ديسمبر 23. 2024

الاعلام الموالي للاحتلال يتصيد خطأ المواقع الكُردية.. ويُبرر جرائم الخطف التي يرتكبها مسلحوهم

عفرين بوست-خاص

يستمر الإعلام الإخواني في محاولة التغطية على جرائم مسلحيه من جهة، إلى جانب محاولة توريط الوسائل الإعلامية الكردية التي تتابع ملف الانتهاكات في إقليم عفرين الكردي المحتل من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروف بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.

وفي السياق، عرضت تلك الوسائل ما قالت إنه بيان عما تسمى بـ “مديرية أمن” إعزاز المحتلة شمال سوريا، والذي جاء فيه: “تم إبلاغنا بوجود جثة لفتاة مقتولة بطلق ناري وذبح بأداة حادة على أطراف قرية الفيرزية بريف مدينة اعزاز الشرقي، حيث وجهت المديرية قوة لمكان الحادثة لجمع الأدلة ومعرفة القاتل، وبين تقرير الطب الجنائي أن المغدورة هي بالعقد الثالث بالعمر، وبعد تداول شائعات عن أن المقتولة هي ملاك نبيه خليل تم إحضار عائلة ملاك لمشفى إعزاز الوطني وقاموا برؤية الجثة، وأكدوا أن الجثة لا تعود لابنتهم ذات الستة عشر عاما المعتقلة في سجون فرقة الحمزة التابعة للجيش الوطني”. 

وحاول الإعلام الإخواني تصيد الخطأ الذي تم التحضير له في الغالب من قبل الغرف السرية لمخابرات الاحتلال، بغية ضرب مصداقية المواقع الإخبارية المعنية بنشر أخبار عفرين، عبر إشاعة خبر عن مقتل شابة كردية، مستغلة عدم مقدرة المواقع الكردية على متابعة الاخبار بشكل سريع، واكتفائها في بعض الأوقات بالاعتماد على مصدر واحد دون مقدرتها على تأكيده.

كما رغبت الوسائل الإخوانية من خلال تلفيق خبر مقتل ملك ونشره على صفحات التواصل الاجتماعي، يحمل بعضها أسماء وهمية ومنها اسم “عفرين” بحذ ذاته، لكن يديرها مستوطنون ومسلحون، في التشويش على خبر المختطفات الكرديات لدى مليشيا “فرقة الحمزة”، والمختطفات الأخريات لدى باقي المليشيات، وسط دعوات واسعة من الأطراف الكردية للمجتمع الدولي بتشكيل لجان تحقيق دولية، للوقوف على جرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية.

كما برر الإعلام الموالي للاحتلال خطف “ملك نبيه خليل جمعة”، بحجة أنها مطلوبة من قبل المكتب الأمني بمليشيا “الفرقة 22″، بتهمة الاشتراك بعمليات سطو وسرقة من مناطق مختلفة في الشمال السوري المحتل من قبل أنقرة وتنظيم الإخوان المسلمين، وهي كذبة مفضوحة إذ أن المواطنين الكُرد غير قادرين على التنقل بحرية بين عفرين وريفها، فكيف بهم والتنقل بين مناطق الاحتلال كمارع واعزاز وجرابلس وغيرها، حيث السطوة الأمنية الإخوانية، إلى جانب كونها فتاة قاصرة، وهو ما يفضح بوضوح كذب وافتراء المسلحين على الشابة الكردية المختطفة.

وقالت تلك الوسائل، أن المرأة المقتولة هي بيان محمود باضت، ابنة الثمانية وعشرين عاماً، وهي أم لثلاثة أولاد، ونازحة من حيّ الكلاسة ومقيمة في مخيم باب السلامة بريف حلب، ووفق المصادر، جرى التوصل إلى أن القتلة هم أقارب الضحية.

وكانت “عفرين بوست” قد قالت في السابع من يونيو الجاري، أن مجموعة “الكابوس- جرابلس” الإعلامية على قناة تيليغرام، كانت أول من نشرت سلسلة منشورات مرفقة بالصور عن المرأة المقتولة (الساعة التاسعة صباحا).

 وتابعت “عفرين بوست” حيثيات الجريمة الشنيعة، ولم تتوصل إلى التأكد من أن الجثة عائدة للفتاة المُختَطفة “ملك نبي خليل”، حيث قالت في السابع من يونيو، أن الجثة تعود لامرأة مجهولة الهوية، وهو ما أثار امتعاض بعض النشطاء من عفرين، ممن أثرت غرف الاحتلال على مشاعرهم، وتمكنت من توريطهم في نشر خبر غير موثوق، مع العلم أن “ملك” لا تزال مخطوفة.

كما دأبت المخابرات التركية على توجيه سلطات الاحتلال بعدم الشفافية في التحقيقات أو محاولة محاسبة المجرمين في كافة الجرائم المرتكبة منذ احتلال إقليم عفرين، وكذلك تضغط عبر أدواتها على ذوي الضحايا وتجبرهم على الادلاء بمعلومات مغلوطة مهددة إياهم بالقتل في حال أفشوا الحقائق، بهدف تضليل الرأي العام والتغطية على الجرائم التي تُرتكب تحت إشرافها المباشر.

وكانت القاصرة الكُردية ملك نبي خليل، قد اختطفت في وقفة عيد الفطر الموافق لـ 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”، ولا تتوانى ميليشيات الاحتلال التركي عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق ما تبقى من سكان عفرين الأصليين من نهب وسرقة وخطف وقتل في إطار خطة أنقرة لإبادة الكُرد في مناطقهم التاريخية.

ويؤكد مراقبون أن الاحتلال التركي وعملائه من تنظيم الإخوان المسلمين، سيعملون بشكل دوري على ترويج أخبار كاذبة لتتلقفها بعض المواقع الكردية، ثم تعود المواقع الإخوانية لنفيها، بقصد ضرب مصداقية المواقع الكردية التي تنقل أخبار عفرين، وهو ما يتطلب من المصادر الكردية الحرص والحذر قبل نشر الأخبار، خاصة أن الكثير من الصفحات التي تحمل اسم عفرين، بات يديرها مستوطنون بقصد التشويش على المتابعين، دون أن يتوانوا عن نشر بعض المنشورات الكُردية حتى، بقصد كسب ثقة الأهالي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons