عفرين بوست
أجاب كل من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي، عبر بيان مشترك على نداء غصن الزيتون الذي ضمن 94 أكاديمي وصحفي وكاتب، من أبناء عفرين إلى الأطراف الكردية التي تخوض ما يعرف بـ الحوار الكردي في شمال شرق سوريا.
وأكد الحزبان أنهما اقترحا ضرورة إضافة بند الى الرؤية السياسية الخاصة بحوار الأطراف الكُردية التي تسعى الى توحيد صفوفها بناءً على مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية السيد مظلوم عبدي، الا وهي إنهاء الاحتلال التركي لمنطقة عفرين وغيرها، وضمان عودة آمنة لأهلها الى بيوتهم وقراهم.
وفيما يلي نص الإجابة كاملاً كما صدر:
الى الخوة والأخوات أصحاب مبادرة عفرين (صرخة الزيتون) المحترمون.
تحية اخوية صادقة:
إن ما يجري في عفرين الجريحة بعد الاحتلال التركي ومرتزقته لها منذ آذار 2018، هي حرب إبادة شاملة وممنهجة تقوم بها الفصائل الراديكالية وبإشراف مباشر من الجيش التركي بغية تهجير أبناء شعبنا وتغيير ديمغرافية المنطقة من خلال عمليات الخطف والسلب والنهب والتهجير القسري وسرقة اللقى الاثرية وكان أخرها هي ممارسة عمليات الاغتصاب لحرائر عفرين في السجون السرية لهذه المجموعات الارهابية والمتطرفة .
إننا في حزبي الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، والديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والذي يجمعهما ميثاق العمل المشترك في الوقت الذي نشاطركم الرأي والموقف بما يجري في عفرين المدينة والنواحي والقرى التابعة لها، نؤكد لكم بأن الدفاع عن شعبنا في عفرين يدخل ضمن أولوياتنا النضالية وأننا ومن خلال حواراتنا مع الأطراف الكُردية التي تسعى الى توحيد صفوفها بناءً على مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية السيد مظلوم عبدي، أكدنا من خلال مقترحاتنا بضرورة إضافة بند الى الرؤية السياسية الا وهي إنهاء الاحتلال التركي لمنطقة عفرين وغيرها ، وضمان عودة آمنة لأهلها الى بيوتهم وقراهم، مؤكدين لكم مرة أخرى عن تضامنا مع مبادرتكم الوطنية والنبيلة.
وكان قد وجه في السابع والعشرين من مايو، 94 أكاديمي وصحفي وكاتب ومثقف كردي من عفرين، نداءً بعنوان “عفرين ــ صرخة الزيتون”، مطالبين بجعل قضية عفرين المحتلة من قبل تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري-الجيش الحر”، أولويةً ضمن أي أطروحات حل، إلى جانب باقي المناطق المحتلة في سريه كانيه وكري سبي.
وشدد النداء أن “ما يجري في عفرين إبادةٌ ثقافيّةٌ، إذ يتواصلُ العملُ على تغييرِ الهويةِ الثقافيّة والاجتماعيّة للمنطقةِ عبر التتريكِ بفرضِ اللغة التركيّة وعقائد وعاداتٍ وتقاليد مختلفةٍ، وفرضِ الأسلمةِ بنهجِها الإخوانيّ وتغييرِ مناهجِ التعليمِ. وشملتِ الانتهاكاتُ تدميرَ المزاراتِ الدينيّة والمقابر الإسلاميّة والإيزيديّة بتهمةِ الإلحادِ والتكفيرِ، فيما سُرقت هذه المزاراتِ كليّاً”.
ولفت إلى أن “التغيير الديمغرافيّ ليس نتيجةً للعدوانِ والاحتلالِ بل أحدُ أهمِ أهدافه، فالمطلوبُ إخلاءُ المنطقةِ من أهلها الكرد بتهجيرهم، وقد بوشر بذلك خلال العدوانِ وتصاعدت وتائره برفعِ العلم التركيّ على المؤسساتِ والمرافقِ العامّةِ، وإعلانِ الاحتلال، ويوماً بعد يومٍ تتغيّر التركيبةُ السكانيّةُ باستقدامِ المزيد من المستوطنين، وإسكانُهم في بيوتِ أهالي المنطقةِ الأصلاءِ والمهجرين قسراً، ومن بقي في بيته يُفرضُ عليه دفعُ بدلَ الإيجارِ للمسلّحين”.
وتطرق النداء إلى كونه “معيشيّاً يتواصلُ تضييقُ سُبلِ المعيشةِ والإفقارِ والتجويعِ المتعمدِ بفرضِ الإتاواتِ والغراماتِ الجائرةِ، ومصادرةِ الممتلكاتِ واقتلاعِ أشجارِ الزيتون والتحطيبِ الجائر للغاباتِ وحرقها وتمّت سرقةُ مياه سد ميدانكي بتحويلِ القناةِ إلى ولايةِ هاتاي”.
مؤكداً أنه “لم يقتصر تحضيرُ أنقرة للعدوان على الجانبِ العسكريّ بل شمل إعدادَ خريطة مسبقة ٍللآثارِ والتلالِ التي يُحتملُ وجودُ لُقى أثريّةٍ فيها، ففي ظلِّ الاحتلال تستمرُّ عمليةُ النبشِ وتجريفِ الأرضِ في عشراتِ المواقعِ، ونُهِبت القطعُ الأثريّة وأُخذت إلى تركيا، في مسعىً لمحوِ الهويةِ التاريخيّة والثقافيّة للمنطقةِ”.
وأوضح النداء أن “عفرين قضيةٌ لها أكثر من بعد، وأوله القوميّ الكرديّ، وهذا ما يُرتبُ مسؤوليةً مباشرةً وتاريخيّة على الكردِ اليوم ممثلين بالأحزابِ والقوى والشخصياتِ ذات الثقل، وهم مطالبون بالتوافقِ وترتيبِ البيتِ الداخليّ للتصدّي لحملةِ الإبادةِ الشاملة والممنهجةِ، وتضميدِ جرحِ عفرين النازفِ على مدى أكثر من عامين”.
وقال النداء: “نحن الموقعين أدناه من مثقفين وكوادر متعلمةٍ بالأصالةِ عن أنفسنا وبالنيابةِ عن آلافِ الأصواتِ ممن تواصلوا معنا من أهالي عفرين بالداخلِ ومخيماتِ التهجيرِ القسريّ والمدنِ السوريّة، وإيماناً بأنّ قضيةَ عفرين تحدّدُ مصيرَ كلِّ الكردِ في حاضرهم ومستقبلهم وهي بنفسِ الوقتِ جزءٌ لا يتجزأ من الحالةِ الكرديّة ضمن مسارِ حلّ الأزمة السوريّة، فإنّنا نضمُّ صوتنا وبقوةٍ لدعوة قوات سوريا الديمقراطيّة، القوى والفعّاليّاتِ السياسيّةَ لتوحيدِ الصفِ، متجاوزين مواقفَ المجاملةِ والتبريكِ، وتحمّلِ كاملِ المسؤوليّة أمام المجتمعِ الكرديّ”.
وتابع: “واليوم كلّ القوى الكرديّةَ السياسيّةَ والمثقفين والكوادرِ المتعلمةِ وأصحابِ القلمِ الحرِّ بمختلفِ توجّهاتهم الفكريّة مطالبون مباشرةً أمام مجتمعُ عفرين بالداخلِ وفي مخيماتِ التهجيرِ ومناطقِ النزوحِ، باتخاذِ موقفٍ حازمٍ والخروج من دائرةِ الكلامِ النظريّ، والإجابةِ على السؤالِ المباشرِ حول المصيرِ، وإيجاد سُبلٍ لإنهاءِ الاحتلالِ ووضع حدٍّ للمعاناةِ القاسيةِ لأهالي عفرين وتلك هي مهمتهم الجوهريّة طالما أنّهم يعتبرون أنفسهم ممثلين لقضيةِ الشعبِ الكرديّ، ولا تُقبلُ أيُّ صيغةٍ للمساومةِ أو مبرراتُ للمماطلةِ”.
وأردف النداء: “كما نتوجّه للأطرافِ الدوليّةِ الراعيةِ بأن تكونَ قضيةُ عفرين وسائر المناطقِ المحتلة على رأسِ الأولوياتِ وصياغةِ برنامجِ عملٍ وخارطةِ طريقٍ واضحةِ المعالمِ لإنهاءِ كاملِ الاحتلالِ التركيّ وضمانِ العودةِ الكريمة للمهجّرين قسراً وتبيانِ مصيرِ آلاف المفقودين والعملِ على تحريرِ المعتقلين، ومحاسبةِ مرتكبي الانتهاكاتِ والتعويضِ العادلِ لأسرِ الضحايا”.
ويؤكد أهالي إقليم عفرين الكُردي المُحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن لا حل في عفرين بدون تحريرها من براثن الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بمسميات “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وإعادة كافة الأوضاع الإدارية والسياسية والديموغرافية فيها إلى ما قبل بدء الغزو التركي في العشرين من يناير العام 2018.