة التركية أو ما يعادلها بالعملة السورية، وبلغ سعر ليتر البنزين والمازوت المستوردين 3.7 ليرات تركية (1195 ليرة سورية)، وسعر المازوت المكرر بدائياً 3.2 ليرات تركية (1.033 ليرة سورية). وكانت قد ذكرت مصادر إعلامية إخوانية في الثامن من يونيو الجاري، أنه قد تم تسعير الخبز بالشمال السوري المحتل بالليرة التركية، كأول سلعة يطال الإجراء الاحتلالي، مستهدفة في المرحلة الأولى منها لقمة المواطنين.

في الثامن عشر من يونيو/حزيران، اتهم دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي ومسؤول فرنسي، تركيا بعرقلة خطة دفاعية للحلف من أجل بولندا ودول البلطيق بالرغم من اتفاق أٌبرم العام الماضي بين الرئيس التركي وقادة الحلف. وقال الدبلوماسيون إن تركيا وافقت على خطة (النسر المدافع)، لكنها لم تسمح للقادة العسكريين في حلف شمال الأطلسي ببدء تنفيذها. والخلاف، مؤشر على استمرار الانقسامات بين أنقرة وباريس وواشنطن بشأن هجوم شنته تركيا العام الماضي في شمال سوريا وعلى أن خلافات تتعلق باستراتيجية أوسع للحلف لم تُحل بعد. وقال المسؤول الدفاعي الفرنسي “ترفض تركيا قبول هذه الخطط ما لم نعترف بحزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني كيانا إرهابيا”. وأضاف المسؤول “نقول لا. علينا أن نبدي تضامنا مع الحلفاء في الشرق وليس من المقبول عرقلة هذه الخطط”..  والخطة الخاصة بدول البلطيق وبولندا، التي وُضعت بناء على طلبهم بعدما ضمت روسيا القرم من أوكرانيا في عام 2014، ليس لها تأثير مباشر على استراتيجية تركيا في سوريا، لكنها تثير قضايا تتعلق بالأمن على جميع حدود حلف شمال الأطلسي. ويسعى الاحتلال التركي إلى ابتزاز الغرب وأمريكا، بغية إلصاق صفة الإرهاب بالكُرد في سوريا، علماً أن القوى الكردية السورية السياسية منها والعسكرية، كانت الركيزة الأساسية لمحاربة الإرهاب العالمي المتمثل في تنظيمي داعش والقاعدة المدعومين بالأساس من أنقرة. وتعد مبادرة توحيد الصفة الكردية برعاية أمريكية فرنسية ضربة قوية للجهود التركية الرامية إلى إبادة الكُرد عرقياً في شمال سوريا على غرار عفرين، التي جرى تطهيرها عرقياً، وتهجير سكانها الأصليين، إضافة لجلب مستوطنين بدلاً عنهم من حواضن إخوانية بأرياف دمشق وحلب وحمص وحماه ودير الزور وغيرها. ويؤكد مراقبون أن نجاح مساعي الوحدة الكردية يمكن أن يثبت حقوق الكُرد في مستقبل البلاد بشكل دستوري، إلى جانب دورها الكبير المتوقع على ملف استعادة المناطق المحتلة في إقليم عفرين، والقطاع الممتد بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”.

مجالس الاحتلال..

في الثامن عشر من يونيو/حزيران، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ما يسمى بـ (المجلس المجلي لمدينة عفرين) عقد مؤخراً اجتماعاً مع متزعمي ميليشيات الاحتلال (الجيش الوطني – الشرطة العسكرية – الشرطة المدنية – الاستخبارات التركية). وقد تمخض عنه تعهد ميليشيا “الجيش الوطني السوري” بعدم التدخل في أمور المدنيين، شريطة أن يقدم الطرف الأول على فصل كافة الموظفين الكُرد في مؤسساته، وخاصة ممن عمل سابقاً في مؤسسات “الإدارة الذاتية” السابقة التي أسسها أبناء عفرين الأصليون الكرد خلال الأعوام الممتدة من 2014 إلى 2018. وأكدت المصادر أن رئيس مجلس الاحتلال المدعو “محمد سعيد سليمان” تعهد في الاجتماع بفصل كافة الموظفين الكُرد الذين عملوا سابقاً لدى “الإدارة الذاتية” السابقة، وذلك في مهلة محددة وقدرها “شهرين” من تاريخ انتهاء الاجتماع. إلى ذلك، أقدم مسلح من ميليشيا “الشرطة المدنية” ينحدر من حمص الثلاثاء الماضي، على التهجم على الموظفين الكُرد في شركة مياه عفرين، مُوجهاً إليهم ألفاظاً نابية وعنصرية، إلا أن حراس المبنى ساعدوا المسلح على الفرار بعد أن طلب مدير الشركة إلقاء القبض عليه. ويُشار إلى أن حدة المواجهات المسلحة بين الميليشيات المتصارعة قد انخفضت بشكل ملحوظ، وخاصة مع تلك المواجهات التي فضحت إقدام ميليشيا “الحمزة” على إخفائها مختطفات كُرديات مدة أكثر من عامين في سجنها الخاص وهو في “مبنى قوات الأسايش سابقاً”.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في الرابع عشر من يونيو/حزيران، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن متزعم ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المدعو “محمد الجاسم” المكنى بـ”أبو عمشة”، قد نجا بأعجوبة من عملية عسكرية نفذها “الجيش الوطني الليبي” قبل نحو شهر في المحور الذي يعمل فيه مع كـ “قاتل مأجور” مع مسلحيه، إلى جانب حكومة الوفاق الليبية الاخوانية. وأكدت المصادر أن الذراع الأيمن لـ “أبو عمشة”، المدعو بـ”أبو الكنج جاسم”، وهو من أهالي حمص، قد قضى في تلك العملية، فيما نفذ منها هو بأعجوبة. وأضافت المصادر أن المدعو “أبو عمشة” عاد بعدها مباشرة إلى مقره الكائن في قرية قرمتلق التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، وأمر بذبح 300 رأس غنم كأضحية وتوزيع اللحوم على مسلحيه والمستوطنين في الناحية، كما طلب “أبو عمشة” من مخبز الناحية توزيع الخبز مجاناً على المستوطنين دون السكان الأصليين الكُرد، وذلك لمدة شهر كامل. وفي محاولة للتغطية على السبب الحقيقي لـ”الكرم المفاجئ” الذي حلّ عليه في الناحية، أصدرت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” بياناً أعلنت فيه إطلاق حملة إغاثية تتضمن كفالة دعم وتشغيل فرن الخبز لمدة شهر كامل بالمجان لمساعدة الأهالي في الناحية، في خطوة تهدف لإظهار وقوفه إلى جانب الفقراء. وادعى البيان أن الخطوة أتت بعد موجة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وكان قد كشف تقرير المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا أن مخبز “قمرين” الذي وزع الخبز منه على المستوطنين، افتتحه المدعو “أبو عمشة” في مقر شركة المياه- جانب مدرسة الثانوية في مركز ناحية “شيه”، وذلك على حساب السكان الأصليين الكُرد، حيث كان فرض على كل عائلة كُردية مبلغ 100 دولار أمريكي بهدف تجهيزه في وقت سابق. وتفرض ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية شهريا كأتاوة شهرية على كل عائلة كُردية لقاء بقائهم في منازلهم، عدى الفدى المالية وعمليات السلب والنهب والسرقة التي ينفذها مسلحو الميليشيا بحق ممتلكات أهالي الناحية.

مقاومة الاحتلال..

في الثالث عشر من يونيو/حزيران، يتلقى الكُرد داخل إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا، دروس اللغة الكردية بشكل خفي بعيداً عن أنظار الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في موقفٍ يشبه تماماً ما كان يفعله الكُرد قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا العام 2011. وقد منع الاحتلال التركي التدريس باللغة الكردية وهي اللغة الأم لسكان عفرين، حيث لم تدرجها أنقرة ضمن قائمة الامتحانات لهذا العام، في حين جعلت من اللغة التركية مادة أساسية. إلا أن الكُرد هناك، قرروا أن لا يستسلموا للمحتل التركي وميليشياته الإخوانية، حيث أضحى تكاتف الكُرد في الإقليم المحتل، عائقاً أمام تنفيذ مخططات الاحتلال، وفي السياق، ذكرت “روجين\اسم مستعار لضرورات أمنية”، وهي تعطي دروس اللغة الكردية بشكل خفي داخل عفرين، لـ”عفرين بوست” “نحن نعطي دورس اللغة الكردية بشكل خفي بعيداً عن أنظار الاحتلال لأنها إذا علموا سيتم خطفنا”. وأضافت: “لدي 16 طالبة أدرسهم اللغة الكردية منذ أشهر في مكان ما من مدينة عفرين، 6 منهم أنهوا المستوى الثالث من اللغة الكردية وسأكمل الباقي”. وأشارت “روجين”: “نحن نفعل ما كنا نفعله قبل الأزمة السورية عندما كان النظام السوري يمنع التدريس باللغة الكردية، لكننا بعد سنوات أخرجنا النظام السوري من عفرين وسنخرج المحتلين أيضاً ولغتنا ستبقى شوكة في أعينهم”. وكانت قد درست “روجين” في إحدى معاهد اللغة والأدب الكُردي في عفرين قبل الاحتلال، وتخرجت منه، وكانت تدرس اللغة الكردية في المدارس أثناء سيطرة “الإدارة الذاتية”، وبعد الاحتلال عادت لتدرس الشبان مرةً أخرى دون استسلام.

في الخامس عشر من يونيو/حزيران، كشفت “قوات تحرير عفرين”، سجل ثلاثة مقاتلين استشهدوا خلال مواجهة هجمات الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ”الجيش الوطني السوري”، في إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وجاء ذلك في بيان رسمي صادر عن القوات، جاء في نصه: “في إطار المرحلة الثانية من مقاومة العصر في عفرين، تواصل قواتنا كفاحها ضد هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على المنطقة، ومن ضمن ذلك، شنّ الاحتلال ومرتزقته بتاريخ 12 و13 حزيران الجاري، هجوماً برياً ضد قواتنا في منطقتي عفرين واعزاز، حيث تصدى لهم مقاتلونا بكل بطولة وبسالة ونشبت اشتباكات عنيفة استمرت عدّة ساعات قبل أن يتم إفشاله، وبنتيجة الاشتباكات قُتل خمسة مرتزقة وأُصيب تسعة آخرون بجروح، كما تم تدمير عربة عسكرية ودراجتين ناريتين وإعطاب عربة أخرى”. وتابع البيان: “خلال مقاومة قواتنا وأثناء تصديهم البطولي لهجوم الاحتلال، ارتقى ثلاثة من مقاتلينا إلى مرتبة الشهادة، والرفاق الشهداء آكر عفرين، جودي رستم، يلماظ عفرين الذين كافحوا وبكل إخلاص ضد الاحتلال والرجعية، وآمنوا بكل صدق بوحدة الشعوب ووصلوا إلى الذروة في توقهم للحرية، ووجّهوا خلال مسيرة كفاحهم الضربات الموجعة إلى العدو ومرتزقته ولم يتراجعوا للحظة عن أداء مهامهم الثورية، ووصلوا إلى مرتبة الشهادة إيماناً بأهدافهم وحرية شعبهم”. وأردف البيان: “الرفاق الشهداء آكر عفرين، جودي رستم، يلماظ عفرين كانوا من المخلصين لطريق الحرية وحماية شعبنا، ونحن في قوات تحرير عفرين HRE في الوقت الذي نستذكر فيه شهداءنا في شخص شهدائنا الثلاث، فإننا نتمنى لأسرهم ولشعبنا الصبر والسلوان، ونؤكد لشعبنا أننا سننتقم ونثأر لشهدائنا في كل مكان احتله العدو ومرتزقته”. وتنفذ “قوات تحرير عفرين” بشكل دوري عمليات استهداف تطال مسلحي المليشيات الإخوانية التابعة للاحتلال التركي، في إطار حقها بتحرير أرضها من براثن الاحتلال وأدواته. وتؤكد القوات استعدادها لخوض معارك التحرير لاستعادة أراضي الإقليم الكردي المحتل، عندما تسمح الظروف الدولية، التي كانت سبباً أساسياً في منح أنقرة الضوء الأخضر لغزو عفرين وتطبيق التطهير العرقي فيها، حتى تدنت نسبة الكرد من 98% إلى أقل من 25% في أفضل التقديرات. وفي الوقت التي تنتظر فيه “قوات تحرير عفرين” الظروف الدولية المناسبة لمواجهة المسلحين وجهاً وجهاً دون سلاح طيران، يكافح أهالي عفرين المهجرون في الشهباء، بغية التشبث بأقرب أرض إلى عفرين، رغم كل محاولات الغزو التركي-الإخواني لدفعهم على الخروج من تلك المناطق. ويؤكد المهجرون من عفرين على حقهم الراسخ بتحرير أرضهم وطرد الاحتلال والمسلحين والمستوطنين منها، والعودة إليها وإعادة الأوضاع السياسية والإدارية والديموغرافية فيها إلى ما قبل الغزو التركي في العشرين من يناير العام 2018.

شرق الفرات..

في السادس عشر من يونيو/حزيران، رغم كل المناشدات الدولية التي طالبت بردع الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والاحتلال التركي، للكف عن الانتهاكات التي تقوم بها بحق السكان في مناطق شمال سوريا، لم تتوقف أفعال هذه الميليشيات، ما دفع السكان لكسر حاجز الخوف والخروج للتظاهر ضدهم. فقد خرج العشرات من الأهالي في قرى باب الخير وجان تمر وأم عشبة في ريف “سريه كانيه\رأس العين” الشرقي الواقعة ضمن مناطق الاحتلال التركي وميليشياته، في مظاهرة، أمس الاثنين، ضد ممارسات المسلحين، التي تتمثل في الاعتداء على المواطنين، وسرقة المحاصيل الزراعية وحرقها، فما كان من تلك العناصر إلا أن ردت بإطلاق النار، حيث أطلق مسلحو المليشيات النار لتفريق التجمعّات ما تسبب في إصابة اثنين بجروح متفاوتة، وفقاً لما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتواصل تلك المليشيات انتهاكاتها، بحق السكان، حيث يقوم المسلحون بجمع ما سمّوه “زكاة” من المزارعين، وتصادر المحصول من الذين لا يملكون إثباتاً بشكل رسمي على ملكية الأرض، كما صادروا 15 طناً من القمح في قرية جرادي بريف “سريه كانيه\رأس العين”، تعود لأحد الفلاحين المكلف عن إخوته بإدارة أرض والده المتوفى. وتطالب المليشيات الإخوانية من كل مزارع حصد محصوله بضرورة دفع الأموال، وتصادر المحصول كاملا مع اعتقال صاحبه في حال رفض الأوامر.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons