عفرين بوست – خاص
في متابعتها لملف المختطفات الكُرديات اللواتي ظهرن في المقطع المصوّر، الذي تم تسريبه إثر اقتحام ميليشيات “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” لمقر ميليشيا “فرقة الحمزة” في مركز إقليم عفرين المحتل، تمكنت “عفرين بوست” من التعرّف عن هوية اثنتين من المختطفات عبر التواصل مع أقربائهما.
وأكدت تلك المصادر أن “لونجين محمد خليل عبدو” من مواليد 1995 وشقيقتها “روجين محمد خليل عبدو” من مواليد 2001 ظهرن في المقطع المسرّب من سجن ميليشيا “الحمزة” وشوهدن بوضوح دون أدنى شك، منوهة أن روجين كانت وقت اختطافها فتاة قاصرة إذا كانت تبلغ من العمر نحو 17 عاماً.
وأشارت المصادر أن الميليشيا “الحمزة” كانت تتواصل في الفترات السابقة، مع ذوي الفتاتين وطلبت منهم مبلغ 10 آلاف يورو للإفراج عن الفتاتين ووالدهما “محمد خليل عبدو” المختطف أيضاً لدى الميليشيا في مكان آخر، مضيفةً أن الميليشيا كانت تريد الاحتيال على مقربين من خلال قبض الأموال “الفدية المالية” والاحتفاظ بالمختطفين الثلاثة.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” أن التواصل انقطع بين الفتاتين وذويهما بعد أن تم نقل المختطفات من مقر “الحمزة” (مبنى الأسايش سابقاً) إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدرسة “الثانوية التجارية” ومنها إلى مقر “الحمزة” في قرية باسوطة.
حيث اختفى بعدها أثر المختطفات وسط ورود معلومات متضاربة، تفيد بإقدام ميليشيا “الحمزة” على نقلهن إلى مقراتها في الباب، وبعضها تقول أنهن لازلن في قبو فيلا يحتلها المدعو “حسن العبيد” في باسوطة، وأخرى تقول أنه تم إعادتهن إلى مبنى الأسايش في عفرين بعد استعادة الميليشيا السيطرة عليه.
كما أن هناك رواية تقول ان المختطفات تم سوقهن إلى داخل الأراضي التركية، في حين لم تستطع “عفرين بوست” التأكد من صحة إحدى تلك الروايات حتى اليوم.
وكانت “عفرين بوست” نشرت تقريرا عن الشقيقتين “لونجين وروجين” أفاد بقيام مسلحين ملثمين في ليلة الخامس والعشرين من حزيران العام 2018، باقتحام منزل المواطن “محمد خليل عبدو” من مواليد 1968 في قرية “دُمليا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، واختطفاه مع ابنته “لونجين” من مواليد 1995، واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
وأشار التقرير إلى أن تهمة الوالد كانت حينها، جباية الضرائب في المنطقة الصناعية في عفرين لصالح الإدارة الذاتية السابقة، لمجرد أنه يمتلك ورشة لصيانة الجرارات الزراعية في صناعية المدينة، بينما جاء اختطاف ابنته لونجين بتهمة حيازتها لشهادة سواقة صادرة عن “الإدارة الذاتية” السابقة.
وأضاف المصدر أنه بعد اختطاف لونجين ووالدها بتسعة أيام بالضبط، أي في بداية تموز 2018، عاد المسلحون الملثمون ليتخطفوا الأبنة الأخرى وهي “روجين عبدو” من مواليد 2001، وعمها “كمال خليل عبدو” من مواليد 1966، من منزلهما في حي عفرين القديمة.
وأطلق الخاطفون سراح العم “كمال” بعد ستة أشهر في حالة صحية سيئة نتيجة التعذيب خلال فترة الاختطاف لدرجة أنه لم يكن يتذكر شيئاً، دون أن يتجرأ فيما يبدو على كشف عن سبب خطفه وهوية الخاطفين وظروف اختطافه ومكانه أو كيفية الافراج عنه، في سلوك ناجم عن تهديده من قبل الخاطفين فيما لو أباح بمعلومات لأحد على الأرجح.
ويتبع مسلحو ميليشيات ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الاخوان المسلمين بفرعه السوري، أسلوب التهديد والوعيد مع ضحاياه من المختطفين الكُرد، إن قاموا بتسريب معلومات للإعلام، أو حتى لأقرب المقربين منهم، للتغطية على جرائمهم المتواصلة منذ احتلالهم للإقليم الكُردي أواسط آذار 2018.