ديسمبر 23. 2024

الاحتلال التركي يفرض الليرة التركية في عفرين عبر أدواته

عفرين بوست-خاص

تشهد المناطق المحتلة في شمال سوريا، من قبل جيش الاحتلال التركي مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، وخصوصاً إقليم عفرين الكُردي المُحتل، جهوداً حثيثة من قبل أدوات الاحتلال لترسيخ الاحتلال عبر ربط حياة السكان به، والتي كان آخرها قرار تداول العملة التركية، بدلاً عن العملة السورية، بحجة انهيار الليرة السورية، لتبرير وجه آخر من وجوه الاحتلال.

وأفاد مراسل “عفرين بوست” إن عفرين تشهد صعوبة ولغطاً في تداول العملة التركية، بعد إصدار الاحتلال التركي قراراً بتداول العملة التركية عقب هبوط العملة السورية.

وأضاف المراسل نقلاً عن مصدر “عندما يذهب المواطن إلى الصيدلية ليشتري الدواء، لا يمتلك المواطن سوى العملة السورية، والصيدلية لم تعد تقبل سوى العملة التركية، فيضطر المواطن لتحويل العملة السورية إلى التركية، مما يجبره لدفع ثمن التحويل من جيبه”، نتيجة الفرق بين أسعار الشراء والبيع.

ونقل مصدر من عفرين أسعار بعض المواد الأساسية في الإقليم، ومنها “جرة الغاز التي تساوي 50 ليرة تركية أي ما يقارب الـ 25 ألف سوري، فيما بات سعر أمبير الكهرباء الواحد يساوي 15 ليرة تركية أي ما يقارب 6500 ليرة سورية، أما ربطة الخبز فتساوي ليرتين تركيتين أي أكثر من 1000 ليرة سورية، بينما يصل سعر لتر البنزين إلى 4 ليرات تركية أي ما يعادل 1850 ليرة سورية”.

وكانت قد قالت مواقع إعلامية موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في الخامس عشر من يونيو، إن ما يسمى بالائتلاف المعارض الذي يقاد من قبل أنقرة والإخوان، سيعمد إلى ترسيخ استخدام العملة التركية في المناطق المحتلة شمال سوريا.

وكشف ما يسمى بـ “الأمين العام للائتلاف” وهو المدعو “عبد الباسط عبد اللطيف”، أن الائتلاف والحكومة المؤقتة الإخوانية يدرسان الآن إمكانية استبدال الليرة السورية بالتركية بشكل كامل في مناطق الشمال المحتل، بحجة تهاوي سعر صرف الليرة السورية وفقدانها أي عوامل استقرار، عبر المزاودة والادعاء حرص هؤلاء على بالسوريين بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

فيما فضح المدعو “أحمد كرمو الشهابي” المتزعم في المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المستور في التاسع عشر من يناير الماضي، عندما أقر بأنهم جنود للاحتلال ولا يمتون بأي صلة لسوريا والسوريين، على عكس الرواية الكاذبة التي حاولوا تسويقها على مدار سنوات من أنهم يسعون لمحاربة “الانفصاليين” في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تعتبر الطرف الوحيد الساعي لبناء سوريا جديدة تجمع كل أبنائها.

وقال “كرمو” حينها: “أرواحنا وأطفالنا وأجدادنا فداء للوطن، فداء للخلافة العثمانية”، وهو ما يؤكد على عمالتهم لتركيا، وسعيهم لاقتطاع الأراضي السورية وضمها إلى تركيا، وتقسيم الأراضي السورية جغرافياً، بعد أن قسموا بين السوريين مذهبياً وقومياً، رغم كل محاولات شعوب شمال سوريا من العرب والكرد والسريان والأرمن وغيرهم، على مواجهة التطلعات الانفصالية للمليشيات الإخوانية.

ووفق الإعلام الموالي للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وصلت “كميات كبيرة” من العملة التركية ذات الفئات الصغيرة، خمس وعشر ليرات إلى المناطق المحتلة شمالي سوريا، وذلك بالتزامن مع بدء “حكومة الإنقاذ” التابعة لتنظيم “جبهة النصرة” المعروف بـ”هيئة تحرير الشام”، بصرف رواتب الموظفين بالليرة التركية.

وتبعاً أيضاً للمصادر الإخوانية، بدأت المصارف في المناطق الخاضعة لمسلحي التنظيم ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، بتصريف الليرة التركية فضلاً عن نشاط شركات التحويل والصرافة بتبديل الليرة السورية بالتركية، وفي إدلب تكرر السيناريو عبر تسعير المحروقات بالليرة التركية، حيث نشرت شركة “وتد” المورّد الوحيد للمحروقات في المحافظة (والتابع لتنظيم جبهة النصرة) الأسعار بالعملة التركية.

وقد ذكرت مصادر إعلامية إخوانية في الثامن من يونيو الجاري، أنه قد تم تسعير الخبز بالشمال السوري المحتل بالليرة التركية، كأول سلعة يطالها الإجراء الاحتلالي، مستهدفة في المرحلة الأولى منها رغيف المواطنين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons