ديسمبر 23. 2024

بانوراما مايو: استشهاد شاب ومسنيّن أثنين ومقتل آخر في ظروف مجهولة.. 32 مختطف على الأقل.. تهجير 65% من سكان قرمتلق و91% من قسطل مقداد.. إضافة إلى السرقات والسطو والتفجيرات والخطف والاقتتال وغيرها!

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال شهر مايو\أيار، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

ملخص مايو:

  • مقتل مواطن في مركز موباتا بظروف غامضة داخل سيارته، والإفراج عن مستوطن ساهم بقتل مسن كردي في ميدانكي، والعثور على جثمان مسن كردي عقب اختفائه خمسة أيام في قرية كوران، واستشهاد شاب بنيران المسلحين في شيراوا، واستشهاد مسن تصدى لرعاة مستوطنين.
  • التمكن من توثيق 32 حالة خطف، بينهم امرأة واحدة على الأقل.
  • تمييز عنصري من قبل المنظمات الإغاثية التابعة للاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، عبر حصر توزيعها المساعدات على المستوطنين دون السكان الأصليين الكُرد.
  • سيطرة واستيلاء للمستوطنين على المرافق الحيوية، واستثارهم باستثمار المشاريع الخدمية والتجارية برعاية الاحتلال ومجالس الاحتلال التي تشرعن لهم ذلك بالموافقات.
  • إحصائية تشير إلى استيلاء مستوطني الغوطة الشرقية، على ما نسبته 60% تقريباً من المحال التجارية الموجودة في مركز عفرين.
  • ميليشيا “فليق الرحمن” المطرودة من غوطة دمشق، تفتتح قبل نحو أربعة أشهر، مصنعاً لتعليب زيت الزيتون في مركز إقليم عفرين المحتل.
  • تهجير 65% من سكان قرية قرمتلق بناحية شيه\شيخ الحديد.
  • اقتتال المستوطنين ومليشيا الحمزة يفضح وجود عشرات النسوة المختطفات في مقر الأخيرة، مع ترجيح وجود نساء مختطفات أخريات لدى جميع المليشيات الإخوانية.
  • أتاوات على محال السوق الشعبي المستهدف بتفجير نهاية أبريل المنصرم، وتفجيران على الأقل في قلب عفرين خلال مايو.
  • مواصلة الاستيلاء على منازل السكان الأصليين الكُرد من قبل مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث سجلت الكثير من الحالات في “جنديريسه\جنديرس” و”شيه\شيخ الحديد” وأحياء مركز عفرين، وفي ناحية شرا\شران وفي قرية “روتا\روطانلي”، والاستيلاء على الأراضي الزراعية والمحال التجارية في مركز عفرين ومختلف القرى بحجة عدم وجود أصحابها أو عدم وجود ثبوتيات.
  • تهديد المواطنين الكُرد لدفع الألاف من الدولارات او الخروج من منازلهم في “شيه\شيخ الحديد”.
  • سرقات وسطو مسلح تستهدف المسنين الكُرد خصوصاً.
  • نقص المسلحين المرسلين إلى ليبيا، يدفع المليشيات لإجبار المدنيين الكُرد على الخروج في نوبات حراسة بدون أسلحة!
  • توسع دائرة الاقتتال بين المسلحين والمستوطنين، بعد وصول المستوطنين إلى درجة كبيرة من اليأس من المسلحين، مع إدراكهم بأن مصيرهم بات مجهولاً، في ظل تحكم مجاميع جاهلة بمصيرهم.
  • نزاع بين مستوطني الرستن ومستوطني ريف حماه على تزعم مليشيا “الشرطة المدنية”.
  • عمليات تصفية جسدية واغتيالات وتفجيرات متبادلة بين مليشيات الاحتلال المتحاربة على السطوة والنفوذ والسرقات.
  • أعمال حفر وتجريف في تلة أثرية صغيرة بين قريتي “قورتقلاق” و”قستليه كيشك” التابعتين لناحية شرّا/شران.
  • أعمال حفر بواسطة باكير وبلدوزر في محيط تل قيباريه الأثرية.
  • حفر التلّة الأثرية في قرية “عرابو\عرب أوشاغي التابعة لناحية موباتا\معبطلي.
  • قطع مستمر لأشجار الزيتون وإضرام للنيران بالحقول المزروعة بالقمح في الشهباء من قبل مسلحي الاحتلال.
  • رفع صورة مشتركة تجمع القاتليّن (صدام حسين وزهران علوش) على منزل مهجر كردي بعفرين.
  • تهجير 91% من أهالي قرية “قستليه مقديد\قسطل مقداد”، التابعة لـ ناحية “بلبلة\بلبل”.
  • إجبار الأطفال الكُرد من عفرين على الالتحاق بالقتال في ليبيا ضمن صفوف المسلحين، تحت تهديد السلاح.
  • ابتزاز العائلات الكُردية بتهديدها بإلصاق تهمة الانتساب لـ “قوات سوريا الديمقراطية” إلى شبانهم، بغية استحصال الأتاوات منهم.
  • تحكم الموظفين الأتراك بالمؤسسات الخدمية واستئثارهم بتنفيذ المشاريع، وإجبارهم للعمال ضمن تلك المؤسسات على العمل بالسخرة لديهم تحت طائلة الفصل.
  • إدراك المسلحين كونهم عملاء الاحتلال، ويقينهم بنية جيش الاحتلال تحسين صورته أمام أهالي عفرين بناءً على سماحه بالانتهاكات من قبل المسلحين، كي يفضلهم السكان الأصليون في عفرين على المليشيات.
  • مجالس الاحتلال تحجب المعونات الإنسانية عن مستحقيها لبيعها لاحقاً في المحال التجارية.

وغيرها الكثير… وهي على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في الرابع من مايو\أيار، فارق المواطن الكُردي “محمد عزت جيلو” البالغ من العمر 54 عاماً، الحياة يوم السبت الموافق للثاني من مايو الجاري، وذلك حرقاً في سيارته المركونة في داره بقرية “ساريا” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وقال أشخاص على معرفة بالمتوفي لـ “عفرين بوست” أن خلافاً عائلياً حاداً نشب بين أفراد عائلة جيلو، فأقدم محمد على سكب مادة البنزين على سيارته المركونة في فناء داره والجلوس داخلها ومن ثم إيقاد النيران بالسيارة، ما أدى لمفارقته الحياة إثرها. لكن ناشطين محليين لم يستبعدوا فرضيات أخرى، فاتهموا ميليشيات الاحتلال التركي بإعدامه حرقاً في سيارته. هذا ولم تتمكن “عفرين بوست” من الاستحواذ على رواية موثوقة عن حقيقة إقدام الخمسيني “جليو” على الانتحار من عدمها، في ظل إصرار ذويه على ترديد هذه الرواية المذكورة أعلاها. وتلجأ الميليشيات الإسلامية عادة إلى تلقين ذوي الضحية تحت تهديد السلاح رواية محددة لتضليل الرأي العام، تضمن لهم التنصل من الجرائم التي يرتكبونها بحق مَن تبقى من أهالي الإقليم المحتل الأصليين الكُرد.

في السادس عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أفرجت عن قاتل المسن الكُردي “علي أحمد” من أهالي بلدة ميدانكي التابعة ناحية “شرا\شران”، بعد نحو أسبوعين فقط من اعتقاله، بذريعة أنه حَدَث في السابعة عشرة من عمره، وأن ذوي الشهيد قد أسقطوا حق دعواهم الشخصية. وقالت المصادر أن وجهاء من ذوي المجرم “فهد المرعي”، وهو من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” زاروا عائلة الشهيد “علي أحمد” وطالبوهم بإسقاط حقهم الشخصي، قائلين” في كل الأحوال سيتم إطلاق سراحه لأنه طفل ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره”، وذلك في مسعاهم للضغط عليهم لإسقاط دعواهم في حقهم الشخصي. وبالصدد، وفي تصريح خاص لـ “عفرين بوست”، قال عضو الهيئة الإدارية للهيئة القانونية الكُردية المحامي حسين نعسو إن “الجريمة التي ارتكبها المرتزقة المستوطنين بحق المسن الكردي احمد علي (عليكي) والتي افضت الى موته نتيجة للضرب الشديد، الوصف القانوني لها في حدها الادنى وكأضعف ايمان هو الايذاء المفضي الى الموت، والتي عقوبتها هي الاشغال الشاقة المؤقتة من خمس سنوات الى خمس عشرة سنة، وفقاً لنص المادة (543) من قانون العقوبات السوري، إن لم يكن قتلاً قصداً او عمداً”. متابعاً: “وبالتالي فان إطلاق سراح الجاني بعد أيام من ارتكاب جريمته البشعة تلك، يمثل انتهاكاً واستهتاراً بالقانون تحت أية حجة أو ذريعةٍ كانت، وإن كنا ندرك بان تلك الجماعات المرتزقة وحكومة الاحتلال التركي لا يعيران أية اهتمام أو احترام للقوانين، حتى ولو كان الجاني كما يدعى بأنه حدث (قاصر) لم يتم الثامنة عشرة من عمره”. مردفاً: “ذلك لان نص المادة 29 /ج من قانون الاحداث الجانحين السوري لعام 1974، واضح وصريح في هذا الصدد، اذ تنص بانه تفرض على مرتكبي الجنايات من الاحداث الذين اتموا الخامسة عشرة عقوبة الحبس مع التشغيل من سنة الى خمس سنوات، إذا كانت الجريمة التي ارتكبها تعتبر من الجنايات المستحقة عقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة أو الاعتقال المؤقت”. وختم نعسو حديثه بالقول: “إن اخلاء سبيله بهذه السرعة بحجة وجود إسقاط للحق الشخصي فيه مخالفة أخرى للقانون، ذلك لأن إسقاط الحق الشخصي يعتبر من الاسباب المخففة التقديرية المبررة لتخفيف العقوبة للنصف، وليس إلغاء العقوبة كلياً، لأنه عذر مخفف وليس بعذر مُحلْ للعقوبة”.

في العشرين من مايو\أيار، أشار مراسل “عفرين بوست” إلى استمرار عمليات الاختطاف والقتل، وبحسب أخر المعلومات الواردة من الإقليم، فإنه قد عثر يوم أمس الثلاثاء على جثمان المواطن الكُردي المُسن “مسلم أحمد عمك\٨٧ عامآ” من أهالي قرية كوران التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، بعد اختفائه لمدة ٥ أيام بشكل مفاجئ. وفي إطار متصل، أفاد مصدر من ناحية “بلبله\بلبل” بأن المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي قد خطفت المواطن فرحان حسن من أهالي قرية خليلاكا التابعة للناحية، بتاريخ ١٧ مايو الجاري، مطالبين ذويه بفدية مالية بقيمة ١٥٠٠ ليرة تركية، حيث تم الإفراج عنه ذلك اليوم، عقب دفع الفدية للمسلحين. وتتواصل عمليات القتل بشكل مباشر أو بعد الاختطاف، أو أثناء تنفيذ عمليات السطو المسلح، بحق المسنين والمسنات الكُرد، حيث فقد خلال الشهر الحالي والماضي، العديد منهم حياته، دون أن يقدم الاحتلال ومسلحوه على تقديم أي مجرم من مسلحي المليشيات للعدالة، عدى عن عدم إيمان أهالي عفرين بالقضاء التابعة للمحتل التركي ومسلحيه. ويدرك أهالي عفرين أن الإقليم سيستمر في حاله تلك من الاستباحة الشاملة، والتي تتم تحت إشراف الاحتلال التركي وبتنفيذ مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، حتى يتم التطهير العرقي الشامل بحق ل من تبقى في عفرين، علماً أن نسبة الكُرد هناك لم تعد تتجاوز الـ25% في أفضل التقديرات، مقارنة مع نسبتهم التاريخية في الإقليم والتي كانت تقدر بأكثر من 98%.

في الثاني والعشرين من مايو\أيار، تعمدت قوات الاحتلال اشعال الحرائق بدءاً من قرية “برج حيدر” في المنطقة المحتلة من شيراوا، فيما تردد الأهالي في إخماد النيران، خوفاً من استهداف المسلحين، إلى أن وصلت النيران بفعل الرياح القوية إلى قريتي “كلوتيه” و”كوندي مازن\الذوق الكبير” في شيراوا. وعليه، سعى أهالي في ناحية شيراوا إلى إخماد تلك النيران المُندلعة بالأراضي الزراعية بناحية شيراوا بريف عفرين، والمزروعة بمحصول القمح والشعير في ساعات متأخرة من مساء أمس الجمعة. وبينما كان يحاول الشاب “سليمان جميل إبراهيم” البالغ من العمر ٢٢ سنة، إخماد النيران، استهدفته رصاصة من مليشيات الاحتلال التركي، حيث أصيب بجروح بليغة في جسده. وجرى إسعاف الشاب على الفور لمشفى آفرين في الشهباء لتلقي العلاج، وبحسب مراسل “عفرين بوست” فإن إصابة الشاب كانت حرجة، مما أدى إلى استشهاده فيما بعد، برصاص مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين.

في الثالث والعشرين من مايو\أيار، أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية راجو، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة موساكا، حيث استشهد المواطن الكُردي المسن “نظمي رشيد عكاش/٦٥ عاماً، نتيجة نوبة قلبية طالته عقب مواجهته لمستوطنين في قريته. وأوضح المراسل إن “نظمي” اعترض على إفلات أغنام تعود للمستوطنين في حاكورته بجانب منزله، فتهجم عليه حوالي عشرة مستوطنين في القرية وقاموا بالشجار معه، مما أدى لإصابته بجلطة قلبية، أسعف إثرها إلى عفرين، لكنه استشهد أثناء اسعافه. وتعد هذه ثاني حالة في يستشهد فيها مُسن كُردي نتيجة تعدي مستوطنين بأغنام يملكونها على أملاكهم خلال أقل قرابة شهر، حيث كان قد أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران” في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، عندما أقدم ثلاثة رعاة مستوطنين على ضرب المسن بالعصي واللكمات، وهو “علي محمد أحمد” الملقب “عليكي” البالغ من العمر 74 عام، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الثاني من مايو\أيار، أوضح مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي”، إنه قد مر أكثر من عامين ومصير الشاب “رفعت مراد” من أهالي قرية “كوركان فوقاني” التابعة للناحية، لايزال مجهولاً، حيث تم اعتقاله في سوق الشعبي بمركز مدنية عفرين المحتلة، بذريعة أن الشاب كان يعمل في بلدية الشعب أيام “الادارة الذاتية”. وكان قد أفاد ناشطون في الأول من أغسطس\آب العام 2018، أن الميليشيات الإسلامية قد قامت باختطاف شاب يبلغ من العمر 26 عاماً وسط عفرين واقتياده إلى تركيا، وذكر هؤلاء إن المسلحين خطفوه من محلة التجاري على طريق راجو وسط مدينة عفرين، واقتادته إلى إحدى السجون التابعة للاستخبارات التركية في ولاية هاتاي.

في الرابع من مايو\أيار، أوضح مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، إن ميليشيا “لواء الوقاص” أقدمت عصر أمس الأحد، على اختطاف شاب كُردي من منزله في قرية “آنقليه” التابعة للناحية، بذريعة الانتماء لـ”وحدات حماية الشعب”، واقتادته إلى سجن أمنية الميليشيا في الناحية. وأوضح المراسل أن الشاب “شيخو عابدين أحمد/18 عاماً”، اختطف أمس من منزله، وجرى اقتياده إلى سجن أمنية ميليشيا “الوقاص” الكائنة في قرية مروانية المعروف الواقع على طريق مروانيه – شيه.

في العاشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، إن ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت أوائل شهر أيار الجاري، ثلاثة مواطنين كُرد بينهم امرأة ستينية، من منازلهم في قرية “شوربه” التابعة للناحية، واقتادتهما إلى مركزها في قرية كفرجنة التابعة لناحية “شرا\شران”، وذلك بالتهمة المعتادة “العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة”. وأوضح المراسل أن دورية من ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت قبل نحو أسبوع، كل من (إدريس جعفر40 عاماً – حسن بيرم أكثر من 60 عاماً – رشيدة زوجة علي طاهر (في الستينات من عمرها) واقتادتهم إلى مركزها في قرية كفرجنة. وأضاف المراسل أن الميليشيا كانت اعتقلت قبل نحو عشرين يوماً (أواخر شهر نيسان) مختار القرية المعيّن من قبل مجالس الاحتلال “رشيد عمر/ 56 عاماً” دون معرفة التهمة الموجهة إليه.

في الحادي عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إنه وبعد أن استولت ميليشيات الاحتلال على محضر عقاري للمواطن الكردي “رفعت سيدو” المعروف بـ “رفعتي خازيانا”، والذي كان يقع بالقرب من ملعب عفرين في مركز المدينة، أصيب “رفعت” بجلطة قلبية حزناً على أملاكه التي تم سلبها، مما أدى إلى وفاته. وأشار المراسل بأن الميليشيات الإسلامية لم تكتفي بذلك، فبعد وفاته، عمدوا إلى سلب جراره الزراعي من نوع “بركيس” وبيك آب من نوع “هيونداي”، وسيارة خصوصية من نوع “فيرنا”. كما داهم المسلحون منزله، ونهبوا منه مقتنيات ثمينة وكميات من الذهب والنقود، إضافة إلى اختطاف أولاده في الرابع من أبريل الماضي، حيث تم سجنهم في قرية كفرجنة بناحية “شرا\شران” وملاحقة أخوته لكسب المزيد من الأموال. وأشار المراسل بأن المختطفين هم كل من “رفعت سيدو\٢٧ عام (وهو حفيد المغدور)، وشرفان سيدو البالغ من العمر ٢٤ عاماً، وسيف الدين سيدو البالغ من العمر ٥٥ عاماً. وفي سياق مشابه، خطفت مليشيا “السلطان محمد فاتح” التي ينتمي غالبية مسلحيها إلى التركمان، يوم أمس الأحد، كلاً من المواطنين الكُرد “أحمد عثمان” وأحمد وحيد إبراهيم”، وهما من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.

في الثاني عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: تلجأ الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إلى طرق عديدة لاستدراج اليافعين والأطفال من شوارع مدينة عفرين لخطفهم، في حين قال مصدر في عفرين إن حالات السرقة ازدادت في الآونة الأخيرة. وتعليقاً على حالات الاختطاف أفاد مصدر خاص لـ “عفرين بوست” إن الاحتلال التركي وميليشياته يلجئون إلى طرق استدراج يافعات وأطفال لاختطافه، وفي حادثة جرت قبل أيام، قال المصدر “خرجت فتاتان يافعتان (ش) و(ع) في الـ 17 من عمريهما تقريباً، من المنزل، وفي الطريق أوقفتهما امرأة ورجل وسألا عن مكان المركز الثقافي، وطلبا منهما أن يأخذوهما إلى المركز الثقافي”. وأضاف المصدر “في الطريق جاءت سيارة بسرعة وحاولت أن تخطف الفتاتين إلا أنهما صرختا واستطاعا الهرب منهم”، مردفاً: “الفتاتان الآن لا تجرؤان على الخروج من منزليهما الواقع في حي المحمودية”. وفي حادثة أخرى قال المصدر: “عند دوار نوروز وكنت شاهداً على ذلك، مرت سيارة من جانب طفل صغير وحاولت أن تخطفه، إلا أن الاهالي في المدينة استطاعوا الإمساك به واسترجاع الطفل”. متابعاً: “هناك جماعات تتاجر بالأعضاء البشرية، لذلك هم يختطفون هؤلاء لأخذ أعضائهم وبيعها”، وطلب المصدر من الأهالي أن ينتبهوا على أطفالهم وينبهوهم كي لا يذهبوا مع أي أحد إلى أي مكان. كما تطرق المصدر كذلك إلى زيادة حالات السرقة، قائلاً إنه “بسبب عدم دفع تركيا رواتب المسلحين، ازدادت حالات السرقة في حيي المحمودية والأشرفية خصوصاً”، وأضاف “في بنايتنا قبل عدة أيام تمت سرقة دراجتين ناريتين”.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” إن ميليشيا “فيلق الشام” قد أقدمت ليلة أول أمس الأحد\العاشر من مايو، على اختطاف أربعة مواطنين من أهالي قرية “دير بلوط” التابعة للناحية، وجرى اقتيادهم إلى مقر الميليشيا الرئيسي في قرية “ايسكا\إسكان” التابعة لناحية شيراوا. وأوضح المراسل أن المختطفين هم كل من (محمد ابراهيم جلال باكير\ 27 عاماً – عبد الرحمن خليل حبش\ 37 عاماً – آتيل محمد عيدو\ 28 عاماً – محمد حسن إبراهيم\ 30 عاماً وهو من المكون العربي). مضيفاً أن الدورية الأمنية لاحقت شاباً خامساً ويدعى” عبد الكريم العيسى “من المكون العربي”، إلا أنه لاذ بالفرار ولا يزال مصيره مجهولاً. وأشار المراسل أن كل من (عبد الرحمن ومحمد إبراهيم) تعرضا سابقاً لعدة مرات من الاختطاف على يد ميليشيا “فيلق الشام”، حيث يُفرج عنهما في كل مرة بعد دفع فدية مالية، منوهاً أن إلى الميليشيا تطلب مبلغ ألف دولار أمريكي للإفراج عن كل مختطف. وتتكون قرية “دير بلوط” من 120 منزلاً (60% منهم من المكون الكُردي، و40% منهم من المكون العربي المُقيم في القرية قبل احتلال عفرين 2018). وكشف المراسل أن العمليات الحربية والجرائم التي ارتكبتها الاحتلال ومسلحوه أدت إلى تهجير قسري لنحو 45% من السكان الكُرد، فيما عادت جميع العائلات العربية إلى منازلها ضمن القرية.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قررت عائلة كُردية قبل نحو سبعة أشهر، العودة إلى قرية “سينكا/سنكرلي” التابعة لناحية “شرا\شران”، إلا أن المهرب الذي ينتمي لميليشيا “فرقة السلطان مراد” سلمها لميليشيا “الشرطة العسكرية” لتقوم الأخيرة باعتقال العائلة كاملة بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن المواطن الكُردي “مسلم سفر حمباشو/24 عاماً”، برفقة زوجته غالية جاويش وطفلهما “علي”، تواصل قبل نحو سبعة أشهر، مع مسلح من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” لتهريبهم إلى داخل عفرين المحتلة مقابل مبلغ 300 دولار أمريكي. مضيفاً أن المسلح سلم العائلة الكُردية إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في قرية قطمة، التي يتزعمها المدعو “أبو عرب”، حيث قام على الفور باعتقال العائلة، وجرى إرسال الزوج “مسلم” إلى سجن “الشرطة العسكرية” في عفرين وهو ذاته “الثانوية التجارية”، بينما تم زج الزوجة غالية وطفلها في سجن “ماراتيه”. وأشار المراسل إلى أن العائلة كانت تقطن في بلدة “أحرزيه/أحرص” في مناطق الشهباء منذ أن تم تهجيرها قبل أكثر من عامين من قريتهما سينكا. مردفاً أن الميليشيا أفرجت عن المواطنة “غالية جاويش” وطفلها “علي” بعد نحو شهر من اعتقالها، فيما لا يزال المواطن “مسلم حمباشو” معتقلاً في سجن “الثانوية التجارية” العائدة للميليشيا.

في السادس عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، إن مسلحين من مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”، قد اختطفوا مواطنين كُرد من أهالي قرية “معملو\معمل أوشاغي” التابعة للناحية، مطالبين ذويهما بمبلغ مالي وقدره 400 دولار امريكي للإفراج عن كل واحد منهم. وأشار المراسل أن المختطفيّن هما كل من “أنوار عثمان حمكولينو” البالغ من العمر 40 عاماً، والذي اختطف بتاريخ 30 ابريل/ نيسان الشهر المنصرم. إلى جانب مجموعة أخرى خطفت بتاريخ 10 أيار/مايو، وهم كل من: “كيماو أنور كردي البالغ من العمر 31 عاماُ”، و”أحمد عثمان محمد البالغ من العمر 27 عاماً”، و”أحمد وحيد مصطفى البالغ من العمر 24 عاماً”، و”حسن جميل حسن البالغ من العمر 25عاماً”، و”دمخاش عثمان البالغ من العمر 33عاماً”، و”محمد عثمان البالغ من العمر 24 عاماً”، و”دوزيار كُردي البالغ من العمر 30 عاماً”، حيث لا يزال مصير هؤلاء المخطوفين مجهولاً.

في الرابع والعشرين من مايو\أيار، حاولت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اعتقال شاب يافع بحجة إنه كان يسوق دراجة النارية بسرعة، إلا أن والدته وقفت أمام المسلحين ولم تسمح لهم باعتقاله. وأفاد مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست” إن ميليشيا “الشرطة المدنية” لاحقت شاباَ يافعاً في الخامس عشر من عمره، وحاولت اعتقاله بحجة إنه كان يقود الدراجة النارية بسرعة. وأضاف المصدر إن والدة الشاب وصلت إلى ابنها ولم تسمح للمسلحين باعتقاله، وذكر أن “الأم قالت لهم “مصاري مافي” في إشارةٍ منها إلى أن الميليشيا تفعل ذلك لطلب المال فيما بعد. وأكد المصدر إن الأم وقفت أمام الشرطة، وقالت “إن أخذتم أبني سأضرم النيران في جسدي هنا لتكونوا حديث الساعة”، منوهاً أن الأم كانت شديدة العصبية، قائلاً: “لأول مرة أرى شخصاً يقف أمام الميليشيات بهذه الطريقة”. ولفت المصدر إن الشرطة تركت الأم وولدها ليعودا إلى منزلهم بعد مقاومة الأم أمامهم. وتابع المصدر أيضاً “مسلحو الميليشيات يقودون دراجاتهم بسرعات تفوق الـ 120 في المدينة، وهذه الشرطة تأتي لتعتقل شاباً يافعاً، الأجدر بها أن تضبط الفوضى في عفرين، لكن هذا محال لأنها مشاركة في ذلك”.

في السادس والعشرين من مايو\أيار، ناشدت عائلات 4 شبان اعتقلوا من قبل أجهزة الأمن التركية في مدينة اسطنبول بتاريخ 15 أيار مايو 2020، وفق مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا. وأوضح المركز أن منظمات حقوق الإنسان تضغط على السلطات التركية، للإفراج عن الأشخاص الأربعة الذين تم اعتقالهم بوشاية نتيجة خلافات عائلية، مؤكدين أنّ أبنائهم متواجدون في تركيا منذ حزيران 2012 بطريقة قانونية، وهم يمتلكون بطاقة الكيملك الصادرة من الحكومة التركية. والشبان الأربعة أسمائهم هي: غالب محمد بكر (37 عام)، عدنان فوزي سليمان (20 عام)، مصطفى محمد أوسو (22 عام)، مصطفى أحمد ويسي (25 عام) وهم من مواليد قرية “آشكيه روجافا\أشكان غربي” التابعة لناحية جنديرس بمدينة عفرين. وتقوم سلطات الاحتلال التركية بتسليم أهالي عفرين الذين تعتقلهم على أراضيها إن كانوا لا يحملون بطاقات الكيملك إلى تنظيم “هيئة التحرير الشام” عبر بوابة “باب الهوى” في إدلب، وعادة ما يقوم التنظيم بالتواصل مع عائلاتهم، إن كانوا كرداً، ويطلبون فدية مالية قد تصل إلى 20 ألف دولار، أو يقومون بإعدامهم.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” تواصلت مع ذوي قاصرين كُرديي كان قد فقد أثرهما منذ ثلاثة أيام في مدينة “جندريسه\جنديرس”. وادعت المليشيا أن حرس الحدود التركي ألقى القبض عليهما، بينما كانا يحاولان دخول الأراضي التركية بشكل غير شرعي، رغم أن ذوي القاصرين لم يكونوا على علم بمصير نجليهما. وأكدت المصادر أن كل من (ياسر إسماعيل جنيد/ 14 عاماً، ومحمد حنيف حمود /15 عاماً)، كانا اختفيا في مدينة “جندريسه\جنديرس” دون أن يعرف ذويهما عن مصيرهما شيئاً، مؤكدةً أن تكون ميليشيا “أحرار الشرقية” هي التي اختطفت القاصرين بهدف ارسالها للقتال في ليبيا.

في السابع والعشرين من مايو\أيار، خصص جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفون بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في مدينة مارع المحتلة، سجناً خاصاً بالمختطفين والمعتقلين الكُرد من أهالي إقليم عفرين المحتل، عبر تحويل مدرسة لسجن. ووفقاً لمصادر خاصة لـ “عفرين بوست”، يسمى السجن باسم “القلعة”، ويقع في شمال مدينة مارع المحتلة، ضمن شارع “فروح”، حيث كانت مدرسة للتعليم، وحوله الاحتلال التركي لسجن يعتقل فيه كُرد عفرين فقط. وبحسب المصادر فإن السجن يحوي حالياً المئات من الكُرد ممن تم اختطافهم واعتقالهم في عفرين، بذريعة الانتماء لـ “وحدات حماية الشعب” أو مناصرة “الإدارة الذاتية” السابقة في عفرين. وأوضحت المصادر أن الاحتلال التركي يمارس ضمن السجن المذكور، أبشع أنواع التعذيب والممارسات الإجرامية بحق نزلاءه إن كان عبر التعذيب الجسدي أو النفسي من خلال شتمهم بألفاظ نابية، فيما تدير السجن مليشيا “الشرطة العسكرية”. وفي سياق متصل، أشار مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، ان مصير المسن الكردي “شاهين لطيف بغدادي/65عاماً، لا يزال مجهولاً حتى اليوم، بعد أن اختطف منذ الأيام الأولى لاحتلال إقليم عفرين بذريعة انتمائه لقوات الأسايش، علماً أنه كان يعمل كمعماري في بلدته.

الاستيطان في عفرين..

في الخامس من مايو\أيار، قال تقرير لـ “عفرين بوست”: تمارس المنظمات المتواجدة في كنف الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل، عنصرية ضد السكان الأصليين الكُرد، حيث يتم منح المستوطنين فيها كل شيء، وحجبها عن الكُرد بحجج مختلفة. ففي التفجير الذي ضرب عفرين قبل أيام، منحت المنظمات 1000 يورو لكل عائلة مستوطنة فقدت فرداً لها ضمن التفجير، إلا أنها لم تقدم شيئاً يذكر للكُرد، مع العلم إن 9 أشخاص من سكان عفرين الأصليين فُقدوا حياتهم في التفجير. ووفق مصادر “عفرين بوست”، تعمل في الإقليم المحتل تركياً مجموعة منظمات مؤتمرة في المحصلة من قبل الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، ويبلغ عددها 34 منظمة. وذكرت المصادر أسماء تلك المنظمات وهي: “منظمة الشفق، منظمة الحق، منظمة الرحمة، منظمة IHH، منظمة الإخلاص، منظمة الإيمان، منظمة الرسالة، منظمة لواء الإسلام، منظمة راية الإسلام، غراس، احسان، تكافل، اطفال عالم واحد، احياء الامل، لأنك انسان، القلب الكبير، سيما، سامز، أطباء بلا حدود، تعليم بلا حدود، مداد، رحمة بلا حدود، وحدة تنسيق الدعم، الاطباء الاحرار، اس ار دي، سيريا ريليف، قطر الخيرية، سيريا شيريتي، عطاء، افاق، بهار، اي واي دي، هيئة الاغاثة الدولية، Afad”. ووفقاً لمصادر “عفرين بوست” جميع موظفي المنظمات تلك هم من المستوطنين، فيما يتواجد عدد قليل منهم من سكان عفرين الأصليين الكُرد، وفي سياق المواقف العنصرية لتلك المنظمات، قالت “ياسمين\اسم مستعار ضرورات أمنية” العاملة مع إحدى المنظمات في عفرين: “قالت لي رفيقتي بأنها كانت الكردية الوحيدة في المنظمة التي تعمل فيها، وقد أرادت منظمتهم أن تنتقل من مشروع لمشروع آخر، لكن الموظفين المستوطنين رفضوا إصحابها معهم، ولذلك تركت صديقتي العمل في المنظمة”. وأضافت نقلاً عن رفيقتها أيضاً “كانت المنظمة في جولة إلى ناحية موباتا، وقد طرقت صديقتي أبواب بعض منازل الكُرد، إلا أنها توقفت بعد مضايقات من موظفي المنظمة المستوطنين”. وأشارت ياسمين إلى أنه هناك عنصرية واضحة من قبل المنظمات و”إنهم يتقصدون عدم منح الكُرد أي مساعدات تحت حجج إن لهم زيتون وأملاك، بينما الميليشيات الإسلامية استولت على كل الزيتون والأملاك”، ونوهت ياسمين إنهم فصلوا موظفين كُرد من المنظمة بحجة إنهم لا يقبلون اثنان أقرباء في نفس المنظمة. وفي الصدد، قالت مواطنة كردية طلبت عدم الإفصاح عن هويتها: “زوجي متوفي منذ 8 سنوات أي في بداية الآزمة السورية تقريباً، الميليشيات الإسلامية استولت على منزلي في القرية وسرقوا كل ممتلكاتي وأنا الآن لدى بعض الأقارب في عفرين، في الفترات الماضية ذهبت إلى عدة منظمات لتسجيل اسمي كي تصلني الإغاثة لكن كل المنظمات رفضت بحجة إن زوجي كان ضمن وحدات حماية الشعب، بينما على وثيقة الوفاة تم ذكر إنه توفي قبل 8 سنوات بمرض السرطان”. فيما قالت مواطنة كُردية أخرى من عفرين تدعى “هيفيدار\اسم مستعار”: “طلبنا من عدة منظمات أن يقدموا كرسي لذوي الاحتياجات الخاصة لقريبتي، لكن كل المنظمات رفضت أن تمنحه لنا، بحجة إننا أغنياء ولدينا أملاك”، وأضافت “منذ سنتين لم تأتي أي منظمة وتطرق بابنا أو منحتنا إغاثة”. فيما ذكرت المواطنة “هيفي\اسم مستعار”: “الإغاثة كلها تذهب للمستوطنين والمنظمات تتعمد ذلك بطلب تركي على ما يبدو، لأن كل المنظمات تأتمر بالأوامر التركية، كل مستوطن يجلب معه مسلح إلى المنظمة لكي يحصل على الإغاثة أولاً، وحصلت عدة مشاكل أمام المنظمات لهذا السبب، أعضاء المنظمات يقولون لنا إن لديكم زيتون ولديكم أناس في اوروبا ولستم محتاجين للإغاثة”. ويشار إلى أن الاحتلال التركي وميليشياته قد مدوا منذ اليوم الأول لاحتلال عفرين بالكامل في الثامن عشر من مارس، إلى إفراغ الإقليم، ريفاً ومدينة من محتوياتها، بسرقة كل ما وصلت له أياديهم، وهو ما وصفه أهالي عفرين بـ “يوم الجراد”، علاوة على استيلاء الاحتلال التركي وميليشياته على أملاك سكان الأصليين الكرد المهجرين، بما فيها المواسم الزراعية والمنازل والعقارات، بجانب استهداف ممنهج للكرد بعمليات خطف متواصلة بهدف الحصول على فدى مالية، بغية إفقارهم ودفعهم للتهجير القسري عن أرضهم، ليستبيحها المسلحون وذوهم المستوطنون.   

في السابع من مايو\أيار، افتتح مستوطن ينحدر من مدينة “دارة عزة” الواقعة في ريف حلب الغربي، مؤخراً منشأة رملية في حرم نهر عفرين، بعد أن حصل على موافقة من مجلس الاحتلال المحلي، في مركز إقليم عفرين لقاء مبلغ مالي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل إنه افتتح في وقت سابق، سراداً رملياً في حرم نهر عفرين، في المنطقة الواقعة خلف منزل عائلة “جاسم” بعد أن اشترى ذمة المجلس بمبلغ ألفي دولار أمريكي لينال موافقته، رغم أن المستوطن يقوم بحفر حرم النهر وهي المنطقة ذاته التي تمر مناها قناة مياه الشرب الرئيسية القادمة من سد ميدانكي.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل، أن مستوطني الغوطة الشرقية، يسيطرون على ما نسبته 60% تقريباً من المحال التجارية الموجودة في المدينة، ويزالون فيها مهنا مختلفة، بالاستفادة من الأموال التي نهبوها في الغوطة، قبل استقدامهم إلى عفرين بموجب اتفاق روسي تركي. وأشار المراسل أن مستوطني الغوطة كانوا قد استولوا بالقوة والغصب على المحال العائدة للمواطنين الكُرد، فيما يدفع قسم منهم الايجار لمسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، التي تتقاسم القطاعات الأمنية داخل المدينة. ويزاول المستوطنون الغوطانيون مهن السمانة وبيع الأسلحة والألبسة ومطاعم ومياه معدنية ومن أبرزها (مطعم بوز الجدي، ومطعم الدوماني، ومطعم شيخ الكار، واللحام الحرستاني، وتوابل الغوطة، بجانب بيع مياه مفلترة باسم “نبع بردى”). إلى ذلك أضاف المراسل أن المستوطنين يرعون بالغنم بين أراضي مزروعة قمح والخضرة على طريق “كفرشيل-ماراتيه\معراتة”، رغم وجود أصحاب الارض الحقيقيين الكُرد، دون أن يتمكنوا من الاعتراض، نتيجة الحماية الأمنية التي يتمتعون بها من قبل مسلحي الإخوان المسلمين المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري”. وفي الصدد، قال المراسل إن المستوطنين يزرعون بين أراضي الزيتون العائدة لعائلة “بيت نجار” بآخر الاشرفية، بعد قطع اشجار الزيتون منه، وقلع جذوع الزيتون، كما قام مستوطنون، قبل أربعة أيام بسرقة محل “رشيد حسبيرو” في قرية “بعدينا\بعدنلي” التابعة لناحية راجو، وهو محل خاص ببع قطع الانترنت، حيث سطا عليه مستوطنون منذ 3 أيام.

في الحادي عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادر متقاطعة أن المستوطن “نزار الصمادي”، هو من قاد حملة التوطين التي استهدفت مركز ناحية “موباتا/معبطلي” في ريف إقليم عفرين المحتل، مستفيدا من مبلغ متي ألف دولار، سرقها من المجالس التي ترأسها حتى قبيل طرده من الغوطة الشرقية، إلى جانب عشرات الآلاف من المسلحين وذويهم، كـ “عضو المجلس الثوري العسكري في الغوطة الشرقية ورئيس مجلس دوما المحلي، ورئيس المجالس المحلية في ريف دمشق، وعضو مجلس محافظة ريف دمشق (المحررة)”. وأكدت المصادر أن “المستوطن الصمادي” يدعي أنه “اشتراكي”، لكنه لم يتردد في الاستفادة من فتوى دينية تُحلّل له الاستيلاء على منازل وممتلكات مهجري “موباتا”، كونهم “كرداً علويين”!، مشيرة إلى أنه نفّذ عدة مشاريع زراعية في البلدة لتمكين المستوطنين من البقاء في ديار الكُرد المهحرين. وكان من بينها، شراؤه ألف رأس ماشية لصالحهم، ليبادر المستوطنون إلى رعيها في الحقول والكروم تحت حمايته، كونه يترأس حالياً ما يسمى بـ “مجلس مهجري الغوطة الشرقية” في “موباتا”. وقال المدعو “الصمادي” في لقاء له على إذاعة “وطن إف إم” الموالية للمسلحين، أن “أهالي الغوطة” ضيوف على الإقليم ولا يريدون إجراء أي تغيير ديموغرافي! رغم أنه قاد مظاهرة ضد (مجلس المحلي في معبطلي) في أيلول 2018، للمطالبة بطرد معلمة كُردية من المدرسة بسبب عدم ارتدائها الحجاب، لتتطور الأمور مع المستوطنين للمطالبة بحل المجلس المعين، احتجاجاً على تمثيل المستوطنين ضمنه، حيث يسيطر عليه متعاونون كُرد مع الاحتلال التركي، إذ تم وقتها اقتحام المتظاهرين المستوطنين بقيادته لمبنى المجلس، والاعتداء على كل من تواجد داخله، ومن بينهم رئيس المجلس “شيخ نعسان”.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: قام الاحتلال التركي بتغيير ديموغرافية إقليم عفرين الكُردي، تطبيقاً لما تعهد بها رئيس الاحتلال التركي أردوغان قبل بدء الغزو بحق الإقليم، عن إعادة عفرين إلى أهلها (على حد وصفه)، حيث قال في خطاباته بأن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35%، من السكان، علما أن نسبتهم التاريخية تفوق الـ98%. ولم يكن لأحد أن يتصور أن الفلسطينيين أيضاً من سكان عفرين الذين تحدث عنهم أردوغان، إذ استقدم المسلحون مئات العائلات الفلسطينية بشكل خاص من مخيم اليرموك، بغية الاستيطان في أراضي المهجرين الكُرد، سكان عفرين الأصليين، رغم أن المنطق يقول بان هؤلاء ينبغي أنهم قد يشعرون بتأنيب الضمير كونهم أداة بيد الأتراك لإعادة العثمانية، وتطهير الكُرد عرقياً. وهي تشبه بالتالي معاناة الفلسطينيين المفترضة من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يشيد المستوطنات، لكن لا حياة فيما يبدو لمن ينادي عليهم أهالي عفرين، إذ يستقر هؤلاء الفلسطينيون في أملاك أهالي عفرين وضمن خيام مقامة على أرض أجبر أهلها على التهجير عنها. ورغم أن عددهم قد يكون الأقل مقارنة مع المستوطنون المنحدرين من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب، لكن مجرد قبولهم على أرض هجرها سكانها بفعل الغزو التركي، هو إشارة سلبية عن طبيعة العلاقة الكردية الفلسطينية، وهو ما سيلقي بظلاله على مستقبل علاقتهم بكل تأكيد. وكان قد قال مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في الخامس عشر من فبراير الماضي، بأن أعداد المستوطنين الفلسطينيين في الشمال السوري يبلغ قرابة الـ7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك. وقد عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء مخيمات استيطانية عديدة في مناطق حدودية بين عفرين وتركيا، كما في قرية “سوركي” التابعة لناحية راجو، ومخيمات قرب قرى “دير بلوط” و”المحمدية”، وآخر بالقرب من مدينة جنديرس، في إطار خططه لإقامة حزام تركماني-إخواني على طول حدود عفرين مع تركيا، لتوطين أدواته فيها، حيث عمد الاحتلال إلى تطبيق التغيير الديموغرافي عبر استجلاب عائلات المليشيات الإسلامية التي تتبع تنظيم الاخوان المسلمين. وكان قد نقل ناشطون في السابع من مايو \ أيار 2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مركز مدينة عفرين ومعسكر المحمدية بريف جنديرس، فيما روج الإعلام على أنه قد تم نقلهم إلى “الباب” ومناطق “درع الفرات”، فيما يستوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينية.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: يعد موسم ورق العنب من المصادر الدخل الهامة التي تدر على مزارعي الإقليم إيرادات مالية كبيرة، وخاصة في ناحيتي بلبلة وراجو التي تكثر فيهما الكروم، إلا أن موسم الحالي يعد ضعيفاً نظراً لعوامل عدة بينها بقاء الكثير منها تحول الأرض لبور بسب غياب أصحابها الأصليين بفعل التهجير عنها. إلى جانب غلاء تكاليف الاعتناء بها من حراثة وتقليم وتسميد، وكذلك استباحة الغالبية العظمي من الكروم على الرُعاة المستوطنين الذين يقومون برعي قطعان أغنامهم بين الكروم دون رقيب أو حسيب، علاوة على السرقات المنظمة التي تطال الكروم السليمة على يد المسلحين وذويهم من المستوطنين، مترفقة مع التحويش الجائر وسرقة محصول الورق. ففي قرية “ديكيه” التابعة لناحية “بلبلة\/ بلبل” تفرض ميليشيا “فيلق الشام” أتاوة نسبتها 50% من محصول الكروم العائدة للمهجرين، من المبيعات، بينما المتواجدون في القرية، فتفرض الميليشيا عليهم دفع أتاوة نسبتها 20% من المبيعات بعد إبراز الفواتير الصادرة من سوق الهال بعفرين. وفي قرية كوكانية التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، تُجبر ميليشيا “فرقة الحمزة” المزارعين بيع منتوجهم من ورق العنب لتاجر مستوطن من جبل الحص بعينه، بسعر 600 ليرة سورية/ الكيلو الواحد، علماً أنه يبيع الكيلو الواحد ب 1700 ليرة سورية في سوق الهال بعفرين، ومن يمتنع عن بيعه تعاقبه الميليشيا بإطلاق قطعان الأغنام بين حقله. وفي قرية “قيباريه\قيبار” التابعة لمركز عفرين، فقد قامت ميليشيا “لواء المعتصم” باستباحة كرم عنب للمواطن الكردي “حنان عرفو” الواقع بالقرب من مفرق القرية، وقطفت جميع اوراق العنب وبيعها بالأشرفية. وفي قرية خلالكا التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” تقوم ميليشيا “فيلق الشام” بسرقة ورق العنب في الليل، ويسرح المستوطنون والمسلحون بأغنامهم فيها نهاراً، على مرأى من أصحاب الكروم الكُرد دون أن يكون لديهم أي قدرة على محاسبة الجناة، وكذلك الأمر بالنسبة لقرى “ميدانيات”. وفي قريتي (قرنيه وباليا) التابعتين كذلك لـ بلبلة، يحتكر المدعو ” أبو نجرفان” وهو تركماني من أهالي قرية يازباغ، الاتجار بورق العنب، ويشتري من المزارعين الكيلو الواحد بـ “600” ليرة سورية فقط، دون السماح لهم ببيعه بأنفسهم في أسواق عفرين. وفي حي الأشرفية بمركز عفرين، يوجد مستوطن من الغوطة الشرقية متعاقد مع مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، ويفتتح محلاً للسمانة في شارع السرفيس، يقوم بشراء الكيلو الواحد من المزارعين بـ 500 ل.س، ويبيعه بالمفرق بـ 1500 ل. س. وفي قرية عشونة التابعة لناحية بلبله، يفرض المدعو “أبو كاسم” المنحدر من قرية الحجيرة، وهو أحد مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” على كل سيارة محملة بورق العنب مبلغ 5000 ليرة سورية. وفي قرية معملا/معمل أوشاغي التابعة لناحية راجو، تسيطر ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” على كامل الموسم في الحقول العائدة لمهجري القرية، أما بالنسبة لقرية “عمرا” فيتقاسم مختار القرية الموسم مع أصحاب الحقول، بالاتفاق مع مسلحي القرية. ويفرض الحاجز الغربي لمدينة جنديرس على السيارات المحملة بورق العنب مبلغ ألف ليرة سورية. وفي قريتي خليلاكا وقره كول التابعة لناحية بلبله، يقوم المسلحون وذويهم من المستوطنين بتنفيذ سرقة واسعة النطاق على كافة الكروم العائدة لأهالي القريتين، ويتم بيعه لتاجر مستوطن منحر من الرستن، ويستوطن في بلدة ميدانكي/شران، أما في قرية بيباكا فتتم سرقة الموسم كله، لدرجة لم يستطع من تبقى من سكانه من تموين احتياجاتهم من ورق العنب. وتقوم ميليشيا “لواء صقور الشمال” بفرض إتاوة /100/ ل.س عن كل شجيرة، على مالكي كروم العنب في القرى التي تخضع لاحتلالها. وفي بلدة بعدينا التابعة لناحية راجو، تعرضت كروم عنب عائدة للمواطنين (محمد أحمد إيبش، حسين خليل عبدو، حسين محمد محمد) إلى سرقة الورق والتحويش الجائر، وفقاً لتقرير صادر عن المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي. وفي ناحية شيه\شيخ الحديد، تفرض ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” إتاوة /15%/ على محصول ورق العنب، عدا التي تفرضها على أصحاب سيارات الشحن إلى عفرين، كما عيّنت الميليشيا تاجراً محسوباً عليها، يقوم بإجبار المزارعين على بيع منتوجهم من ورق العنب له بمبلغ 400 ليرة سورية، ليتم تجميعها في المنزل الذي يحتله المستوطن “والد محمد الجاسم” الواقع بالقرب من مدخل البلدة (القوس).

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن ميليشيا “فليق الرحمن” المطرودة من غوطة دمشق، قد افتتحت قبل نحو أربعة أشهر، مصنعاً لتعليب زيت الزيتون في مركز إقليم عفرين المحتل، معتمدةً في ذلك على الزيت المسروق، أو الذي يتم شراؤه تحت الضغط والتهديد بحق المزارعين الكُرد. وأوضحت المصادر أن الميليشيا افتتحت المصنع في البناء السكني العائد لعائلة “جاويش” والذي يقع في شارع استوديو “كراد” الكائن في حي عفرين القديمة، مشيرةً إلى أن المصنع يعتمد في عمله على الزيت المسروق، كما أنها الميليشيا تعتمد أسلوب الضغط والتهديد لشراء الزيت بسعر لا يتجاوز 12 ألف ليرة سورية لشراء العبوة الواحدة “16كغ”. وأضافت المصادر ذاتها أن الميليشيا تصدر كذلك انتاجها إلى دمشق الخاضعة للنظام السوري، وفي متابعة لـ “عفرين بوست” حول المنشأة التي تحمل إسم “زيت الغوطة”، أكد مصدر موثوق يقيم في ألمانيا أن انتاج هذه المنشأة وصل إلى الأسواق الألمانية أيضاً. حيث أكد المصدر أن سوبر ماركيتاً، يديره سوري وتركي في مدينة هانوفر، يعرض منتجات تحمل نفس الاسم “زيت الغوطة”، علاوة على وجود ماركة أخرى تحمل إسم “الشام”!

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” إنه قد وجدت جثة امرأة مستوطنة مرمية في وادي بالقرب من قرية قزلباشا التابعة للناحية بريف عفرين، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال التركي قد تكتمت على الأمر. وأوضح المراسل أن على جثة امرأة مستوطنة كانت على مقربة من المنزل الذي احتلته في قرية قزلباشا، مضيفاً أن زوجها ذاهب إلى ليبيا، وإنه لديها 4 أولاد، في حين لم يستطع المراسل تحديد اسم الامرأة. وأشار المراسل إن مسؤولي الاحتلال التركي تكتموا على الأمر وقالوا “في حال عاد زوجها سنخبره بأنها كانت تعمل في الدعارة، ادفنوها هنا بأرضها”. وتنتشر حالات الاغتصاب بكثرة في عفرين بين متزعمي المسلحين وزوجاتهم، وكان أبرزها المرأة التي فضحت اغتصاب “أبو عمشة” لها، وهي زوجة أحد مسلحيه في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، كما لا يتردد المسلحون في تحويل المنازل التي هجرها سكانها الكُرد إلى بيوت للدعارة.

في التاسع عشر من مايو\أيار، تطرقت “عفرين بوست” في هذا التقرير إلى قرية قرمتلق التي تقع إلى الغرب من مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد” بـ 4 كم تقريباً على الحدود التركية السورية. ورسمت الحدود في القرية بموجب اتفاقية التنازل عن لواء الاسكندرون بين الانتداب الفرنسي واتاتورك عام 1938، وبهذا كان أول ظلم لحق بالقرية نتيجة استيلاء الدولة التركية على سهل القرية الخصب والذي يعتبر امتداداً لسهل العمق (دشتا حمقيه) ويقدر بحوالي 1500 هكتار. وعقب العدوان التركي على إقليم عفرين الكردي في العشرين من يناير العام 2018، تمكن الاحتلال ومسلحوه من احتلال القرية في 16/2/2018. وكانت تتكون القرية قبل الاحتلال من قرابة 370 عائلة كُردية، وبعد الاحتلال عادت إليها 130 عائلة فقط، جلهم من كبار السن، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من ريف حماه وإدلب باقي المنازل والبالغ عددها 240 منزل. وتم الاستيلاء على الأراضي الزراعية الواقعة جنوبي القرية والعائدة للمواطن “حسين ده دو” وتحوليها لمعسكر تدريب لميليشيا “السلطان سليمان شاه – حيث تم جرفها بشكل كامل ولم تعد صالحة للزراعة. فيما استولي متزعم الميليشيا المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة” على المنازل العائدة لآل داوود (حنيف وأخوه عسكر وأبناء عمومتهم، واحتلها وأسكن فيها أقربائه). وقدمت القرية عدداً من الشهداء: ومنهم المقاتلة في “وحدات حماية المرأة” حياة عبد الله بنت عدنان. إلى جانب الشهيدين أحمد بكلرو بن حسين وزوجته قدرت بكلرو بنت عزت، في قصف لطيران التركي على حاجز ترنده\الظريفة، أثناء محاولتهم الخروج من المدينة. كذلك، استشهد المواطن علي أحمد قاضي، الذي أصيب نتيجة انفجار لغم به عند عودته مع قطيع أغنامه إلى القرية، وتم نقله إلى المشافي التركية وأخبروا أهله بأنه توفي، لكن لم يعيدوا جثمانه إلى القرية وقيل إنه دفن في تركيا. فيما المواطن “محمد حجيكو” مفقود منذ الغزو التركي لـ عفرين، ولا يعرف عنه شيء حتى الساعة. أما حال القرية أثناء الغزو التركي وعقب إطباق الاحتلال العسكري فكانت كالتالي: – لم تتعرض القرية للقصف كونها قرية حدودية وقريبة من المخافر الحدودية التركية.. وقد خرج أهلها مبكراً منها، فلم تتعرض لأضرار كبيرة نتيجة الأعمال الحربية. – المليشيا المحتلة للقرية هي مليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، ومؤخراً بعد التحاقه بالمعارك في ليبيا ينوب عنه شقيقه سيف الدين الجاسم، وهم ينحدرون من قرية جوصة جنوبي السقيلبية. – عادت أوائل العائلات إلى القرية بداية شهر نيسان العام 2018، ومنعتهم في البداية قوات الاحتلال بحجة وجود الألغام، وتبين فيما بعد بأنهم قاموا خلال تلك الفترة بسرقة بيوت القرية كلها، ومن ثم باعوا محتويات المنازل لأصحابها! – تمت إعادة الآليات الزراعية من جرارات ومحاريث وسيارات مقابل مبالغ مالية ضخمة لا تقل عم 5 آلاف دولار للآلية الواحدة. – أملاك المهجرين خارج القرية تم تسليمها لأقاربهم، ويؤخذ 35 % من الموسم كإتاوة من قبل المسلحين، أما الباقون في القرية فيدفعون ما نسبته 10 إلى 15 % إلى الميليشيا. – تدفع عائلات القرية شهرياً 10 آلاف ليرة سورية للميليشيا – لقاء الإقامة في بيوتهم! – انتهاكات الميليشيا بحق الشباب وأهل القرية لا تعد ولا تحصى من حملات اختطاف مستمرة، وعادة ما يتم إطلاق سراحهم بعد دفع فدى مالية تتراوح بين ألف دولار لـ عشرة آلاف دولار للمختطف الواحد. – بتاريخ التاسع والعشرين من فبراير 2019، تم بناء سور على الحدود التركية السورية، وتم قضم ٢٥ م من العرض على طول الحدود المرسومة قديماً، وعلى ذلك تم قلع ١٥٠٠ شجرة زيتون لأهل القرية يتجاوز عمر الشجرة فيها الـ٥٠ سنة.

في الثلاثين من مايو\أيار، رفض أهالي قرية “برج حيدر” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أعمال المستوطنين في القرية، وردوا عليهم بعدما حولوا سرقة خاروفاً لأحد الرعاة، والهجوم على منزل الراعي الذي منع سرقتهم للخاروف. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا، إن قرية “برج حيدر” قد شهدت فوضى قبل يومين عندما حاول مستوطنون سرقة خاروف لأحد الرعاة في القرية، إلا أن الراعي منعهم وضربهم أيضاً. وأشار المراسل إن المستوطنين نساءً ورجالاً شنوا هجوماً على منزل الراعي وهو “أحمد سلوم”، موضحاً إلا أن عائلة المواطن سلوم قد تصدت لهم، ليساندهم عقبها أهالي القرية، ويتمكنوا من التصدي للمستوطنين الذين حاولوا ابتلاء الراعي. وأوضح المراسل إن المستوطنين عادوا إلى المنازل التي احتلوها في القرية، بعدما شهدوا تكتل أهالي القرية حول الراعي، مضيفاً أنها المرة الأولى التي يخرج فيها أهالي قرية بتلك الطريقة في وجه المستوطنين دون الخوف من عواقب الأمر، مشيراً إلى أن أحد المسلحين قد وجه الشتائم قبل الحادثة بعدة أيام لراعي آخر من القرية، بدون سبب في محاولة منه لاستفزازه. ويشار إلى أن القرية قد تعرضت سابقاً، لحملات خطف من قبل الميليشيات الإسلامية، في حين تم تهجير أكثر من نصف أهالي القرية، وتوطين ما يقارب الـ30 عائلة مستوطنة فيها.

النساء في عفرين..

في الثلاثين من مايو\أيار، وجهت 20 منظمة اعلامية ومدنية وحقوقية سورية نداءً عاجلاً للامم المتحدة لوضع حد للجرائم والانتهاكات بحق سكان إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، على يد الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وقال النداء: “السيد انطونيو غوتيريش الامين العام لمنظمة الامم المتحدة، السيدة ميشيل باشيليت المفوضة السامية لحقوق الانسان، السيد باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الخاصة بسوريا.. بعد ان بلغ السيل الزبى ووصلت الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين العُزَل في منطقة عفرين الى اوج بشاعتها وبدأت تسيء معها لآدمية الانسان وذلك دون ادنى اعتبار او احترام للشرائع السماوية والوضعية اجمع من قبل الفصائل السورية المسلحة التي اطلقت لها الاستخبارات التركية العنان بارتكاب جميع الموبقات والمحرمات بما فيها الاخلاقية بحق سكان عفرين من الكرد السوريين ، رجالاً ونساءً، شيوخاً واطفالاً بهدف اجبارهم واكراههم على ترك ديارهم والنزوح منها بغية استكمال تركيا لمخططاتها في تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية”. وتابع النداء: “وبعد ان تم ازاحة الستار عن الجرائم المشينة التي ترتكبها تلك الفصائل المرتزقة وخاصة بحق الفتيات والنساء الكُرد وجرائم القتل العمد المتكررة التي تطال كبار السن هناك، وكذلك اكتشاف وجود عدد من النسوة المختطفات دون وجه حق منذ زمن في اقبية ومعتقلات مرتزقة فرقة الحمزة يوم أمس بعد ان تم اقتحامها والسيطرة عليها من قبل مستوطني الغوطة وفصائل احرار الشام وهن في وضعٍ وحالة مزرية لا تقبلها اية شرائع او قوانين او اعراف وقيم مجتمعية”. وعليه طلبت المنظمات المدنية والحقوقية الموقعة ادناه بـالتحرك العاجل بغية: – ضرورة تشكيل لجنة تحقيق وتقصي للحقائق خاصة بالجرائم والانتهاكات التي ترتكب في عفرين وغيرها من المناطق التي تحتلها تركيا بشكل يومي بغية توثيقها واحالتها الى الجهات الاممية المختصة لوضع حد لتلك الجرائم ومحاسبة المتورطين بارتكابها. – ممارسة المزيد من الضغط على تركيا للقيام بواجباتها والنهوض بمسؤولياتها كدولة احتلال في تامين الامن والحماية للمدنيين. – مطالبة تركيا بإنهاء وجودها العسكري الغير الشرعي في المناطق السورية والخروج منها مع مرتزقتها من الفصائل المسلحة ومطالبة مجلس الامن بوضع تلك المناطق تحت الحماية الدولية لحين ايجاد حل سياسي شامل للمشكلة السورية.

في الواحد والثلاثين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” نقلاً عن مصادر في أوساط ميليشيا الاحتلال التركي، أن ميليشيا “فرق الحمزة” نقلت 26 مختطفاً ومختطفة، من سجن ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلى سجن مقره في بلدة باسوطة وجرى تسلميهم إلى المتزعم في الميليشيا “عبد الله حلاوة”. مشيراً إلى أن العملية تمت بسهولة بالغة، كون معظم مسؤولي سجن مليشيا “الشرطة العسكرية” في “الثانوية التجارية” بمركز عفرين، هم من منتسبي ميليشيا “فرق الحمزة”، ومنهم (أبو عرب حمزات، أبو ضياء حمزات، ابو الفوز حمزات، السجان ابو حسين حمزات، وأبو نادر حمزات). وأكد المراسل أن عشر نساء بينهن المختطفة “هيفاء الجاسم” وهي من المكون العربي، من أهالي قرية “بابليت” التابعة لناحية جنديرس، كنّ من بين مجموع المختطفين الذين تم نقلهم إلى سجن الميليشيا في بلدة باسوطة، منوهاً أن المختطفة الكردية (فالنتينا أرسلان مصطفى من قرية دوريش التابعة لناحية شرا\شران) قد تم سوقها إلى سجن “ماراتيه/معراتة” التابع لميليشيا “الشرطة العسكرية”. وأضاف المراسل أن المختطفين والمختطفات ينحدرون من قرى (جوقيه وبابليت وكيمار ودار كر ودُمليا). كما قال المراسل أن سبعاً من المختطفين تمكنوا من الفرار من السجن “مقر الأسايش”، إلا أن ميليشيات الاحتلال أعادت أحدهم وهو “صلاح الدين الصافي”، وهو من أهالي مدينة حلب، وكان يفتتح مصنعاً للبطاريات في بلدة بعدينا، ويقيم في حي عفرين القديمة. إلى ذلك علم مراسل “عفرين بوست” أن وجهاء من عشيرة العميرات العربية تبذل حالياً مساعيها لعقد وساطات، للإفراج عن الممرضة “هيفاء الجاسم” والتي ظهرت بين المختطفات اللواتي جرى تصويرهن داخل مقر مليشيا “فرقة الحمزة” من قبل المسلحين من مستوطني الغوطة. وتسيطر حالياً مليشيا “جيش الإسلام” على مقر “الأسايش” الذي تستخدمه مليشيا الحمزة كمقر لها، وكان من المقرر تسليمه إلى مليشيا “الشرطة العسكرية” حسب الاتفاق المبروم بين الطرفين لحل الخلاف. في حين قالت منظمة حقوق الانسان في عفرين بأنها حصلت على أسماء المختطفين ضمن مقر مليشيا “الحمزة” منذ تاريخ 06/09/2018، وبعضهم في فترات لاحقة، وهي كالتالي: 1 _ محمد منلا محمد بن عبد الكريم 44 عاماً. 2 _ عبد المنان منلا محمد بن طاهر 65 عاماً. 3 _ طاهر منلا محمد بن عبد المنان 23 عاماً. 4 _ روكان منلا محمد بنت عبد المنان 27 عاماً. 5 _ كاوا جمال عمر زوج روكان 25 عاما 6 _ جهاد داوود 44 عاماً. 7 _ حسين أمين بن أنيس 41 عاماً. 8 _ عارف شيخ حمو بن فريد 21 عاماً. 9 _ محمد شيخ حمو بن فريد 22 عاماً. 10 _ بسام أحمد بن حنان 34 عاماً. 11 _ لقمان محمد 25 عاماً من أهالي قرية تل سلور التابعة لناحية جنديرس مختطف منذ شهر شباط 2018 12 _ سمير أمين نعسان من قرية راجيه (راجو) خطف بسبب انتمائه القومي للكرد بناءً على طلب الاستخبارات التركية كغيره من العناصر الأخرى الكردية. 13 _ محمد أمين نعسان شقيق (سمير) من قرية راجيه (راجو). 14 _ محمد عبدو من قرية كوركان تحتاني. 17 _ نيروز أنور بكر راجو. 18 _ روكان منلا محمد بنت عبد المنان 27 عاماً “جويق”. 19 _ روشين من قرية داركير _ معبطلي. 20 _ أم لطفلين لم يتسنى بعد معرفة أسمها، أحد الأطفال منهما ولد داخل المقر. 21 _ فريدة لم يتسنى معرفة الكنية وقريتها بعد. 22 _ ناديا من قرية بيباكا. 23 _ نازلية من مركز ناحية جنديرس. 24 _ ملك نبيه جمعة من قرية إيسكا _ ناحية جنديرس. 25 _ آرين دالي حسين 20 عاماً من قرية كيمار _ ناحية شيراوا. 26 _ صلاح الدين صافي من حلب. 27 _ هيفاء جاسم.. وفي إطار متصل، قال مراسل “عفرين بوست” إن “هيفاء جاسم” وهي احدى المختطفات في سجن مليشيا “فرقة الحمزة” في عفرين، بقيت سنتين في سجون الميليشيا، بينما دفع والدها كل ما يملك لكي يتم الإفراج عنها دون تمكنهم من تحقيق ذلك. وذكرت “بهية\اسم مستعار” لقريبة “هيفاء” لـ “عفرين بوست” إن “هيفاء باتت مخطوفة منذ سنتين فقط، لأنها كانت تعمل كممرضة في مشفى آفرين وتداوي المرضى، والدها كان بحث عنها في كل مكان، في الراعي وجرابلس وإعزاز وعفرين، وقد دفع هو ووالدتها كل ما يملكون للإفراج عنها”. وأضافت “إلا أنهم لم يستفيدوا، ميليشيا الحمزة قالت لوالدها إنها قُتلت، إلا أن الوالد والأم لم يصدقوا”، مشيرةً إنه خلال البحث عن ابنتهم “باع الأب منزله بأربعة ملايين ودفعها بغية الوصول لأبنته، لكن من دون فائد، ومن ثم باع سياراته من نوع كيا بمليونين ودفعها للمسلحين ولم يستفد بشيء، كما باعت والدتها ذهباً بملونين ونصف، ودفعتها للمسلحين، ولم تستفد هي أيضاً”.

كذلك، أكدت مواقع موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، توقّيع ممثّلين عن مليشيا “فرقة الحمزة”، اتفاقاً مع المستوطنين المستجلبين من أرياف دمشق، على خلفية مقتل أحدهم برصاص مسلحي المليشيا، وما أعقبه من اقتحام مستوطنين مسلحين لمقرّ المليشيا، والذي كشف وجود نساء مختطفات فيه. وأشارت تلك المواقع إلى أن الاتفاق قد كتب بخط اليد على ورقة مساء الجمعة\التاسع والعشرين من مايو، بعد أن شهدت عفرين مظاهرة حاشدة تجمّع فيها المستوطنون الغاضبون مطالبين بإعدام القتلة وطرد المليشيا من عفرين (فيما يطالب أهالي عفرين بطرد المسلحين والمستوطنين والاحتلال). وأتى في الاتفاق، أنّ مليشيا “فرقة الحمزة” تتعهّد بإحالة أي شخص يطلب منها متزعماً كان أو مسلحاً إلى القضاء وعدم إطلاق سراحه حتى انتهاء المحاكمة، إضافة إلى إفراغ المقر (مقر الأسايش السابق الذي ينته الإدارة الذاتية خلال عهدها)، الذي أطلق منه مسلحو مليشيا “الحمزة” النار، وعدم إشغاله حتى انتهاء المحكمة بشرط موافقة الطرفين. ونص الاتفاق على إخراج المسلحين الذين كانوا وقت الحادثة إلى خارج عفرين، مع تعهّد المليشيا بدفع التعويض للمتضررين حسبما يقتضي الحكم. وكان أحد مسلحي مليشيا “الحمزة” رمى قنبلة على محل تجاري صاحبه من مستوطني ريف دمشق، على خلفية رفض الأخير إعطاء المسلح ما يحتاجه من بضائع بالدّين، قبل أن يأخذها دون دفع مقابل. وطلب صاحب المحل التجاري نجدة أقاربه المستوطنين فاشتبكوا مع المسلح والدورية التي كانت برفقته، ما أدّى إلى مقتل مستوطن وطفل، ليردّ المستوطنون المنضوّن في مليشيات كـ “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، بالهجوم على مقر مليشيا “الحمزة” ويسيطروا عليه بعد اشتباكات. وسجّل المستوطنون لدى دخولهم إلى مقر مليشيا الحمزة مقطعاً مصوراً أظهر وجود نساء جرى نقلهن من المقر إلى سجن مليشيا “الشرطة العسكرية” بالثانوية التجارية بـ عفرين، قبل أن يتوضح لاحقاً، أن المدعو “عبد الله حلاوة” وهو المتزعم في مليشيا “الحمزة” بأنه قد تمكن من إعادة نقل المختطفين والمختطفات إلى مقر للمليشيا في بلدة باسوطة. وتحدث مجموعة من متزعمي ما يعرفون بـ”الجيش الوطني السوري” لمجموعة من الوسائل الإعلامية الهادفة إلى تبرير جرائم الاحتلال، حيث قال هؤلاء إن المختطفين والمختطفات قد جرى خطفهم بحجة أنهم يتعاملون مع قوات سوريا الديمقراطية، مع العلم بأن تلك الحجة ليست إلا ذريعة لخطف من يشاء المسلحون من أهالي عفرين، عبر إلصاق التهمة بهم أو وضع أسلحة في منازلهم والادعاء بأنهم قد وجدوا الأسلحة في بيوت أهالي عفرين، لتبرير خطفهم والحصول على فدى مالية من ذويهم. وكان قد قال المرصد السوري في التاسع والعشرين من مايو، إن المستوطنين المنحدرين من دمشق وريفها، انهم أصدروا بياناً يوضح الأسباب التي أدت إلى الاشتباك مع مليشيا الحمزة، مطالبين متزعمي مليشيات “الجيش الوطني السوري” والأتراك بإزالة كافة مقرات مليشيا “فرقة الحمزة” من عفرين. كما طالب المستوطنون حينها بتوضيح سبب “وجود نساء عاريات في معتقلات الفرقة”، حيث أكد البيان وجود عشرات النساء داخل السجن، وقد نشر مقطع فيديو على موقع تويتر تداوله ناشطون، قيل إنه لحظة اقتحام مقر مليشيا “الحمزة” والعثور على نساء فيه. إلا أنّه تم إغفال قضية وجود تلك النسوة في بيان الاتفاق بين الجانين، وهو ما يؤكد أن غالبية المُختطفات من الكُرد سكان عفرين الأصليين، والذين لا يبالي بهم أي من طرفي الاتفاق، على عكس ما زعمه المستوطنون في بيانهم السابق، والذي كان يفرض عليهم المطالبة بتحريرهن وإعادة الاعتبار لكرامتهن المهدورة على يد المسلحين.

كذلك، نددت “الإدارة الذاتية” لإقليم عفرين الكردي المحتل من مهجرها القسري في الشهباء، بجرائم وانتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في عفرين وقالت إن “محاولة تدنيس قدسية نساء عفرين هي تعرية لحقيقة تركيا وتاريخها الإجرامي الطويل في قتل الشعوب وإذلالها، كما أنها تعرية لوحشية الفصائل المسلحة المتشددة”.. وجاء ذلك عبر بيان كتابي أصدرته حيال الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومسلحوه بحق سكان عفرين الأصليين والنساء بشكل خاص، حيث قال: “في الوقت الذي تخوض فيه شعوب الشرق الأوسط نضالاً تاريخياً تجاه الأنظمة الدكتاتورية والقوموية لنيل حريتها واستعادة كرامتها المسلوبة، كان لنضال مكونات شمال وشرق سوريا طابعه الخاص الذي ميّزه عن نضال الشعوب الأخرى، ألا وهو عنصر المرأة وخاصة الكردية التي طبعت هذه المرحلة بطابعها الخاص المتطلعة دائماً وأبداً إلى الحرية والإنسانية، فكانت القيادية والإدارية والمقاتلة والفدائية التي نظمت المجتمع وقادته وهزمت أخطر التنظيمات الإرهابية المتمثلة بتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتشددة المدعومة علناً من قبل الدولة الفاشية التركية التي تضع كل إمكانياتها لقمع إرادة الشعوب وخاصة الكرد من خلال احتلال الأراضي السورية بما فيها عفرين وسري كانيه وكري سبي”. متابعةً: “فمنذ بداية احتلال عفرين من قبل تركيا ومرتزقتها ارتكبوا فيها جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية من خطف وتعذيب وقتل وحرق وسرقة الآثار واستهداف المرأة مباشرة من خلال خطفها واغتصابها والنيل من قدسيتها وكان آخرها جريمة فرقة الحمزات حيث خرج من سجنها نساء كرديات وعرب عاريات”. وأشارت الإدارة الذاتية إلى أن “الدولة التركية ومرتزقتها تنتهك يومياً كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية الإنسانية التي دعت إلى حماية الإنسان وخاصة المرأة”. مشددةً ان “محاولة تدنيس قدسية نساء عفرين هي تعرية لحقيقة تركيا وتاريخها الإجرامي الطويل في قتل الشعوب وإذلالها، كما أنها تعرية لوحشية الفصائل المسلحة المتشددة”. وتابعت: “إننا في الإدارة الذاتية لإقليم عفرين ندين جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته بحق أهلنا في عفرين، والتي تتحمل مسؤوليتها الدولة التركية باعتبارها دولة احتلال تضمن سلامة وأمن المواطنين”، مختتمةً بالقول: “كما ندين الصمت الدولي دولاً ومنظمات وندعوها للقيام بمسؤوليتها وإجراء تحقيق دولي وفوري حول جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين”.

كذلك أصدر كل من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي، بياناً مشتركاً دعيا فيه إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، للبحث في الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. كما ناشد الحزبان جميع القوى السياسية والفعاليات الحقوقية والثقافية السورية في الداخل والخارج، وكذلك الأوساط البرلمانية والحكومية في العالم برفع أصوات الإدانة بحق ما يتعرض له الكُرد في عفرين. وقال الحزبان إنه و”مع مضي تسعة أعوام على الأزمة السورية المتفجرة، وما تخللتها من مآسي وفظائع على امتداد البلاد من بينها استمرار تركيا في سياساتها العدوانية التوسعية في الداخل السوري عبر استخدامها لجماعات جهادية مسلحة تحمل اسم المعارضة التي ارتهنت للجانب التركي الهادف إلى سحق وتشتيت الحضور الكردي التاريخي في شمالي سوريا والذي تجلى بوضوح عبر احتلال منطقة عفرين الذي مضى عليه عامان ونيف مورست خلاله ولا تزال أشد وأبشع سبل و أشكال الإذلال والانتهاكات بحق سكانها الكرد من خطف و اعتقال وتعذيب حتى الموت ومصادرة ممتلكات ودور سكن وفرض أتاوات  و سد أبواب العمل بغرض الابتزاز ودفع ما تبقى من أبناء المنطقة إلى مغادرتها بغية فرض هندسة سكانية في عفرين و أريافها”. وتابع الحزبان: “عنوانها الأبرز إسكان قسري لعشرات الألوف من عوائل الجهاديين في ربوعها، ترافقاً مع تطبيقات برامج التتريك ونشر أنماط التطرّف والكراهية والمضي في عمليات التشويه والتخريب بحق المعالم الأثرية واللغوية وفق منهجية الإبادة الثقافية بحق الكرد عامة والإيزيديين منهم خاصة ، تكشفت في الأونة الأخيرة بشاعة تكرار ظاهرة الإقدام على زج نساء كرديات في معتقلات سرية و إذلالهن على مرأى ومسمع قوات الاحتلال التركي المتنصل منذ البداية عن أداء واجباته في حماية حياة وكرامة المدنيين وفق القوانين والأعراف الدولية، مما أثار موجة إدانة واستنكار لدى عموم السوريين الغيارى”. وأستطرد الحزبان: “إننا في حزبي الوحدة والتقدمي، في الوقت الذي ندين فيه ونستنكر الانتهاكات والجرائم اليومية المرتكبة أعلاه بحق المدنيين الكُرد في منطقة عفرين وغيرها من مناطق سوريا التي ترزح تحت نير الاحتلال التركي و أعوانه المرتزقة، نناشد جميع القوى السياسية والفعاليات الحقوقية والثقافية السورية في الداخل والخارج، وكذلك الأوساط البرلمانية والحكومية في العالم برفع أصوات الإدانة بحق ما يتعرض له الكُرد في عفرين من مظالم و خطر الإبادة، وحمل حكومة تركيا على السماح لوسائل الاعلام العالمية بدخول منطقة عفرين ونواحيها وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقصي حقائق الواقع الميداني”.

التفجيرات في عفرين..

في الثاني من مايو\أيار، اعتزل الفنان الشعبي الكُردي “عامر أبو النور” الفن، حزناً على واقع مسقط رأسه، وتضامناً مع ضحايا التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة عفرين في الثامن والعشرين من شهر نيسان\أبريل. وكتب الفنان “عامر” منشور مقتضباً مرفقاً بصورة شخصية “باكية” على صفحته على الفيس بوك، قائلاً: “بهذه الكلمات اعتزل الغناء من بعد فراق الغوالي، أحبائي الغاليين، سأتفرغ للكتابة عن مدينتي عفرين”، مشيراً إلى فقدانه عدداً من أحبابه جراء التفجير الإرهابي. وقالت مصادر مقربة منه، أن الفنان الشعبي، لن يغني في المناسبات الرسمية، لكنه سيتفرغ لتأليف الأغاني وتلحينها لصالح الجيل الصاعد.  ويشار إلى أن الفنان “محمد عارف كنج” المشهور في باسمه الفني ” عامر أبو النور” من مواليد/1960، وكان يغني في الأفراح والمناسبات باللغتين الكردية والعربية منذ عام 1973، وينتمي لجيل الفنان الراحل عدنان دلبرين ووليد موسى وغيرهم. ويقيم الفنان “عامر” حالياً في مدينة إسطنبول التركية، وهو من أهالي قرية “حماميه\حمام” التابعة لناحية جنديرس.

كذلك، جددت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة، التأكيد على ضرورة الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة اراضيها وحقها في القضاء على الارهاب الموجود عليها. وانتقدت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في تعليق نشر على موقع الوزارة الاعتداءات الارهابية التي ينفذها النظام التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، مشيرة الى التفجير الذي وقع قبل يومين في مدينة عفرين وذهب ضحيته ملا لا يقل عن 40 شخص (وفق إعلام الاحتلال التركي)، بمن فيهم 11 طفلاً إضافة إلى إصابة 47 آخرين بجروح. وقالت زاخاروفا: “من الضروري التذكير بأن الكلام يدور حول أراض سورية يجب أن تعود في نهاية المطاف إلى سيادة سورية، ونحن على قناعة بأن إقامة الاستقرار والأمن بصورة وطيدة في منطقة الحدود السورية التركية، وفي سورية بشكل عام غير ممكنة إلا على أساس سيادة ووحدة وسلامة اراضيها”. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أنييس فون دير مول، في بيان الجمعة، إن “فرنسا تدين الهجوم الإرهابي الذي جرى تنفيذه في 28 أبريل (نيسان) الماضي، بمدينة عفرين، وخلف العديد من الضحايا المدنيين”، موضحاً أن “فرنسا تدعم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف الاشتباكات في سوريا”.

كذلك، لليوم الخامس على التوالي واصلت قوات الاحتلال التركي فرض إجراءات أمنية مشددة ومكثفة في مركز إقليم عفرين المحتل، من حظر لحركة السيارات داخل شوارع المدينة واغلاق تام في المثلث الواقع بين دوار كاوا – دوار وطني – دوار نوروز – مدخل جنديرس مروراً بشارع الفيلات – طريق جنديرس). وترافقت تلك الإجراءات بتسيير دوريات مشتركة بين ميليشيات” الشرطة العسكرية والمدنية”، وكذلك يتم منع الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من جهة مدينة إعزاز من دخول المدينة، حيث يتم إفراغها في ساحة بالقرب من مدخل القوس ومن ثم نقلها إلى أسواق المدينة. وتوجه وفد من متضرري التفجير الإرهابي من أهالي الإقليم إلى مكتب الوالي التركي لكنه رفض مقابلة أصحاب المحلات المتضررة في السوق الشعبي والمحلات المقابلة للسوق، كما يمنع أصحاب محلات السوق الشعبي بتنظيفها، بحجة الإجراءات الأمنية، ومن المرجح أن يمنع الاحتلال إعادة افتتاح السوق الشعبي. وحسب مصادر “عفرين بوست” فإن ميليشيا “السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” تتنازع حالياً، وبشكل يومي على أحقية السيطرة على السوق الشعبي المستهدف في التفجير الأخير، وقد تتخلل تلك المنازعات إطلاق الرصاص. ويخضع القطاع الأمني المحيط بمبنى السراي القديم ومديرية المنطقة بما فيه السوق الشعبي، لسيطرة ميليشيا “السلطان مراد” التي تتمتع بالنفوذ القوي والثقة المطلقة لدى قوات الاحتلال التركي، كون مسلحيها من المستوطنين التركمان، بينما تسلم القطاعات الأمنية الأقل أهمية للميليشيات التابعة للمستوطنين المنحدرين من المناطق الأخرى. وأكدت المصادر أن ميليشيا “أحرار الشرقية” تخطط للسيطرة على السوق الشعبي وتحويله لحديقة تحمل أسماء أحد قتلاها الذين قضوا في المعارك الدائرة بليبيا، بينما تريد ميليشيا “السلطان مراد” الحفاظ على السوق تحت سيطرتها، كونه يجني أرباحاً مالية كبيرة من الاتاوات المفروضة على أصحاب المحال التجارية داخل السوق. وفي السياق ذاته، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن جمعية خيرية عائدة للمستوطنين المنحدرين من الغوطة، والتي تتمركز في مبنى مشفى آفرين “الشفاء حالياً” قامت بتوزيع تعويضات مالية لمتضرري التفجير الإرهابي الأخير، وكذلك عائلات القتلى الذين سقطوا في التفجير، حيث تمنح الجمعية لكل عائلة مبلغ ألف دولار كدفعة أولية، إضافة لتخصيص مبلغ 800 ليرة تركية كراتب شهري لكل عائلة غوطانية.

في الثالث من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا السلطان مراد أبلغت أصحاب المحال التجارية في السوق الشعبي بدفع مبلغ 100 دولار أمريكي، بحجة ترميم وتنظيف السوق من آثار التفجير الذي ضربه أواخر شهر نيسان. فيما أكد مراسل “عفرين بوست” أن أصحاب المحال التجارية كانوا قاموا عقب التفجير بتنظيف محالهم التجارية، ورغم ذلك تطلب الميليشيا التي تتحكم بالقطاع المحيط بمقر والي الاحتلال التركي، جمع نحو 15 ألف دولار عن 150 محلاً تجارياً صغيراً، بحجة التنظيف والترميم، علماً أن الميليشيا كانت تفرض آجاراً شهرياً على كل محل تجاري وقدره 8 آلاف ليرة سورية. وأشار المراسل إلى أنه تم العثور على ثلاث جثث متفحمة جديدة بين الركام، ليرتفع عدد الضحايا إلى 73 قتيلاً، بينهم عدد من الشهداء الكُرد من سكان عفرين الأصليين وهم كل من (فواز خليل عمر /55/ عاماً من قرية قره تبه- شرَّا، حسين محمود عبدو من قرية كورزيليه- عفرين، أحمد شيخ ده دو بن جمال /35/ عاماً من قرية ماراتيه- عفرين، شبلي عمر معمو/مواليد 1970 من أهالي قرية كورزيليه).  كما يوجد عدد آخر من المفقودين، من بينهم (ريزان جميل جعفر /35/ عاماً من قرية داركير- معبطلي، رمزي خليل مامو /44/ عاماً من قرية ساغونك، مصطفى حمود جعفو – منذر صطاف من قرية بتيتة – محمد حنيف مسلم /33/ عاماً). وفي سياق متصل، لفت مراسل “عفرين بوست” أن ما تسمى بـ “منظمة الدفاع المدني” المعروفة أيضاً بـ ” الخوذ البيضاء”، قد وصلت إلى موقع التفجير بعد 45 دقيقة، رغم أن مقرها لا يبعد عن موقع التفجير إلا عدة دقائق، ما يشير إلى دور هذه المنظمة المشبوه في التعاطي مع مجمل الحرائق والحوادث الحاصلة منذ دخولها إلى الإقليم عقب احتلاله من الجيش التركي وميليشياته الإسلامية.

في الثالث عشر من مايو\أيار، أفاد ناشطون بوقوع انفجار قوي في محيط “مشفى جيهان” في حي عفرين القديمة، مقابل “هيئة الصحة\سابقاً”، فيما هرعت سيارات الاسعاف لموقع الانفجار، الذي يبدو أنه أصاب عدة أشخاص بجروح. ولم تتوضح بعد تفاصيل التفجير أو نتائجه، فيما تقع معظم التفجيرات في إطار تصفية الحسابات بين المليشيات المتنافسة على السطوة ومناطق النفوذ والحواجز والاتاوات، إلى جانب استغلال التفجيرات لتنفيذ عمليات سلب ونهب في محيط المنطقة المستهدفة.

في التاسع عشر من مايو\أيار، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من سوق الهال وسط مدينة عفرين، وسط أنباء عن إصابة شخص جراءه. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، فإن عبوة ناسفة انفجرت عند دوار القبان بالقرب من “سوق الخضار\سوق الهال” في مركز المدينة، مشيراً أن التفجير تم عبر عبوة نسفة مزروعة سابقاً، مما أدى لإصابة شخص لا تزال هويته مجهولة. وتقع معظم هذه التفجيرات في إطار تصفية الحسابات بين المليشيات المتنافسة على السطوة ومناطق النفوذ والحواجز والاتاوات، إلى جانب استغلال التفجيرات لتنفيذ عمليات سلب ونهب في محيط المنطقة المستهدفة. ولا يحاول الاحتلال التركي مُلاحقة أي من منفذيها، مستمراً في إلقاء اللوم على القوات الكُردية، في سياق محاولاته لضرب سمعتها، والتنكيل بالكُرد المتبقين في عفرين بحجة تنفيذهم للتفجيرات. ولم تعهد عفرين خلال سبع سنوات من حكم أبنائها لها ضمن نظام “الإدارة الذاتية” من العام 2012 إلى آذار العام 2018، أياً من هذه التفجيرات، حيث كان يتكفل أبناء الإقليم بحمايته، رغم كل محاولات المليشيات الإسلامية التي كانت تحاصر عفرين من كل حدب وصوب في اعزاز دارة عزة وأطمة. لكن عفرين لم تعرف سلاماً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على أرضها، المرافق بعملائه من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الرابع من مايو\أيار، استحوذ مراسل “عفرين بوست” في ناحية “جندريسه\جنديرس”، على مجموعة من الصور تبين تقاسم المحال التجارية والمنازل، من قبل الميليشيات التي تحتل مركز الناحية.

في السابع من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/الشيخ حديد”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” تواصل الاستيلاء على ممتلكات من تبقى مَن السكان الأصليين الكُرد، لاستثمارها لصالحها. وأوضح المراسل أن الميليشيا استولت على عدد من المحال التجارية الواقعة في ساحة النبعة وسط مركز الناحية، من بينها دكاكين تابعة لكل من (زكريا حيدر، زكريا نعسان، محمد مصطفى وعزت علي). وأضاف المراسل أن الميليشيا طردت المواطن (حسين قرش) من المنزل الذي يقطن فيه ويعود لأحد أقربائه المهجرين (زكريا خلفو) واستولت عليه، رغم أن المواطن الكُردي كان قد دفع مبلغ ألف دولار أمريكي للميليشيا في وقت سابق، حتى تمكن من السكن فيه.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز “شيه\شيخ الحديد”، إن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات” التي يتزعمها المدعو محمد الجاسم أبو عمشة، قد قدمت في الثامن من مايو الجاري، على طرد المسنة الكُردية “زلوح بطال علو” البالغة من العمر قرابة الـ70 عاماً، من منزلها. وأشار المراسل أن المسنة تكون زوجة المرحوم “حسين بطال علو”، من أهالي قرية “جقليه أورتيه\جقلا وسطاني”، وقد طردت من منزلها بعد إسماعها كلمات نابية، وتهديدها بالقتل والاستيلاء على منزلها بالقوة، من أجل توطين عائلة من أقرباء المدعو “أبو عمشة” عوضاً عنها فيه. وأوضح المراسل أن المسنة الكُردية أضحت طريحة الفراش الآن، عقب تهجيرها من منزلها، نتيجة القهر والظلم الذي لحق بها جراء ذلك.

في الرابع عشر من مايو\أيار، أوضحت مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، إن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد استولوا على منزل مواطن كُردي في حي عفرين القديمة، وحولوه إلى مركز للدعارة، وأشار إن المسلحين اعتدوا على شيخ الجامع في الحي، لأنه قال إنه حرام عليهم افتتاح مركز دعارة في رمضان. وأشار المصدر إن مسلحين يدعيان “أبو قصي” و”أبو عبد” من مليشيا “فرقة السلطان مراد” قد استوليا على منزل المواطن الكردي “عثمان محمد” الواقع خلف مطعم “فين” في حي عفرين القديمة، وعمدوا إلى تحويلهم إلى بيت دعارة. وأضاف المصدر أن “عثمان” يبلغ من العمر 70 عاماً، وكان قد أجّر منزله لعائلة هناك، أي إن المنزل كان مصدر رزقه، إلا إن المسلحين قد جاءوا إليه قبل أيام وأخرجوا العائلة من المنزل، وحولوه لبيت دعارة للاستفادة مادياً منه. ولفت المصدر إلى أن المسلحين قد هددوا “عثمان” في حال إخباره أحداً، وأشار “لكن ذلك حدث أمام عين الجميع هناك، والكل يعرف إنهم حولوه لبيت دعارة”، في حين لم يعرف المصدر مصير العائلة التي تم إخراجها من المنزل. وفي السياق، قال المصدر إن المسلحين اعتدوا بالضرب على شيخ جامع الحي وهو الشيخ “عباس” وهو كُردي أيضاً، بعد أن قال لهم إنه “حرام عليكم ان تفتتحوا محلاً للدعارة في أيام الصيام”، حيث قام المسلحون بضربه بأخمص أسلحتهم على رأسه وهو يرقد الآن في المشفى.

في السادس عشر من مايو\أيار، حولت المخابرات التركية منزل مواطن كُردي مُهجر، إلى مقر أمني خاص لمَن يعتقل من المواطنين الكُرد في إقليم عفرين المحتل. وأشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران”، أن ملكية المنزل تعود للمواطن الكُردي “حج منان”، وهو من اهالي قرية “ماتينا/ماتنلي”، ويقع على طريق بين ماتينا – شران، حيث كانت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” تستولي عليه، إلى أن سلمته مؤخراً للاستخبارات التركية. وأوضح المراسل أن المقر الأمني يعد الأخطر في الإقليم، نظراً لأن المعتقل الذي يصل إليه، يتم تحويله إلى داخل الأراضي التركية، منوهاً أن شتى صنوف التعذيب والتنكيل تُمارس فيه ضد المعتقلين الكُرد.

في السابع عشر من مايو\أيار، طلبت مليشيا “فرقة السلطان مراد” في قرية “استارو\كوندي استير” من أهالي القرية تقديم ثبوتيات الأراضي الزراعية لها، مهددة بانتزاع الأراضي التي لا يملك أصحابها نسخ من ثبوتياتها. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين أن كل مزارع من أهالي القرية كان قد قام بزراعة أرض أحد أقربائه المهجرين، عمدت المليشيا إلى الاستيلاء على الأرض تلك من المكلفين برعايتها من قبل أقربائهم المهجرين. ولفت أنه من بين أصحاب الأراضي التي تم سلبها من المشرفين عليها، أرض تابعة لبيت “فاضل جمو” من المكون العربي، وأرض تابعة لبيت “حسن حسن” من المكون العربي، إضافة إلى أرض المواطن الكُردي “روجهلات سيدو”. وفي إطار متصل، قال المراسل إن مستوطناً من بلدة “دير جمال” قد استولى على محضر عند الجسر الجديد بمركز عفرين، حيث يقوم حالياً على بناء كازية فوقها، ويعود المحضر لبيت “أوصمان آغا”، مشيراً أن ذات المستوطن مستولي على كازية دجلة بالمحمودية. كذلك، أجرت مليشيا “أحرار الشرقية” مستوطناً من بلدة عندان بريف حلب الشمالي، بمبلغ 200 مليون سوري، مدينة الألعاب “جودي لاند” الواقعة على طريق راجو بقلب عفرين، وعقب أن قام بتجهيز المدينة بشهر، عمدوا إلى طرده منها دون أن يعيدوا له ماله.

في التاسع عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن متزعميّن في ميليشيا “الجبهة الشامية” يدعيان بـ “نضال بيانوني” و”أحمد هاشم” يستوليان لوحدهما على 67 منزلاً بمحيط حي المنطقة الصناعية في حي الأشرفية بقلب عفرين، إضافة لأكثر من 80 محلاً تجارياً. وأكدت المصادر أن المدعوان بـ “بيانوني” و”هاشم “، يستثمران تلك المنازل والمحال التجارية لصالحهما الشخصي، بعد أن استولوا عليها عقب تهجير أصحابها الحقيقيين الكُرد من سكان المدينة الأصليين، نتيجة الغزو التركي الإخواني في الفترة الممتدة ما بين يناير ومارس العام 2018. وأضافت المصادر أن المذكوريّن قاما سابقاً ببيع 17 شقة سكنية للفارين من أهالي إدلب وريف حماه. وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن مستوطناً منحدراً من بلدة “تل جبين” بريف حلب، قام ببيع “دكان\محل تجاري” بمبلغ 700 دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المحل التجاري يقع على طريق السرفيس بجانب فرن “زاد الخير”، وتعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجر” جميل أبو محمد”، من أهالي قرية “خليلاكا/خليلاك أوشاغي” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”.      

في الثلاثين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن مسلحاً من ميليشيا “فيلق الرحمن” المطرودة من ريف دمشق، استولى على منزل مواطن كُردي مُهجّر في حي الأشرفية، وقام بتقسيمه إلى نصفين وبيع شقة منها لأحد المستوطنين. وأوضح المراسل أن المنزل تعود ملكيته للمواطن “أبو خليل” من أهالي قرية “كيماريه\كيمار” ويقع بالقرب حديقة الأشرفية، مشيراً إلى أن لغماً مزروعاً كان انفجر بثلاثة مسلحين في الأيام الأولى للاحتلال ما أدى لمقتلهم جميعاً حينها. وبينما قام المسلح بإعادة بناء الأجزاء المتهدمة وقسمه لشقتين، فقد عمد لبيع إحداها بمبلغ 800 دولار أمريكي، كما باع مستوطن مُنحدر من “القلمون” بريف دمشق، منزل مواطن آخر من قرية “كيماريه\كيمار” ويقع في المنطقة ذاتها، لمستوطن آخر ينحدر من إدلب، وذلك بمبلغ 700 دولار أمريكي. وفي الصدد، قالت معلومات أولية أن مليشيا “فرقة السلطان مراد” تقوم ببيع قطاعها في حي الاشرفية الى مليشيا “لواء المعتصم”، حيث يمتد قطاع المليشيا من فرن الكعك الشهير على استراد عفرين المتجه للجهة الشرقية، وحتى القوس.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي”، أن أحد القاطنين في قرية “روتا\روطانلي”، قد صُعق بخبر استيلاء مليشيا “لواء سمرقند” على فيلاته، وسط انتهاكات صارخة بحق المدنيين في القرية ذاتها. وبحسب المراسل، فإنه يتواجد في قرية “روتا” فيلاتان، واحدة منهم عائدة للمواطن “منير ربيع\أبو خالد” وهو مواطن حلبي متزوج من سيدة كردية من قرية “روتا”، ومتواجد في تركيا، حيث استولى مسلحو مليشيا “سمرقند” عليها، لينال الخبر من “أبو خالد” ويُفارق الحياة على الفور، لدى سماعه بذلك. كما أشار المراسل أن المليشيا تستولي على كافة أملاك المدنيين المهجرين من القرية، إلى جانب فرض الأتاوات على المتبقين فيها، وتنفيذ عمليات خطف للسكان الأصليين، وابتزاز أبنائهم المقيمين في أوروبا، لدفع الأموال كأتاوة عن ذويهم.

في الواحد والثلاثين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل، أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” الذين تم طردهم من مقراتهم الرئيسية والمتمثلة بـ”مركز قوات الأسايش سابقاً”، بعد اشتباكات بينهم وبين مسلحي ميليشيا “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” ومستوطنين من الغوطة، قد بدئوا بالاستيلاء على منازل المدنيين في عفرين بشكل عشوائي. وأوضح المراسل أن مسلحي ميليشيا “الحمزة” تستولي على كل من يترك منزله فارغاً في عفرين، حتى لو تركه فارغاً لمدة يوم واحد. وأكد المراسل أن السيدة الكردية (ع .م) خرجت من منزلها في مدينة عفرين (محيط الثانوية التجارية) مع عائلتها لزيارة ذويهم في قريتها بناحية “شرا\شران”، والتي استغرقت يومين. وعندما عادوا إلى منزلهم في المدينة، وجدوا أن مسلحي “الحمزة” قد استولوا على منزلهم في عفرين، لكنها استطاعت استرداده منهم بعد جهود كبيرة محفوفة بالمخاطر. إلى ذلك، أضاف المراسل أن قرية “برجيه\برج عبدالو” قد شهدت استنفاراً من قبل ميليشيا “الحمزة” التي أقدمت على نقل نسائهم إلى مكان آخر خارج القرية دون معرفة سبب الاستنفار.

السرقات والأتاوات في عفرين

في الرابع من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن مدير شركة مياه عفرين (المستوطن)، استعان بمسلحي الميليشيات الإسلامية لإجبار المواطنين على دفع مستحقاتهم من فواتر الشركة، رغم أن أهالي الإقليم يعانون من أوضاع معيشية صعبة في ظل انعدام فرص العمل وإجراءات الحظر. وأضاف المراسل أن مدير الشركة المستوطن “عبد القادر الحافظ” استدعى مسلحين من ميليشيا “الأمن الجنائي” لمرافقة الجبأة العائدين لشركة مياه عفرين، وذلك لإجبار المواطنين على دفع فواتير المياه، علماً أن الجباية تقتصر على مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد حصراً، فيما يتم إعفاء المستوطنين من دفع الفواتير، بذريعة أنهم (مهجرون)، وأن أهالي عفرين الأصليون (مقيمون). يأتي ذلك فيما كانت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، قد أعفت المواطنين من دفع فواتير المياه والكهرباء طوال فترة حظر التجوال المتخذ للوقاية من جائحة كورونا، بغية منع تفشيها.

في الخامس من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات” هددت بطرد مسنة كُردية من منزلها في قرية تابعة للناحية، في امتنع نجلها المقيم في مدينة عفرين عن دفع مبلغ ألفي دولار أمريكي. وأكد المراسل أن الميليشيا تواصلت مع نجل المسنة الكُردية (ص.أ.ح) والذي يقيم في مدينة عفرين ويعمل في إحدى الدوائر الخدمية فيها، وطلبت منه إرسال مبلغ ألفي دولار، وفي حال امتناعه عن ذلك، فإنها ستلجأ إلى طرد والدته المسنة من منزلها، حيث تقيم لوحدها.

في السادس من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” رفعت الاتاوة المفروضة على المحال التجارية الواقعة في القطاع الأمني الخاضع لسيطرتها، بحجة توفير الحماية لأصحاب المحال وأرزاقهم. وأوضح المراسل أن الميليشيا حددت وفرضت مبلغ 8 آلاف ليرة سورية على كل محل تجاري في المنطقة الواقعة وسط مدينة عفرين، والتي تشمل (سوق الهال القديم وشارع الزيت وشارع التجنيد وشارع النوفوتيه)، بعد أن كانت تفرض أربعة آلاف ليرة سورية على كل محل، متذرعة بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.

في التاسع من مايو\أيار، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تلقى استغاثة ونداءً وجهه أهالي عفرين من أصحاب المحال التجارية، يشكون فيه فرض مليشيا “فرقة “السلطان مراد” ضرائب وإتاوات على أصحاب المحال التجارية الواقعة على طريق “راجو” بقلب مركز عفرين، بعد مطالبتهم بإثبات ملكية أصحاب المحال لها. وبحسب الاستغاثة التي وصلت المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن “فرقة السلطان مراد بقيادة (م.ب) وعنصرين آخرين هما (أ.ف) و(أ.ر)، بفرض ضرائب تتراوح ما بين 10 آلاف و100 ألف ليرة سورية، سواء كان محل مملوك لصاحبه أو مستأجر، وسط تهديدات بمصادرة المحل وإخلائه واستئجاره لصالحهم الشخصي، في حالة عدم دفع المبلغ المفروض على أصحاب ومستأجري المحال التجارية”. وقالت مصادر موثوقة للمرصد من داخل عفرين، إن “المال يجري جمعه بحجة توفير الحماية للمحال، ويتم إجبار الناس على دفع المبلغ المفروض بشكل شهري”. ولم ترد الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي عفرين تلك المليشيات عن ممارسة انتهاكاتها، حيث أكدت مصادر موثوقة أن “الجميع يعلم أن الناس لا حول لهم ولا قوة، ومعظمهم لا يملكون المال الكافي لسد متطلبات المعيشة اليومية، بسبب تدهور العملة السورية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار”. وناشد أصحاب المحال التجارية، عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، جميع المنظمات والجمعيات الحقوقية التدخل لتسليط الضوء على “ما يعاني منه سكان عفرين من اضطهاد وظلم وسرقة وفرض إتاوات وضرائب عليهم، والهدف هو تهجير من بقي من سكان الأصليين (الكُرد)”.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” أن مجموعة من مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” أقدمت على سرقة عدد من رؤوس الماشية في قرية “قجوما\قجومان”، عائدة لمستوطنين ينحدرون من مدينة سراقب بريف إدلب، مشيراً إلى أن مجموع السرقات التي طالت الماشية في القرية لوحدها، بلغ نحو 49 رأساً. كذلك، قال المراسل أن اشتباكات وقعت الخميس الماضي، بين مجموعتين من ميليشيا “الجبهة الشامية” على خلفية قيام إحدى المجموعات بسرقة سيارة ستنافيه من إدلب وبيعها في عفرين المحتلة، موضحاً أن الاشتباك حصل على طريق قرية “بريمجة” بين جماعة “الحجي” و مجموعة “أبو تراب”، مما أسفر عن إصابة مسلحين من جماعة “الحجي”. إلى ذلك أقدم مستوطنون ينحدرون من منطقة “صوران” بريف حماه، على سرقة الواح الطاقة الشمسية من منزل المواطن الكُردي “محمد كوريش” الكائن في قرية “جولاقا” التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”.

في العاشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحين من جماعة “ميماتي” وهي إحدى مجاميع ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يتجولون في القطاع الأمني الخاضع لهم، والذي يقع بين شارع اتصالات “حبش” و”داور نوروز” في حي عفرين القديمة، بغرض تحصيل اتاوة جديدة من المحال التجارية تحت مسمى “العيدية”، مشيرا إلى أن الاتاوة تبلغ عشرة آلاف ليرة سورية لكل محال تجاري. وأضاف المراسل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” أيضاً تقوم من جهتها بتنفيذ حملة فرض اتاوات تحت مسمى “العيدية” على كافة المحال التجارية الموجودة في القطاع الخاضع لها في حي طريق جنديرس في مدينة عفرين. موضحا أن الاتاوات المفروضة تتراوح بين خمسة آلاف وخمسين آلاف ليرة سورية (الصيدليات: 10000 ل.س- المطاعم: 50000 ل.س – محال السمانة: 5000 ل.س – محال الخضار والفواكه: 10000 ل.س).

في الحادي عشر من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يستغلون أجواء العيد وما يرافقه من ازدحام داخل المحال التجارية، لتنفيذ عمليات سرقة بحق المتبضعين، وأصحاب المحال. وأوضح المراسل أن المسلحين يتبعون أسلوباً جديداً مؤخراً، حيث يقوم مسلح بإشغال البائع، بينما يقوم مسلح آخر بالسرقة، مضيفاً أن اليوم فقط، شهد وقوع خمس عمليات سرقة طالت محال تجارية عائدة لمواطنين كُرد.

في الثالث عشر من مايو\أيار، أقدم مسلحون ملثمون، على اقتحام منزلي مواطنيّن كُردييّن في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” بريف إقليم عفرين المحتل، واعتدوا عليهما بالضرب وقاموا بسلبهما مقتنيات مالية، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن الملثمين المسلحين اعتدوا بالضرب المُبرح كل من المواطن “حميد شيخو/55عاماً”، و”محمد كاكج/60 عاماً”، في منزليهما الكائنين في مركز ناحية جنديرس، مشيراً إلى أن المسنين يقيمان لوحديهما، وأضاف المراسل أن زوجة المسن “كاكج” كانت قد استشهدت في التفجير الذي ضرب جنديرس في 24 سبتمبر 2019 في شارع يلانقوز.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”، يلجأ مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين إلى طرق جديدة بغية ابتزاز سكان عفرين الأصليين، في سبيل الحصول على الأموال منهم معتمدين على مبدأ “التبلي”. وأفاد مصدر من داخل عفرين لـ “عفرين بوست” إن مسلحاً تابعاً لميليشيا احرار الشرقية ضرب دراجته النارية عمداً بسيارة فان عائدة لأحد أهالي عفرين الكُرد على شارع راجو بمدينة عفرين وإنه بدأ يصرخ على صاحب الفان بأنه دمر دراجته. وأضاف المصدر إن “المسلح أجبر صاحب الفان بأن يأخذ إلى المصلح “أبو شير” وهو على شارع الفيلات وقال له سوف تصلح الدراجة كلها، المصلح أيضاً من أهل عفرين وشعر بأن المسلح يبتليه”. المصدر تواصل مع المصلح ليقول له المصلح “كان وجه الكردي محمّر ولا يجرؤ على قول كلمة خوفاً، دراجة المسلح كانت مهترئة من قبل وتصليحها كلها سيكلف على الأقل 500 ألف. قلت للمسلح اذهب من هنا لن أصلح الدراجة فهددني وقال أنت لا تتدخل في الأمر وأصلح، أما أن يصلح هذا دراجتي أو يعطيني 1000 دولار”. وأشار المصدر إن مسلحاً آخر يدعى أبو جندل وهو تابع لأحرار الشرقية يدعم مثل هكذا أعمال وينهب المال من الأهالي. ومن جهة أخرى قال المصدر إن المستوطنين يرسلون أطفالاً للعب أمام أبنية الكُرد، ويزعجونهم وإن خرج أحد وطلب منهم الذهاب، تأتي عائلة ذلك الطفل ويجلبون معهم مسلحين ويخيرونه بين الاعتقال أو دفع 200 دولار.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز “شيه\شيخ الحديد”، أن مسلحين من ميليشيا “لواء الوقاص” نفذت، عملية سطو مسلح طالت سائق إدلبي على الطريق الواصل بين قريتي (هيكجيه ومروانيه) التابعتين للناحية، واستولت على كل مقتنياته المالية. وأشار المراسل أن حادثة السطو حصلت أثناء قيام السائق الذي كان يقود “سيارة أجرة” بإيصال أحد المرضى من معبر باب الهوى بإدلب إلى قرية “هيكجيه”، منوهاً أن المبلغ المسروق بلغ 800 دولار أمريكي، إضافة لجهاز هاتف تبلغ قيمته 170 ألف ليرة سورية. وأضاف المراسل أن المجموعة ذاتها والتي يقودها المدعو “الغول” متزعم الميليشيا في القريتين المذكورتين، نفذت قبل نحو أسبوع عملية سطو أخرى، طالت سائق سيارة أجرة ينحدر في حمص في المنطقة ذاتها.

كذلك، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مؤخراً، على نهب كافة محتويات مجموعة المياه الموجودة في قرية “قره تبه”، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل. وأكد المراسل أن المجموعة المسلحة التي يتزعمها المدعو “أبو شقرا”، أقدمت على فك جميع الأبواب من المبنى وسحبت الغطاسات، علاوة على نهب كافة محتويات المبنى العائد لشركة مياه عفرين. وأضاف المراسل أن الميليشيا، كانت قامت في وقت سابق، بنهب كافة محتويات صالتي الأفراح ” آمد” و”ديار” الواقعتين في القرية على الطريق الرئيسي، وعمدت لإسكان المستوطنين فيهما مقابل إيجار شهري.

في الثامن عشر من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبل/بلبله”، أن مسلحاً من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد أقدم قبل يومين على سرقة محل صرافة في بلدة “كوتانا/كوتانلي” التابعة للناحية. وأشار المراسل إلى أن المسلح قد تمكن من سلب المحل مبالغ بعدة عملات، ومنها 2700 ليرة تركية، و1100 دولار أمريكي، إضافة لـ 400 ألف ليرة سورية.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم بوقوع ثلاث حالات سرقة، في مركز عفرين، قام بها مسلحون تابعون لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وسط تكرار تلك الحالات بشكل يومي. وأوضح المراسل أن حالات السرقة تلك، قام بها مسلحون تابعون للمتزعم في المليشيا المدعو بـ”الشيشاني”، وطالت سرقة ثلاث دراجات نارية، الأولى عند معهد فيان آمارا، والثانية عند مطعم فين، والثالثة عند مجوهرات “شو” على طريق راجو ضمن المدينة، منوهاً أن المسلحين يفكون الأسلاك التي يربط بها أصحاب الدراجات بالأشجار أو أي شيء ليحمي به دراجته من السرقة، ومن ثم يسرقونها. ولفت المراسل إلى أن السرقات قد تضاعفت بشكل لا يطاق في مدينة عفرين، خصوصاً بعد قطع الاحتلال التركي المرتبات عن بعض المليشيات الإسلامية، مشيراً أن المدنيين أضحوا أكبر المتضررين من ذلك، حيث يلجئ المسلحون للسطو المسلح والسرقة ببساطة لتأمين الأموال لأنفسهم، وتعويض القطع، علماً أن السرقة كانت تتم سابقاً حتى في ظل وجود مرتبات للمسلحين.

في الرابع والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن ميليشيا “جيش الإسلام” فرضت اتاوات على مَن تبقى من أهالي قرية “ترنده\الظريفة” التابعة لمركز إقليم عفرين المحتل، وذلك تحت مسمى “العيدية”.  وأوضح المراسل أن “أمنية” الميليشيا التي تتخذ من منزل المواطن الكردي المهجّر “صبحي عبدالو” مقراً لها، فرضت على مختار القرية مبلغ 500 ألف ليرة سورية كعيدية، بينما فرضت على باقي أهالي القرية أيضاً مبالغ كبيرة. إلى ذلك، تفرض الحواجز الأمنية التابعة لميليشيات الاحتلال اتاوات تتراوح بين 200- 500 ليرة سورية على كل سيارة أو دراجو نارية تعبر تلك الحواجز، ويتم التركيز في فرض تلك الاتاوات على المواطنين الكُرد حصراً.

في السادس والعشرين من مايو\ايار، وصل الأمر بالمستوطنين في عفرين، لسرقة كابلات الكهرباء والطناجر النحاسية من منازل المدنيين في القرى، حيث قال مواطن كُردي لـ”عفرين بوست” أن “المستوطنين باتوا سرّاقً في عز النهار”، وتابع المواطن بإن “المسلحين والمستوطنين بات شغلهم الشاغل هو السرقة، خصوصاً بعد قطع تركيا الرواتب عن قسم من أبنائهم المسلحين”. وأوضح المواطن: “سرقوا كبلاً للكهرباء من منزلي، ولم نتحدث في الأمر، كما إنهم سرقوا طنجرة نحاسية لجيراني”، مضيفاً: “المستوطنون باتوا سرّاق في عز النهار، ولا أحد يتجرأ أن يتكلم معهم حتى، لأن الميليشيات الإسلامية تحميهم”.

كذلك، ابتزت الميليشيات الإسلامية أهالي ناحية راجو في عفرين، بحجة إنهم يتعاونون مع “قوات تحرير عفرين”، حيث قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، إن مليشيا “أحرار الشرقية” فرضت أتاوات على أهالي ناحية راجو والقرى التي تقع تحت احتلالهم، بحجة إن هناك مقاتلين لـ “قوات تحرير عفرين” وإن أهالي القرى يساعدونهم. وأشار المراسل إن المليشيا فرضت على كل منزل كُردي دفع 50 ألف ل.س، تحت طائل تهديدهم بالاعتقال، بحجة تعاملهم مع “قوات تحرير عفرين”. وأضاف المراسل إن أهالي مركز ناحية راجو، استفاقوا يوم العيد، ووجدوا علماً لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” موضوعاً في مركز البلدة، وعليه بدأت مليشيا “أحرار الشرقية” بطلب الإتاوات من الأهالي، بحجة تعاملهم مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”. وأردف المراسل إن الأهالي على قناعة كاملة بأن المليشيا هي من وضعت العلم هناك، لتقوم باتهام الأهالي بمُولاة الحزب، وتشرعن فرض الإتاوات عليهم.

في التاسع والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن لصوصاً أقدموا على سرقة متجر للمواد الغذائية، عائد للمواطن الكُردي (حسين محمد) من أهالي قرية “ايسكا/إسكان” التابعة لناحية شيراوا، وذلك في حي الأشرفية. وأوضح المراسل أن اللصوص قاموا بإحداث فجوة في جدار المتجر عبر مدخل البناء السكني الواقع فيه، ومن ثم قاموا بسرقة المواد الغذائية بما فيها من سجائر وزيوت نباتية وعلب الشاي وغيرها، مشيراً إلى أن اللصوص سرقوا أيضاً مبلغ 250 ألف ليرة سورية من متجر السمانة عينه. وأضاف المراسل أن قيمة الخسائر التي لحقت بالمواطن الكُردي بلغت أكثر من مليون ليرة سورية، منوهاً أن المنطقة التي حصلت فيها عملية السرقة تخضع لميليشيا “الجبهة الشامية”.

في الثلاثين من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” المتمركزين في مقر واقع قرب شركة الكهرباء في حي الأشرفية، يواصلون تنفيذ أعمال السرقة بحق ممتلكات الأهالي في الحي. موضحاً أن المسلحين سرقوا ألواح الطاقة الشمسية من عدد من منازل المواطنين الكُرد، وهم كل من “عابدين أبو محمد\من ذوي الاحتياجات الخاصة”، و”محمد فارس” من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، والمواطن “مدور” من أهالي قرية “حابو” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وأضاف المراسل أن السرقات طالت كذلك عدداً من المنازل التي يحتلها المستوطنين، وعددها (3 منازل)، إلى جانب سرقة دراجة نارية عائد لمسلح من ميليشيا “الشرطة العسكرية”.

جرائم الاعتداء البدني..

في السابع من مايو\أيار، عمدت ما تسمى بمليشيا “الشرطة المدنية والعسكرية” على إجبار أصحاب الباسطات الكُرد بإزالتها، من أمام “معهد فيان آمارا للغة الكردية سابقاً”، فيما استثنت من ذلك المستوطنين، وذلك بذريعة محاربتها للمظاهر غير الحضارية في الشوارع الرئيسية بالمدينة. وخلال ذلك، اعتدت الميلشيات الإسلامية بالضرب على الشاب الكُردي “جمال محمد”، من أهالي قرية “ألكانا” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بسبب اعتراضه على إزالة بسطته التي يبيع عليها أجهزة شحن ليزرية “أضواء قابلة للشحن”. ومن المعلوم أن “الإدارة الذاتية” كانت قد عمدت هي الأخرى إلى إزالة البسطات من شوارع عفرين بغية زيادة جماليتها، لكنها لم تلجئ إلى ذلك إلا بعد وضع حلول بديلة، تمثلت في إنشاء السوق الشعبي الذي جرى استهدافه مؤخراً بتفجير إرهابي أودى بـ73 ضحية بينهم عدد من الشهداء من سكان عفرين الأصليين، وذلك في إطار رفض بعض المليشيات إرسال مسلحيها إلى ليبيا، وفقاً لما استحوذت عليه “عفرين بوست” من معلومات حينها.

في الثاني عشر من مايو\أيار، أرسلت مواطنة كردية من داخل عفرين رسالة لـ “عفرين بوست”، محاولة عبرها تلخيص مُعاناة السكان الأصليين الكُرد داخل الإقليم المحتل من قبل أنقرة ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين منذ أكثر من عامين. وقالت السيدة “أفين\اسم مستعار”: “تعرض زوجي للمرض ولم يقبل أن يتداوى عند أي طبيب هنا، فتوفي وبقيت لوحدي في هذا المنزل، فالمواطنون الكُرد داخل عفرين يعانون الأمرّين في ظل الاحتلال التركي وميليشياته، ويبحث البعض عن أي وسيلة إعلامية ليتحدثوا لهم في ظل منع الاحتلال التركي وسائل الإعلام من العمل في المنطقة”. وقالت المواطنة البالغة من العمر 56 عاماُ في رسالة لـ “عفرين بوست” “مرحبا يا بني، أنا من عفرين وأعيش فيها، نعاني من أوضاع صعبه في ظل من جاؤوا ليحررونا من الظلم كما يدعون، أنا أم ككل الأمهات أعيش وحدي في منزلي بالقرية بعد هجرة أولادي عندما لم يتحملوا هذا الوضع، حيث رحلوا الواحد تلو الآخر”. وأضافت: “بقينا أنا وزوجي بحسرة الأولاد، لم نستطع النوم أبداً خوفاً من هجوم الحشرات ليلاً (في إشارة إلى مسلحي الميليشيات الإسلامية)، مرض زوجي ولم يقبل أن يتعالج عند أي طبيب هنا، عانى كثيراً ونحن بانتظار فتح الطرقات ليذهب إلى الطبيب، لكنه لم يتحمل فرحل إلى ربه منذ 7 أشهر يتيماً من الأهل والاولاد ومن حماة وطننا”. وتابعت: “بقيت وحدي، لم أستطع ترك بيتي ومالي وأرضي ونحن ننتظر الرحمة، أتابع كل الصفحات لكن اسم عفرين يتيم منسي، فأين نرحل؟ هل نموت ونحن نموت ألف مرة؟”. وختمت رسالتها بالقول: “نحن نعيش بين مجرمين وقطاع طرق، لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون الدين إلا حسب أهوائهم، نتمنى أن تتذكرونا ولا تنسونا، نحن لاحول لنا ولا قوة بانتظار من سيخلصنا”. ويرفض الكُرد في عفرين المعالجة في المشافي التي تديرها تركيا عفرين خوفاً من سرقة أعضاء أجسادهم، كما لا يثقون بإمكانات الأطباء المستوطنين العلمية.

في الثلاثين من مايو\أيار، أرسلت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، دفعة جديدة من مسلحيها عبر معبر حمام الحدودي المسمى على اسم الغزوة بـ “غصن الزيتون”، للالتحاق بدورة تدريبية داخل الأراضي التركية ومن ثم الانطلاق إلى ليبيا للمشاركة في القتال إلى جانب حكومة الفواق الاخوانية، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأوضح مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، إن مئتي مسلح من الميليشيا انطلقوا الثلاثاء\السادس والعشرين من مايو، بواسطة 30 حافلة من مركز الناحية، بعد خضوعهم لدورة تدريبية مدتها 15 يوماً في معسكر “قرمتلق” التابع للميليشيا. وأضاف المراسل أن الميليشيا كانت قامت بتجميع 300 مسلح إلا أن نحو 100 مسلح بينهم رفضوا التوجه إلى ليبيا، ما دفع الميليشيا إلى طردهم مع عوائلهم من أراضي الناحية، دون معرفة الجهة التي قصدوها بعد ذلك. وأشار المراسل إلى أن الميليشيا تعاني حالياً، من نقص شديد في أعداد المسلحين، ما أجبرها مؤخراً على إخراج المستوطنين في نوبات الحراسة في القرى التي تحتلها في الناحية. وفي سياق متصل، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” تقوم أيضاً، بإجبار المستوطنين في قرى كوركا وعربا ومعملا على الخروج في نوبات الحراسة الليلية بسبب النقص في أعداد مسلحيها نظراً لتوجه الكثير منهم إلى القتال في ليبيا. مشيرة إلى أن الميليشيا ذاتها تجبر المواطنين الكُرد في قريتي “بريمجة” و”ترميشا” الخاضعتين لاحتلال جماعة “أبو تراب” من مجموعة الفرقة 23 التابعة لمليشيا “السلطان محمد الفاتح” على الخروج في نوبات الحراسة الليلة، لكن بدون تقديم السلاح لهم (كونهم يخشون من استهداف المواطنين الكُرد لهم).

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الثاني من مايو\أيار، بدأ إعلاميون موالون للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” أو تنظيم جبهة النصرة\هيئة تحرير الشام” بفضح الانتهاكات التي يمارسها عملاء الاحتلال، وذلك عقب عامين من مشاركتهم في غزو عفرين واحتلالها، وانكشاف حقيقة المشروع الاحتلال التركي. ولطالما ادعى هؤلاء سعيهم لإسقاط النظام السوري، متخذين من الأكاذيب ذرائع لتبرير عملهم مع المحتل التركي ضد باقي المكونات الدينية والأثنية والطائفية السورية، تارة بحجة موالاتهم للنظام، وتارة بحجة الانفصالية، وأخرى بحجة الالحاد والردة، فلم يتبقى مكون سوري إلا وتعرض للاستباحة من قبل المحتل التركي وعملائه، حتى غدى اسقاطهم مطلباً جماهيرياً وجودياً، يتنافى فيه وجود المكونات المختلفة مع وجودهم. وفي سياق الترهيب والاذلال الذي نشره المسلحون من عملاء أنقرة، بدأ مؤخراً بروز أصوات من أنصار المسلحين أنفسهم تندد بممارستاهم، بع أن بدأت تطالهم أنفسهم، رغم تجالهم لها عندما كانت تطال أهالي عفرين الأصليين الكُرد بمفردهم. وفي الصدد، كتب إعلامي مستوطن من الغوطة ممن شاركوا في تأييد الغزو التركي لـ عفرين، بغية حرمان أهلها من حقهم في إدارة أمورهم ضمن نظام “الإدارة الذاتية” الذي يمنح مختلف المكونات حقوق متساوية في إدارة مناطقها ضمن نظام لا مركزي، ويسمي صفحته على الفيس بوك بـAmeer Hurputlu”، (كتب): “في عفرين كل شيء مستباح بعيداً عن وسائل الإعلام”. مضيفاً: “التشبيح على الإعلاميين في أي حدث كان في هذه المدنية المظلومة أصبح أمر اعتيادي من المؤسسات الحكومية على رأسهم الشرطة”. متابعاً: “عندما يكون هناك حدث في عفرين (تفجير) لا أذهب إلى مكان الحدث، لأنني أعلم سوف يحدث نزاع بيني وبين الشرطة على الأقل من أجل منع التصوير بالمدينة، لكن ذهبت إلى موقع التفجير الذي حدث مؤخرا وسط مدينة عفرين (بدون كاميرا) رأيت مشاهد دامية لأشلاء وجثث الضحايا المتفحمة”. مردفاً: “أحد المدنيين يعلم أنني إعلامي كان يقول لي بصوت منخفض (لا تصور شي هلق ضربوا تلات لأنو عم يصوره)، كان الأمر محزن بالنسبة لي لأنها ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء على الإعلاميين بشكل (متعمد)، أشاهد فرق الدفاع المدني والإسعاف كيف تعمل وهناك العديد من الإعلاميين بدون كاميرات يقفون من أجل مشاهدة ماذا يحدث مع المدنيين هناك، وأشعر بالعجز لأنني لم أقوم بواجبي كمصور بنقل واقع المجزرة المروعة التي حصدت عشرات الأرواح، أكثر من خمسين شهيد وعشرات المصابين ناهيك عن المفقودين والجثث التي تم دفنها دون تعرف ذويهم عليهم”. مستطرداً: “عندما يتم رؤية اعلامي في شوارع المدينة وهو يصور، العشرات من عناصر الشرطة المدنية والعسكرية والفصائل (واستخبارات هي موضة جديدة طبعاً) تقوم بفتح تحقيق لماذا يقوم بالتصوير والكثير منهم تعرض للاعتقال والضرب وإهانة أيضاً بشكل متعمد”. فيما كتب آخرون على صفحاتهم، منتقدين الدور التركي التخريبي في المناطق السورية، فكتب إعلامي يدعى “وائل عبد العزيز” إن تصوير المشكلة في درع الفرات او عفرين وكامل مناطق شرق وشمال حلب على انها داخلية فقط غير دقيق، هناك إرادة خارجية تركية تريد استمرار الفوضة والانفلات الأمني، محاربة القوى الوطنية كيانات وافراداً، ودعم قطاع الطرق واللصوص كقادة وخلق مشاكل عرقية على حساب ما هو وطني يتم برعاية تركية”. والغريب أن هذه الصحوة إن كانت حقيقة، فإنها لم تأتي بعد احتلال عفرين واستباحتها فحسب، بل بعد استكمال أنقرة لعبها بهم كعملاء وقتلة مأجورين، فبررت هجماتها على شمال شرق سوريا واحتلت عقب عفرين قطاعاً واسعاً ممتداً بين “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”. فيما كتب إعلامي ثالث ويدعى عز الدين الهاشمي فقال: “بالنسبة الى مشاكل شمال حلب، انظروا سهام شبيحة تركيا اين تنطلق واعلموا أن الجهة التي يحاربونها هي الجهة التي لم ترضى بقرارات تركيا الأخيرة، وسيتم إنهائها أو إضعافها لإجبارها على السمع والطاعة”. ورغم كل جرائم الخطف والتنكيل والاضطهاد العرقي والتهجيري القسري والسرقة والسطو المسلح والنهب وقطع الأشجار وتدمير المزارات وسرقة الاثار وقتل المسنين والمختطفين تحت التعذيب، وسيادة شريعة الغاب والاستيلاء على أملاك المهجرين، ومنع سكان الكثير من القرى من العودة إليها، اخفت الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي تلك الجرائم كلها، وحاولت منذ احتلال عفرين الترويج لأكذوبة “تحرير المنطقة” من أهلها، بذريعة محاربة الإرهاب في إطار تقمص الرواية التركية الممجوجة عن الحقوق الدستورية للكُرد في مستقبل سوريا. وعقب انفضاح أمر أنقرة، وإرسالهم كقتلة مأجورين مجدداً لكن إلى ليبيا هذه المرة، وبيعهم لنصف مساحة إدلب، واحتمالات بيع النصف الآخر، يبدو أن بعض هؤلاء قد بدأ بتحسس رأسه، لكن بعد أن فوات الأوان.

كذلك، قتل مستوطن في مدينة جنديرس بسبب خلاف بين مجموعة من المستوطنين المحتشدين أمام أحد مراكز توزيع المعونات الإنسانية، والذي تطور إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، وقفاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأكد المراسل أن مركز خيري، كان يقوم بتوزيع سلات غذائية على المستوطنين، إلا أن خلافاً نشب بين جموع المستوطنين، وتطور إلى إطلاق الرصاص، ما أدى لإصابة أحدهم بجراح، إلا أنه فراق الحياة في طريق إسعافه إلى أحد المشافي في المدينة. إلى ذلك، تقوم منظمة (إي ها ها) التركية والتي لها مركز بجانب الثانوية الصناعية بحي المحمودية في مدينة عفرين، بتوزيع المواد الغذائية والاغاثية على المستوطنين فقط، وتحجبها عن المواطنين الكُرد بحجة أن المساعدات مخصصة للمستوطنين فقط. وفي السياق ذاته، أقدمت المخابرات التركية على اعتقال مسؤول في منظمة (إي ها ها)، بسبب فقدان أثر عشرة آلاف سلة غذائية.

في الرابع من مايو\أيار، أطلقت قوات الاحتلال التركي، يوم أمس الأحد، سراح متزعم ميليشيا “الشرطة المدنية في عفرين” المدعو “رامي طلاس” المنحدر من مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، بعد اعتقاله لنحو شهر، بتهم تتعلق بالفساد الإداري والأخلاقي، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. طلاس كان اعتقل في نهاية مارس الماضي، بسبب وشاية من متزعم ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة”، لإفساح المجال أمام قريبه المدعو “عامر المحمد” الملقب بـ”عذاب”، والذي كان يشغل سابقاً منصب نائب مدير “شرطة عفرين”. إلى ذلك أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” على فصل بعض مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” العاملين ضمن صفوفها، دون أن تتوضح بعد أسباب الفصل، حيث قامت كل مليشيا بتعيين بعض مسلحيها ضمن المليشيا التي استحدثت عقب احتلال عفرين آذار العام 2018. وقام المدعو “أبو عمشة ” في وقت سابق، باعتقال كافة مسلحي ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، بسبب قضية الاغتصاب التي رفعت ضده من قبل إحدى نسوة مسلحيه، التي ظهرت في مقطع مصور وأكدت ارتكابه جريمة اغتصاب بحقها.

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” أقدمت على ضرب وتعذيب المسؤول عن مجلس مستوطني المنطقة الشرقية دون معرفة سبب الاعتداء. وأوضحت المصدر أن جماعة” ابو زيد شرقية” اعتدت بالضرب المبرح على مسؤول ما يسمي “مجلس مهجري المنطقة الشرقية” في المنطقة الواقعة أمام فرن “الأوتوستراد” ومن ثم اقتادته إلى مقرها الأمني.

في الخامس من مايو\أيار، اعتدى مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على شاب مستوطن ينحدر من الغوطة الشرقية، بسبب مروره بدراجة نارية في شارع تغلقه الميليشيا بذريعة فرض الإجراءات الأمنية وسط مدينة عفرين المحتلة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأضاف المراسل أن ميليشيا “الشرطة المدنية” تدخلت لصالح المستوطن الشاب، إلا أن مسلحي “السلطان مراد” أطلقوا الرصاص على الدورية في محيط معهد “فيان آمارا”، ما أسفر عن إصابة مُسلح من الأخيرة (ينحدر من إعزاز) ولا زال التوتر مستمراً حتى لحظة نشر التقرير. إلى ذلك نشب توتر بين ميليشيا “أحرار الشرقية” و”الشرطة المدنية” أعقبه إطلاق للرصاص في الهواء، بسبب اعتراض الأولى على إغلاق منطقة داور نوروز، وتحويلها لحركة السيارات صوب القطاع الأمني التي تسيطر عليها الشرقية في محيط المركز الثقافي وشارع الفيلات. ويأتي ذلك وسط تكثيف ميليشيا “الشرطة العسكرية” دورياتها في قلب المدينة، بحجة البحث عن سيارتين مفخختين دخلتا المدينة، إلا أن مواطنين أكدوا لـ “عفرين بوست” أن قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية تخطط لتفجيرات أخرى على ما يبدو. ولفت المواطنون إلى أن مثل هذه الشائعات التي تروجها ميليشيات الاحتلال وسط المواطنين، تشكل تمهيداً لتفجيرات جديدة، وتهدف من خلالها إلى تضليل الرأي العام والتنصل من مسؤولية القيام بها. ويشير مراقبون أن قوات الاحتلال التركي تراقب جميع شوارع مدينة عفرين عبر شبكة واسعة كاميرات المراقبة التي تم نصبها على كل أزقة المدينة، إلا أنها لم يلقى القبض على مسؤولي أي من التفجيرات وعمليات الخطف والسرقة وغيرها، ما يشير إلى أن قوات الاحتلال هي التي تفتعل كل التفجيرات وتنفذ تلك العمليات الجارية منذ أكثر من عامين في مختلف أرجاء الإقليم المحتل.

في السادس من مايو\أيار، يتواصل ما يشهده إقليم عفرين الكُردي المحتل، منذ أكثر من عامين، من فوضى وفلتان أمني، في ظل استمرار عمليات التفجير والتفخيخ والتصفية والمواجهات المسلحة بين الميليشيات المتنافسة على النفوذ، السطوة والمال، بين المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي السياق، عثور الاهالي على جثتين لمسلحين إثنين من المليشيات الإسلامية، مرميتين على قارعة الطريق الواصل بين ناحية مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” وقرية “در بلوتيه\دير بلوط” في ريف عفرين الجنوبي. وتعاني مختلف المناطق الخاضعة للاحتلال التركي، والتي تسعى أنقرة لإيهام العالم بأنها “مناطق آمنة” من فلتان أمني واسع، حيث أضحت ساحات لتصفية الحساب، عبر صراعات عصاباتية بين مختلف المليشيات الإخوانية التي يسعى كل منها للاستحواذ على منطقة نفوذ، لينفذ فيها عمليات سطو، ويفرض إتاوات على المدنيين في المناطق المحتلة تركياً.

كذلك، استهدف مجهولون سيارة لمتزعم في ميليشيا “فرقة السلطان المراد” في ناحية “شرا\شران”، مما أدى إلى مقتله حسب مصادر. وأفاد مصدر من عفرين إن مجهولين وضعوا عبوة ناسفة في سيارة المتزعم في ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدعو “أبو يزن”، وأشار المصدر أن المتزعم قتل بعد عملية الاستهداف. وأشار المصدر بأنه بعد العملية، عمدت الميليشيات الإسلامية إلى إغلاق كل الطرق من وإلى الناحية، كما ذكر المصدر إنه لا توجد إصابات في صفوف المدنيين. كذلك، اندلعت اشتباكات بين جيش الاحتلال التركي وميليشيا “فرقة السلطان مراد” في ناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين المحتل، وسط أنباء عن حدوث انشقاقات بين صفوف الأخيرة، بسبب خلافات داخلية ناجمة عن استخدامهم كـ”مرتزقة\قتلة مأجورين” في الساحة الليبية من قبل حكومة انقرة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأكد المراسل أن الحادثة هي الأولى من نوعها، حيث اندلعت اشتباكات بين ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وجنود الاحتلال التركي في قرية “جما\جمانلي”، دون معرفة الأسباب المؤدية للتطور العسكري الجديد، وكذلك لم يجري التمكن من معرفة حصيلة الخسائر في صفوف الطرفين في ظل استمرار التوتر في المنطقة. ووفق معلومات جديدة حصلت عليها “عفرين بوست”، يعتزم الاحتلال التركي نقل كافة مسلحي “السلطان مراد” /قرابة الألفي مسلح/ إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية الليبية، وسط أنباء عن حدوث انشقاقات داخل صفوف الميليشيا في عفرين بسبب الخلافات الداخلية المتعلقة برفض بعضها الانتقال إلى ليبيا. وفي السياق، قالت صفحات إخبارية تابعة للمسلحين إن مليشيا “السلطان مراد” شهدت انشقاق مجموعة من متزعميها، وهم: (أبو وليد العزي – النقيب عرابة أدريس – أبو بلال حنيش – أبو مهند الحر – فادي الديري)، بسبب خلافات مع متزعمي الصف الأول في المليشيا، وهو ما قد يكون سبب المواجهة الأخيرة بين الاحتلال ومسلحي المليشيا، إذ يرجح أن يكون المنشقون عن المليشيا قد هاجموا جنود الاحتلال.

في التاسع من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” باعتداء مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” على مسحراتي، في حي المركز الثقافي وسط مركز إقليم عفرين المحتل، بسبب قيامه بإحداث الضجيج وإزعاجهم. وأوضح المراسل أن مسلحي الميليشيا قاموا بضرب المسحراتي المستوطن ويدعى “أبو الفضل” في محيط مركز الثقافة والفن، وقاموا بتحطيم طبلته على رأسه بسبب قيامه بإزعاج المسلحين وايقاظهم من النوم! وكانت قد نشر في الخامس من مايو الجاري، مقطع مصور تداوله ناشطون، لتجمع من المستوطنين أمام سيارة تتبع لمنظمة تسمى “بسمة الإنسانية” أثناء توزع وجبات غذائية عليهم، لتبدأ بعدها حالة من التوتر بين موظفي المنظمة “شابين” والمستوطنين المتجمهرين. حيث سمع في المقطع المصور صوت صياح الأهالي على الموظفين نتيجة توزيعهم للحصص الغذائية فقط للأشخاص الذين يعترضون ويغضبون، فيما يقف البقية منتظرين دورهم. ليبدأ بعدها أحد موظفي المنظمة بالتلويح للشخص الذي يصور الحادثة ويأمره بعدم التصوير، ويهدد آخر بأنه سوف “يشحطه” أي (يعتقله) عن طريق المليشيات المتواجدة بالمنطقة. وقالت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية المحتلة لـ عفرين، إن المقطع قد صوّر في قرية “قطمة” التابعة لناحية “شرا\شران”، مشيرةً إلى أنَّ قرية “قطمة” وجوارها تضم أعداد كبيرة من المستوطنين من مناطق ريف حلب الجنوبي والغربي وأرياف إدلب.

في السادس عشر من مايو\أيار، أفاد مصدر لـ “عفرين بوست”، أن مسلحيّن اثنيّن تابعين لمتزعم في مليشيا “فرقة السلطان مراد”، قد هاجما منزل كهل مستوطن، واعتدوا عليه وسرقا دراجته النارية، وسط ازدياد هذه الحالات بين أدوات الاحتلال التركي في عفرين. وتحدث مصدر من داخل عفرين لـ “عفرين بوست” إن المسلحيّن “مصطفى وأبو صقر” وهما من جماعة المتزعم “الشيشاني” التابعة لميليشيا “السلطان مراد”، اقتحما منزل مستوطن من الغوطة، وهو كبير في العمر، واعتدوا عليه بالضرب وسرقوا دراجته النارية. وقال المصدر إن المنزل الذي يستولي عليه المستوطن يقع في حي عفرين القديمة، وإنه كافة أهالي الحي رأوا المسلحيّن عندما اقتحما منزله. وأشار المصدر إن حالات السرقة كثرت بشكل كبير في عفرين بالذات، كون الميليشيات الإسلامية تحلل كل شيء فيها لنفسها تحت ذريعة إنهم “حرروها”، فيما تأتي هذه الحالات بعد عدم دفع أنقرة مرتبات البعض من الميليشيات بسبب رفضهم الذهاب إلى ليبيا، وهو ما يعتبر خروجاً عن الطاعة التركية.

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن مسلحاً من مليشيا “الشرطة العسكرية” يدعى “أبو ضياء”، قد أوقع مسلحيّن أثنين من مليشيا “أحرار الشرقية” في كمين ببيت للدعارة فيه خمس نساء صغيرات في السن، تم إنشائه تحت مسمى بيت “زوجات الشهداء” في حي المحمودية في محيط مدرسة تشرين. وأوضح المراسل أن الكمين تضمن صراخ النساء، بناءً على اتفاق مُسبق مع المدعو “أبو ضياء”، الذي سارع إلى التدخل وإلقاء القبض عليهما بحجة “اقتحام المنزل والتحرش بالنساء”، حيث تطلب مليشيا “الشرطة العسكرية” حالياً، 3 آلاف دولار من كل واحد منهما تحت مسمى “شرفية”.  وكان المرصد السوري قد ذكر في الخامس عشر من مايو، أن مسلحيّن مخمورين، أقدموا على اقتحام منزل يسكنه نساء وأطفال فقط وسط مدينة عفرين، في محاولة منهم للاعتداء على النساء. وذكر المرصد آنذاك أن المخموريّن أطلقا النار من المنزل السكني بعد أن اقتحموه، في محاولة منهم لترويع النساء تحت تأثير الخمور، ليقدم مسلحون من مليشيا “أحرار الشرقية\التي ينتمي لها المسلحان”، وآخرون من مليشيا “الشرطة العسكرية” على محاصرة المنزل، وإلقاء القبض على المسلحين بعد اشتباك مسلح دار معهما.

في التاسع عشر من مايو\أيار، أصيب مواطنان كُرديان في اشتباكات نشبت بين مجموعتين من مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، وذلك بسبب خلاف نشب أمام متجر لبيع قوالب الثلج، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن خلافاً نشب بين مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” مُنحدرين من مدينة “تل رفعت”، ومستوطن مُنحدر من بلدة “القلمون” بريف دمشق، والذي يدير متجراً لبيع قطع الثلج في محيط “دوار نوروز” بقلب عفرين، بسبب إصرار المسلحين على عدم الالتزام بالطابور، ما أدى لتدخل مستوطنين لمساندة قريبهم، ليتطور الموقف إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين. وأكد المراسل أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة الشاب الكُردي “بانكين خليل عبد الله”، من أهالي قرية شيخوتكا، والذي يدير متجراً للخضار في موقع الاشتباك المسلح، وكذل إصابة الطفل “رشيد محمد رشيد/ 12 عاماُ”، وهو من أهالي قرية علمدارا التابعة لناحية راجو. وأضاف المراسل أن الاشتباكات بين الطرفين امتدت إلى حي الأشرفية، الذي شهد انتشار مكثفاً للمسلحين في الشوارع وعلى أسطح المنازل، كما شهد إطلاق رصاص غزير، أدى لمقتل مسلح من مستوطني الغوطة، علاوة على إصابة طلقات الرصاص شرفات المنازل وواجهات المحال التجارية. ونوه المراسل إلى أن سكان حي الأشرفية اضطروا للبقاء في منازلهم لساعات طويلة، محتميّن بالغرف الداخلية والملاجئ، في ظل حالة من الهلع والخوف من دفعهم ثمن اقتتال المسلحين وذويهم المستوطنين.

في العشرين من مايو\أيار، اندلع اشتباك مسلح بين مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” ومستوطنين مسلحين من ريف دمشق، بسبب اتهام الطرف الأول للطرف الثاني بسرقة قواطع الكهرباء في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن ان الاشتباك المسلح بين الطرفين أسفر عن إصابة مستوطن واحد على الأقل بشكل بالغ. وفي السياق ذاته، أقدم مسلح من ميليشيات الاحتلال المسماة بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” الخميس الماضي، على إطلاق الرصاص على الطرف السفلي لمسلح من ميليشيا “الشرطة المدنية” على مرأى جنود الاحتلال التركي، وذلك على الحاجز المقام في المدخل الجنوبي لمدينة عفرين “ترنده” وذلك بعد أن طلب مسلح “الشرطة المدنية” من الأول التوقف على الحاجز. وأوضح المراسل أنه جرى نقل المسلح المصاب إلى المشفى، حيث تم تخييره بين إسقاط حقه أو الفصل من عمله، منوهاً أن المسلح المُصاب اختار إسقاط حقه في الدعوى الشخصية. إلى ذلك تشهد منطقة دوار “القبان” استنفاراً كبيراً لمسلحي ميليشيا ” اللواء 51″ المنضوية في ميليشيا “الجبهة للشامية”، وسط أنباء عن تجهيز جماعة القلمون تحضيرات للهجوم على” الشامية” على خلفية الاشتباكات التي جرت يوم أمس.

كذلك، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مليشيا “الشرطة العسكرية” في عفرين، عمدت إلى اعتقال “ناشط مدني” من مستوطني حي التضامن بالعاصمة دمشق في ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وأوضح المرصد أن الاعتقال تم بسبب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه وضع مسلحي مليشيا “الشرطة العسكرية” لعلم الاحتلال التركي على لباسهم الجديد ووصفهم بالمنافقين. وفي سياق الترهيب والاذلال الذي نشره المسلحون من عملاء أنقرة على المستوطنين، بدأ مؤخراً بروز أصوات من هؤلاء المستوطنين ممن غُرر بهم بوعود الاحتلال التركي، وانساقوا خلفه، لتنفيذ سياساته في التطهير العرقي بحق الكُرد وتغيير ديموغرافية عفرين، ليبدأ هؤلاء بأنفسهم التنديد بممارسات المسلحين، بعد أن بدأت تطالهم أنفسهم، رغم تجاهلهم لها عندما كانت تطال أهالي عفرين الأصليين الكُرد بمفردهم.

في الثالث والعشرين من مايو\أيار، قالت مواقع موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن طفلاً قتل على الأقل وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، إثر اشتباكات مسلحة دارت بين مليشيا “الجبهة الشامية” ومجموعة مسلحة من بلدة “تل رفعت” في أحد الأسواق الشعبية، ببلدة سجو التابعة لمدينة اعزاز شمال حلب. ونقلت مصادر إعلامية محلية، إن “الاشتباكات اندلعت على خلفية منع عناصر من مليشيا “الجبهة الشامية” لمسلحين من بلدة “تل رفعت” من دخول سوق بلدة سجو الرئيسي بسيارتهم، كإجراء أمني للحماية من دخول المفخخات إلى السوق مع اكتظاظ السوق بالمدنيين تحضيراً لعيد الفطر”. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر من مدينة اعزاز للإعلام الإخواني، أنه من المرجح أن ترتفع حصيلة القتلى والجرحى، بسبب عدم معرفة ما أسفرت عنه الاشتباكات بشكل كامل، مبينة أن المسلحين المتناحرين استخدموا الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية من نوع “أر بي جي”. بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اتفاقاً جرى بين مسلحي تل رفعت، ومليشيا “الجبهة الشامية” في بلدة سجو شمالي حلب عند الحدود السورية – التركية، يقضي بـ “انسحاب أبناء تل رفعت من البلدة”، وإنهاء المظاهر المسلحة فيها، وذلك عقب قتال دموي نشب بين مسلحين من تل رفعت، ومسلحين من أبناء سجو استمر لنحو 7 ساعات متواصلة استخدم خلاله كلا الطرفين أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية. وخلف العراك المسلح 4 قتلى، 3 منهم من أبناء تل رفعت بينهم طفل، ومسلح من أبناء بلدة سجو، منضوي ضمن صفوف مليشيا “الجبهة الشامية”، بالإضافة لوقوع 10 جرحى بينهم مدنيين، وذلك عقب اشكال حدث بين شاب من أبناء تل رفعت وحاجز يتبع لمليشيا “الشامية”، ليقدم أحد عناصر الحاجز على قتل طفل من أبناء تل رفعت، فيما تدخل كـ “قوات فض نزاع” ليل أمس كل من ميليشيتي “فرقة المعتصم” و “جيش الشرقية”. وفي سياق ذلك، أصدرت ما تسمى بـ “القوى العسكرية والثورية لمدينة تل رفعت” توضيحاً لما يجري من اعتداءات متكررة من بعض المسلحين التابعين لقوة الطوارئ التابعة للـمدعو ”أبوعلي سجو” في قرية سجو الحدودية مع تركيا وآخرها اعتدائهم بقتل شابين مدنيين من مدينة تل رفعت لأسباب لا تستدعي إطلاق الرصاص والقتل المتعمد وبدم بارد. ووجهت ما تسمى بـ “القوى العسكرية والثورية لمدينة تل رفعت” رسالة بالالتزام المدنيين في منازلهم حتى أخذ الثأر من جماعة “أبو علي سجو”.

في السادس والعشرين من مايو\أيار، تم قطع الطريق ما بين مدينة إعزاز المحتلة، وإقليم عفرين، أمام المدنيين بعد معارك دارت بين مليشيا “الجبهة الشامية” و”الشرطة العسكرية” في إعزاز قبل أيام، في ظل استمرار توتر الأوضاع. وعلمت “عفرين بوست” من مصدر خاص، إن الطريق ما بين إعزاز وعفرين المُحتلتيّن، مُغلق بسبب التوتر الجاري في إعزاز، بعد معارك دارت فيه بين ميليشيتي “الجبهة الشامية” و”الشرطة العسكرية”. فيما قالت سيدة من اعزاز إنها تريد العودة إلى مدينتها، إلا أنه لا تستطيع، وذكرت: “بتنا لا نستطيع العودة حتى إلى إعزاز”. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن هناك حالة غضب بين المليشيات ضد مليشيا “الشرطة العسكرية”، وإن مليشيا “فرقة السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” يتوجهون إلى إعزاز لمساندة مليشيا “الجبهة الشامية”. وأعاد المراسل سبب غضب المليشيات من “الشرطة”، إلى تفويض جيش الاحتلال التركي بكامل المسؤولية لهم، ومنحهم الحق في إطلاق الرصاص على أي مسلح يتمادى، مشيراً إن المليشيات تشعر بالشلل، ويقول مسلحوها إن الكل تخلى عنهم وتركهم حتى التركي.

في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” إنه قد اندلعت اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “الحمزة” من جهة، ومليشيا “أحرار الشام” من جهة أخرى، عصر اليوم الخميس، في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين المحتل، ما أسفر عن مقتل مسلح من ميليشيا “الحمزة” وطفلين، وإصابة عشرة أشخاص آخرين.

وأوضح المراسل أن مسلحاً من ميليشيا “الحمزة” ألقى قنبلة يدوية على محل تجاري يديره مستوطن غوطاني مُقرب من ميليشيا “أحرار الشام”، بسبب رفض الأخير بيعه مواد غذائية بالديّن، ما أدى لتدخل مجموعة مسلحة مُنحدرة من “الغوطة الشرقية” ومنضوية ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشام”، لتنشب إثرها اشتباكات بين الطرفين، فيما لا يزال التوتر مستمراً بجانب سماع إطلاق الرصاص في الحي. وأضاف المراسل ميليشيا “جيش الإسلام” (التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دمشق) قد انضمت إلى القتال بجانب مليشيا “أحرار الشام”، ضد مليشيا “فرقة الحمزة” (التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف حلب الشمالي). مشيراً أن الاشتباكات أفضت لسيطرة المليشيتين (أحرار الشام جيش الإسلام) على مقرين عسكريين لميليشيا “الحمزة” بالقرب من مبنى الأسايش سابقاً، منوها أن ميليشيا “الحمزة” قامت بإرسال مؤازرات من قرية “مارتيه\معراتيه” القريبة من المركز، إلى منطقة الاشتباكات لمساندة مسلحيها في حي المحمودية، ولا يزال التوتر مستمراً في ظل توسط ميليشيا “الشرطة العسكرية” لاحتواء الموقف المتدهور. بدوره قال المرصد السوري، إن الاقتتال جاء عقب محاولة مجموعة عسكرية تابعة لـمليشيا “فرقة الحمزة” السطو على محل تجاري، ينحدر صاحبه من منطقة عربين في الغوطة الشرقية، ومحاولتهم أخذ بعض المواد الغذائية دون دفع ثمنها. وبعد رفض البائع المستوطن لذلك، قاموا باستهداف محله بقنبلة، ليتطور الأمر ويتحول إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين المستوطنين من الغوطة الشرقية وبمؤازرة بعض مسلحي ميلشيا “أحرار الشام”، ضد مسلحي مليشيا “فرقة الحمزة” وذلك قرب شارع راجو بمدينة عفرين. ووفق المرصد، فقد أسفر الاقتتال حتى اللحظة عن وقوع 8 جرحى على الأقل، بالإضافة لمقتل مُسلح من الغوطة الشرقية، وطفل توفي بعد تعرضه لطلق ناري عشوائي جراء الاشتباكات، فيما تشهد مدينة عفرين حالياً استنفار وتحشد من قبل الطرفين، وسط استياء شعبي كبير.

في الثلاثين من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” قد أقدموا يوم الجمعة الفائت\الثاني والعشرين من مايو، على تطويق حاجز للمخابرات التركية على طريق عفرين – كفرجنة، بسبب توجيه عناصر المخابرات شتائم للمسلحين. وأكدت المصادر أن تطويق الحاجز التركي الواقع بالقرب من قرية “مشاليه/مشعلة” استمر لمدة أربع ساعات متواصلة، حتى هدد الجنود الأتراك المسلحين بطلب الطيران الحربي وقصفهم، فبادر المسلحون إلى فك الحصار عنهم، إلا أن المخابرات التركية لاحقت منفذي عملية تطويق الحاجز واعتقلت خمسة منهم ولا زالوا قيد الاعتقال.

في الواحد والثلاثين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “جندريسه\جنديرس”، إن ميليشيا “سمرقند” هددت المستوطنين في قرية “رمضانا” التابعة للناحية، بالطرد من قطاعهم إذا امتنعوا عن إرسال أبنائهم إلى القتال في ليبيا. وأشار المراسل إلى أن مستوطني القرية ينحدرون من إدلب والغوطة بريف دمشق، ويحتلون 120 منزلاً مقابل تواجد 4 عائلات أصلية فقط من سكان القرية الكُرد، مؤكداً أن الميليشيا طردت عدداً من عوائل المستوطنين بالفعل، دون التمكن من معرفة أعدادها بالضبط. إلى ذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن ميليشيا “الوقاص” كانت قد منعت سكان قريتي “هيكجة” التابعة لـ “جندريسه/جنديرس”، وقرية “مرونية” التابعة لـ شيه\شيخ الحديد، من الخروج من القريتين لتبادل الزيارات مع أقربائهم في القرى الأخرى خلال فترة عيد الفطر، إلا بعد الحصول على إذن خطي.  وأضافت المصادر أن الميليشيا التي يتزعمها المدعو “أبو عبدو الشوا” أقدمت على طرد المستوطنين من قاطني الخيم في القرية، بسبب امتناعها عن دفع إيجارات المحاضر التي نصبوا الخيام عليها لميليشيا.

كذلك، خرج المستوطنون في عفرين في مظاهرات أمام مقر والي المحتل التركي في عفرين مطالبين بتخفيض سعر الخبز، حيث وصل سعر 5 أرغفة من الخبز إلى 500 ل.س. وعلمت “عفرين بوست” من مصادرها، إن مستوطنين من الغوطة بدأوا يخرجون في اليومين الأخيرين في مظاهرات مطالبين بتخفيض سعر الخبز. وأشار أحد المصادر إن المظاهرات تقام أمام “مقر المجلس التشريعي سابقاً” والذي يتخذه والي المحتل التركي مقراً له في الوقت الحاضر، وإنهم يهتفون بشعارات عدة، ويقولون “نريد الخبز ببلاش”. وأضاف المصدر إنه خرج ما بين 40 إلى 50 شخص في مظاهرات، في حين لا يتجرأ الكُرد على الخروج من منازلهم، خصوصاً بعد الاشتباكات التي دارات بين ميليشيا “الحمزة” ومسلحي الغوطة. وأعاد مصدر آخر من عفرين سبب غلاء الخبز إلى قطع منظمة آفاد التابعة للمحتل التركي، للدعم عن الأفران في عفرين، في حين تدعم تلك المنظمة الأفران في إعزاز والباب وجرابلس.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الثالث من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، أن قوات الاحتلال التركي ومسلحي الإخوان، يقصفون بالأسلحة الثقيلة عدة قرى وبلدات في مناطق الشهباء وناحية “شرا\شران”. وأوضح المراسل أن قوات الاحتلال التركي استهدفت بالقذائف قرى (الشوارغة والمالكية ومرعناز)، كما طال القصف محيط مطحنة فيصل وقرى (منغ وكشتعار وطريق دير جمال)، وفيما اقتصرت الخسائر على الماديات، لا يزال القصف مستمراً.

في السادس من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: عامٌ أخر يحمل معه الكثير من الصعوبات والآلام على أهالي عفرين المهجرين قسرا إلى مقاطعة الشهباء، والتي يمكن الاستدلال عليها من صور حصرية لمراسل “عفرين بوست” من مخيمات المهجرين العفرينيين هناك. ولا تتوقف الصعوبات على قسوة التهجير فحسب، وإنما فيما يعيشه الأهالي من صعوبات تتعلق بالحياة اليومية، حتى ما يتعلق منها بتأمين أبسط مقومات الحياة، من جلب المياه من الخزانات إلى الخيم، وصولاً إلى فقدان الأطفال مساحات للعب ضمن خيامٍ أضحت بفعل الغزاة مساكنهم، عقب أن هجروا من دورهم العامرة بما يطيب لها النفس. حيث يعاني أطفال في سنوات عمرهم الأولى من التشرد، مواكبين حياة النزوح وذائقين لمرارة الحياة كمهجر قسري، في ظل ابتعادهم عن أرضهم. ولم يحرم التهجير القسري أطفال عفرين من مساحات لعب وخصوصية فحسب، بل ألقى على عاتقهم أحمالاً أثقل بكير من أوزانهم، حيث يتوجب على هؤلاء الأطفال أن يساندوا عوائهم في تأمين احتياجات الحياة اليومية فمنهم من لجئ للعمل، وآخرون توجب عليهم التكفل بتأمين مياه الشرب لخيامهم. فيما يتوجهون خلال ذلك أيضاً، وهم يحملون في أياديهم أكياساً يحاولون بها حماية كتبهم، نحو مدرستهم التي لا تتعدى أن تكون خيمة متواضعة، ساعية إلى استمرار تعليمهم. فيما تقتصر أوقات اللعب لديهم على ألعاب بدائية كتجميع الأحجار والأتربة واللعب بها، أو تشكيل رسومات على التراب وغيرها من الأشياء البسيطة. ويقيم في قرى الشهباء وشيراوا ومخيمات الشهباء عشرات الآلاف من المهجرين العفرينيين، الذين خرجوا من أرضهم تحت وابل القصف التركي والجرائم التي يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية، حيث يتحملون في مهاجرهم القسرية مختلف المصاعب التي لا تنتهي عند فقدان الأعمال وتهالك المنازل التي يقيمون فيها، وقصف الاحتلال بين الفينة والأخرى، عاقدين العزم على العودة إلى عفرين عقب تحريرها من براثن المحتلين.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي ومليشيات الإخوان التابعة له، قصفت قريتي (سموقة وتل مضيق) التابعة لمقاطعة الشهباء، بالأسلحة الثقيلة، حيث يتواصل القصف منذ عدة ساعات، دون ورود معلومات عن اصابات. وعقب قصف قرى (سموقة وتل مضيق)، توجه الاحتلال التركي لقصف قرى (مرعناز ومالكية وشوارغة) بناحية “شرا\شران”.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية، قد عاودت قصف قريتّي (آقيبه وصوغانكه) في ناحية شيراوا بالأسلحة الثقيلة، كما طال القصف أيضاً قريتي (مرعناز والمالكية) بناحية “شرا\شران”، حيث كان لا يزال القصف مستمراً حتى لحظة إعداد الخبر. وضمن سياق منفصل، قال مراسل “عفرين بوست” أن مسلحا من ميليشيا “الشرطة العسكرية” أصيب بجراح أثناء قيامه بفض اشتباك مسلح وقع في شارع السياسية وسط مدينة عفرين بين ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وميليشيا “لواء الشمال”، دون أن تتوضح أسباب اندلاع الاشتباك المسلح بين الطرفين.

في السابع عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإخوانية التابعة له، قصفت قرى ناحيتي شرا وشيراوا بريف عفرين وهي مناطق آهلة بالمدنيين، باستخدام الاسلحة الثقيلة. وأشار المراسل أن القصف طال كل من قرى (صوغانكه وآقيبه وخربكه ودير جمال) بناحية شيراوا، وقرى (شوارغة وقلعة شوارغة ومرعناز ومالكية) بناحية “شرا\شران”، لافتاً أنه وبعد القصف، حلقت طائرة حربية مجهول الهوية فوق قرى شيراوا وشرا. وفي السياق، قصف كذلك جيش الاحتلال التركي بأكثر من ٨ قذائف، الحرش الواقع بين قريتي صوغانكه وآقيبه، مما أدى إلى اندلاع حريق بالأشجار الحراجية، فيما قال المراسل أن وفداً روسياً توجه برفقة سيارات الاسعاف نحو الحرش، دون توضيح أن كان هناك ضحايا أم لا. ويقيم في قرى الشهباء وشيراوا عشرات الآلاف من المهجرين العفرينيين، الذين خرجوا من أرضهم تحت وابل القصف التركي والجرائم التي يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية. ويواصل هؤلاء حياتهم في مهاجرهم القسرية ضمن مختلف المصاعب التي لا تنتهي عند فقدان الأعمال وتهالك المنازل التي يقيمون فيها، وقصف الاحتلال بين الفينة والأخرى، عاقدين العزم على البقاء فيها حتى العودة إلى عفرين عقب تحريرها من براثن المحتلين.

في الثامن عشر من مايو\أيار، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى، على محاور مارع وسد الشهباء وتل مضيق وحربل بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأوضح مراسل “عفرين بوست” إن الاشتباكات استمرت حتى ساعات صباح ذاك اليوم، دون التمكن من معرفة حجم الخسائر، خاصة لدى مسلحي المليشيات الإسلامية العملية لأنقرة.

اثار عفرين..

في الثالث من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” أن جماعة المدعو “أبو شقرا” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد” تواصل منذ أيام أعمال حفر وتجريف في تلة أثرية صغيرة موجودة قرب الأحراش في المنطقة الواقعة بين قريتي “قورتقلاق” و”قستليه كيشك” التابعتين لناحية شرّا/شران. وأكد المصدر أن عمليات الحفر تتم بواسطة آليات ثقيلة “تركس وباكير”.

في الرابع من مايو\أيار، قالت مديرية الآثار التابعة للإدارة الذاتية في عفرين، والتي تتخذ من الشهباء مقراً لها، إن “سلطات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له (تقوم) وعلى مدار عامين وأكثر بارتكاب التعديات والانتهاكات الجسيمة بحق المواقع الاثرية”. متابعةً: “ونالت سيروس النصيب الاكبر من هذا التخريب الذي ما زال مستمراً الى الآن بطرق توحي الى قيام سلطات الاحتلال بأعمال ترميم كما فعل في الجامع العثماني عام (2018) ومن ثم تخريبه مرة أخرى”. وأضافت المديرية في توضيح لها إنه “ومنذ أن قمنا بفضح ممارساته التخريبية ومحاولاته في تضليل الرأي العام بخصوص قضية اللوحات الفسيفسائية التي ما زال مصيرها مجهولاً للرأي العام، حيث عمدت سلطات الاحتلال مؤخراً باتخاذ اجراءات توحي الى قيامه بأعمال الصيانة والترميم، وذلك لتضليل الرأي العام وإيهامه بأن سلطات الاحتلال التركي تقوم بأعمال حسنة وجيدة تصب في مصلحة الموقع الاثري”. مردفةً: “حيث ظهرت صور ومقاطع فيديو تظهر المدفن الروماني الهرمي في سيروس محاطاً بالسقالات الخاصة لأعمال الصيانة والترميم والبناء وتعليق علم الاحتلال في إشارة توحي لتضليل الرأي العام ومحاولة إرسال رسالة الى الرأي العام مفادها إن تركيا تهتم بالتراث الثقافي والمواقع الأثرية وخاصة أن الموقع يقع بجانب الطريق العام”. وتابعت المديرية إن سلطات الاحتلال تعلم أن تصوير هذا المشهد سيكون سهلاً ومتاحاً للجميع، وقالت المديرية “هي من تريد تصوير هذه المشاهد ونشرها بينما تقوم بتدمير وتخريب أجزاء أخرى من المدينة الأثرية سيروس (النبي هوري) والمواقع الاثرية بشكل عام في منطقة عفرين، بحسب التقارير والوثائق التي قمنا بتـقديمها في أوقات سابقة”.

في الثامن عشر من مايو\أيار، نفذت مليشيا “لواء المعتصم” أعمال حفر بواسطة باكير وبلدوزر في محيط تل قيباريه الأثرية، الواقعة على طريق معسكر “عرش قيبار”، والتي بدأت منذ قرابة الثلاثة أيام ولا تزال مستمرة. ومن جهة أخرى، سقطت صخرة في مقلع “ترنده\الظريفة” الذي تديره مليشيا “الجبهة الشامية” على العاملين فيه، مما أدى لمقتل عاملين أثنين ينحدران من ريف حلب، حيث يعود المقلع لـ “أبو إبراهيم” وهو من المكون العربي من أهالي قرية برجكيه. ‏وتطرقت صفحات موالية للمسلحين إلى الحادثة وقالت إنها أدت لمقتل كل من (الأخوين محمد ومصطفى ابراهيم طاحوش) من بلدة قبتان الجبل بريف حلب الشمالي الغربي.

في التاسع عشر من مايو\أيار، حصلت “عفرين بوست” على صور جديدة توضح ما طرأ على تل كعنيه الأثري الواقع بالقرب من نبعة دروميه – قرية عربا، التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وتظهر الصور التدمير الذي أصاب التل بعد عمليات الحفر والتجريف التي نفذتها ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” بإشراف المخابرات التركية في الموقع الأثري، كما تظهر الصور اقتلاع المئات من أشحار الزيتون والكروم والجوز واللوز والمشمش العائد لمواطنين من قرية عربا.

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، قالت تقرير لـ”عفرين بوست”: تمدُّ أنقرة أياديها الآثمة منذ احتلالها لــ عفرين في أذار 2018، لتنهب آثارها وتُنشئ مافيــا لتجارتها في السوق السوداء، فالسرقة مستمرة وتدمير المعالم والأوابد عبر أدواتها النّشطة من المجموعات السورية المسلحة في محاولةٍ يائسة منها لمَحو حضارة وتاريخ المنطقة المُوغِلةِ في القِدم، وذلك وفق ما جاء في تقرير لموقع الاتحاد برس. جرافاتٌ المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بدأت الشهر الماضي بشكلٍ يوميٍّ حفر التلّة الأثرية في قرية “عرابو” عرب أوشاغي التابعة لناحية معبطلي في ريف مدينة عفرين شمال غربي حلب، المُحاطةُ بغابات السرو والبلوط والزيتون التي اقتطعتها تلك المليشيات نفسها، فيما يُواصل مُسلّحو مليشيات (سمرقند والسلطان مراد) التنقيب والبحث عن الأثار في مختلف الريف العفريني بحثاً عن كنوز المنطقة الأثرية. أيضا، يواصل مسلّحو مليشيا “السلطان سليمان شاه” التركماني المعروف بـ(العمشات)، عمليات حفرٍ وتنقيبَ يومية في تل “أرندة الأثري” بناحية “شيه\الشيخ حديد” في الريف الغربي لعفرين. وعلى بُعد(45) كم عن مركز مدينة عفرين، تلوح أطلالُ مدينة كورش أو “النبي هوري“، أو مدينة القدّيسينَ على سفحٍ جبليٍّ تُغطيه كروم الزيتون، وإلى شرقه يمرُّ نهر سابون. المؤرخ “سلمان حنّان” تحدث للاتحاد برس، عن شهرة كبيرة تمتعت بها المدينة في الماضي، والتي كانت أحد أهم المراكز الدينية والعسكرية وذات شهرة كبيرة، حيث حملت المدينة القديمة تسمياتٍ قُدسيّة عدّة منها، أجيالوس أو مدينة القديسين “دميالوس” وكوزما اللذين دُفنا فيها، وشُيّدت على قبرهما كنيسة، كما شيّد القديس سمعان الغيور كنيسةً فيها دُفن فيها عُرفت باسم دير سمعان. وحملت النبي هوري اسم قلعة “هوري”، وكُتبت في المؤرَّخات القديمة باسم “كورش” أو قورش، وتحدّثت روايةٌ أخرى عن تسمية يونانية عُرفت بها وهي “سيروس” أو مدينة سيرهوس في مقدونيا، فيما أعادتها مصادر أخرى إلى حقبة النبي “داؤود”، وأن تسميتها تعود لأحد قادة جيوشه المعروف بــ”أوريا بن حنّان” الذي قُتل في إحدى المعارك التي خاضها في الألف الأولى قبل الميلاد ودُفن فيها. وأشارت مصادر إعلامية إلى أهم الاكتشافات في الموقع، وهي الطريق الرئيسية المرصوفة ببلاط حجري بازلتي، يصل البوابة الشمالية بالجنوبية، إضافةً إلى البيت الروماني الذي يضمُّ أرضية فسيفساء “سيروس” الرومانية، والعديد من الأبنية المدنية والصُّروح الدينية. وتحيط بمدينة كورش الأسوار الدفاعية المتينة التي حصّنت قلعتها والعائدة إلى الحقبة البيزنطية، وسيطرت القلعة على جهاتها الأربعة بأربع بوابات، ووصف المتخصص بالآثار وعضو هيئة الأثار في مقاطعة عفرين “صلاح سينو” مسرحها الروماني على سفح الإكروبول، بأنها الأهمَّ من بين المسارح الرومانية القديمة في سوريا. وخارج المدينة تنتشر المدافن المحفورة في الصخور بعضها عائدة لعوائل، وأخرى عائدة لشخصيات يبدو أنها كانت بارزة في تلك الفترة تُسمى بـ”المدفن الهُلامي”، وعلى مقرُبةٍ منه دُفن قائد روماني في مدفنٍ على شكل برجٍ مُسدَّس. وتشتهر المدينة بانتشار الجسور الرومانية التي أكد “سينو” أن جسرين منها بحالةٍ جيدة. وتحت مظلّة صيانة وترميم مدينة النبي هوري (سيروس)، وإعادة تخريبه وترميمه مُجدداً، تواصل حكومة الاحتلال التركية تدميرها لهوية المنطقة، ونهب كل ما يدلُّ على سكانها الأصليين، ومحاولتها كما أشار صلاح سينو : ”التستُّر على قضية اختفاء اللوحات الفسيفسائية التي سرقتها من الموقع الأثري ومازال مصيرها مجهولاً إلى اليوم”. المتخصِّص بتوثيق التعديات على الآثار في الشمال السوري سينو، قال إنه واعتماداً على مقارنة صورٍ جويَّة تعود لفترة ما قبل دخول القوات التركية للمدينة، مع صورٍ جويّة حديثة، وضّح أن الأسد البازلتي الكبير في موقع “عين دارة” لم يعُد موجوداً، والذي يُعتبرُ واحداً من أهمّ التلال الأثرية في عفرين، وحُوِّل إلى موقعٍ عسكري من قبل المليشيات الإسلامية الإخوانية. وينتشر في جغرافيا عفرين أكثر من (80) تلَّاً أثريــّا، منها (37) مُسجّلا لدى المديرية العامة للأثار السورية بالقرار 244/ الصادر سنة 1981، وحوالي 45 تل غير مسجل تم إحصائه حسبما أشار إليه صلاح سينو في الفترة التي سبقت الاحتلال التركي، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية العائدة للفترة الكلاسيكيّة (يوناني – روماني – بيزنطي)، والتي كانت أغلبها محتفظةً بأبنيتها من معابد و كنائس وفيلات و بيوت ومخازن مختلفة الوظيفة، و جسوراً ومدافن مختلفة، وتقع أغلبها في جبل “ليلون” بالكردية، وعددها حوالي الثلاثين موقعا كانت بحالة جيدة قبل الاحتلال بحسب سينو. وخضعت المعالم الأثرية لمسحٍ أثريٍّ من قِبَلِ بعثةٍ يابانية سورية، وأحصت “56” موقعاً عائداً لحقبة ما قبل الميلاد، وأعطت نتائج التنقيب من قبل البعثة في “كهف الدودرية” نتائج مذهلة على الصعيد الأثري والأنثروبولوجي، أثر كشف هيكل عظمي لطفل “نياندرتالي” يعود لحوالي مئة ألف عامٍ، فيما وضّح سينو أن أقدم المكتشفات في الكهف عائدة لـ 300 ألف سنة بحسب نتائج التنقيب لعام 2008. ولازالت تركيا السوقَ السوداءَ، والبوابة الشمالية التي تَعبُرُ منها الآثار المنهوبة من الشرق الأوسط، ولاسيّما العراق وسوريا واليمن إلى العمق الأوربي. وازدهرت هذه التجارة التي أشار إليها الباحث “صلاح سينو” بشكل كبير بعد الأزمة السورية، وحاجة الأطراف التي لا تملك تمويلاً ” لمتابعة حروبها في إشارة منه إلى المليشيات الإسلامية التابعة لأنقرة، وسعيها لتدمير الإرث التاريخي والحضاريِّ لجميع المناطق السورية من جهة، وادِّخارِ ماجَنَتْهُ من بيعها إرث البلاد بشراء الرصاص لقتل الشعب السوري، وهو ما سعت تركيا جاهدةً لتحقيقه وقد نجحت في ذلك. وأكدت تقارير مديرية آثار النظام السوري والمنظمات الدولية، أن المعالم الأثرية في مناطق سيطرة المليشيات الإسلامية، هي الأكثر تضرُّراً لأسباب أرجعها سينو إلى ” ذهنية هذه الجماعات الراديكالية، واعتبارها للآثار إرثاً وثنيَّاً وغنيمةً في الحروب التي خاضتها لصالح تركيا، وهناك ديوانهم الخاص لتسيير أمور البحث اللاشرعي، وتخريب الآثار يسمى بديوان الرِّكاز”. وحول مصير القطع الأثرية المسلوبة قال سينو:” لازالت مجهولةً وغيرُ معلومٍ لدينا إلى أين نُقلت، وطالبنا الجهات الدولية المعنية بمتابعة البحث عنها ومنها لوحات الفسيفساء الخاصة بمدينة النبي هوري”. وتُعدُّ سرقة الآثار وتهريبها والاتجار بها، أحد أبرز التجارات وأكثرها رواجاً على مستوى العالم، إذ تُعادل سرقة القطع الأثرية والاتجار بها وعرضها للبيع في مزادات شرعية أو تداولها في السوق السوداء، تجارة المخدرات الأكثر ربحاً في العالم. حيث أكد الرئيس المشترك لمديرية آثار مقاطعة عفرين حميد ناصر في تصريحات صحفية، وجود أكثر من 16 ألف قطعة أثرية في متاحف تركية سُرقت من سوريا، مُعظمها عائدة لآثار مدينة عفرين. وحذّر ناصر ممّا وصفه بالإبادة التاريخية التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحقِّ المواقع والمعالم الأثرية في سوريا عموماً وعفرين خصوصاً. فيتالي تشوركين، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة وفي رسالة وجّهها في وقت سابق إلى مجلس الأمن، اتهم فيها الحكومة التركية بالتورط بعملية انتقال الآثار إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأكد أن المركز الرئيسي لتهريب المواد التراثية الثقافية هو مدينة غازي عنتاب التركية، حيث تُباعُ البضائع المنهوبة في مزاداتٍ غير شرعية، من خلال شبكات متاجر للآثار في السوق المحلية. الدبلوماسي الروسي أشار إلى تحول مدن إزمير ومرسين وأضنة إلى مستقر المجوهرات والعملات وغيرها من المواد الأثرية المنهوبة، وأن في تلك المدن جماعاتٌ إجرامية مَهمّتها إصدار وثائق مزورة بشأن أصل تلك القطع، تمهيدًا لإخراجها من تركيا بصورة شرعية. وقد أُصدرت بين القرنين الـ17 والـ 19، فرماناتٌ قدّم العثمانيون الأتراك بموجبها آثار الحضارات القديمة في الشرق إلى الأوروبيين لقمةً سائغة، إذ أصدر السلاطين من آل عثمان فرمانات التنقيب التي أباحت التنقيب الأوروبي عن الآثار، ومن ثمّ امتلاك كل ما يتم الكشف عنه، وترحيله مباشرة إلى بلد المكتشف، وخرجت الآثار اليونانية والآشورية والحيثية وغيرها من الباب الكبير لإسطنبول، بعد أن قبض العثمانيون مقابلها مالياً أو عينياً. وصُنّفتِ المتاجرة بالقطع الأثرية بطريقة غير شرعية وسرقتها من المواقع الأثرية أو نهبها من المتاحف، من أكثر الأعمال التجارية غير الشرعية في العالم، إذ تزايدت تلك التجارة جرّاء نهب وسرقة المشغولات والقطع الأثرية خلال فترات الحرب السورية.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في الثاني عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي”، أن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” أقدموا الأربعاء الماضي، على قطع 12 شجرة زيتون من الجذوع، والعائدة للمواطن “صبحي حمدوش” من أهالي قرية “حسيه/ميركان” التابعة للناحية. وأكد المراسل أن صاحب الحقل يعيش في مدينة عفرين، وحين سماعه لنبأ قطع اشجاره توجه مباشرة إلى القرية، ليجد أن المسلحين قطعوا بالمنشار 12 شجرة من حقله، إضافة لـ 3 أشجار اللوز، مشيراً إلى أن المواطن الكردي قدم لهم الثبوتيات التي تثبت ملكيته للحقل، حتى توقف المسلحون عن القطع. وأضاف المراسل أن المسلحين أخذوا الأشجار المقطوعة رغم تقدم صاحب الأرض بشكوى لدى أحد متزعمي الميليشيا، ويدعى “أبو أصلان”، إلا أنه رفض الخوض في الملف.

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، أضرمت المليشيات الإسلامية بأوامر الاحتلال التركي، النيران بين أشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قرية كيمار في ناحية شيراوا بريف عفرين، حارقةً عشرات الأشجار، في وقت تستمر فيها الانتهاكات بعفرين وحرق أراضي زراعية في مقاطعة الشهباء. وبحسب مراسل “عفرين بوست” فإن مليشيا “فرقة الحمزة” أضرمت خلال ساعات الظهيرة، النيران بكروم الزيتون لأهالي قرية كيمار في شيراوا، ونتيجة استمرار الحرائق لساعات، وصلت النيران إلى قرية صوغانكة، وحرقت أشجاراً حراجية، ومتسببةً بحريق في منازل المدنيين. ويأتي الحريق بالتزامن مع آخر اندلع يوم أمس الأربعاء، بفعل المليشيات الإسلامية في قرية “عرب ويران” بناحية “شرا\شران” في ريف عفرين، كما تسبب قصف الاحتلال التركي لقرية “أقيبة\عقيبة” و”صوغانكة” يوم أمس، بحرق عشرات الأشجار الحراجية في القريتين. ووفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي اضرمت النيران بأكثر من ٥٠ هيكتاراً في الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في قرية حاسيا وحساجك في مقاطعة الشهباء، حيث كان قد زرعها أهالي الشهباء وعفرين المهجرين للمنطقة. ومع استمرار القصف وتعمد مليشيات الاحتلال إضرام الحرائق في الشهباء ومناطق شرق الفرات، وضعف الإمكانيات، يصعب على الأهالي التمكن من السيطرة على النيران وإخمادها.

في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل ارتكاب الانتهاكات وتساعد عليها في مناطق عفرين المحتلة. وأوضح المرصد أن المستوطنين من ذوي المسلحين يواصلون قطع الغابات الحراجية والأشجار في قرية “روتا\روطانلي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بعد أخذ موافقة من مليشيا “سمرقند”، وأفادت مصادر المرصد السوري بأن سعر كيلو الحطب لا يتجاوز 30 ليرة سورية، بسبب منع القوات التركية نقله إلى مناطق أخرى للاتجار به. ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الإجراءات المتبعة في قطع الحطب والغابات هي ذاتها في جميع مناطق عفرين، حيث تكون المنطقة والأملاك العامة والمصادرة تحت سلطة المليشيا المحتلة في القرية أو المنطقة.

في الثلاثين من مايو\أيار، أضرمت مليشيات “الجيش الوطني السوري”، النيران بين أشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قريتي “بينه\أبين و”باصله\باصلحايا” في ناحية شيراوا بريف عفرين، حارقةً عشرات الأشجار ومحاصيل القمح والشعير. وقال مراسل “عفرين بوست” في شيراوا إن المليشيات الاسلامية أضرمت يوم الجمعة، خلال ساعات المساء النيران بأشجار الزيتون ومحاصيل القمح والشعير لأهالي قريتي “بينه” و”باصله” في شيراوا. مردفاً أن النيران التهمت أكثر من ٨٠٠ متر ما بين قرية “باصله” و”بينه”، منها أشجار الزيتون ومحاصيل القمح والشعير، فيما سعى الاهالي إلى إخماد الحريق، لكن المليشيات الاسلامية التي تحتل قرية “باصله” تطلق الرصاص الحي على الاهالي. وفي إطار متصل، تعرضت مساء أمس الجمعة، قرىً في مناطق الشهباء لقصف مدفعي من قبل جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية، حيث طال القصف قرى (حساجك، تل مضيق، سموقة، حاسية وسد الشهباء).

تغيير معالم عفرين وريفها

في العاشر من مايو\أيار، أثار تعليق لوحة تحمل صورتي المقبوريّن “صدام حسين” و”زهران علوش” على منزل في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، موجة استنكار وسخط على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ما يرمز إليه “الأول” من جرائم الإبادة العرقية بحق الكُرد في إقليم كُردستان العراق. وفي السياق، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن المنزل الذي تم رفع اللوحة عليه في مدينة عفرين والتي تحمل صورة المقبوريّن صدام حسين وزهران علوش، يعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجّر “سليمان” من أهالي قرية “قنتريه/قنطرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، والذي كان يعمل سابقاً كتاجر لزيت الزيتون. وأضافت المصادر أن ثلاثة مسلحين يستولون على المنزل ويقيمون فيه، اثنان منهم ينحدران من الغوطة الشرقية وينتميان لمليشيا “جيش الإسلام”، أما الثالث فينحدر من دير الزور وينتمي لمليشيا “تجمع أبناء دير الزور”، وهو أحد تشكيلات ميليشيا “الجبهة الشامية”. مشيرةً إلى المنزل يقع ضمن القطاع الأمني لميليشيا “فرقة السلطان مراد” في حي عفرين القديمة. وأكد أحد المصادر لـ “عفرين بوست” أن اللوحة رفعت مؤخراً، وأن أحد المسلحين القائمين على رفع اللوحة، قال بصريح العبارة أن “اللوحة تنقصها عبارة (صدام يا قاهر الكُرد)، ولكن الأتراك لا يسمحون بمثل هذه العبارات العدائية الصريحة. وأضاف المصدر أن لميليشيا “جيش الإسلام” مقرين، أحدهما في منزل المواطن الكردي المهجر “صبحي عبدالو” والذي يقع على طريق ترنده (حي الأشرفية)، والآخر في مبنى ” عبارة النجار”، حيث كان الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي يتخذ من أحد الشقق فيه مكتباً له، والآن تسيطر الميليشيا على المبنى بكامله وتتخذه مقراً لها. ويٌشار إلى أن ميليشيات “أحرار الشرقية” و”الحمزة” و”جيش الشرقية” هي أكثر من تضع صور المقبور “صدام حسين” على الزجاج الخلفي لسياراتهم متجولين بها في شوارع المدينة، في خطوة استفزازية لمشاعر مَن تبقى من المواطنين الكُرد، وكذلك يتم تعليق صور قتلى الميليشيات الذي يقضون في معارك ليبيا في الشوارع الرئيسية وعلى المقرات العسكرية. وإبان احتلال عفرين في آذار العام 2018، كتب مسلحو مليشيا “أحرار الشرقية” عبارة “أهلاً بكم في دير الزور” على المدخل الواصل بين عفرين وناحية جنديرس، كما قاموا بتسمية عفرين على صفحاتهم بمدينة المقبور “صدام حسين”، فيما بات مؤخراً المسلحون التركمان يطلقون عليها مسمى عين التركمان. أما أبناء عفرين الكُرد الأصليون فــلهم حديث آخر، إذ يؤكدون أن أيام المحتلين لن تطول، ومهما طالت ستبقى عفرين إقليمهم الذي عهوده دائماً، “جيايي كورمينج”، أو “جبل الكُرد”، وهي حقيقة مُثبتة حتى في عهد الدولة العثمانية البائدة، وكذلك في فترة الانتداب الفرنسي.

كذلك، هدم الاحتلال التركي منزلاً عائداً لأحد سكان قرية معرسكة لجعله ساتراً، في حين نقل الاحتلال قاعدة له من قرية مريمين إلى قرية كفر مزة التابعة لناحية شرا\شران بالريف الشرقي لـ إقليم عفرين الكردي المحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران”، أن قرية معرسكة التابعة للناحية قد شهدت هدم منزل المواطن الكردي “جوان عادل طوبال” الذي هُجر منه بعد دخول الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية إلى عفرين. وأضاف المراسل أن الاحتلال وبعد هدم المنزل، جلب تريكس ورفع ساتراً هناك، حيث تم إيقاف 4 دبابات هناك، لافتاً لأن الاحتلال التركي قد نقل قاعدة لها من قرية مريمين إلى قرية كفر مزة شرق عفرين. وأشار المراسل أن الحواجز من قرية جلبرة إلى قرية معرسكة كلها أصبحت “تركية”، أي أن القائمين عليها كلهم من جنود جيش الاحتلال التركي، حيث يعتقد أن أهتمام الاحتلال بالمنطقة يعود إلى قربها من نقاط تمركز قوات النظام وقوات تحرير عفرين في “شرا\شران”.

في الحادي عشر من مايو\أيار، أزالت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قبل يومين صورة المقبور “صدام حسين”، بعد الضجة الإعلامية وموجة الاستنكار أعقبت نشرها، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأكدت المصادر أن اللوحة التي رفعها مسلحون من ميليشيتي “جيش الإسلام” و”تجمع أبناء دير الزور”، على منزل عائد لمواطن كُردي مهجّر، تمت إزالتها، بعد تلقيهم أوامر من مخابرات الاحتلال التركي، وخاصة أن نشر الصورة ولّدت موجة استنكار وسخط على وسائل التواصل الاجتماعي. وزودت المصادر “عفرين بوست ” بصورة تثبت إزالة الصورة من المسلحين، ولكنها تمتنع عن نشرها لما قد يشكله خطراً على من قام بالتصوير.

في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”، إن أكثر من 91% من أهالي قرية “قستليه مقديد\قسطل مقداد”، قد تم تهجيريهم من منازلهم وجلب عائلات مُستوطنة ليحلوا مكانهم. وأشار المراسل إن 35 منزلاً فقط من أصل أكثر من 400 منزل تتشكل منهم القرية، يحوي على السكان الأصليين الكُرد، فيما يستوطن باقي المنازل عائلات مستوطنة من الغوطة، إضافة إلى نسبة كبيرة من العائلات التركمانية. وكان الاحتلال التركي قد عمدّ إلى تغيير اسم القرية إلى “سلجوق أوباسي” بعد احتلالها مباشرة، ضمن سلسلة تتريك عفرين وإطلاق الأسماء التركية على قراها، أو استخدام الأسماء المُعربة التي أطلقها النظام السوري في عهده على تلك القرى.

خلاص عفرين..

في السابع من مايو\أيار، طالبت أكثر من 40 منظمة سورية، باستصدار قرار أممي يلزم أنقرة بإنهاء احتلالها لكافة الأراضي السورية وضمان عودة المهجرين إلى إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وفي بيان كتابي، صدر أمس\السادس من مايو، طالبت 45 منظمة سوريّة بإنهاء معاناة سكان عفرين ووقف الانتهاكات اليومية بحقهم وإعادة المشردين قسراً وتسليم إدارة المنطقة إلى مجلس مدني مستقل من الأهالي”. وقال البيان “بتاريخ 28 نيسان/أبريل 2020، هزّ انفجار عنيف مدينة عفرين، حصد أرواح ما لا يقل عن 60 شخصاً؛ غالبيتهم العظمى من المدنيين الأبرياء، وخلف عشرات الجرحى وعددا من المفقودين، إضافة إلى خسائر مادية فادحة، في حصيلة تُعتبر الأسوأ منذ احتلال المنطقة عسكرياً من قبل الجيش التركي وفصائل من (الجيش الوطني السوري/المدعوم من تركيا) في شهر آذار/مارس 2018″. وأضاف البيان: “على مدار الأشهر والسنوات التي تلت احتلال المنطقة، شهدت منطقة عفرين آلاف الانتهاكات بحق سكانها الأصليين من الكُرد السوريين، تنوعت ما بين الاستيلاء على ممتلكات السكان وهو ما وثقته منظمة هيومن رايتس وتش، وعمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والنهب والسلب وهو ما وثقته منظمة العفو الدولية، وقد أكدّت لجنة التحقيق الدولية المشكّلة من قبل الأمم المتحدة استمرارية هذه الأنماط من الانتهاكات في تقريرها الأخير الصادر في كانون الثاني الفائت، مشيرة إلى ارتكاب الجماعات المسلّحة المنضوية تحت مظلّة “الجيش الوطني” جرائم حرب وانتهاكات تتعلق بالحق في الملكية”. وتابعت المنظمات: “إن الانتهاكات التي ارتكبت ومازالت تُرتكب في عفرين، هي جزء من سياسة تهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي واسع في المنطقة وتغيير هويتها وبُنيتها السكانية، حيث تشير الأرقام التي أوردتها مصادر متطابقة (محلّية وسوريّة) إلى حركة تشريد قسرية أدت إلى نزوح أكثر من 65 % من سكان المنطقة الأصليين بعد عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي شنتّها تركيا، في حين كانت المنطقة نفسها تحوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً من مناطق سوريّة مختلفة قبل الغزو”. وحددت المنظمات جملة من المطالب في بيانها وهي: 1. اتخاذ إجراءات فورية لحماية السكان المدنيين في عفرين، ومساءلة الحكومة التركية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، بما في ذلك مسؤوليتها الأساسية كقوة احتلال، علاوة على ذلك، يجب ضمان سلامة السكان ومراقبة حالات التهجير القسري، بالإضافة إلى ضمان عودة السكان الأصليين إلى منازلهم، ووقف الاستهداف العرقي الواسع النطاق “التتريك” عن طريق تغيير أسماء المواقع والقرى ومواقع التراث الثقافي في المنطقة. 2. اتخاذ إجراءات فورية من أجل إخراج الفصائل المتطرفة من عفرين وضمان عودة جميع النازحين الذين أجبروا على مغادرة المنطقة وإعادة الممتلكات المسلوبة وتعويض المتضررين والحفاظ على هوية المنطقة. 3. استصدار قرار أممي يلزم الحكومة التركية بإنهاء احتلالها لجميع المناطق السوريّة ضمن جدول زمني محدد. 4. ضمان الملاحقة القضائية لجميع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في عفرين، والتعهّد بتعويض المتضررين بدون أي تمييز.

في الرابع والعشرين من مايو\أيار، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن بعض المسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، يقولون للكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بأن انتهاكاتهم تجري بطلب تركي، وانهم وليسوا أصحاب القرار فيما يفعلون، في محاولة منهم لتبيض وجههم أمام الأهالي. وتابع المصدر إن هناك بعض المتزعمين الذين هربوا من عفرين، وأضاف: “هناك متزعم يدعى (حجي سعيد) من ميليشيا (المنتصر بالله)، هرب إلى خارج عفرين ومعه 50 مليون سورية”. ويأتي ذلك بالتزامن مع تودد البعض من متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مع الكُرد في عفرين خوفاً من مصيرهم بعد الوحدة الكردية، وعقب تردد أنباء عن تحضيرات أنقرة لبيعهم أو ترحيلهم إلى ليبيا. وفي السياق، قال مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست” إن متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية في عفرين يتوددون للكُرد في عفرين بعد سماعهم بأن تركيا ستبيعهم “بعد تأمين حدودها”. وأشار المصدر “متزعمو الميليشيات يقولون للأهالي الذين لهم أملاك بأنهم سيرسلون عناصر لحماية ممتلكاتهم مقابل رواتب، بشرط أن يكون 50% من الأرباح لهم” وأضاف “كما يقول متزعمو الميليشيات لهم، إنه في حال عادت قوات تحرير عفرين يجب على صاحب الأرض حمايتهم”. وأضاف المصدر إن الميليشيات الإسلامية تتخوف من مصيرهم في عفرين في حال تحقيق وحدة صف كُردية، عقب حوارات تجري في شرق الفرات برعاية أمريكية فرنسية (رغم أنها لم تتحول إلى إعلان رسمي بعد). وتابع المصدر إن اثنين من عفرين لهم أملاك وافقوا على طلب الميليشيات الإسلامية وإن شخصاً من باسوطة أيضاً أخبره بأنه وافق على ذلك لكن بالغصب.

في السادس والعشرين من مايو\أيار، قال نائب القائد العام لـ “جيش الثوار” المنضوي ضمن صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”، وهو “أحمد السلطان أبو عراج”، إن روسيا أمهلت تركيا أربعة أشهر لفتح طريق m4 سلمياَ، وإنه “في حال لم يفتح سيتم فتحه عسكرياً، مؤكداً بأن موضوع عفرين وإدلب سيكون مرتبط ببعضه قريباً. جاء ذلك في تصريح خاص، أدلى به أبو عراج لـ “عفرين بوست” حيث أكد أهمية أن يتوحد الشعب السوري ضد الأعداء. وقال “أبو عراج” في حديثه إن روسيا أمهلت تركيا للشهر التاسع لفتح طريق m4 سلمياً “وإلا أن روسيا والنظام سيفتحون الطريق بالقوة العسكرية وبرضاء تركيا لأنها موقعة على الاتفاق، و”يتوجب على تركيا إبعاد كافة الجماعات إن كانت إسلامية متشددة أو معتدلة”. وأضاف أبو عراج: “لكن تركيا لكي تحفظ ماء وجهها، تبدأ بالكلام الرنان والبيانات التي يسمعها ابن إدلب بقلبه وليس بإذنه، فلو إن ابن إدلب والمهجرين من كل سوريا سمعوا كلام الجانب التركي بإذنهم لما بقي جندي تركي واحد على أرض سوريا”. ورجح أبو عراج أن تكون الفترة بدءاً من الشهر التاسع\سبتمبر، وحتى بداية 2021 فترة مفصلية في تاريخ سوريا. ونوه أبو عراج إن جنوب طريق الـ m4 سيصبح بيد النظام وروسيا “ومن يتأمل بتصريحات تركيا بأنها ستعمل وستفتح وستقدم ويعودوا أبناء ريف إدلب الجنوبي إلى مناطقهم، أقول لهم إنها تصريحات رنانة كلها لتمرير بعض المشاريع التي تصب بمصلحة النظام”. وتابع أبو عراج في موضوع ذو صلة: “ملف إدلب متعلق بملف ليبيا والأوضاع في ليبيا تشبه الأوضاع السابقة في سوريا، الفوضى والعشوائية والتكبيرات والفيديوهات والأسر والقتل، نعم يشبه الأوضاع في سوريا قبل 2014، فإذ اتباع السراج أو هيئات الإغاثية التي تتبع الإخوان المسلمين تجهز خيم ومخيمات لاستقبال النازحين من أنصار السراج، كما ملأت إدلب بعشرات الخيم ليقطنها مليون نازح يعانون الأمرين بالشتاء والصيف”. وعن علاقة عفرين بإدلب، قال أبو عراج إن علاقة عفرين بإدلب منفصلة حالياً، وإنه هناك حدود بين إدلب وعفرين “لكن المحتل واحد باختلاف الوكلاء”. وأشار أبو عراج أنه في الأشهر المقبلة “سيكون ملف عفرين وملف إدلب متعلق ببضعه حتى إن سيكون ملف واحد، ووجود تركيا في سوريا هو احتلال وعلى الشعب السوري أن يستيقظ”. وعن عفرين، قال أبو عراج إن عفرين احتلت نتيجة الخيانة من قبل روسيا، “فهي من كانت لها قواعد في عفرين وخرجت لتترك وحدات حماية الشعب والفصائل العربية في وجه المحتلين”. وأضاف أبو عراج “كان جيش الثوار جنباً إلى جنب مع وحدات حماية الشعب والمرأة، العربي والكردي في خندق واحد، لم يتركوا بعضهم لحظة واحدة، وكان لواء الشمال الديمقراطي أيضاً مشاركاً بصد ذلك العدوان الغاشم”. ونوه أبو عراج إن “أكثر من 1500 مقاتل من المكون العربي من خارج مناطق عفرين، كان يقاتل ضد العدوان التركي، ولكن كانت الخطة العسكرية تقتضي بعدم زج كل المقاتلين في القتال”. متابعاً: “امتزج الدم العفريني والدم الادلبي ودم أبطال جيش الثوار من كل مناطق سوريا، وأبلوا بلاءً حسناً وأرض راجو وجندريسه والمناطق المحيطة بها تشهد بمقاومة جيش الثوار مع الرفاق من أبناء عفرين”. وأضاف أبو عراج أيضاً “كانت المقاومة الكبرى في بلدة مريمين، لأن كانت تضم أغلب مقراتنا، وقد حاول المسلحون ثلاث مرات أن يدخلوا أطرفاها وكنا نردهم، حتى شارك الطيران بتكثيف الطلعات على بلدة مريمين، وهناك خسرنا بضربة واحد بإحدى المقرات 11 شهيداً، وخلال معركة عفرين الممتدة لـ شهرين، قدمنا نحن جيش الثوار 22 شهيداً”. وفي نهاية حديثه قال أبو عراج بأن على الشعب السوري أن يكون يداً واحدة ضد الأعداء، وقال “هناك من يحاول بث فتنة بين مكونات الشعب السوري لأنه مستفيد من ذلك، لكن الجزائري والتونسي والسعودي لن يبقى في سوريا، وحده الشعب السوري سيبقى، لذلك يجب أن نكون يد واحدة لنمنع التغيير الديمغرافي والقتال ضد الفتن في بلدنا بعد الكوارث التي مرت بنا”.

في السابع والعشرين من مايو\أيار، وجه 94 أكاديمي وصحفي وكاتب ومثقف كردي من عفرين، نداءً بعنوان “عفرين ــ صرخة الزيتون”، مطالبين بجعل قضية عفرين المحتلة من قبل تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري-الجيش الحر”، أولويةً ضمن أي أطروحات حل، إلى جانب باقي المناطق المحتلة في سريه كانيه وكري سبي. وقال النداء: “دخل احتلالُ عفرين العام الثالثَ دون أفقٍ محددٍ لنهايةِ الكارثةِ التي ألمّت بها وموعدٍ لعودةِ أهاليها الأصلاءِ إلى ديارهم، ولازال مئاتُ آلاف المهجّرين قسراً مشتتين في مخيماتِ النزوحِ وقرى وبلداتِ الشهباء وحلب ومناطق سوريّة أخرى، ويستمرُّ التضييقُ على من بقي من أهالي عفرين الأصلاء لتهجيرهم وإخراجهم من بيوتهم، فقد كافأت أنقرة فصائلَ المرتزقة التي قاتلت معها بنهبِ عفرين واستباحتها وممارسة كلّ ساديتهم فيها، فأصبحت عفرينُ اليوم منطقةٌ خارجةٌ عن كلِّ القوانين والأعرافِ يحكمُها السلوكُ العصاباتي لمجموعاتِ القتلِ المتنقلِ والتي غالباً ما تنخرطُ في اقتتال فيما بينها على تقاسمِ الأسلابِ والغنائمِ حسبِ منطقهم”. مضيفاً: “تفيدُ أصواتُ أهلنا الخافتة من عفرين، بأنّهم باتوا رهائن في بيوتهم وقراهم، وهم يناشدون بقيةَ الضميرِ الإنسانيّ لإنقاذِ الحياةِ بأدنى صورها. فما يحدثُ إبادةٌ جماعيّةٌ وإنهاءٌ للوجودِ، إذ تُمارسُ بحقّهم كلَّ أشكالِ الانتهاكاتِ والتعديات من جرائم القتلِ والخطفِ والاعتقال القسريّ وطلبِ الفديات، ولا يعلمُ أحدٌ عددَ المقراتِ الأمنيّةِ والمعتقلاتِ الخاصةِ وما يحدثُ فيها، فيما يُتكتمُ على كثيرٍ من التعدياتِ على الممتلكاتِ والأعراضِ والأفرادِ. وما عاد أهالي عفرين الأصلاء اليوم يأمنون على أنفسهم أن يسيروا في الشوارعِ ولا في بيوتهم، كما يستمرُّ دون هوادةٍ الاستيلاءُ على البيوتِ وطردُ أصحابِها منها”. مردفاً: “في ظل الاحتلال بات مألوفاً وجودُ جثةٍ مرميةٍ بالعراءِ أو مقتولٍ في بيته ذبحاً رجلاً كان أم امرأة، وأن يتم تسوّرُ البيوت واقتحامها وسرقتها وقتلُ أصحابها. ففي عفرين يصرخُ رعاةٌ أغنامٍ مستوطنون على صاحبُ الأرض المسنِّ: “الأرضُ صارت ملكنا وعليك أن تخرجَ”، ويقضي المسنُّ شهيداً ملتحقاً بمسنين آخرين تمَّ التطاولُ عليهم قتلاً. ويجب أن نعلم أنّ قتلَ المسنين مؤخراً هو استهدافٌ لآخر خطٍ دفاعيّ عن عفرين بتاريخها وخصوصيتها”. وشدد النداء أن “ما يجري في عفرين إبادةٌ ثقافيّةٌ، إذ يتواصلُ العملُ على تغييرِ الهويةِ الثقافيّة والاجتماعيّة للمنطقةِ عبر التتريكِ بفرضِ اللغة التركيّة وعقائد وعاداتٍ وتقاليد مختلفةٍ، وفرضِ الأسلمةِ بنهجِها الإخوانيّ وتغييرِ مناهجِ التعليمِ. وشملتِ الانتهاكاتُ تدميرَ المزاراتِ الدينيّة والمقابر الإسلاميّة والإيزيديّة بتهمةِ الإلحادِ والتكفيرِ، فيما سُرقت هذه المزاراتِ كليّاً”. ولفت إلى أن “التغيير الديمغرافيّ ليس نتيجةً للعدوانِ والاحتلالِ بل أحدُ أهمِ أهدافه، فالمطلوبُ إخلاءُ المنطقةِ من أهلها الكرد بتهجيرهم، وقد بوشر بذلك خلال العدوانِ وتصاعدت وتائره برفعِ العلم التركيّ على المؤسساتِ والمرافقِ العامّةِ، وإعلانِ الاحتلال، ويوماً بعد يومٍ تتغيّر التركيبةُ السكانيّةُ باستقدامِ المزيد من المستوطنين، وإسكانُهم في بيوتِ أهالي المنطقةِ الأصلاءِ والمهجرين قسراً، ومن بقي في بيته يُفرضُ عليه دفعُ بدلَ الإيجارِ للمسلّحين”. وتطرق النداء إلى كونه “معيشيّاً يتواصلُ تضييقُ سُبلِ المعيشةِ والإفقارِ والتجويعِ المتعمدِ بفرضِ الإتاواتِ والغراماتِ الجائرةِ، ومصادرةِ الممتلكاتِ واقتلاعِ أشجارِ الزيتون والتحطيبِ الجائر للغاباتِ وحرقها وتمّت سرقةُ مياه سد ميدانكي بتحويلِ القناةِ إلى ولايةِ هاتاي”. مؤكداً أنه “لم يقتصر تحضيرُ أنقرة للعدوان على الجانبِ العسكريّ بل شمل إعدادَ خريطة مسبقة ٍللآثارِ والتلالِ التي يُحتملُ وجودُ لُقى أثريّةٍ فيها، ففي ظلِّ الاحتلال تستمرُّ عمليةُ النبشِ وتجريفِ الأرضِ في عشراتِ المواقعِ، ونُهِبت القطعُ الأثريّة وأُخذت إلى تركيا، في مسعىً لمحوِ الهويةِ التاريخيّة والثقافيّة للمنطقةِ”. وأوضح النداء أن “عفرين قضيةٌ لها أكثر من بعد، وأوله القوميّ الكرديّ، وهذا ما يُرتبُ مسؤوليةً مباشرةً وتاريخيّة على الكردِ اليوم ممثلين بالأحزابِ والقوى والشخصياتِ ذات الثقل، وهم مطالبون بالتوافقِ وترتيبِ البيتِ الداخليّ للتصدّي لحملةِ الإبادةِ الشاملة والممنهجةِ، وتضميدِ جرحِ عفرين النازفِ على مدى أكثر من عامين”. وقال النداء: “نحن الموقعين أدناه من مثقفين وكوادر متعلمةٍ بالأصالةِ عن أنفسنا وبالنيابةِ عن آلافِ الأصواتِ ممن تواصلوا معنا من أهالي عفرين بالداخلِ ومخيماتِ التهجيرِ القسريّ والمدنِ السوريّة، وإيماناً بأنّ قضيةَ عفرين تحدّدُ مصيرَ كلِّ الكردِ في حاضرهم ومستقبلهم وهي بنفسِ الوقتِ جزءٌ لا يتجزأ من الحالةِ الكرديّة ضمن مسارِ حلّ الأزمة السوريّة، فإنّنا نضمُّ صوتنا وبقوةٍ لدعوة قوات سوريا الديمقراطيّة، القوى والفعّاليّاتِ السياسيّةَ لتوحيدِ الصفِ، متجاوزين مواقفَ المجاملةِ والتبريكِ، وتحمّلِ كاملِ المسؤوليّة أمام المجتمعِ الكرديّ”. وتابع: “واليوم كلّ القوى الكرديّةَ السياسيّةَ والمثقفين والكوادرِ المتعلمةِ وأصحابِ القلمِ الحرِّ بمختلفِ توجّهاتهم الفكريّة مطالبون مباشرةً أمام مجتمعُ عفرين بالداخلِ وفي مخيماتِ التهجيرِ ومناطقِ النزوحِ، باتخاذِ موقفٍ حازمٍ والخروج من دائرةِ الكلامِ النظريّ، والإجابةِ على السؤالِ المباشرِ حول المصيرِ، وإيجاد سُبلٍ لإنهاءِ الاحتلالِ ووضع حدٍّ للمعاناةِ القاسيةِ لأهالي عفرين وتلك هي مهمتهم الجوهريّة طالما أنّهم يعتبرون أنفسهم ممثلين لقضيةِ الشعبِ الكرديّ، ولا تُقبلُ أيُّ صيغةٍ للمساومةِ أو مبرراتُ للمماطلةِ”. وأردف النداء: “كما نتوجّه للأطرافِ الدوليّةِ الراعيةِ بأن تكونَ قضيةُ عفرين وسائر المناطقِ المحتلة على رأسِ الأولوياتِ وصياغةِ برنامجِ عملٍ وخارطةِ طريقٍ واضحةِ المعالمِ لإنهاءِ كاملِ الاحتلالِ التركيّ وضمانِ العودةِ الكريمة للمهجّرين قسراً وتبيانِ مصيرِ آلاف المفقودين والعملِ على تحريرِ المعتقلين، ومحاسبةِ مرتكبي الانتهاكاتِ والتعويضِ العادلِ لأسرِ الضحايا”.

نشر التطرف..

في الثاني من مايو\أيار، دعت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية “USCIRF” في التاسع والعشرين من أبريل، إدارة بلادها لممارسة ضغط على أنقرة للانسحاب من سوريا بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان وللأقليات الدينية في مناطق متعددة وخاصة في عفرين المحتلة منذ آذار/مارس، 2018. وطالبت اللجنة في تقريرها السنوي، الحكومة الأمريكية لـ”ممارسة ضغط كبير على تركيا لتوفير جدول زمني لانسحاب قواتها من سوريا”، وجاء في التقرير، أنه على الولايات المتحدة ضمان أن “لا توسع القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها من رقعة سيطرتها الجغرافية في شمال وشرقي سوريا”، “وعدم السماح لها بأي عمليات تطهير دينية وعرقية جديدة في تلك المنطقة”، وطالبت الاحتلال التركي “بوقف انتهاكاتها لحقوق الأقليات الدينية والعرقية الضعيفة”. وقال التقرير إن “الاستبدال الديني والعرقي والثقافي القسري الذي أشرفت عليه الحكومة التركية في عفرين منذ عام 2018، بنقل اللاجئين السوريين بشكل جماعي – العديد منهم في الأصل من أجزاء أخرى من سوريا – إلى هذه المنطقة المحتلة، أدى إلى التطهير العرقي للإيزيديين والكرد وغيرهم”، كما دعت اللجنة المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين “للانسحاب”. وأشار التقرير إلى أن “الغزو التركي” في تشرين الأول/أكتوبر الفائت أدى لتشريد بعض التجمعات العرقية والدينية مما يسمى “بالمنطقة الآمنة” التي أقامتها تركيا وميلشياتها الإخوانية المعروفة بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وذكر التقرير أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “وفرت درجة عالية نسبياً من الحرية الدينية والحقوق المدنية في المناطق الخاضعة لسلطتها”، وطالبت بدعمها. ونقلت فضائية كردية عن نادين ماينزا، نائبة رئيس لجنة الـ”USCIRF”  قولها إن “تركيا طردت الكرد والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم من مدنهم عندما غزت عفرين ومناطق أخرى، وهم الآن يجلبون اللاجئين من أجزاء أخرى من سوريا – مما يشير إلى نوع من الاضطهاد القسري الديني والعرقي، والاستبدال الثقافي”. وأضافت أن “الإدارة الذاتية وفرت ظروف رائعة للحرية الدينية “، وأوصت بأن “توسع الولايات المتحدة من المشاركة وتوفير الدعم للإدارة الذاتية وإزالة العقوبات من المنطقة التي تحكمها”، فيما كان سليمان جعفر الرئيس المشترك للمجلس التشريعي “لإقليم عفرين”، قد قال لـوكالة ”نورث برس” في الـ26 من نيسان/أبريل الجاري إن المليشيات الإسلامية قد “دمرت /9/ مزارات دينية في عفرين على مرأى وعلم القوات التركية حتى الآن”. فيما وصفت وزارة خارجية الاحتلال التركي تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية لعام 2020 فيما يخص وضع الأقليات الدينية في تركيا ومناطق سيطرتها في سوريا، بأنه “متحيز وبعيد عن الحيادية”، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في رده على الأقسام التي تخص تركيا من تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية لعام 2020. وأضافت خارجية الاحتلال التركية “أن وصف الوجود التركي في منطقة نبع السلام بمنطقة احتلال، يشير إلى نهج متناقض وغير متناسق”، لافتة إلى أن “عدم تطرق اللجنة في تقريرها إلى زيادة كل من معاداة الإسلام والتمييز على أساس ديني وكراهية الأجانب في الغرب والولايات المتحدة، يشير إلى أن الغاية الأساسية من التقرير ليس حماية الحقوق والحريات الدينية” (على حد وصفها). فيما أصدرت مؤسسة ايزدينا أمس الجمعة، بياناً اعتبرت فيه أن ما ورد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية بتاريخ 29 نيسان/ أبريل الفائت، غير صحيح وفيه مغالطات تتنافى مع الأرقام والشهادات التي تم توثيقها من قبلهم. وأوضحت المؤسسة أنه تم “تدمير أكثر من 18 مزار ديني يعود للإيزيديين في عفرين ورمي الأوساخ داخل وخارج مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، وتعمد الإبقاء على قنبلة لم تنفجر منذ آذار/ مارس 2018 داخل مزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون، لا يمكن بأي شكل اعتبارها حالات فردية”. وأشارت “أن تدمير المزارات الدينية تعود إلى أكثر من عامين دون أن تتحرك السلطات التركية إلى ترميمها أو حمايتها من المتطرفين الذين يطلقون على أنفسهم تسمية “الجيش الوطني السوري ” والذين قاموا وأمام أنظار الجنود الأتراك بتدمير قبة مزار الشيخ علي في قرية باصوفان في نيسان/أبريل من العام الجاري”. وأضافت المؤسسة “أنه تم تدمير أكثر من 350 قبر للإيزيديين في قرى قسطل جندو وقيبار وغيرها من القرى دون أن تقوم تركيا بترميمها، وهو ما لا يمكن اعتبارها حالات فردية وخاصة أن مرتكبي هذه الجرائم لم يحاسبوا بل زادت جرائمهم لتشمل استخدام جميع أنواع القتل الممنهجة كقتل المرأة الإيزيدية فاطمة حمكي  بقنبلة يدوية في حزيران/ مايو 2018 وقتل الفتاة الإيزيدية نرجس دادو بعشرات الرصاصات على جسدها في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 وتعذيب الأرملة الإيزيدية (ك.ح) أثناء اعتقالها بشكل تعسفي مع ابنتها لمدة أربعين يومًا في العام الجاري إضافة إلى اعتقال (ل.ح) بشكل تعسفي بعد رفض والدتها اعتناق الدين الإسلامي بالإكراه حيث ظلت معتقلة لمدة 11 يومًا، وكذلك المعتقلة الإيزيدية آرين حسن 21 عامًا، التي لا يزال مصيرها مجهول منذ تاريخ 27/02/2020”. وأكد البيان أنه “لا يمكن وصف الانتهاكات بحق الفتيات والنساء الإيزيديات وتدمير المراقد والمزارات والقبور الإيزيدية، بالحالات فردية، حيث أنه ووفقًا لشهادات ذوي الضحايا فإن دوافع هذه الجرائم كانت دينية متطرفة تهدف إلى النيل من الوجود الإيزيدي على أرضهم التاريخية وإجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي إكراهًا في محاولة تشبه ما كان يفعله متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. وأيد بيان مؤسسة ايزدينا ما جاء في تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية ووصفه الوجود التركي في الشمال السوري بالاحتلال، منوهاً أن “تركيا تورطت في هذه الجرائم لأنها تحالفت مع القوى المتطرفة التي تسمى “الجيش الوطني السوري” في حربها على عفرين، كما أن تركيا لا تزال تقدم دعمها العسكري والسياسي لها”. واختتمت مؤسسة ايزدينا بيانها قائلة “إن تركيا هي المسؤولة عن هذه الجرائم الممنهجة التي أدت إلى نزوح حوالي 90 بالمئة من إيزيديي عفرين إضافة لتعرض المتبقين منهم داخل المدينة إلى انتهاكات ممنهجة تستهدف وجودهم وهويتهم الدينية”.

في الثالث من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي”، أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” سحبت كافة مسلحيها من قرية “كاخريه” التابعة للناحية، بهدف إرسالهم إلى ليبيا، حيث تم تسليم الملف الأمني للقرية إلى خمسة مسلحين ينتمون لميليشيا “سمرقند” ممن يستوطنون في منازل مهجرين في القرية. ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه متزعم الميليشيا المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة” صعوبة في إقناع مسلحيه للالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا، وسط أنباء عن رفض العديد منهم للتوجه إلى ليبيا، بينما يلجأ “أبو عمشة” إلى التهديد بالفصل والسجن لمن يرفض.

كذلك، نشرت معرفات تابعة لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، فيديو حصلت عليه من كاميرا أحد قتلى “المرتزقة\القتلة المأجورين” من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بفرعه السوري، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” في ليبيا، حيث يظهر المقطع مقتل عدد كبير من “المرتزقة\القتلة المأجورين” في ليبيا، وبعض عملياتهم العسكرية. ووفق وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يعتقد أن الصور أخذت من كاميرا مستوطن في عفرين الذي كان يعمل كالإعلامي يدعى “محمد المعضماني”، والذي كشف النقاب عن مقتله يوم الجمعة في معارك طرابلس الليبية. وقالت تلك الوسائل إن المدعو بـ”المعضماني”، قتل أثناء عمله كـ”مرتزق” في تغطية المعارك الدائرة في ليبيا، لصالح قوات الوفاق الإخوانية التي يقودها المدعو فايز السراج. وكان المعضماني مستوطناً يعيش في عفرين، حيث جاء إليها كغيره من المستوطنين برفقة مسلحي المليشيات الإسلامية المطرودة من ريف دمشق، وتشير وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي إن ما ما باتت تسميها بـ “البعثات التركية إلى ليبيا من السوريين”، لم تعد تقتصر على تجنيد المسلحين، بل بدأت بنقل الاعلاميين والممرضين إلى هناك أيضاً. وقد نُعي المدعو بـ”المعضماني” من قبل العديد من اصدقاءه ومعارفه على صفحته على فيس بوك أو على صفحاتهم الشخصية، لكنهم تحاشوا ذكر أي شيء عن مكان مقتله، رغم تساؤل معظم المتابعين عن التفاصيل.

في السادس من مايو\أيار، انتشر مقطع فيديو وصور عام 2018 لجندي تركي يمسك برأس سوري إبان غزو أنقرة لـ عفرين، ونال الفيديو انتقادات وإدانات دولية، لكن الجندي التركي الذي تسربت صورته ومقاطعه ظهر عدة مرات مع وزير الداخلية التركي وصورة أخرى بجانب رئيس البرلمان التركي وفقاً لموقع الأقباط المتحدون. وقال الموقع إن ذلك يؤكد دعم وحماية الأتراك للإرهابيين، حيث تشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى تعاون وثيق بين تركيا وتنظيم داعش والقاعدة واستخدام تركيا لتلك التنظيمات في معاركها في سوريا وليبيا. وتابع الموقع: كما تسعى أنقرة لاقتطاع جزء من الأراضي السورية وضمها إلى تركيا متذرعة بحجج أمنية واهية وغير صحيحة، كما ذكرت قناة مداد نيوز. مذكراً بما ترتكبه الميليشيات التابعة لأنقرة من انتهاكات بحق من بقي في الإقليم، من جرائم القتل والتعذيب والاختطاف والابتزاز المالي والسخرة والسرقة ومصادرة الممتلكات الخاصة.

في التاسع من مايو\أيار، قالت وكالة هاوار للأنباء إن مسلحي مليشيا “كتيبة سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أجبرت طفلاً كردياً من إقليم عفرين المحتل، على الذهاب إلى ليبيا للقتال ضمن مليشيات تابعة لأنقرة في طرابلس. ووفق تقارير إعلامية فإن الاحتلال التركي زجّ بما لا يقل عن 7 آلاف “مرتزق\قاتل مأجور” من الجنسية السورية في ليبيا، حيث تدعم أنقرة مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين. ولم تكتف دولة الاحتلال التركي بزجّ البالغين في تلك المعارك، بل امتدت انتهاكاتها إلى حدّ إقحام الأطفال في معارك ليبيا، حيث يتصارع “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر مع مليشيات حكومة الوفاق الإخوانية بقيادة المدعو “فايز السرّاج” التابع لأنقرة. وقبل نحو شهر، خطف مسلحو مليشيا “سمرقند” بقيادة متزعمها “أبو جهاد”، الطفل الكُردي “عبدو شيخو” الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، من منزله في قرية “روتا\روتانلي” بناحية “موباتا\معبطلي”، وبعد شهر من تعذيبه بشتى الأساليب والطرق، هددوه بالقتل في حال رفضه الذهاب إلى ليبيا. وقد صرح عم الطفل “عبدو شيخو”، المُهجّر من عفرين المحتلة، وهو “نجيب شيخو” للوكالة بالقول: “خَطف مرتزقة سمرقند ابن أخي منذ أكثر من شهر، وهددوه في حال رفضه الذهاب مع المرتزقة إلى ليبيا”. وتابع شيخو حديثه قائلاً: “لم تكتف الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها بتهجيرنا من ديارنا قسراً، بل يحاولون أن يقتلوا أهالينا الموجودين في عفرين، أو إرسالهم إلى ليبيا برفقة المرتزقة”. وناشد شيخو منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لإعادة القاصر عبدو إلى أسرته، مشيراً إلى أن أسرة الطفل “عبدو” تتكون من والده الضرير، وأمه المُسنّة، وخمس بنات، وإن الطفل وحيد لأسرته.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل، أن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو “أحمد عفش”، انطلق على رأس قوة قوامها سبعون مسلحاً إلى الأراضي التركية، ومنها إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية الليبية، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر. وأضاف المراسل أن المسلحين انطلقوا يوم أمس، من مدينة عفرين إلى منطقة “حوار كلس” الحدودية مع تركيا، حيث يتم تجميعهم هناك مع آخرين، مشيراً إلى أنهم دخلوا إلى داخل الأراضي التركية، ليتم نقلهم إلى ليبيا من قبل حكومة أنقرة والزج بهم في القتال إلى جانب ميليشيات حكومة “سراج” الليبية”. وأكد المراسل أن المسلحين من “مجموعة أحمد عفش” كانوا قد سلموا بلدتهم “عندان” بريف حلب الشمالي، إلى قوات النظام بعد تلقيهم أوامر من أنقرة للانسحاب من بلدتهم وتسلميها لقوات النظام، منوهاً في الوقت عينه أن المسلحين نقلوا إلى ليبيا تحت مسمى مليشيا “فيلق الشام”، بذريعة رفض مسلحي “الجبهة الشامية” القتال في ليبيا. إلى ذلك علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشام” ترفض إرسال مسلحيها إلى ليبيا. وكانت ميليشيا “الشرطة العسكرية” قد طلبت ليلة الخميس الماضي، من ميليشيا “أحرار الشام” مُغادرة عفرين، بعد اندلاع اشتباكات بينها وبين كل من ميليشيا “الشرطة العسكرية”، حيث دخلت ميليشيا “الجبهة الشامية” أًيضاً في النزاع لمساندة الأخيرة في مسعاها. ويُشار إلى أن حي الأشرفية في مدينة عفرين قد شهد أول أمس الخميس، اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “الشرطة العسكرية” وميليشيا “الجبهة الشامية” من جهة، وميليشيا “أحرار الشام” من جهة أخرى. وقد بادرت مليشيا “الشامية” إلى وضع حواجز في كافة مداخل حي الأشرفية، وإلقاء القبض على كل شخص محسوب على ميليشيا “أحرار الشام”، كما نصبت أربع عربات دوشكا على الجسر الجديد، لمواجهة التعزيزات القادمة لـ”أحرار الشام” من مدينة جنديرس، حتى تدخّل جيش الاحتلال التركي وأجبر الطرفين على وقف القتال داخل المدينة.

كذلك، قالت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية وأيدت الغزو التركي لـ عفرين، إنه قد وصلت إلى معبر حوار كلس بين تركيا والمناطق المحتلة من شمال سوريا، 10 من جثث لمسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قادمين من جبهات القتال في ليبيا. وذكر مصدر عسكري في تلك المليشيات إنّ القتلى سقطوا في المعارك على محاور صلاح الدين وعين زارة غرب طرابلس الليبية، حيث يتواجد عدد من “المرتزقة\القتلة المأجورين” التابعين لفرع الإخوان المسلمين السوري. وأشار مصدر المليشيات الإسلامية عن استمرار تجهيز وإرسال “المرتزقة\القتلة المأجورين” من شمال سوريا إلى ليبيا، وهم ذاتهم الذين استخدمتهم أنقرة في غزو مناطق عفرين، “سريه كانيه\رأس العين”، و”كري سبي\تل أبيض”، حيث برر العملاء ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” غزو تلك المناطق السورية واحتلالها تركياً، بحجة محاربة “قوات سوريا الديمقراطية”. ووفق المصدر ذاته، تم تجهيز 150 مسلح إخواني لينضموا إلى الدفعة المكونة من 275 مسلحاً من مليشيا “العمشات”، مشيراً أنّ المليشيات الإخوانية تعمل على استغلال حاجة وفقر أهالي مخيمات ريفي إدلب وحلب، لإغرائهم بالمال وإيهامهم بأنّ جبهات القتال في ليبيا مؤمنة ومحمية من الأتراك، وذلك بهدف ضم أكبر عدد ممكن منهم. وكانت قد كشفت مصادر المليشيات الإخوانية قبل نحو أسبوع عن وصول دفعة قتلى من “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين من مليشيا “فرقة الحمزة” وعددهم 15 قتيلاً، وبينهم طفل قاصر عمره 15 عاماً قادمة من ليبيا، وبالمقابل توجهت إلى هناك دفعة تصل إلى نحو 600 “مرتزق\قاتل مأجور”. ووفق الإعلام المؤيد للاحتلال التركي، تعمل أنقرة على نقل المسلحين إلى ليبيا كل أسبوع تقريباً، للقتال ضد قوات “الجيش الوطني الليبي”، عن طريق مطار إسطنبول من خلال طائرات مدنية، أو عن طريق البحر بسفن تركية حربية.

في الثالث عشر من مايو\أيار، اعتقلت استخبارات الاحتلال التركي قبل نحو أسبوع، سبعة من متزعمي ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، بسبب إقدامهم على قبض عمولات “كومسيونات” من المسلحين الراغبين بالتوجه إلى ليبيا، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأكدت المصادر أنه في ظل قيام الاحتلال التركي بقطع الرواتب عن مسلحي عدد من الميليشيات، ازدادت أعداد الراغبين بالتوجه إلى الساحة الليبيةـ طمعاً بالرواتب المجزية التي حددها الاحتلال لهذا الغرض، والتي تبلغ ألفي دولار أمريكي كمرتبات شهرية لقاء القتال إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية. وفي السياق، نشر “الجيش الوطني الليبي” مقطعاً مصوراً، يظهر مرتزقاً\قاتلاً مأجوراً” من ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، حيث جرى أسره في المعارك الدائرة في ليبيا. وقد أشار “المرتزق\القاتل المأجور” أن غالبية المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ترسل مسلحيها للقتال في ليبيا، عقب أن باعوا مناطقهم لـ “النظام وروسيا” وفق مفهومهم للصراع في سوريا، وطردهم إلى مناطق الشمال السوري، وتحولهم إلى أدوات عثمانية.

كذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل تجنيد أطفال سوريين عبر المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، لإرسالهم للقتال في ليبيا، مشيراً إلى مقتل 16 طفلاً حتى الآن من بين 150  طفلاً سورياً جندوا للقتال هناك. وكانت أنقرة قد اعترفت في فبراير الماضي، بإرسال “مرتزقة\قتلة مأجورين” سوريين، لدعم حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس في معاركها ضد قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وذكر المرصد أن عدد “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين في ليبيا وصل حتى الآن إلى نحو 8400 ، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المسلحين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3550 مسلحاً. وذكر المرصد: “يوجد نحو 150 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18 عاما غالبيتهم من فرقة ‘السلطان مراد’، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر”. وحول كيفية ذهاب هؤلاء الأطفال إلى ليبيا نقلت المنظمة عن مصادر أن “الكثير من الأطفال يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين، بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بـ عفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق”، وروى المصدر قصة أحد هؤلاء الأطفال مشيراً إلى أنه لم يتجاوز الـ15 عاماً. وبحسب المرصد فإن الطفل أقدم على ترك مخيم النازحين الذي يقطن فيه برفقة عائلته، والذهاب إلى عفرين للعمل في مجال الزراعة، وبقي على اتصال مع ذويه لنحو 20 يوماً، ثم انقطع الاتصال به. وصُدم أهل الطفل عند علمهم بظهوره في أحد الأشرطة المصورة وهو يقاتل إلى جانب المليشيات الإسلامية السورية في ليبيا، وعقب استفسارهم تبين أن الطفل جرى تجنيده في صفوف مليشيا “السلطان مراد”.

في السادس عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن استخبارات الاحتلال التركي هددت ميليشيتي “أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” بقطع الرواتب عنهما، في حال امتنعت عن إرسال 800 “مسلح\قاتل مأجور” من صفوفهما إلى ليبيا. وأكدت المصادر أن المخابرات التركية تطلب من ميليشيا “الجبهة الشامية” 500 “مسلح\قالت ماجور”، ومن ميليشيا “أحرار الشرقية” 300 “مسلح\قاتل مأجور”، مشيرةً إلى أن المخابرات طلبت منهما إرسال “المسلحين\القتلة” عقب انقضاء فترة عيد الفطر مباشرة. إلى ذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” أن ميليشيا “لواء الوقاص“ قد أرسلت 40 “مسلحاً\قاتلاً مأجوراً” بعد سحبهم من قرى (هيكجيه ومروانيه وسناريه)، إلى منطقة حوار كلس تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا. وأضاف المراسل أن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات” قد كانت جهزت دفعة جديدة من مسلحيها إضافة لعدد من مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة”، و20 مسلح من ميليشيا “لواء سمرقند”، حيث جرى تجميعهم منذ يوم أمس الجمعة، في عدد من المعاصر الفنية في الناحية، تمهيداً لإرسالهم عبر قريتي قرمتلق ويلانقوز إلى داخل الأراضي التركية، ومنها إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية الاخوانية، ضد قوات الجيش الوطني الليبي. كما أرسلت ميليشيا “المعتصم” 40 “مسلحاً\قاتلاً مأجوراً” من مركز عفرين وقرية “قيباريه\عرش قيبار” إلى منطقة حوار كلس للذهاب إلى ليبيا. وعلى النقيض، وصلت 35 جثة للمسلحين\القتلة المأجورين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، والذين قتلوا في المعارك الدائرة بليبيا، إلى مشفى مدينة إعزاز المحتلة. ومن المرتقب أن يتم دفن 15 جثة في إقليم عفرين المحتل، بينها 3 جثث عائدة لميليشيا “فرقة الحمزة”، سيتم دفنها مساء السبت في “مقبرة كرسانة” بمركز عفرين، بينما سيتم توزيع البقية على باقي المناطق المحتلة تركياً في شمال سوريا.

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، أوضحت مصادر خاصة لـ”عفرين بوست” أن الاحتلال التركي أنشئ معسكراً في مدينة مارع المحتلة بريف حلب الشمالي، ليكون مقراً لتدريب ونقطة انطلاق لـ “المرتزقة\القتلة المأجورين” من مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين ترسلهم أنقرة إلى ليبيا لقتال إلى جانب ميليشيات السراج الإخوانية، ضد قوات الجيش الوطني الليبي. وعلمت “عفرين بوست” عبر مصدر في عفرين، إن الاحتلال التركي أنشئ معسكراً وصفه بالـ “كبير” في مدينة مارع شمال حلب، ونقل المصدر الحديث عن شخص أوصل دفعة من المسلحين إلى ذلك المعسكر، فقال “هناك الآلاف من المسلحين داخل هذا المعسكر، وسيتم إرسالهم كلهم إلى ليبيا”. وأشار المصدر إن أنقرة تخطط لإرسال خمسين ألف مسلح إلى ليبيا، للقتال إلى جانب ميليشيات السراج ضد قوات الجيش الوطني الليبي، منوهاً إن متزعمي الميليشيات الإسلامية في عفرين تقول لعناصرها “تركيا ستقطع الرواتب ولا خيار أمامكم سوى الذهاب إلى ليبيا، ليصبحوا تحت الأمر الواقع”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أرسلت تركيا قرابة 9000 مسلح إلى ليبيا، للمشاركة في النزاع الليبي، في حين أسرت قوات حفتر البعض منهم وسلمتهم للنظام السوري عبر شركة أجنحة الشام للطيران. وأشارت معلومات أخرى لـ “عفرين بوست” إن أنقرة ترسل القاصرين للمشاركة في النزاع الليبي، حيث تم إرسال أربعة قاصرين من عفرين وعادوا كلهم مقتولين. وتحدث مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست”، وقال إن تركيا ترسل القاصرين أيضا إلى ليبيا، وأشار إنه عرف ألقاب أربعة منهم ذهبوا من عفرين وعادوا إليها مقتولين. ولفت المصدر إن ألقابهم هي “أبو طلق” و”أبو باسل” و”شيخ حمزة” و”أبو سوريا”، وأضاف: “تم تعليق صورة أبو طلق في عفرين والميليشيات تقول عنه شهيد!”. وتابع المصدر “قادات الفصائل تغرر هؤلاء الأطفال بالمال بينما تأخذ القيادات رواتب المتوجهين إلى ليبيا ويعطونهم 400 دولار بدلاً من 2000 دولار حسب ما حصلنا عليه، وغالب من يتوجهون إلى ليبيا يعودون مقتولين”.

كذلك، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن طائرة دون طيار لم تعرف هويتها حتى اللحظة، استهدفت قبيل الظهر، سيارة عسكرية على طريق قرية “ايسكا\الشيخ إسكان” جنوب إقليم عفرين الكردي المحتل. وأشار المرصد إلى أن القصف أدى لمقتل من كان بداخل السيارة، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن هوية من كانوا بداخل السيارة المدمرة، وسط اندلاع النيران وتفحم الجثث. وفي السياق، قال مصدر لـ”عفرين بوست” أن القصف أودى لمقتل 3 أشخاص كانوا بداخل السيارة، على الطريق بين قرية “غزويه\الغزواية” وقرية “ايسكا\اسكان”. ووفق المصدر الخاص، فإن الطائرة المسيرة استهدفت السيارة بسبب الاعتقاد أن من كانوا فيها، كانوا قيادات من تنظيم “داعش”، متواجدين عند مليشيا “لواء الشمال”، حيث كانوا في طريق عودتهم من عفرين إلى ادلب.

في الثالث والعشرين من مايو\أيار، قالت إحدى المواقع الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بأن أنقرة عاقبت مليشيا “جيش الشرقية”، عبر إيقاف رواتبها في الوقت الذي يقترب فيه موعد عيد الفطر وقبلها أيام شهر رمضان المبارك. ووفق الإعلام الموالي للاحتلال، فقد قال أحد مسلحي مليشيا “جيش الشرقية” الذي ينحدر معظم مقاتليه من المنطقة الشرقية، إنَّ الأتراك تذرّعوا بأنَّ المليشيا لم تسلم تركيا المطلوبين لها بسبب اقتتال جرابلس شمالي حلب مع مليشيا “الشرطة العسكرية”. وبيّن المسلح الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الفصل من العمل أو الاعتقال من الجانب التركي، بإنَّ السبب الرئيسي وراء إيقاف رواتب المليشيا من قبل أنقرة، هو عدم إرسالها لمسلحين ضمن عقود “المرتزقة\القتلة المأجورين” إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأكمل المسلح بأنَّ مليشيا “جيش الشرقية” لم ترسل أي مسلح إلى ليبيا، حتى اللحظة، فيما حاولت ميليشيتا “أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” خداع تركيا، عبر تجنيد عدد قليل من الشبان من المخيمات وإرسالهم تحت اسم تلك المليشيات إلى ليبيا. مؤكداً أنَّ الخدعة لم تنطلي على تركيا، وهو ما يرجح أن تخيّر تركيا تلك المليشيات، خلال الفترة القادمة بين إرسال مسلحين بالمئات، وعلى رأسهم متزعمو المليشيات إلى ليبيا، أو مُواجهة مصير مليشيا “جيش الشرقية” وإيقاف الدعم عنهم. ولفت المسلح إلى أنَّ اتخاذ القرار من قبل أنقرة بإيقاف الرواتب بهذا الشهر بالذات هو للضغط على المليشيا التي تتبع لما يسمى بـ “الفيلق الأول” بزعامة المدعو “حسين حمادي”، للدفع بالمسلحين إلى الأراضي الليبية، والتضييق عليهم بالفترة التي يحتاجون بها للأموال لعائلاتهم في شهر رمضان والعيد. وأوضح المسلح بأنَّ تركيا بلّغت المسلحين المتواجدين بليبيا بتأجيل تبديل النوبات وإعادة العناصر بإجازات من ليبيا، تحت ذريعة الطيران، ولكن السبب الحقيقي هو احتدام المعارك هناك.

وفيما بعد، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن ميليشيا “جيش الشرقية” تعمل اليوم الإثنين، على تجميع نحو 170 مسلحاً من القطاعات الأمنية الخاضعة لها، تمهيداً لإرسالهم في وقت لاحق إلى منطقة حوار كلس بالقرب من إعزاز للانضمام إلى مسلحين آخرين جرى تجميعه من باقي مناطق الاحتلال التركي. وأوضح المراسل أن ميليشيا “الشرقية” تقوم بتجميع المسلحين القادمين من منطقة راجو في مقر “أبو خولة” سابقاً، الكائن على الأوتوستراد الغربي، ليتم إرسالهم اليوم إلى نقطة التجميع في حوار كلس. وأضاف المراسل أن دفعة من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” خرجت فجر اليوم (ثاني أيم العيد) وتوجهت بالفعل إلى منطقة حوار كلس، للتوجه إلى ليبيا، مؤكداً أن العدد يقدر بحوالي 60 مسلحاً. وأشار المراسل أن ميليشيا “لواء المعتصم” أرسلت أيضاً عدداً صغيراً من مسلحيها اليوم، إلى نقطة التجميع في حوار كلس، للانضمام لدفعة أخرى من مسلحيها القادمين من بلدة مارع.

في الرابع والعشرين من مايو\أيار، وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، إن “قوات الجيش الليبي ألقت القبض على محمد الرويضاني المكنى أبو بكر الرويضاني”، والذي وصفه بأحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا. كما أكد المسماري أن “الداعشي السوري أبو بكر الرويضاني كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه”، إلى ذلك أضاف أن “الداعشي “الرويضاني” نقلته الاستخبارات التركية لليبيا كمسؤول عن فيلق الشام”، وقال إن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة، مشدداً على أن جميع العمليات السابقة لم تنته بعد. وأوضح أن “المرحلة القادمة ستكون تدمير كافة مواقع الإرهابيين وتدمير أحلام أردوغان على أسوار طرابلس”. وفي وقت سابق أمس الأحد، أكد سقوط أكثر من 100 قتيل و22 أسيراً من المرتزقة السوريين بمعسكر اليرموك، وقال إن القوات الجوية التابعة للجيش الليبي استعادت مناطق واسعة، لافتاً إلى أن ما يقوم به الجيش هو إعادة تموضع وليس انسحاباً. يشار إلى أنه في وقت سابق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر مصادر موثوقة أن تركيا تنوي نقل غالبية مسلحي المليشيات الإخوانية التابعة لها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إلى ليبيا.

في الخامس والعشرين من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن حكومة الاحتلال التركي في أنقرة، تعكف حالياً على إنشاء معسكرين كبيرين في بلدتي (الراعي والباب) بريف حلب الشمالي الشرقي، بهدف تجميع وتدريب عشرات الآلاف من المسلحين الإسلاميين لإرسالهم إلى ليبيا والقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية الاخوانية. وأكدت المصادر أن أعمال إنشاء المعسكرين بدأت مؤخراً، وسوف يتم تجميع وتدريب نحو خمسين ألف مسلح من “المرتزقة\القتلة المأجورين”، لإرسالهم على دفعات إلى ساحات القتال في ليبيا. ويتقاطع ذلك مع ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر مصادره في الرابع والعشرين من مايو، من أن الاحتلال التركي ينوي نقل غالبية المسلحين المنضويّن تحت لواء ميلشياته في عفرين إلى ليبيا. وبحسب المعلومات التي ذكرها المرصد، تنوي أنقرة نقل أغلبية هؤلاء المسلحين إلى ليبيا، ونشر القوات التركية وتسلميها زمام الأمور بالكامل في عفرين، بسبب ما بدر من سلوك وفساد هؤلاء المسلحين (علما أن كل الفساد هو بقرار وأوامر مباشرة من الاحتلال التركي نفسه، كونه يملك المقدرة على ضبطها خلال 24 ساعة فيما لو أمتلك الرغبة بذلك). ووفقاً معلومات المرصد، فإن أحد ضباط المخابرات على حاجز “زيارة حنان” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف عفرين، أبلغ مجموعة من المواطنين الكُرد أنه سيتم قريباً، نقل هؤلاء المسلحين بسبب ممارساتهم الفاسدة وتأليبهم المواطنين في عفرين على القوات التركية. وفي سياق منفصل، هنأ وزير داخلية الاحتلال التركي “سليمان صويلو”، أمس الأحد، جنود الاحتلال بعيد الفطر، في منطقة غزوة “درع الفرات” شمال سوريا، حيث زار صويلو معبر (الراعي) التي جرى تتريكها إلى “جوبان باي” الحدودية. وتشير زيارة مسؤول الاحتلال إلى اعتبار الاحتلال المناطق المحتلة شمال سوريا، جزءاً من الشأن الداخلي التركي، وهو ما يوضح بجلاء النوايا الاحتلالية للأتراك في المناطق الممتدة من جرابلس إلى إدلب، إضافة إلى المناطق المحتلة في شرق الفرات بين مدينتي سريه كانيه وكري سبي. 

في السادس والعشرين من مايو\أيار، كشف شريط فيديو مصور، نشره النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أن ميليشيات الاحتلال التركي مازالت تقوم بنبش وتخريب قبور الأيزيديين في عفرين وتدمير مراكزهم الدينية المقدسة. ووفق النشطاء، فإن آخر تلك المراكز الدينية، كان عملية السطو والتخريب التي طالت ضريح “الشيخ حميد”، في قرية “قسطل جندو” التابعة لناحية “شرا\شران”، والذي يعتبر مزاراً مقدسا للكُرد الأيزيديين، وذلك بحثاً عن الكنوز والاثار، وفي سياق الترهيب الذي يطال الأقليات الدينية والطائفية في الإقليم.

في السابع والعشرين من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن مخابرات الاحتلال التركي ومتزعمي الميليشيات الإسلامية يقبضون عمولات على رأس كل مسلح يتم إرساله للقتال في ليبيا، ويتم اقتطاعها من رواتبهم البالغة ألفي دولار أمريكي لكل مسلح. وأكدت المصادر أن المخابرات التركية تقبض مبلغ 4000 آلاف ليرة تركية شهرياً على رأس كل مسلح، بينما يقبض متزعمو الميليشيات الإسلامية 500 ليرة تركية من مجموع 14000 ألف ليرة تركية تمنح للمسلح، وهي ما يعادل الـ2000 دولار أمريكي. وفي السياق، طردت ميليشيا “سمرقند” 14 عائلة مستوطنة من قرية “كفر صفرة” التابعة لناحية جنديرس إلى خارج إقليم عفرين المحتل، نحو (إدلب) بسبب رفض منتسبيها من أبناء تلك العائلات الالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا. ومن جهة أخرى، أشارت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن من قام باختطاف الطفل “عبدو شيخو” في قرية “روتا\روتانلي” وأرسله إلى ليبيا هو المدعو “جهاد أبو خلف” المتزعم في ميليشيا “سمرقند”، والذي ينحدر من منطقة سهل الغاب بريف حماه.

في الثلاثين من مايو\أيار، أكد مراسل “عفرين بوست” في المركز، مقتل متزعم بارز في ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ “العمشات” في ليبيا. وأوضح المراسل أن المدعو “أبو الكنج”، المتزعم في ميليشيا “العمشات” قتل في المعارك الدائرة في ليبيا، مشيراً إلى أن المتزعم ينحدر من مدينة حمص. وفي الصدد، أشار المراسل إلى رصده لخيمة عزاء في “حي الأشرفية” بجانب حديقة الحي، والتي أقيمت بمناسبة مقتل ثلاثة مسلحين منحدرين من مدينة تل رفعت، في ليبيا. وأضاف المراسل أن يوم الإثنين الماضي\الخامس والعشرين من مايو، شهد دفن جثتي مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في مقبرة حي الزيدية، منوهاً أن المسلحيّن كانا ينحدران من مدينة حمص أيضاً. وذكرت وسائل الإعلام الخميس\الثامن والعشرين من مايو، إن “أردوغان، استغل فقر عائلة الطفل السوري، إبراهيم ريا، وأرسله للقتال بين صفوف الميليشيات في ليبيا”. ووصلت في وقت سابق من مايو الحالي، دفعة جديدة من “المرتزقة” إلى الأراضي الليبية للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية، ضمت وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 19 مايو، مئات المسلحين من المليشيات السورية الموالية لتركيا. وعليه، وصل تعداد المجندين الذين وصلوا إلى ليبيا حتى الآن، إلى قرابة 9600 بينهم مجموعة غير سورية، فيما بلغ عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب نحو 3300 مجند. وتقول المعلومات إنه يوجد قرابة 180 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18 غالبيتهم من مليشيا فرقة “السلطان مراد”، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر، كما يوجد بينهم أطفال كُرد من عفرين، تم تهديدهم بالقتل أو الذهاب إلى ليبيا.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الثالث عشر من مايو\أيار، رفعت القوات الروسية أعلامها في قرى الشهباء وشيراوا للمرة الأولى بعد احتلال تركيا لـ عفرين في آذار العام 2018، عقب منح أنقرة الضوء الأخضر لشن هجماتها على الإقليم الكردي. وقال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن القوات الروسية كانت قد وضعت نقاطها وأعلامها في قرى مقاطعة عفرين قبل أعوام، لكنها أزالتها وانسحبت في التاسع عشر من يناير ٢٠١٨، أي قبل يوم واحد من بدء الغزو التركي لـ عفرين في العشرين من يناير من ذات العام. وعقب ذلك الانسحاب، شن الغزو التركي عملياته الجوية، وقصفت 70 طائرة تركية الإقليم الكردي، فقتلت البشر وحرقت الشجر ودمرت الحجر، إلى أن تم لها الاحتلال الكامل لـ عفرين في الثامن عشر من آذار 2018، عبر تدمير تمثال “كاوا الحداد” في مركز عفرين. لتعاود القوات الروسية رفع أعلامها في قرى مناطق الشهباء وشيراوا، فيما أفاد مراسل “عفرين بوست” أن القرى التي رفعت القوات الروسية أعلامها فيها، هي كل من ناحية تل رفعت في الشهباء، وقرى (تنب، بينه، صوغانكة وعقيبة) في ناحية شيراوا بإقليم عفرين (الغير خاضع للاحتلال التركي). وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع أنباء معلومات عن تسيير دوريات روسية- تركية في عفرين المحتلة للمرة الأولى بعد احتلال الإقليم، دون أن يتثنى للمراسل الحصول على معلومات موثوقة حول أسباب رفع الأعلام في المنطقة. وفي الأثناء، وردت أنباء لـ “عفرين بوست” تفيد بعقد اجتماع في معسكر كفرجنة، جمع بين كل من والي إعزاز ووالي عفرين التركييّن مع وفد روسي، فيما لم تتوضح بعد أسباب هذه التحركات الجديدة للروس في عفرين.

في السادس عشر من مايو\أيار، يستخدم المستوطنون ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الترهيب والابتزاز لنهب المدنيين الكُرد الباقين في إقليم عفرين المحتل. وفي السياق، أفادت “جميلة\اسم مستعار” وهي مقيمة في عفرين، إن مسلحاً من ميليشيا “صقور الشام” داهم منزل مواطن كُردي في قرية كمروك التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وقال سنأخذ ابنك لأنه كان يعمل “مع وحدات حماية الشعب”. وأشارت جميلة إلى أن ابنه “م، ج” عمره 15 عام، وعندما كانت “وحدات حماية الشعب” في عفرين، كان عمره 13 عام، وأضافت: “صاحب المنزل قال للمسلح إنه يكذب”. ونوهت إلى أن المسلح ذهب وجلس على كرسي ووضع مسدس بجانبه، وقال للمواطن الكردي: “إما أن تعطيني 1000 دولار أو سأذهب وأقول بأنني رأيت مسدساً في منزلك”. وأردفت “جميلة” أنه بعد حديث طويل، وأخذاً وجذب، تمكن المواطن الكردي من إقناع المسلح بأخذ مبلغ 200 دولار ومجموعة مصاغ والذهاب. وتابعت “جميلة” إنها رأت بعينها طفلاً كان مع امه، وهي مستوطنة من الغوطة، بانه وضع مواداً من داخل محل كانوا فيه في كيس كان معه، وبعد أن أحس صاحب المحل عليه، تعمدت المستوطنة القول بانها لم تقم بتعليم أبنها القيام بذلك، وضربته أمامهم لإيهامهم بأنها ليست على صلة بالحادثة ولا علم لها به”. وأضافت “جميلة” إنه مسلحاً من مليشيا “فرقة السلطان مراد” مر وهو يقود دراجة نارية بجانب بسطة، وسرق كيساً فيه طقم رجالي، على طريق راجو داخل مدينة عفرين.

في السابع عشر من مايو\أيار، تناقلت الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اخباراً منوعة عن إنجازات الاحتلال المزعومة في إقليم عفرين الكردي المحتل، من خلال التطبيل والتهويل لمد الاحتلال لشبكات الكهرباء إلى عفرين، وكأن عفرين لم ترى نور الكهرباء في أي يوم قبل أن يحل الاحتلال لدرجة أنهم وصفوا الوضع في عفرين بأنه كان من العصر الحجري وهو ما ذهب إليه أحد المواقع الإخوانية. ويتعامى الإعلام التابع للإخوان عن حقيقة أن مد خطوط الكهرباء أو الطرقات ليس مكرمة من محتل، بل إمعاناً في الاحتلال، ومحاولة لترسيخه، كما يفعلون هم، عندما يرفض المستوطنون الخروج من منازل السكان الأصليين الكرد، بحجة أنهم أنفقوا الأموال على إصلاحها، علماً أن بيوت الكُرد كما عفرين قد كانت عامرة قبل أن يغزوها المحتل، فيدمر البنية التحتية ويسرقها ثم يتمنن بإعادة تشييدها وكأنها لم تكن من قبل! وكحال باقي المناطق المحتلة في الشريط الحدودي من جرابلس إلى إدلب، يكون الآمر الناهي هو الوالي التركي، فيما يعمل مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” كأجراء وعملاء يمهدون له احتلال الأراضي السورية، ويبيعونها كما يبيعون أي شيئ يملكونه، لكن الفرق هنا أنهم لا يملكون الأرض السورية لأنها ملك السوريين، فيما أضحى هؤلاء مجرد قتلة مأجورين ينقلهم الغازي التركي من سوريا إلى ليبيا وبالعكس، حسب حاجته. والطريف في الموضوع أن الإعلام الإخواني يسلط الضوء على إنجازات الاحتلال في عفرين من خلال اللقاء مع مستوطن من ريف دمشق، أو آخر من ريف حلب، ليتحدث له عن الوضع في عفرين، عقب أن أضحوا أدوات الاحتلال في التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي، وغير مدركين أن الاحتلال زائل كزوالهم، مهما طال أمده. وعقب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وبعيد سيطرة أبناء عليها في نهاية العام 2011، حافظ أهالي عفرين وأبنائهم المقاتلون ضمن “وحدات حماية الشعب” على المؤسسات الخدمية المتعلقة بخدمة سكان الإقليم بما فيها أسلاك التوتر العالي التي تنقل الكهرباء من حلب إلى عفرين. لكن ومع تمكن المليشيات الإخوانية بدعم تركيا من احتلال مناطق ريف حلب الشمالي، تم قطع الكهرباء عن عفرين نتيجة سرقة غالبية محولات الكهرباء والمحطات المغذية بالطاقة، وعليها لجأ أهالي عفرين بشكل خاص من العام 2013، إلى استخدام المولدات كطريقة بديلة للتزود بالطاقة. ومع سماح الإدارة الذاتية بتطوير الحياة الاقتصادية في عفرين، بدأ الأهالي خلال الأعوام 2017 فما بعد إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية، إذ لطالما تعرضت عفرين إبان عهد “الإدارة الذاتية”، لعمليات حصار نفذتها المليشيات الإسلامية في إعزاز وإدلب، مما كان يؤدي لارتفاع اسعار المحروقات، وتوقف عجلة الحياة، وتأثر ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء من الامبيرات عدا عن إعاقة عمل الافران والمركبات. وفي العامين الأخيرين من عهد “الإدارة الذاتية” بدء الأهالي باللجوء إلى تركيب الواح الطاقة الشمسية، التي كانت تتميز بإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة، مما بات يوفر استقرار نسبياً في امدادات الكهرباء وفق آلية الاكتفاء الذاتية لكل منزل، لكن عقب الحرب على عفرين من قبل تركيا ومسلحيها يناير العام 2018، تم سلب كل الالواح، وعادة المنطقة إلى الاعتماد الكلي على المولدات. ومنذ إعلان الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، وهي تتعمد استهداف تخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس، التي فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، طرقات عامة والنقاط الطبية والمشافي، وقصف حرم سد ميدانكي أيضاً.

كذلك، في ظل تقاسم النفوذ والمصالح بين الجانبين التركي والروسي، يبدو أن الجانبين يمهدان لترسيخ الاحتلال التركي في شمال غرب سوريا ومن ضمنها عفرين، عبر تمرير الصفقات بين الجانبين على حساب سكان عفرين الأصليين الكُرد، حيث يسعى الاحتلال التركي بكامل ثقله لترسيخ واقع الاستيطان فيها. وفي السياق، وردت أبناء لـ “عفرين بوست” عن قرب افتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء من عند قرية عنابكة التي تحتلها تركيا، حيث من المعروف بأن الشهباء واقعة تحت النفوذ المشترك لروسيا والنظام السوري و”قوات تحرير عفرين”، التي تتمسك بالمنطقة كونها منطقة عمليات محتملة في أي عملية تحرير قد تُشن في المستقبل، والتي تعتمد أساساً على تأمين غطاء جوي مرتبط بتضارب المصالح الروسية التركية، ما قد يسمح بإعادة عفرين للسيادة الوطنية السورية. بيد أن الخطوات التي تتخذها موسكو في هذا السياق، لا تدل بأي شكل من الأشكال على ذلك، مع توقف العمليات العسكرية في إدلب لصالح ترسيخ مناطق النفوذ وتقسيم إدلب إلى جزئين بين أنقرة ودمشق، والتي حصلت بموجبه أنقرة على ما كانت تنادي به، من احتلال إدلب بعمق 35كم، وهو ما يخشى أن يكون قد أقر في اجتماع بوتين-أردوغان في الخامس من مارس الماضي، عقب مقتل 36 جندي تركي في إدلب نهاية فبراير. وأفاد مصدر من قرية معرسكة التابعة لناحية “شرا\شران” إن الاحتلال التركي وبالتنسيق مع روسيا يحضران لافتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء، وإن المعبر سيكون تجاري وإنساني. وأشار المصدر إلى أنه سيتم افتتاح كراج في قرية كفر جنة وإن المعبر سيكون من كفر جنة إلى معرسكة – مزرعة – مريمين – عنابكة ومن ثم التوجه لليسار والخروج من عند مصبنة النايف إلى الطريق الدولي ما بين غازي عنتاب وحلب. وعن تاريخ افتتاح المعبر، قال المصدر إنه سيتم افتتاحه بعد عيد الفطر، ويأتي ذلك عقب أنباء عن توجه عربات روسية إلى قاعدة كفر جنة قبل أيام، حيث قال المصدر إن جنوداً روس قد تمركزوا في القاعدة. وبحسب مصدر آخر فإن الطريق ما بين غازي عنتاب وحلب سيتم فتحه للتجارة، وذلك ضمن الخطة التي وضعت في اجتماعات استانا. وكانت قد اتهمت وزارة الدفاع الروسية في الثالث من مارس، للمرة الاولى منذ احتلال عفرين، سلطات الاحتلال التركي بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق، وذلك على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف. ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض. ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم. ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذوهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين. وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم. كما قام المسلحون وذوهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزارات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، وكانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الافتراء والادعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد، وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة. وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير الماضي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً. وتابع عبدي بإن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

في الثامن عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن موظفاً تركياً يُدعى “أرجمان” يقوم بتشغيل موظفي شركة مياه عفرين في مشاريعه الخاصة، بدون دفع أجور لهم. وأكد المصادر أن المدعو “ارجمان” قام مؤخراً بسوق عمال ورشة المياه التابعة لشركة مياه عفرين إلى طريق جنديرس – حمام، لتنظيف قساطل تصريف مياه الأمطار على جانبي الطريق دون أن يدفع أجوراً لهم. مشيراً إلى أن العمال لا يستطيعون رفض أوامره أو المطالبة بأجورهم لأن مدير الشركة المستوطن “عبد القادر الحافظ” هددهم بالفصل من العمل في حال لم يطيعوا الموظف التركي. ومنذ اطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي، قام الاحتلال باختطاف العديد من موظفي مؤسسة المياه، إضافة إلى فصل الكثيرين، ومنهم مدير المؤسسة السابق، ليعين الاحتلال مستوطناً من مدينة مارع كمدير عليها يدعى “عبد القادر الحافظ”.

في الثلاثين من مايو\أيار، قال متزعم في الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، لمواطن كُردي من عفرين إن “المخابرات التركية قالت لنا دمروا عفرين اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، ونحن ننفذ مطلبهم، فإن لم ننهيكم هم سيهوننا”، متابعاً: “صراحةً نحن عملاء تركيا”. ونقل مصدر من عفرين حديثاً دار بين مواطن كُردي من عفرين ومتزعم في ميليشيا “فيلق الرحمن” المطرودة من ريف دمشق. وسأل المواطن ذلك المتزعم، لماذا يمارسون الانتهاكات في عفرين، وهدفهم، وهل ذلك مطلوب منهم، ليرد عليه المتزعم، ويقول “المخابرات التركية تقول لنا بالحرف الواحد، عليكم تدمير كل ما تستطيعون تدميره في عفرين، نفسياً، جسدياً، ثقافياً، اقتصادياً واجتماعياً”. وأضاف المتزعم: “وذلك لكي يُطالب أهالي عفرين بأن يتم إخراج الفصائل، ويُنادي الجيش التركي بالاحتلال الكامل لعفرين، ويستلم عفرين ويُصبح حينها الجيش التركي كالحَمَل الوديع والمنقذ، ويرضى أهالي عفرين باحتلالهم”. ولدى سؤال المواطن الكردي للمتزعم حول أسباب استجابتهم للأوامر التركية ما داموا مدركين للأهداف التي يسعى لها الاحتلال (على حد قوله)، أجاب: “نحن عملاء أردوغان، وإن لم نفعل المطلوب سنموت، يجب أن نقتلكم لكي لا نموت”! وعند سؤال المواطن الكردي للمتزعم حول الهتاف باسم غوطة داخل عفرين، رد عليه بالقول: “هذا هو المطلوب منا، ونحن نعلم بأن عفرين لن تكون لنا وسنعود للغوطة، نحن شهرياً نسلم تقاريرنا للمخابرات التركية ويقولون لنا (جيد أنتم تقومون بمهامكم)، هذا المطلوب منا”. ويأتي حديث ذلك التزعم بالتزامن مع تقارير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي يشير فيها إلى نية أنقرة إرسال كامل المسلحين في عفرين إلى ليبيا، بغية تسلمها هي زمام الأمور بالكامل داخل عفرين. هذا وكان قد فضح المدعو “أحمد كرمو الشهابي” المتزعم في المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفة بـ “الجيش الوطني السوري” المستور في التاسع عشر من يناير الماضي، رغم المساعي لإخفائها على مدار سنوات من عملهم كبيادق للاحتلال العثماني.

مجالس الاحتلال..

في السابع عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مجلس الاحتلال المحلي في مدينة عفرين يقوم بحجب المعونات الإنسانية عن مستحقيها لبيعها لاحقاً في المحال التجارية المختصة ببيع المواد الغذائية/ بالجملة/، في خطوة تعتبر اسناداً لخطة التجويع المتبعة من قبل الاحتلال التركي ضد من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في الإقليم المحتل. وأوضحت المصادر أن المكتب الاغاثي في المجلس يحجبون أسماء المواطنين الكُرد من القوائم ليقوموا بعدها بإرسال مستحقات هؤلاء إلى محل تجاري يقع مقابل الكراج القديم ويعود لصاحبها (أحد أبناء مختار البوبنة) منوهة أن قيمة حصة المعونة تقد بـ 37000 ليرة سورية. وأضافت المصادر أن مجلس الاحتلال المحلي يطبق قوانينه على ما تبقى من السكان الكُرد فقط، دون التجرؤ على إلزام المستوطنين والمسلحين بقراراته، مشيرة إلى المجلس يزيل البسطات العائدة للمواطنين الكُرد من الشوارع الرئيسية، بينما لا يزال المستوطنون يكتسحون أسواق المدينة بالبسطات دون أن يقترب منها المجلس. وفي الصدد، قامت المجالس التي تمثل المستوطنين بتوزيع معونات مادية وعينية، حيث قدم ما يسمى بمجلس “مهحري الغوطة” 200 ليرة تركية وسلات إغاثية من ألبسة ومواد غذائية. كما قدم مجلس مستوطني حمص مبلغ 25 ألف ليرة سورية إضافة لسلة إغاثية من ألبسة وغذائيات، أما مستوطني ريف حماه الشمالي فحصلوا من مجلسهم على سلات إغاثية ووصل ألبسة، وكذلك تم توزيع 300 ليرة تركية، ووصل ألبسة وسلة منظفات وسلة غذائية للمستوطنين التركمان.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في السادس عشر من مايو\أيار، أفادت “جميلة\اسم مستعار” وهي مقيمة في عفرين، إن مسلحاً من ميليشيا “صقور الشام” داهم منزل مواطن كُردي في قرية كمروك التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وقال سنأخذ ابنك لأنه كان يعمل “مع وحدات حماية الشعب”. وأشارت جميلة إلى أن ابنه “م، ج” عمره 15 عام، وعندما كانت “وحدات حماية الشعب” في عفرين، كان عمره 13 عام، وأضافت: “صاحب المنزل قال للمسلح إنه يكذب”. ونوهت إلى أن المسلح ذهب وجلس على كرسي ووضع مسدس بجانبه، وقال للمواطن الكردي: “إما أن تعطيني 1000 دولار أو سأذهب وأقول بأنني رأيت مسدساً في منزلك”. وأردفت “جميلة” أنه بعد حديث طويل، وأخذاً وجذب، تمكن المواطن الكردي من إقناع المسلح بأخذ مبلغ 200 دولار ومجموعة مصاغ والذهاب. وتابعت “جميلة” إنها رأت بعينها طفلاً كان مع امه، وهي مستوطنة من الغوطة، بانه وضع مواداً من داخل محل كانوا فيه في كيس كان معه، وبعد أن أحس صاحب المحل عليه، تعمدت المستوطنة القول بانها لم تقم بتعليم أبنها القيام بذلك، وضربته أمامهم لإيهامهم بأنها ليست على صلة بالحادثة ولا علم لها به”. وأضافت “جميلة” إنه مسلحاً من مليشيا “فرقة السلطان مراد” مر وهو يقود دراجة نارية بجانب بسطة، وسرق كيساً فيه طقم رجالي، على طريق راجو داخل مدينة عفرين.

في السادس والعشرين من أيار مايو، قال عم القاصر السوري، عبدو شيخو،15 عاما، الذي أرسلته أنقرة من عفرين للقتال في ليبيا، إن عائلته لا تعرف شيئاً عنه، ولا تملك معلومات عن مصيره، متهماً مليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بإجباره على القتال في ليبيا. وأضاف نجيب شيخو، عم الطفل المختطف، في مقابلة مع “العربية”، أنه لا مصلحة لهم في القتال لا في ليبيا ولا في تركيا، وأنهم مدنيون لا علاقة لهم بالحرب. وفي وقت سابق حثت أسرة القاصر العفريني الذي أرسلته تركيا من سوريا للقتال في ليبيا، المجتمع الدولي على الكشف عن مصير الابن المختطف من قبل مليشيات أنقرة. وأفادت وكالة “هاوار”، أن “عناصر مسلحة من مليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي في شمال سوريا، والتي يقودها مرتزق يدعى “أبو جهاد”، أرسلوا القاصر إلى ليبيا في 15 نيسان/إبريل”. وطالبت أسرة القاصر بمحاسبة الاحتلال التركي على ارتكابه جرائم حرب بحق المدنيين في عفرين السورية المحتلة. وكشفت الوكالة في تقرير لها أن القاصر السوري تعرض للتعذيب نحو شهرين على أيدي مرتزقة تركيا في شمال سوريا، قبيل الدفع به إلى أتون الحرب الليبية إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي. وناشد نجيب شيخو، عم القاصر المختطف، المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الأطفال، التدخل الفوري للكشف عن مصير عبدو شيخو بأقرب وقت وإعادته إلى ذويه، وعم الطفل مُهجّر من عفرين ويقطن حالياً في مقاطعة الشهباء. وكشف العم أن عبدو هو الابن الوحيد لوالديه المسنين، اللذين يعانيان من أمراض مزمنة ويحتاجان لمن يرعاهما، وتزداد محنتهما بسبب مصير الابن المفقود. كما طالب نجيب شيخو، المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال التركي على ارتكابه جرائم حرب بحق المدنيين العزل في عفرين وزج الأطفال الكُرد في معارك في البلدان الأخرى. وأوضح نجيب شيخو أن المرتزقة يختطفون المدنيين في قرى عفرين الذين لديهم أبناء في الدول الأوروبية، لإجبارهم على إرسال مبالغ مالية للإفراج عن ذويهم.

كذلك، نشر نشطاء، صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر الدمار الذي لحق بمقبرة “الشهيد رفيق” الواقعة بالقرب من قرية “متينا\ماتنلي” التابعة لناحية “شرّا/شرّان”، نتيجة اعتداء جيش الاحتلال التركي على حرمة القبور، انتقاماً ممن يرقد فيها من مقاتلي ومقاتلات “قوات سوريا الديمقراطية”، و”وحدات حماية الشعب” و”المرأة”. وكانت “عفرين بوست” تلقت في وقت سابق، معلومات تفيد بأن جيش الاحتلال التركي قد قام بعد إكماله احتلال الإقليم الكردي في الثامن عشر من آذار 2018، برفقة الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، بدهس قبور الشهداء بالدبابات والمجنزرات، في خطوة انتقامية دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والدينية التي تقضي بوجوب احترام حرمة المقابر والراقدين فيها أيا كانت هويتهم. كما وتشير الصور إلى أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل المباني الموجودة في حرم المقبرة، قد حوّلت ساحة تشييع الشهداء إلى مخيم يأوي حالياً المستوطنين القادمين من مناطق الصراع في مناطق إدلب وحلب. 

في الثامن والعشرين من مايو\أيار، عقب عامين من الجرائم والانتهاكات المتواصلة من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تحاول بعض الوسائل الإعلامية الموالية للمسلحين الظهور بمظهر المحايد عقب تغافل طويل، وتعتيم إلى جانب التبرير والتغطية على الجرائم المرصودة بشكل متواصل من الشبكات الإعلامية الخاصة بأبناء عفرين الحقيقيين. وفي السياق، تطرقت أمس الأربعاء، إحدى تلك الوسائل الإعلامية التي أيدت غزو عفرين وتهجير أهلها لصالح المستوطنين، وأخفت خلال عامين جرائم مسلحيهم ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، إلى بعض تلك الجرائم بعد أن طفح الكيل بها كما يبدو تجاه مليشيا واحدة، علماً أن كل المسلحين المشاركين في احتلال عفرين، يتمتعون بذات السوية من الإجرام والانتهاكات. وذكرت تلك الوسيلة إن مليشيا “لواء الوقاص” المحتلة لعدد من القرى بناحية “جندريسه\جنديرس” ومحيطها بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، قد عمدت إلى ارتكاب عدد من “التجاوزات” تراوحت بين السرقة وفرض “الأتاوات” على أهالي المنطقة. ويلاحظ من استخدام مصطلح “تجاوزات”، المُحابة التي يكنها الإعلام الموالي للمسلحين، والذي لا يريد وصف الجرائم التي يقومون بها، إلا في إطار كونها تصرفات فردية صادرة عن مليشيا واحدة فاسدة او حتى عناصر محددين ضمنها، مقارنة مع باقي “المليشيات الجيدة” في منظور مُعدي الخبر لتلك الوسيلة وغيرها. وتشير الوسيلة إلى أن مسلحي مليشيا “الوقاص” التابعين لما يسمى بـ “الفيلق الأول” ضمن مليشيات الإخوان المسلمين المعروفة بـ”الجيش الوطني السوري”، بانهم يحتلون قرى “آشكيه روجافا\أشكان غربي”، مروانية فوقاني، مروانية تحتاني، هيكجة، وقريتي أنقلة وسنارة التابعتين لناحية “شيه\شيخ الحديد”. وأكملت الوسيلة بأنَّ مسلحي المليشيا يجبرون الأهالي بالقرى الخاضعة لاحتلالهم على شراء الخبز ومادة الديزل “المازوت”، حصراً من المحال والكازيات التي تعود ملكيتها للمليشيا ومسلحيها، وبأسعار يحددونها على مزاجهم. وتشير إلى عمل المليشيا على إغلاق مكاتب ومحال البث الفضائي التي تؤمن خدمة الانترنت بالمنطقة، لتجبر الأهالي على تحصيل الخدمة عبر أشخاص ومحال محسوبة على مسلحيها. وتؤكد منع المليشيا مالكي “صهاريج” المياه الذين كانوا يعملون على تغذية المنطقة بالمياه الصالحة للشرب من العمل بالمنطقة، بعد تعيينهم لعدد من الأشخاص المحسوبين عليهم للقيام بهذه المهمة. وأضافت بأنَّ مسلحي مليشيا “الوقاص” عملوا على سرقة كافة عدادات المياه المتواجدة بالشوارع الرئيسية والفرعية بقرية سنارة، ليعيدوا بيعها لأصحابها بأسعار خيالية وصلت لـ 19 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر عداد المياه بمركز ناحية جنديرس ما بين 3 إلى 4 آلاف ليرة سورية. كل تلك الجرائم تبقى في منظور تلك الوسيلة “تجاوزات”، متابعةً بأنه المليشيا “الوقاص” تمنع الفلاحين بمناطق احتلاله من حراثة أراضيهم أو جني محصولهم من ورق العنب إلا بموجب ترخيص من قيادة المقر الأمني التابع للمليشيا، كما يمنع المسلحون أبناء المتوفين وزوجاتهم من استثمار أراضيهم إلا بعد إحضار أوراق ثبوتية أو دفع ضرائب مالية. وتشير الوسيلة إلى أن المقر الأمني التابع للمليشيا يقودها المدعو “عبد الله الشوا”، الذي ينحدر من بلدة “مرعناز”، وهو من يطلب من الأهالي إحضار سندات ملكية رسمية “طابو” للسماح لهم بجني محاصيلهم أو زراعة أراضيهم. وتختم بالتأكيد على فرض المليشيا اتاوات على المزارعين، لعدة مرات أثناء جني محصول ورق العنب أو الزيتون أو نقل الزيتون للمعاصر، إلى جانب السرقات من الأهالي وإجبارهم على دفع (العيدية) والزكاة الإجبارية لصالح المليشيا، وتحصيل مبلغ 200  ليرة سورية عن كل كيس “شوال” من الخضار المزروعة بالبساتين المروية كـ الفاصولياء والفليفلة والباذنجان والكوسا.

في الواحد والثلاثين من مايو\أيار، قال “مدير المرصد السوري” إن “شبيحة “أردوغان” حاولوا تبرير جرائمهم بعد البيان الذي أصدرته مجموعة منظمات حقوقية لإدانة تلك الجرائم”.. مضيفاً: “هم يدعون أن بياننا عنصري يتحدث عن الأكراد بينما نحن نتحدث عن منطقة جغرافية بعينها تقطنها غالبية كردية وتتعرض لانتهاكات يومية منذ عام ٢٠١٨، من قبل الفصائل الموالية لتركيا وبرعاية تركيا التي تتحمل المسؤولية الكاملة أولاً وأخيراً عن تلك الانتهاكات”. متابعاً: “فرقة الحمزة التي أرسلت مقاتليها للمشاركة في القتال في ليبيا ليست أول من يرتكب انتهاكات ليس بحق النساء فقط وإنما بحق الجميع في عفرين.. وعندما تحدثنا عن الطفل الذي قتل في ليبيا تعرض ذويه لانتهاكات جديدة من خلال قطع أشجار الزيتون الخاصة بهم على يد فصيل السلطان مراد الذي أرسله إلى هناك”. مردفاً: “لا يوجد فصيل مسلح في عفرين إلا ويمارس الانتهاكات بحق الكُرد من أبناء عفرين.. ونحن نقول الأكراد لأنه حين كنا ندرس الجغرافيا السورية كنا نتعلم أن هذه المنطقة تسمى “جبل الكُرد” وسكانها من الأكراد وهؤلاء أبناء الشعب السوري.. لكن عندما جاء “أردوغان” واحتل عفرين قال إنه سيعيد سكان عفرين الأصليين إليها بينما الواقع أنه جرى تهجيرهم واستقدام مهجرين من “الغوطة الشرقية” الذين اشتبكوا مع فرق الحمزة أمس الأول.. واستقدم كذلك مهجرين من حمص ومن مناطق أخرى إلى عفرين.. وهنا أحد الذين وقعوا على البيان قال لي إن بعض شبيحة “أردوغان” من الفصائل الموالية له اعترضوا على البيان ورفضت بعض المنظمات توقيع البيان.. وقد أكد لي الشخص أنه جرى الاستيلاء على منازله ومنازل أقاربه وطرد المستأجرين تحت العباءة التركية”. مستطرداً: “لا يوجد أي عنصر من الفصائل الموالية لتركيا من أبناء عفرين فقد جاءوا جميعهم من مناطق أخرى.. ونقول شبيحة أردوغان لأنه يشبحون له كما يشبح آخرين لإيران وحزب الله اللبناني.. وبعضهم جاءوا من مناطق القتال ضد إيران في أحياء حلب الشرقية وإذا بهم الآن ينكلون بأبناء الشعب السوري.. ولدينا أشرطة مصورة لانتهاكاتهم وتهديداتهم ضد الأكراد.. وسنظل نتابع هذه القضية مع المنظمات الدولية”. وأشار عبد الرحمن أن “غالبية من ذهبوا إلى ليبيا من فصيل السلطان مراد من سيئي السمعة ومتعاطي المخدرات.. وسبب مقتل القيادي في هذا الفصيل لا يزال غير معروفا بعضهم يقول قتل على الجبهة في القتال والبعض الآخر ينفي.. والثابت أن فصيل السلطان مراد أكثر من جند الأطفال للقتال في عفرين وفي ليبيا وأكثر من مارس انتهاكات بحق الشعب السوري.. ونخشى أن يرتكبون انتهاكات بحق الشعب الليبي ويسيئون إلى سمعة السوريين”. مؤكداً أن “كل من يدعم تواجد هؤلاء المرتزقة للقتال في ليبيا لا يختلف عمن دعم وغض البصر عن تنظيمي “الدولة الإسلامية” والقاعدة عندما انتشروا كالسرطان في جسد الثورة السورية”.

مقاومة الاحتلال..

في الثاني عشر من مايو\أيار، قالت “قوات تحرير عفرين” إنها شنت سلسلة عمليات ضد مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من “القتلة المأجورين” المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري”، الذين كانوا أدوات الاحتلال لغزو عفرين وسريه كانيه وكر سبي شمال سوريا، ويستكملون مهمتهم ذاتها في ليبيا حالياً. وأشارت “تحرير عفرين” إلى تمكن مقاتليها من قُتل 6 “مسلحين\قتلة مأجورين” خلال عدة عمليات في عفرين وإعزاز المحتلتين بشمال غرب سوريا. وقالت القوّات أن عملياتها شنت في الفترة الممتدة ما بين الـ 5 من أيار الجاري، وحتّى الـ 11 من الشهر ذاته. وجاء في البيان: “إلى الإعلام والرأي العام، بتاريخ 05 أيار الجاري: نفّذت قواتنا عملية نوعية استهدفت تجمّع لمرتزقة الاحتلال التركيّ في المنطقة الواصلة بين قرية دير بلوط وناحية جندريسه، حيث قُتل خلالها مرتزقين اثنين”. مضيفةً: “بتاريخ 07 أيار: فجّرت قواتنا عبوة ناسفة بتجمع لمرتزقة الاحتلال التركي في قرية باسوطة التابعة لناحية شيراوا، حيث قُتل مرتزقان اثنان وأُصيب اثنان آخران بجروح”. متابعةً: “بتاريخ 08 أيار: نفّذت قواتنا عملية قنص استهدفت أحد مرتزقة الاحتلال التركيّ في محيط مدينة مارع، حيث قُتل على الفور”، و”بتاريخ 11 أيار: فجّرت قواتنا عبوة ناسفة بدورية لمرتزقة الاحتلال التركي في مركز مدينة عفرين، حيث قُتل خلالها مرتزق، وأُصيب مرتزق آخر بجروح”. وختمت القوات بالقول “وكحصيلة لعمليّات قواتنا، قُتل 6 مرتزقة، وأًصيب ثلاثة آخرون بجروح”.

في الثامن والعشرين من مايو\أيار، كشفت “قوات تحرير عفرين” في بيان لها، عن سجل أحد مقاتليها الذين استشهدوا خلال المرحلة الثانية من “مقاومة العصر” بعفرين، والذي ينحدر من ناحية “موباتا\معبطلي”. وجاء في البيان: “بتاريخ 22 أيار الجاري، وصل رفيقنا زاغروس ماباتا إلى مرتبة الشهادة خلال مشاركته في المرحلة الثانية من مقاومة العصر في منطقة عفرين”. مضيفةً: “وُلد وترعرع الرفيق زاغروس في كنف أسرة وطنية، وشغل مكانه اللائق في كفاحنا ضد الاحتلال وسياسات الإبادة، واكتسب تجارب مهمة في المقاومة خلال مشاركته لسنوات في النضال في ثورة الحرية والديمقراطية التي قامت بها شعوب منطقتنا، حيث قدّم لها كل ثقته وإيمانه إلى أن وصل إلى مرتبة الشهادة في مواجهة كل أشكال الرجعية”.

شرق الفرات..

في الثامن من مايو\أيار، أكد موقع “المونيتور” الأمريكي، أن الاحتلال التركي لشمال سوريا شمل عمليات نقل السكان من منازلهم، وفق ما نقله موقع صحيفة الدستور المصرية، التي ذكرت أن قرار تركيا بنقل العائلات السورية من عفرين إلى تل أبيض، قد أثار مخاوف الهندسة الديموغرافية في شمال سوريا. وأضاف الموقع الأمريكي أن أنقرة قامت بنقل مئات الأشخاص إلى بلدة تل أبيض في شمال شرق سوريا من منطقة “درع الفرات” التي تحتلها تركيا، الأمر الذي أثار دهشة العديد من العائلات المنحدرة من البلدة، والتي كانت تأمل في العودة إلى قراها في المنطقة، والتي وقعت تحت الاحتلال التركي خلال غزوة عسكرية في نوفمبر 2019، ويقال إن جولة جديدة من عمليات نقل السكان جارية. وأكد الموقع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يخفي نيته في تغيير الطابع الديموغرافي للمنطقة، وغالباً ما يكرر خطة أنقرة لنقل ما يصل إلى مليوني لاجئ إلى “منطقة آمنة” من المقرر أن يتم تعيينها في منطقة غزوة “نبع السلام” في الشمال الشرقي. وقال أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، إن تركيا تخطط في البداية لنقل ما يصل إلى مليون لاجئ إلى المنطقة من خلال بناء 140 قرية و10 بلدات في المنطقة. وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة توسيع عمليات إعادة التوطين إلى بلدة دير الزور، التي تقع على الطريق السريع M-4 الذي يربط شرق البلاد وغربها، وتابع أن العمليات التركية عبر الحدود في سوريا لا تزال تسير على قدم وساق على الرغم من تفشي كورونا المستجد الذي دفع العالم إلى الاضطراب. وتتزايد عمليات نقل السكان من شرق نهر الفرات من الجانب الغربي إلى جانب الأنشطة العسكرية التركية، وأكد الموقع أن أردوغان أعاد توطين بعض الأشخاص في المناطق التي هجر منها السوريين. وبحسب مصادر كردية وعربية سورية، قالت إن القافلة حملت عائلات المسلحين السوريين الذين قاتلوا إلى جانب جيش الاحتلال التركي خلال غزوة “درع الفرات”. والجدير بالذكر أن الميليشيات الإخوانية قامت باحتجاجين منفصلين ضد أنقرة، في 17 مارس، و7 أبريل، في مدينة “كري سبي\تل أبيض” المحتلة، بسبب رواتبها المتأخرة وعدم إجراء تبديلات للمسلحين هناك، وبالتالي، قد يكون تحرك تركيا استجابة لمطالب المسلحين للم شملهم مع أسرهم غرب الفرات.

كذلك، قالت وسائل إعلام دعمت الاحتلال التركي أثناء غزوه لـ عفرين ومناطق “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض” شرق الفرات، إن حاجزاً مشتركاً بين جيش الاحتلال وعملائه من المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمد أمس الجمعة، إلى ضرب وشتم مدني من أهالي قرية “حمام التركمان” الواقعة في ريف الرقة الشمالي الخاضعة للاحتلال. وأوضحت المصادر الإعلامية أنَّ الحادثة وقعت على حاجز شريعان قرب إحدى النقاط التركية في مدخل مدينة “كري سبي\تل أبيض” ظهر الجمعة، حيث أكدت أن ضابطاً من جيش الاحتلال التركي ومسلحي ما يعرف بـ “الجيش الوطني”، قد قاموا بالاعتداء على المدني وضربه واحتجازه في النقطة التركية لمدة ساعتين ونصف، ليتم بعدها إخلاء سبيله. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً يبين ثلة مسلحين من المليشيات الإخوانية، وهم يقومون بإهانة مدني وسحبه إلى سيارتهم العسكرية. وذكرت المصادر الإعلامية نقلاً عن مسلح من مليشيا “أحرار الشرقية” قوله إنَّ الحاجز كان يشتبه بأنه يحمل بطاقة شخصية مزورة، ويجب التأكد منه وجرى ذلك بعملية استفزازية.

في الثاني والعشرين من مايو\أيار، دعا مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لإجراء محادثات بين المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، والأكراد في سوريا، كجزء من حملة لإيجاد حل سياسي يمكنه مواجهة النظام السوري. واقترح المسمى “ريتش أوتزن”، وهو كبير مستشاري وزارة الخارجية فيما يخص سوريا، الجمع بين الطرفين على طاولة المفاوضات، وذلك في اجتماع عبر الفيديو لمنظمة سيتا، وهي مؤسسة فكرية تركية، وفقا لما نشره موقع “ناشيونال إنترست”. ويبدو أن المسؤول الأمريكي قد تناسى أن تلك المليشيات الإخوانية قد منحت الاحتلال التركي الحجة لغزو عفرين ومناطق شرق الفرات، مما أدى لاستشهاد آلاف من العسكريين والمدنيين، إلى جانب تهجير قرابة مليون إنسان من تلك المناطق، لصالح توطين ذوي المسلحين من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين. ويقول أوتزن: إن جمع الإدارة الذاتية التي تدير معظم الشمال الشرقي الآن في سوريا، مع الأشخاص الذي يديرون الأجزاء الأخرى من المنطقة، يمكن أن تتناسب مع حل سياسي لجميع أنحاء سوريا، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي يدعو إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة لخلق حكم موثوق وشامل وغير طائفي. ويناقض المسؤول الأمريكي نفسه في ذلك، بدعوته إلى الحوار مع تنظيمات راديكالية ارتكبت بشهادة الأمريكيين، جرائم تصفية جسدية ميدانية طالت أبرياء، كان من بينهم السياسية الكُردية السورية “هفرين خلف”، إبان الغزو التركي لمناطق شرق الفرات أكتوبر العام 2019، إلى جانب جرائم قتل وخطف وترهيب متواصلة بحق أهالي عفرين الأصليين الكُرد، منذ آذار العام 2018. ويواصل الموقع الأمريكي بأن إنهاء الصراع التركي الكردي أصبح أولوية لبعض أعضاء الكونغرس، حيث دعا تقرير للحرية الدينية للكونغرس نشر الشهر الماضي إدارة ترامب إلى دعم الإدارة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والضغط على تركيا للانسحاب من سوريا. وكان الانسحاب الروسي من عفرين آذار العام 2018، والانسحاب الأمريكي من “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، قد سمح للمسلحين الذين يعملون كـ “قتلة مأجورين” تحت مسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، من احتلال تلك المناطق، مستفيدين من الغطاء الجوي التركي، الذي لولاه لما تمكنوا في أي يوم من تدنيس تلك المناطق واحتلالها. وتنحصر مطالب سكان تلك المناطق الثلاث (عفرين، سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض)، في إخراج الاحتلال التركي، وإعادة الأوضاع فيها إلى سابق عهدها، من الناحية السكانية والإدارية، عبر أعادة المهجرين، وطرد المسلحين وذويهم من المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي، ومنحها كباقي مناطق الشمال السوري، الحق في إدارة نفسها بشكل دستوري مثبت، بحماية أبنائها حصراً.

النظام السوري..

في الثاني عشر من مايو\أيار، أعلن النظام السوري وبشكل رسمي أنه غير جاهز للحوار مع “الإدارة الذاتية”، وذلك وفق ما قاله نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “بدران جيا كُرد”، والذي واتهم روسيا باستغلال الحوار بين الحكومة و”الإدارة الذاتية” للحصول على مكاسب من تركيا. وأضاف بدران في تصريحات متلفزة لقناة روناهي الكُردية قائلاً إن النظام السورية ينظر إلى الشعب الكُردي وباقي المكونات الأخرى، كنظرتها ما قبل العام 2011، كما أن هناك قوى أخرى مثل تركيا وإيران تمارسان الضغط عليه لمنع الحوار مع “الإدارة الذاتية”. وانتقد جيا كرد سياسة روسيا تجاه مناطق شمال وشرق سوريا، مطالباً إياها بعدم النظر إلى هذه المناطق بحسب مصالحها مع تركيا. وفي ختام حديثه قال جيا كرد أن القوة الوحيدة في شمال وشرق سوريا هي “قوات سوريا الديمقراطية” و”قوات الأمن الداخلي\الأسايش”، وأن إيجاد أي حل في سوريا يجب أن يراعي خصوصية هذه القوى. وكان قد رفض النظام السوري الإقرار بـ “الإدارة الذاتية في عفرين”، وفضل احتلالها على الاعتراف بإرادة أهلها، كما حاول النظام السوري الانتقام من “الإدارة الذاتية” عبر كيل الاتهامات لها، للتهرب من مسؤولياته الوطنية، التي كانت تستوجب عليه مساندة “وحدات حماية الشعب” في حماية عفرين، وحماية حدود البلاد ومنع اقتطاع اراضيها. وبدى واضحاً من تهرب النظام السوري في الدفاع عن الحدود السورية في عفرين إبان الغزو التركي 2018، اتفاقه المسبق مع الغزو التركي بوساطة روسية على احتلال مناطق معينة مقابل بقاء النظام على سدة الحكم، وإبعاد المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين عن المطالبة بإسقاطه، لقاء توطين ذويهم في المناطق التي عمدت أنقرة لاحتلالها في عفرين وشرق الفرات. حيث أكتفى بإرسال بضع مئات من المسلحين تحت مسمى “القوات الشعبية”، دون تأمين أي تغطية جوية لهم، أو فرض حظر جوي فوق عفرين، وهو ما تعهد به مسؤولوه قبيل غزو عفرين، حيث هدد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية النظام بإسقاط أي طائرة تقصف عفرين، لتثبت الأيام زيف تلك التصريحات.

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إن “النظام التركي يواصل دعم ورعاية التنظيمات الإرهابية الموالية له” في سوريا، وأشار إلى أن “أي وجود القوات أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو احتلال”، بحسب ما نقلته وكالة “سانا” التابعة لـ دمشق. وجاء حديث “الجعفري”، خلال جلسة لمجلس الأمن أُجريت عبر الفيديو حول الوضع في سوريا، قال فيها، تركيا “تنتهك التزاماتها باتفاق أضنة وتفاهمات سوتشي وأستانا وقرارات مجلس الأمن، لا سيما المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية المدعومة منها، استغلت انشغال العالم بجهود التصدي لكورونا لإعادة تنظيم قواتها وزيادة تسليحها، تمهيداً لارتكاب المزيد من الجرائم”. ونوه “الجعفري” إلى قيام القوات التركية، بقطع المياه من محطة علوك بريف سريه كانيه، وقال ” قامت قوات الاحتلال التركي وأدواته من التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على محطة علوك بقطع المياه وحرمان مواطني مدينة الحسكة وجوارها الذين يزيد عددهم على مليون مواطن من مياه الشرب في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”. وأعرب الجعفري عن أسفه من موقف الدول الغربية ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة لعدم إدانتها لممارسات الحكومة التركية. وأضاف الجعفري “قام إرهابيي الحزب التركستاني المدعوم تركياً بتدمير برج محطة زيزون الحرارية لتوليد الكهرباء بريف إدلب بعد أن كانوا قد نهبوا بالتعاون مع فنيين أتراك معدات المحطة ونقلوها إلى داخل الأراضي التركية عبر المعابر التي يروج لها البعض في الأمم المتحدة على أنها “إنسانية”.

الكورونا في عفرين..

في السادس من مايو\أيار، هيمنت حالة من الاستنفار والرعب على إقليم عفرين الكردي المحتل، بعد تأكيد إصابة نحو 7 جنود للاحتلال التركي بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. فقد أظهرت نتائج الفحوصات والتحاليل التي أجريت لعناصر القاعدة العسكرية التركية في المدينة، إصابة نحو 7 أشخاص بالوباء، كما تم أخذ مسح للمخالطين بالعناصر المصابة وحجر القاعدة بالكامل. ويعيش الإقليم وفق المرصد استنفاراً كبيراً، يتضمن تشديداً كبيراً لعمليات الدخول والخروج منها وإليها، وإغلاق معظم الطرقات ما تسبب بأزمة سير خانقة عند المعابر الواصلة ببقية المناطق، وسط حالة تخوف لدى سكان من تفشي المرض. وكان قد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في منتصف نيسان/أبريل الماضي، إصابة مسلح من مليشيا “الشرطة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في مدينة “كري سبي\تل أبيض” أصيب بفيروس كورونا، وحجر جميع المسلحين المتواجدين معه في مركزه. وأكدت مصادر أنه تم الاشتباه بعدة حالات، بينهم مسلحون في صفوف المليشيات الإسلامية، وشابان من بلدة سلوك، حيث تم وضعهم بالحجر الصحي، فيما حول الاحتلال التركي مستوصفات كل من مدينة “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض” إلى مراكز حجر صحي للمصابين القادمين من تركيا.

في السابع من مايو\أيار، قالت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية إن عدداً من مسلحي “الكوماندوز” التابعين للاحتلال التركي في عفرين، أصيبوا خلال الساعات الأخيرة، بفيروس كورونا، ليتم نقلهم إلى الداخل التركي. وبينت الوسيلة نقلاً عن مصدر طبي خاص من “مشفى عفرين العسكري\مشفى الشهيد فرزندا العسكري”، إن المشفى استقبل الاثنين، 12 مسلحاً من الكوماندوز التركي، تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 35 سنة، عقب أن ظهرت عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا. وأضاف المصدر أنَّ الفحوصات الأولية أكدت إصابة العناصر بفيروس كورونا، ليتم تحويلهم بشكل فوري إلى الداخل التركي، وأشار أنَّ العناصر المصابين كانوا يخدمون بمركز الشرطة بمدينة عفرين. ولفتت أن ذلك يثير المخاوف من كونهم قد خالطوا المدنيين المراجعين لمركز مليشيا “الشرطة”، أو مسلحي المليشيا التابعة للاحتلال، وهو ما قد يتسبب بتسجيل إصابات كثيرة بالإقليم. وأشارت الوسيلة إنَّ كل قسم ومركز لمليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تضم عناصر من الكوماندوز التركي (بغية الإشراف على عمل المسلحين، والتأكد من تنفيذهم تعليمات الاحتلال الرامية إلى التضييق على السكان الأصليين الكُرد). ويأتي ذلك عقب أن كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال أمس الأربعاء، إنه قد تم تأكيد إصابة نحو 7 جنود للاحتلال التركي بفيروس كورونا المستجد في عفرين.

في الحادي عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن ميليشيات الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين تمارس الإتجار مع قوات النظام، عبر تهريب البشر والبضائع والمواشي في المنطقة الواقعة بين قرية “براديه\براد” التابعة لناحية شيراوا، وبلدة “نبل”. وأكد المراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” المحتلة لقرية براد تواصل الاتجار مع ميليشيات النظام في بلدة نبل، حيث يتم تهريب أسطوانات الغاز والمحروقات والمواشي، مضيفاً أن التجارة البينية تشمل تهريب البشر أيضاً، إذ يتم تهريب كل فرد بمبلغ 300 دولار أمريكي. إلى ذلك، تواصل ميليشيات الاحتلال التركي عمليات حفر ونبش المواقع الأثرية بحثاً عن الدفائن والكنوز التاريخية التي يتم البحث عنها عبر أجهزة خاصة، استقدمتها فرق خاصة تتبع للمخابرات التركية إلى الإقليم. وأكد المراسل أن مسلحين من بلدات “كفر حمرة” و”عندان” يواصلون منذ أسبوع، عمليات الحفر في المنطقة الواقعة بين قريتي “كورزيليه\قرزيحيل” و”ترنديه\الظريفة” في مركز عفرين، مشيراً إلى وصوله أنباء تفيد بعثورهم على دفائن أثرية، والتي تم شحنها بواسطة سيارات تحمل أرقام خاصة إلى إدلب. وأضاف المراسل أن أعمالاً مُشابهة تحصل في المنطقة الواقعة بين قريني “كورزيليه\قرزيحيل” و”باسوتيه\باسوطة”. وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على عفرين، عمل مهربون من بلدتي نبل والزهراء على نقل العفرينيين من الشهباء وشيراوا إلى حلب بمبالغ مالية وصلت بدايةً إلى قرابة مليون ونصف عن كل شخص، وتدنت أخيراً إلى ما بين تتراوح بين 75 إلى 200 ألف ليرة سورية، او أكثر حسب ما يتعهدون به من سلامة الطريق وامانه. ورفض النظام السوري الإقرار بالإدارة الذاتية في عفرين، وفضل احتلالها على الاعتراف بإرادة أهلها، وحاول النظام السوري الانتقام من “الإدارة الذاتية” عبر كيل الاتهامات لها، للتهرب من مسؤولياته الوطنية، التي كانت تستوجب عليه مساندة “وحدات حماية الشعب” في حماية عفرين، وحماية حدود البلاد ومنع اقتطاع اراضيها. وبدى واضحاً من تهرب النظام السوري في الدفاع عن الحدود السورية في عفرين، اتفاقه المسبق مع الغزو التركي بوساطة روسية على احتلال مناطق معينة مقابل بقاء النظام على سدة الحكم، وإبعاد المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين عن المطالبة بإسقاطه، لقاء توطين ذويهم في المناطق التي عمدت أنقرة لاحتلالها في عفرين وشرق الفرات. ففي الخامس عشر من أكتوبر 2019، كشفت روسيا أن حكومتي النظامين في سوريا وتركيا تخوضان حواراً ومحادثات مستمرة على وقع العملية التركية في شمال سوريا، مؤكدة أنه سيتم منع وقوع أي اشتباك بين الطرفين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons