عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من أيار\مايو، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. وهي على الشكل التالي:
جرائم القتل..
في الثاني والعشرين من مايو\أيار، تعمدت قوات الاحتلال اشعال الحرائق بدءاً من قرية “برج حيدر” في المنطقة المحتلة من شيراوا، فيما تردد الأهالي في إخماد النيران، خوفاً من استهداف المسلحين، إلى أن وصلت النيران بفعل الرياح القوية إلى قريتي “كلوتيه” و”كوندي مازن\الذوق الكبير” في شيراوا. وعليه، سعى أهالي في ناحية شيراوا إلى إخماد تلك النيران المُندلعة بالأراضي الزراعية بناحية شيراوا بريف عفرين، والمزروعة بمحصول القمح والشعير في ساعات متأخرة من مساء أمس الجمعة. وبينما كان يحاول الشاب “سليمان جميل إبراهيم” البالغ من العمر ٢٢ سنة، إخماد النيران، استهدفته رصاصة من مليشيات الاحتلال التركي، حيث أصيب بجروح بليغة في جسده. وجرى إسعاف الشاب على الفور لمشفى آفرين في الشهباء لتلقي العلاج، وبحسب مراسل “عفرين بوست” فإن إصابة الشاب كانت حرجة، مما أدى إلى استشهاده فيما بعد، برصاص مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين.
في الثالث والعشرين من مايو\أيار، أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية راجو، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة موساكا، حيث استشهد المواطن الكُردي المسن “نظمي رشيد عكاش/٦٥ عاماً، نتيجة نوبة قلبية طالته عقب مواجهته لمستوطنين في قريته. وأوضح المراسل إن “نظمي” اعترض على إفلات أغنام تعود للمستوطنين في حاكورته بجانب منزله، فتهجم عليه حوالي عشرة مستوطنين في القرية وقاموا بالشجار معه، مما أدى لإصابته بجلطة قلبية، أسعف إثرها إلى عفرين، لكنه استشهد أثناء اسعافه. وتعد هذه ثاني حالة في يستشهد فيها مُسن كُردي نتيجة تعدي مستوطنين بأغنام يملكونها على أملاكهم خلال أقل قرابة شهر، حيث كان قد أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران” في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، عندما أقدم ثلاثة رعاة مستوطنين على ضرب المسن بالعصي واللكمات، وهو “علي محمد أحمد” الملقب “عليكي” البالغ من العمر 74 عام، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين.
الاختطاف وعمليات الابتزاز..
في الرابع والعشرين من مايو\أيار، حاولت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اعتقال شاب يافع بحجة إنه كان يسوق دراجة النارية بسرعة، إلا أن والدته وقفت أمام المسلحين ولم تسمح لهم باعتقاله. وأفاد مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست” إن ميليشيا “الشرطة المدنية” لاحقت شاباَ يافعاً في الخامس عشر من عمره، وحاولت اعتقاله بحجة إنه كان يقود الدراجة النارية بسرعة. وأضاف المصدر إن والدة الشاب وصلت إلى ابنها ولم تسمح للمسلحين باعتقاله، وذكر أن “الأم قالت لهم “مصاري مافي” في إشارةٍ منها إلى أن الميليشيا تفعل ذلك لطلب المال فيما بعد. وأكد المصدر إن الأم وقفت أمام الشرطة، وقالت “إن أخذتم أبني سأضرم النيران في جسدي هنا لتكونوا حديث الساعة”، منوهاً أن الأم كانت شديدة العصبية، قائلاً: “لأول مرة أرى شخصاً يقف أمام الميليشيات بهذه الطريقة”. ولفت المصدر إن الشرطة تركت الأم وولدها ليعودا إلى منزلهم بعد مقاومة الأم أمامهم. وتابع المصدر أيضاً “مسلحو الميليشيات يقودون دراجاتهم بسرعات تفوق الـ 120 في المدينة، وهذه الشرطة تأتي لتعتقل شاباً يافعاً، الأجدر بها أن تضبط الفوضى في عفرين، لكن هذا محال لأنها مشاركة في ذلك”.
في السادس والعشرين من مايو\أيار، ناشدت عائلات 4 شبان اعتقلوا من قبل أجهزة الأمن التركية في مدينة اسطنبول بتاريخ 15 أيار مايو 2020، وفق مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا. وأوضح المركز أن منظمات حقوق الإنسان تضغط على السلطات التركية، للإفراج عن الأشخاص الأربعة الذين تم اعتقالهم بوشاية نتيجة خلافات عائلية، مؤكدين أنّ أبنائهم متواجدون في تركيا منذ حزيران 2012 بطريقة قانونية، وهم يمتلكون بطاقة الكيملك الصادرة من الحكومة التركية. والشبان الأربعة أسمائهم هي: غالب محمد بكر (37 عام)، عدنان فوزي سليمان (20 عام)، مصطفى محمد أوسو (22 عام)، مصطفى أحمد ويسي (25 عام) وهم من مواليد قرية “آشكيه روجافا\أشكان غربي” التابعة لناحية جنديرس بمدينة عفرين. وتقوم سلطات الاحتلال التركية بتسليم أهالي عفرين الذين تعتقلهم على أراضيها إن كانوا لا يحملون بطاقات الكيملك إلى تنظيم “هيئة التحرير الشام” عبر بوابة “باب الهوى” في إدلب، وعادة ما يقوم التنظيم بالتواصل مع عائلاتهم، إن كانوا كرداً، ويطلبون فدية مالية قد تصل إلى 20 ألف دولار، أو يقومون بإعدامهم.
كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشرقية” تواصلت مع ذوي قاصرين كُرديي كان قد فقد أثرهما منذ ثلاثة أيام في مدينة “جندريسه\جنديرس”. وادعت المليشيا أن حرس الحدود التركي ألقى القبض عليهما، بينما كانا يحاولان دخول الأراضي التركية بشكل غير شرعي، رغم أن ذوي القاصرين لم يكونوا على علم بمصير نجليهما. وأكدت المصادر أن كل من (ياسر إسماعيل جنيد/ 14 عاماً، ومحمد حنيف حمود /15 عاماً)، كانا اختفيا في مدينة “جندريسه\جنديرس” دون أن يعرف ذويهما عن مصيرهما شيئاً، مؤكدةً أن تكون ميليشيا “أحرار الشرقية” هي التي اختطفت القاصرين بهدف ارسالها للقتال في ليبيا.
في السابع والعشرين من مايو\أيار، خصص جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفون بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في مدينة مارع المحتلة، سجناً خاصاً بالمختطفين والمعتقلين الكُرد من أهالي إقليم عفرين المحتل، عبر تحويل مدرسة لسجن. ووفقاً لمصادر خاصة لـ “عفرين بوست”، يسمى السجن باسم “القلعة”، ويقع في شمال مدينة مارع المحتلة، ضمن شارع “فروح”، حيث كانت مدرسة للتعليم، وحوله الاحتلال التركي لسجن يعتقل فيه كُرد عفرين فقط. وبحسب المصادر فإن السجن يحوي حالياً المئات من الكُرد ممن تم اختطافهم واعتقالهم في عفرين، بذريعة الانتماء لـ “وحدات حماية الشعب” أو مناصرة “الإدارة الذاتية” السابقة في عفرين. وأوضحت المصادر أن الاحتلال التركي يمارس ضمن السجن المذكور، أبشع أنواع التعذيب والممارسات الإجرامية بحق نزلاءه إن كان عبر التعذيب الجسدي أو النفسي من خلال شتمهم بألفاظ نابية، فيما تدير السجن مليشيا “الشرطة العسكرية”. وفي سياق متصل، أشار مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، ان مصير المسن الكردي “شاهين لطيف بغدادي/65عاماً، لا يزال مجهولاً حتى اليوم، بعد أن اختطف منذ الأيام الأولى لاحتلال إقليم عفرين بذريعة انتمائه لقوات الأسايش، علماً أنه كان يعمل كمعماري في بلدته.
السرقات والأتاوات في عفرين
في الرابع والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن ميليشيا “جيش الإسلام” فرضت اتاوات على مَن تبقى من أهالي قرية “ترنده\الظريفة” التابعة لمركز إقليم عفرين المحتل، وذلك تحت مسمى “العيدية”. وأوضح المراسل أن “أمنية” الميليشيا التي تتخذ من منزل المواطن الكردي المهجّر “صبحي عبدالو” مقراً لها، فرضت على مختار القرية مبلغ 500 ألف ليرة سورية كعيدية، بينما فرضت على باقي أهالي القرية أيضاً مبالغ كبيرة. إلى ذلك، تفرض الحواجز الأمنية التابعة لميليشيات الاحتلال اتاوات تتراوح بين 200- 500 ليرة سورية على كل سيارة أو دراجو نارية تعبر تلك الحواجز، ويتم التركيز في فرض تلك الاتاوات على المواطنين الكُرد حصراً.
في السادس والعشرين من مايو\ايار، وصل الأمر بالمستوطنين في عفرين، لسرقة كابلات الكهرباء والطناجر النحاسية من منازل المدنيين في القرى، حيث قال مواطن كُردي لـ”عفرين بوست” أن “المستوطنين باتوا سرّاقً في عز النهار”، وتابع المواطن بإن “المسلحين والمستوطنين بات شغلهم الشاغل هو السرقة، خصوصاً بعد قطع تركيا الرواتب عن قسم من أبنائهم المسلحين”. وأوضح المواطن: “سرقوا كبلاً للكهرباء من منزلي، ولم نتحدث في الأمر، كما إنهم سرقوا طنجرة نحاسية لجيراني”، مضيفاً: “المستوطنون باتوا سرّاق في عز النهار، ولا أحد يتجرأ أن يتكلم معهم حتى، لأن الميليشيات الإسلامية تحميهم”.
كذلك، ابتزت الميليشيات الإسلامية أهالي ناحية راجو في عفرين، بحجة إنهم يتعاونون مع “قوات تحرير عفرين”، حيث قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، إن مليشيا “أحرار الشرقية” فرضت أتاوات على أهالي ناحية راجو والقرى التي تقع تحت احتلالهم، بحجة إن هناك مقاتلين لـ “قوات تحرير عفرين” وإن أهالي القرى يساعدونهم. وأشار المراسل إن المليشيا فرضت على كل منزل كُردي دفع 50 ألف ل.س، تحت طائل تهديدهم بالاعتقال، بحجة تعاملهم مع “قوات تحرير عفرين”. وأضاف المراسل إن أهالي مركز ناحية راجو، استفاقوا يوم العيد، ووجدوا علماً لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” موضوعاً في مركز البلدة، وعليه بدأت مليشيا “أحرار الشرقية” بطلب الإتاوات من الأهالي، بحجة تعاملهم مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”. وأردف المراسل إن الأهالي على قناعة كاملة بأن المليشيا هي من وضعت العلم هناك، لتقوم باتهام الأهالي بمُولاة الحزب، وتشرعن فرض الإتاوات عليهم.
اقتتال المليشيات التركية والإخوانية
في الثالث والعشرين من مايو\أيار، قالت مواقع موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إن طفلاً قتل على الأقل وأصيب آخرون، مساء يوم السبت، إثر اشتباكات مسلحة دارت بين مليشيا “الجبهة الشامية” ومجموعة مسلحة من بلدة “تل رفعت” في أحد الأسواق الشعبية، ببلدة سجو التابعة لمدينة اعزاز شمال حلب. ونقلت مصادر إعلامية محلية، إن “الاشتباكات اندلعت على خلفية منع عناصر من مليشيا “الجبهة الشامية” لمسلحين من بلدة “تل رفعت” من دخول سوق بلدة سجو الرئيسي بسيارتهم، كإجراء أمني للحماية من دخول المفخخات إلى السوق مع اكتظاظ السوق بالمدنيين تحضيراً لعيد الفطر”. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر من مدينة اعزاز للإعلام الإخواني، أنه من المرجح أن ترتفع حصيلة القتلى والجرحى، بسبب عدم معرفة ما أسفرت عنه الاشتباكات بشكل كامل، مبينة أن المسلحين المتناحرين استخدموا الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية من نوع “أر بي جي”. بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اتفاقاً جرى بين مسلحي تل رفعت، ومليشيا “الجبهة الشامية” في بلدة سجو شمالي حلب عند الحدود السورية – التركية، يقضي بـ “انسحاب أبناء تل رفعت من البلدة”، وإنهاء المظاهر المسلحة فيها، وذلك عقب قتال دموي نشب بين مسلحين من تل رفعت، ومسلحين من أبناء سجو استمر لنحو 7 ساعات متواصلة استخدم خلاله كلا الطرفين أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية. وخلف العراك المسلح 4 قتلى، 3 منهم من أبناء تل رفعت بينهم طفل، ومسلح من أبناء بلدة سجو، منضوي ضمن صفوف مليشيا “الجبهة الشامية”، بالإضافة لوقوع 10 جرحى بينهم مدنيين، وذلك عقب اشكال حدث بين شاب من أبناء تل رفعت وحاجز يتبع لمليشيا “الشامية”، ليقدم أحد عناصر الحاجز على قتل طفل من أبناء تل رفعت، فيما تدخل كـ “قوات فض نزاع” ليل أمس كل من ميليشيتي “فرقة المعتصم” و “جيش الشرقية”. وفي سياق ذلك، أصدرت ما تسمى بـ “القوى العسكرية والثورية لمدينة تل رفعت” توضيحاً لما يجري من اعتداءات متكررة من بعض المسلحين التابعين لقوة الطوارئ التابعة للـمدعو ”أبوعلي سجو” في قرية سجو الحدودية مع تركيا وآخرها اعتدائهم بقتل شابين مدنيين من مدينة تل رفعت لأسباب لا تستدعي إطلاق الرصاص والقتل المتعمد وبدم بارد. ووجهت ما تسمى بـ “القوى العسكرية والثورية لمدينة تل رفعت” رسالة بالالتزام المدنيين في منازلهم حتى أخذ الثأر من جماعة “أبو علي سجو”.
في السادس والعشرين من مايو\أيار، تم قطع الطريق ما بين مدينة إعزاز المحتلة، وإقليم عفرين، أمام المدنيين بعد معارك دارت بين مليشيا “الجبهة الشامية” و”الشرطة العسكرية” في إعزاز قبل أيام، في ظل استمرار توتر الأوضاع. وعلمت “عفرين بوست” من مصدر خاص، إن الطريق ما بين إعزاز وعفرين المُحتلتيّن، مُغلق بسبب التوتر الجاري في إعزاز، بعد معارك دارت فيه بين ميليشيتي “الجبهة الشامية” و”الشرطة العسكرية”. فيما قالت سيدة من اعزاز إنها تريد العودة إلى مدينتها، إلا أنه لا تستطيع، وذكرت: “بتنا لا نستطيع العودة حتى إلى إعزاز”. وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن هناك حالة غضب بين المليشيات ضد مليشيا “الشرطة العسكرية”، وإن مليشيا “فرقة السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” يتوجهون إلى إعزاز لمساندة مليشيا “الجبهة الشامية”. وأعاد المراسل سبب غضب المليشيات من “الشرطة”، إلى تفويض جيش الاحتلال التركي بكامل المسؤولية لهم، ومنحهم الحق في إطلاق الرصاص على أي مسلح يتمادى، مشيراً إن المليشيات تشعر بالشلل، ويقول مسلحوها إن الكل تخلى عنهم وتركهم حتى التركي.
في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” إنه قد اندلعت اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “الحمزة” من جهة، ومليشيا “أحرار الشام” من جهة أخرى، عصر اليوم الخميس، في حي المحمودية بمركز إقليم عفرين المحتل، ما أسفر عن مقتل مسلح من ميليشيا “الحمزة” وطفلين، وإصابة عشرة أشخاص آخرين.
وأوضح المراسل أن مسلحاً من ميليشيا “الحمزة” ألقى قنبلة يدوية على محل تجاري يديره مستوطن غوطاني مُقرب من ميليشيا “أحرار الشام”، بسبب رفض الأخير بيعه مواد غذائية بالديّن، ما أدى لتدخل مجموعة مسلحة مُنحدرة من “الغوطة الشرقية” ومنضوية ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشام”، لتنشب إثرها اشتباكات بين الطرفين، فيما لا يزال التوتر مستمراً بجانب سماع إطلاق الرصاص في الحي. وأضاف المراسل ميليشيا “جيش الإسلام” (التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دمشق) قد انضمت إلى القتال بجانب مليشيا “أحرار الشام”، ضد مليشيا “فرقة الحمزة” (التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف حلب الشمالي). مشيراً أن الاشتباكات أفضت لسيطرة المليشيتين (أحرار الشام جيش الإسلام) على مقرين عسكريين لميليشيا “الحمزة” بالقرب من مبنى الأسايش سابقاً، منوها أن ميليشيا “الحمزة” قامت بإرسال مؤازرات من قرية “مارتيه\معراتيه” القريبة من المركز، إلى منطقة الاشتباكات لمساندة مسلحيها في حي المحمودية، ولا يزال التوتر مستمراً في ظل توسط ميليشيا “الشرطة العسكرية” لاحتواء الموقف المتدهور. بدوره قال المرصد السوري، إن الاقتتال جاء عقب محاولة مجموعة عسكرية تابعة لـمليشيا “فرقة الحمزة” السطو على محل تجاري، ينحدر صاحبه من منطقة عربين في الغوطة الشرقية، ومحاولتهم أخذ بعض المواد الغذائية دون دفع ثمنها. وبعد رفض البائع المستوطن لذلك، قاموا باستهداف محله بقنبلة، ليتطور الأمر ويتحول إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين المستوطنين من الغوطة الشرقية وبمؤازرة بعض مسلحي ميلشيا “أحرار الشام”، ضد مسلحي مليشيا “فرقة الحمزة” وذلك قرب شارع راجو بمدينة عفرين. ووفق المرصد، فقد أسفر الاقتتال حتى اللحظة عن وقوع 8 جرحى على الأقل، بالإضافة لمقتل مُسلح من الغوطة الشرقية، وطفل توفي بعد تعرضه لطلق ناري عشوائي جراء الاشتباكات، فيما تشهد مدينة عفرين حالياً استنفار وتحشد من قبل الطرفين، وسط استياء شعبي كبير.
اشجار عفرين ومحاصيلها..
في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، تواصل ارتكاب الانتهاكات وتساعد عليها في مناطق عفرين المحتلة. وأوضح المرصد أن المستوطنين من ذوي المسلحين يواصلون قطع الغابات الحراجية والأشجار في قرية “روتا\روطانلي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بعد أخذ موافقة من مليشيا “سمرقند”، وأفادت مصادر المرصد السوري بأن سعر كيلو الحطب لا يتجاوز 30 ليرة سورية، بسبب منع القوات التركية نقله إلى مناطق أخرى للاتجار به. ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الإجراءات المتبعة في قطع الحطب والغابات هي ذاتها في جميع مناطق عفرين، حيث تكون المنطقة والأملاك العامة والمصادرة تحت سلطة المليشيا المحتلة في القرية أو المنطقة.
تغيير معالم عفرين وريفها
في الثامن والعشرين من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”، إن أكثر من 91% من أهالي قرية “قستليه مقديد\قسطل مقداد”، قد تم تهجيريهم من منازلهم وجلب عائلات مُستوطنة ليحلوا مكانهم. وأشار المراسل إن 35 منزلاً فقط من أصل أكثر من 400 منزل تتشكل منهم القرية، يحوي على السكان الأصليين الكُرد، فيما يستوطن باقي المنازل عائلات مستوطنة من الغوطة، إضافة إلى نسبة كبيرة من العائلات التركمانية. وكان الاحتلال التركي قد عمدّ إلى تغيير اسم القرية إلى “سلجوق أوباسي” بعد احتلالها مباشرة، ضمن سلسلة تتريك عفرين وإطلاق الأسماء التركية على قراها، أو استخدام الأسماء المُعربة التي أطلقها النظام السوري في عهده على تلك القرى.
خلاص عفرين..
في الرابع والعشرين من مايو\أيار، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن بعض المسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، يقولون للكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بأن انتهاكاتهم تجري بطلب تركي، وانهم وليسوا أصحاب القرار فيما يفعلون، في محاولة منهم لتبيض وجههم أمام الأهالي. وتابع المصدر إن هناك بعض المتزعمين الذين هربوا من عفرين، وأضاف: “هناك متزعم يدعى (حجي سعيد) من ميليشيا (المنتصر بالله)، هرب إلى خارج عفرين ومعه 50 مليون سورية”. ويأتي ذلك بالتزامن مع تودد البعض من متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مع الكُرد في عفرين خوفاً من مصيرهم بعد الوحدة الكردية، وعقب تردد أنباء عن تحضيرات أنقرة لبيعهم أو ترحيلهم إلى ليبيا. وفي السياق، قال مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست” إن متزعمي ومسلحي الميليشيات الإسلامية في عفرين يتوددون للكُرد في عفرين بعد سماعهم بأن تركيا ستبيعهم “بعد تأمين حدودها”. وأشار المصدر “متزعمو الميليشيات يقولون للأهالي الذين لهم أملاك بأنهم سيرسلون عناصر لحماية ممتلكاتهم مقابل رواتب، بشرط أن يكون 50% من الأرباح لهم” وأضاف “كما يقول متزعمو الميليشيات لهم، إنه في حال عادت قوات تحرير عفرين يجب على صاحب الأرض حمايتهم”. وأضاف المصدر إن الميليشيات الإسلامية تتخوف من مصيرهم في عفرين في حال تحقيق وحدة صف كُردية، عقب حوارات تجري في شرق الفرات برعاية أمريكية فرنسية (رغم أنها لم تتحول إلى إعلان رسمي بعد). وتابع المصدر إن اثنين من عفرين لهم أملاك وافقوا على طلب الميليشيات الإسلامية وإن شخصاً من باسوطة أيضاً أخبره بأنه وافق على ذلك لكن بالغصب.
في السادس والعشرين من مايو\أيار، قال نائب القائد العام لـ “جيش الثوار” المنضوي ضمن صفوف “قوات سوريا الديمقراطية”، وهو “أحمد السلطان أبو عراج”، إن روسيا أمهلت تركيا أربعة أشهر لفتح طريق m4 سلمياَ، وإنه “في حال لم يفتح سيتم فتحه عسكرياً، مؤكداً بأن موضوع عفرين وإدلب سيكون مرتبط ببعضه قريباً. جاء ذلك في تصريح خاص، أدلى به أبو عراج لـ “عفرين بوست” حيث أكد أهمية أن يتوحد الشعب السوري ضد الأعداء. وقال “أبو عراج” في حديثه إن روسيا أمهلت تركيا للشهر التاسع لفتح طريق m4 سلمياً “وإلا أن روسيا والنظام سيفتحون الطريق بالقوة العسكرية وبرضاء تركيا لأنها موقعة على الاتفاق، و”يتوجب على تركيا إبعاد كافة الجماعات إن كانت إسلامية متشددة أو معتدلة”. وأضاف أبو عراج: “لكن تركيا لكي تحفظ ماء وجهها، تبدأ بالكلام الرنان والبيانات التي يسمعها ابن إدلب بقلبه وليس بإذنه، فلو إن ابن إدلب والمهجرين من كل سوريا سمعوا كلام الجانب التركي بإذنهم لما بقي جندي تركي واحد على أرض سوريا”. ورجح أبو عراج أن تكون الفترة بدءاً من الشهر التاسع\سبتمبر، وحتى بداية 2021 فترة مفصلية في تاريخ سوريا. ونوه أبو عراج إن جنوب طريق الـ m4 سيصبح بيد النظام وروسيا “ومن يتأمل بتصريحات تركيا بأنها ستعمل وستفتح وستقدم ويعودوا أبناء ريف إدلب الجنوبي إلى مناطقهم، أقول لهم إنها تصريحات رنانة كلها لتمرير بعض المشاريع التي تصب بمصلحة النظام”. وتابع أبو عراج في موضوع ذو صلة: “ملف إدلب متعلق بملف ليبيا والأوضاع في ليبيا تشبه الأوضاع السابقة في سوريا، الفوضى والعشوائية والتكبيرات والفيديوهات والأسر والقتل، نعم يشبه الأوضاع في سوريا قبل 2014، فإذ اتباع السراج أو هيئات الإغاثية التي تتبع الإخوان المسلمين تجهز خيم ومخيمات لاستقبال النازحين من أنصار السراج، كما ملأت إدلب بعشرات الخيم ليقطنها مليون نازح يعانون الأمرين بالشتاء والصيف”. وعن علاقة عفرين بإدلب، قال أبو عراج إن علاقة عفرين بإدلب منفصلة حالياً، وإنه هناك حدود بين إدلب وعفرين “لكن المحتل واحد باختلاف الوكلاء”. وأشار أبو عراج أنه في الأشهر المقبلة “سيكون ملف عفرين وملف إدلب متعلق ببضعه حتى إن سيكون ملف واحد، ووجود تركيا في سوريا هو احتلال وعلى الشعب السوري أن يستيقظ”. وعن عفرين، قال أبو عراج إن عفرين احتلت نتيجة الخيانة من قبل روسيا، “فهي من كانت لها قواعد في عفرين وخرجت لتترك وحدات حماية الشعب والفصائل العربية في وجه المحتلين”. وأضاف أبو عراج “كان جيش الثوار جنباً إلى جنب مع وحدات حماية الشعب والمرأة، العربي والكردي في خندق واحد، لم يتركوا بعضهم لحظة واحدة، وكان لواء الشمال الديمقراطي أيضاً مشاركاً بصد ذلك العدوان الغاشم”. ونوه أبو عراج إن “أكثر من 1500 مقاتل من المكون العربي من خارج مناطق عفرين، كان يقاتل ضد العدوان التركي، ولكن كانت الخطة العسكرية تقتضي بعدم زج كل المقاتلين في القتال”. متابعاً: “امتزج الدم العفريني والدم الادلبي ودم أبطال جيش الثوار من كل مناطق سوريا، وأبلوا بلاءً حسناً وأرض راجو وجندريسه والمناطق المحيطة بها تشهد بمقاومة جيش الثوار مع الرفاق من أبناء عفرين”. وأضاف أبو عراج أيضاً “كانت المقاومة الكبرى في بلدة مريمين، لأن كانت تضم أغلب مقراتنا، وقد حاول المسلحون ثلاث مرات أن يدخلوا أطرفاها وكنا نردهم، حتى شارك الطيران بتكثيف الطلعات على بلدة مريمين، وهناك خسرنا بضربة واحد بإحدى المقرات 11 شهيداً، وخلال معركة عفرين الممتدة لـ شهرين، قدمنا نحن جيش الثوار 22 شهيداً”. وفي نهاية حديثه قال أبو عراج بأن على الشعب السوري أن يكون يداً واحدة ضد الأعداء، وقال “هناك من يحاول بث فتنة بين مكونات الشعب السوري لأنه مستفيد من ذلك، لكن الجزائري والتونسي والسعودي لن يبقى في سوريا، وحده الشعب السوري سيبقى، لذلك يجب أن نكون يد واحدة لنمنع التغيير الديمغرافي والقتال ضد الفتن في بلدنا بعد الكوارث التي مرت بنا”.
في السابع والعشرين من مايو\أيار، وجه 94 أكاديمي وصحفي وكاتب ومثقف كردي من عفرين، نداءً بعنوان “عفرين ــ صرخة الزيتون”، مطالبين بجعل قضية عفرين المحتلة من قبل تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري-الجيش الحر”، أولويةً ضمن أي أطروحات حل، إلى جانب باقي المناطق المحتلة في سريه كانيه وكري سبي. وقال النداء: “دخل احتلالُ عفرين العام الثالثَ دون أفقٍ محددٍ لنهايةِ الكارثةِ التي ألمّت بها وموعدٍ لعودةِ أهاليها الأصلاءِ إلى ديارهم، ولازال مئاتُ آلاف المهجّرين قسراً مشتتين في مخيماتِ النزوحِ وقرى وبلداتِ الشهباء وحلب ومناطق سوريّة أخرى، ويستمرُّ التضييقُ على من بقي من أهالي عفرين الأصلاء لتهجيرهم وإخراجهم من بيوتهم، فقد كافأت أنقرة فصائلَ المرتزقة التي قاتلت معها بنهبِ عفرين واستباحتها وممارسة كلّ ساديتهم فيها، فأصبحت عفرينُ اليوم منطقةٌ خارجةٌ عن كلِّ القوانين والأعرافِ يحكمُها السلوكُ العصاباتي لمجموعاتِ القتلِ المتنقلِ والتي غالباً ما تنخرطُ في اقتتال فيما بينها على تقاسمِ الأسلابِ والغنائمِ حسبِ منطقهم”. مضيفاً: “تفيدُ أصواتُ أهلنا الخافتة من عفرين، بأنّهم باتوا رهائن في بيوتهم وقراهم، وهم يناشدون بقيةَ الضميرِ الإنسانيّ لإنقاذِ الحياةِ بأدنى صورها. فما يحدثُ إبادةٌ جماعيّةٌ وإنهاءٌ للوجودِ، إذ تُمارسُ بحقّهم كلَّ أشكالِ الانتهاكاتِ والتعديات من جرائم القتلِ والخطفِ والاعتقال القسريّ وطلبِ الفديات، ولا يعلمُ أحدٌ عددَ المقراتِ الأمنيّةِ والمعتقلاتِ الخاصةِ وما يحدثُ فيها، فيما يُتكتمُ على كثيرٍ من التعدياتِ على الممتلكاتِ والأعراضِ والأفرادِ. وما عاد أهالي عفرين الأصلاء اليوم يأمنون على أنفسهم أن يسيروا في الشوارعِ ولا في بيوتهم، كما يستمرُّ دون هوادةٍ الاستيلاءُ على البيوتِ وطردُ أصحابِها منها”. مردفاً: “في ظل الاحتلال بات مألوفاً وجودُ جثةٍ مرميةٍ بالعراءِ أو مقتولٍ في بيته ذبحاً رجلاً كان أم امرأة، وأن يتم تسوّرُ البيوت واقتحامها وسرقتها وقتلُ أصحابها. ففي عفرين يصرخُ رعاةٌ أغنامٍ مستوطنون على صاحبُ الأرض المسنِّ: “الأرضُ صارت ملكنا وعليك أن تخرجَ”، ويقضي المسنُّ شهيداً ملتحقاً بمسنين آخرين تمَّ التطاولُ عليهم قتلاً. ويجب أن نعلم أنّ قتلَ المسنين مؤخراً هو استهدافٌ لآخر خطٍ دفاعيّ عن عفرين بتاريخها وخصوصيتها”. وشدد النداء أن “ما يجري في عفرين إبادةٌ ثقافيّةٌ، إذ يتواصلُ العملُ على تغييرِ الهويةِ الثقافيّة والاجتماعيّة للمنطقةِ عبر التتريكِ بفرضِ اللغة التركيّة وعقائد وعاداتٍ وتقاليد مختلفةٍ، وفرضِ الأسلمةِ بنهجِها الإخوانيّ وتغييرِ مناهجِ التعليمِ. وشملتِ الانتهاكاتُ تدميرَ المزاراتِ الدينيّة والمقابر الإسلاميّة والإيزيديّة بتهمةِ الإلحادِ والتكفيرِ، فيما سُرقت هذه المزاراتِ كليّاً”. ولفت إلى أن “التغيير الديمغرافيّ ليس نتيجةً للعدوانِ والاحتلالِ بل أحدُ أهمِ أهدافه، فالمطلوبُ إخلاءُ المنطقةِ من أهلها الكرد بتهجيرهم، وقد بوشر بذلك خلال العدوانِ وتصاعدت وتائره برفعِ العلم التركيّ على المؤسساتِ والمرافقِ العامّةِ، وإعلانِ الاحتلال، ويوماً بعد يومٍ تتغيّر التركيبةُ السكانيّةُ باستقدامِ المزيد من المستوطنين، وإسكانُهم في بيوتِ أهالي المنطقةِ الأصلاءِ والمهجرين قسراً، ومن بقي في بيته يُفرضُ عليه دفعُ بدلَ الإيجارِ للمسلّحين”. وتطرق النداء إلى كونه “معيشيّاً يتواصلُ تضييقُ سُبلِ المعيشةِ والإفقارِ والتجويعِ المتعمدِ بفرضِ الإتاواتِ والغراماتِ الجائرةِ، ومصادرةِ الممتلكاتِ واقتلاعِ أشجارِ الزيتون والتحطيبِ الجائر للغاباتِ وحرقها وتمّت سرقةُ مياه سد ميدانكي بتحويلِ القناةِ إلى ولايةِ هاتاي”. مؤكداً أنه “لم يقتصر تحضيرُ أنقرة للعدوان على الجانبِ العسكريّ بل شمل إعدادَ خريطة مسبقة ٍللآثارِ والتلالِ التي يُحتملُ وجودُ لُقى أثريّةٍ فيها، ففي ظلِّ الاحتلال تستمرُّ عمليةُ النبشِ وتجريفِ الأرضِ في عشراتِ المواقعِ، ونُهِبت القطعُ الأثريّة وأُخذت إلى تركيا، في مسعىً لمحوِ الهويةِ التاريخيّة والثقافيّة للمنطقةِ”. وأوضح النداء أن “عفرين قضيةٌ لها أكثر من بعد، وأوله القوميّ الكرديّ، وهذا ما يُرتبُ مسؤوليةً مباشرةً وتاريخيّة على الكردِ اليوم ممثلين بالأحزابِ والقوى والشخصياتِ ذات الثقل، وهم مطالبون بالتوافقِ وترتيبِ البيتِ الداخليّ للتصدّي لحملةِ الإبادةِ الشاملة والممنهجةِ، وتضميدِ جرحِ عفرين النازفِ على مدى أكثر من عامين”. وقال النداء: “نحن الموقعين أدناه من مثقفين وكوادر متعلمةٍ بالأصالةِ عن أنفسنا وبالنيابةِ عن آلافِ الأصواتِ ممن تواصلوا معنا من أهالي عفرين بالداخلِ ومخيماتِ التهجيرِ القسريّ والمدنِ السوريّة، وإيماناً بأنّ قضيةَ عفرين تحدّدُ مصيرَ كلِّ الكردِ في حاضرهم ومستقبلهم وهي بنفسِ الوقتِ جزءٌ لا يتجزأ من الحالةِ الكرديّة ضمن مسارِ حلّ الأزمة السوريّة، فإنّنا نضمُّ صوتنا وبقوةٍ لدعوة قوات سوريا الديمقراطيّة، القوى والفعّاليّاتِ السياسيّةَ لتوحيدِ الصفِ، متجاوزين مواقفَ المجاملةِ والتبريكِ، وتحمّلِ كاملِ المسؤوليّة أمام المجتمعِ الكرديّ”. وتابع: “واليوم كلّ القوى الكرديّةَ السياسيّةَ والمثقفين والكوادرِ المتعلمةِ وأصحابِ القلمِ الحرِّ بمختلفِ توجّهاتهم الفكريّة مطالبون مباشرةً أمام مجتمعُ عفرين بالداخلِ وفي مخيماتِ التهجيرِ ومناطقِ النزوحِ، باتخاذِ موقفٍ حازمٍ والخروج من دائرةِ الكلامِ النظريّ، والإجابةِ على السؤالِ المباشرِ حول المصيرِ، وإيجاد سُبلٍ لإنهاءِ الاحتلالِ ووضع حدٍّ للمعاناةِ القاسيةِ لأهالي عفرين وتلك هي مهمتهم الجوهريّة طالما أنّهم يعتبرون أنفسهم ممثلين لقضيةِ الشعبِ الكرديّ، ولا تُقبلُ أيُّ صيغةٍ للمساومةِ أو مبرراتُ للمماطلةِ”. وأردف النداء: “كما نتوجّه للأطرافِ الدوليّةِ الراعيةِ بأن تكونَ قضيةُ عفرين وسائر المناطقِ المحتلة على رأسِ الأولوياتِ وصياغةِ برنامجِ عملٍ وخارطةِ طريقٍ واضحةِ المعالمِ لإنهاءِ كاملِ الاحتلالِ التركيّ وضمانِ العودةِ الكريمة للمهجّرين قسراً وتبيانِ مصيرِ آلاف المفقودين والعملِ على تحريرِ المعتقلين، ومحاسبةِ مرتكبي الانتهاكاتِ والتعويضِ العادلِ لأسرِ الضحايا”.
نشر التطرف..
في الثالث والعشرين من مايو\أيار، قالت إحدى المواقع الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بأن أنقرة عاقبت مليشيا “جيش الشرقية”، عبر إيقاف رواتبها في الوقت الذي يقترب فيه موعد عيد الفطر وقبلها أيام شهر رمضان المبارك. ووفق الإعلام الموالي للاحتلال، فقد قال أحد مسلحي مليشيا “جيش الشرقية” الذي ينحدر معظم مقاتليه من المنطقة الشرقية، إنَّ الأتراك تذرّعوا بأنَّ المليشيا لم تسلم تركيا المطلوبين لها بسبب اقتتال جرابلس شمالي حلب مع مليشيا “الشرطة العسكرية”. وبيّن المسلح الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الفصل من العمل أو الاعتقال من الجانب التركي، بإنَّ السبب الرئيسي وراء إيقاف رواتب المليشيا من قبل أنقرة، هو عدم إرسالها لمسلحين ضمن عقود “المرتزقة\القتلة المأجورين” إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأكمل المسلح بأنَّ مليشيا “جيش الشرقية” لم ترسل أي مسلح إلى ليبيا، حتى اللحظة، فيما حاولت ميليشيتا “أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” خداع تركيا، عبر تجنيد عدد قليل من الشبان من المخيمات وإرسالهم تحت اسم تلك المليشيات إلى ليبيا. مؤكداً أنَّ الخدعة لم تنطلي على تركيا، وهو ما يرجح أن تخيّر تركيا تلك المليشيات، خلال الفترة القادمة بين إرسال مسلحين بالمئات، وعلى رأسهم متزعمو المليشيات إلى ليبيا، أو مُواجهة مصير مليشيا “جيش الشرقية” وإيقاف الدعم عنهم. ولفت المسلح إلى أنَّ اتخاذ القرار من قبل أنقرة بإيقاف الرواتب بهذا الشهر بالذات هو للضغط على المليشيا التي تتبع لما يسمى بـ “الفيلق الأول” بزعامة المدعو “حسين حمادي”، للدفع بالمسلحين إلى الأراضي الليبية، والتضييق عليهم بالفترة التي يحتاجون بها للأموال لعائلاتهم في شهر رمضان والعيد. وأوضح المسلح بأنَّ تركيا بلّغت المسلحين المتواجدين بليبيا بتأجيل تبديل النوبات وإعادة العناصر بإجازات من ليبيا، تحت ذريعة الطيران، ولكن السبب الحقيقي هو احتدام المعارك هناك.
وفيما بعد، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن ميليشيا “جيش الشرقية” تعمل اليوم الإثنين، على تجميع نحو 170 مسلحاً من القطاعات الأمنية الخاضعة لها، تمهيداً لإرسالهم في وقت لاحق إلى منطقة حوار كلس بالقرب من إعزاز للانضمام إلى مسلحين آخرين جرى تجميعه من باقي مناطق الاحتلال التركي. وأوضح المراسل أن ميليشيا “الشرقية” تقوم بتجميع المسلحين القادمين من منطقة راجو في مقر “أبو خولة” سابقاً، الكائن على الأوتوستراد الغربي، ليتم إرسالهم اليوم إلى نقطة التجميع في حوار كلس. وأضاف المراسل أن دفعة من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” خرجت فجر اليوم (ثاني أيم العيد) وتوجهت بالفعل إلى منطقة حوار كلس، للتوجه إلى ليبيا، مؤكداً أن العدد يقدر بحوالي 60 مسلحاً. وأشار المراسل أن ميليشيا “لواء المعتصم” أرسلت أيضاً عدداً صغيراً من مسلحيها اليوم، إلى نقطة التجميع في حوار كلس، للانضمام لدفعة أخرى من مسلحيها القادمين من بلدة مارع.
في الرابع والعشرين من مايو\أيار، وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، إن “قوات الجيش الليبي ألقت القبض على محمد الرويضاني المكنى أبو بكر الرويضاني”، والذي وصفه بأحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا. كما أكد المسماري أن “الداعشي السوري أبو بكر الرويضاني كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه”، إلى ذلك أضاف أن “الداعشي “الرويضاني” نقلته الاستخبارات التركية لليبيا كمسؤول عن فيلق الشام”، وقال إن الأيام المقبلة ستحمل مفاجآت كبيرة، مشدداً على أن جميع العمليات السابقة لم تنته بعد. وأوضح أن “المرحلة القادمة ستكون تدمير كافة مواقع الإرهابيين وتدمير أحلام أردوغان على أسوار طرابلس”. وفي وقت سابق أمس الأحد، أكد سقوط أكثر من 100 قتيل و22 أسيراً من المرتزقة السوريين بمعسكر اليرموك، وقال إن القوات الجوية التابعة للجيش الليبي استعادت مناطق واسعة، لافتاً إلى أن ما يقوم به الجيش هو إعادة تموضع وليس انسحاباً. يشار إلى أنه في وقت سابق، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر مصادر موثوقة أن تركيا تنوي نقل غالبية مسلحي المليشيات الإخوانية التابعة لها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إلى ليبيا.
في الخامس والعشرين من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن حكومة الاحتلال التركي في أنقرة، تعكف حالياً على إنشاء معسكرين كبيرين في بلدتي (الراعي والباب) بريف حلب الشمالي الشرقي، بهدف تجميع وتدريب عشرات الآلاف من المسلحين الإسلاميين لإرسالهم إلى ليبيا والقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية الاخوانية. وأكدت المصادر أن أعمال إنشاء المعسكرين بدأت مؤخراً، وسوف يتم تجميع وتدريب نحو خمسين ألف مسلح من “المرتزقة\القتلة المأجورين”، لإرسالهم على دفعات إلى ساحات القتال في ليبيا. ويتقاطع ذلك مع ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، عبر مصادره في الرابع والعشرين من مايو، من أن الاحتلال التركي ينوي نقل غالبية المسلحين المنضويّن تحت لواء ميلشياته في عفرين إلى ليبيا. وبحسب المعلومات التي ذكرها المرصد، تنوي أنقرة نقل أغلبية هؤلاء المسلحين إلى ليبيا، ونشر القوات التركية وتسلميها زمام الأمور بالكامل في عفرين، بسبب ما بدر من سلوك وفساد هؤلاء المسلحين (علما أن كل الفساد هو بقرار وأوامر مباشرة من الاحتلال التركي نفسه، كونه يملك المقدرة على ضبطها خلال 24 ساعة فيما لو أمتلك الرغبة بذلك). ووفقاً معلومات المرصد، فإن أحد ضباط المخابرات على حاجز “زيارة حنان” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف عفرين، أبلغ مجموعة من المواطنين الكُرد أنه سيتم قريباً، نقل هؤلاء المسلحين بسبب ممارساتهم الفاسدة وتأليبهم المواطنين في عفرين على القوات التركية. وفي سياق منفصل، هنأ وزير داخلية الاحتلال التركي “سليمان صويلو”، أمس الأحد، جنود الاحتلال بعيد الفطر، في منطقة غزوة “درع الفرات” شمال سوريا، حيث زار صويلو معبر (الراعي) التي جرى تتريكها إلى “جوبان باي” الحدودية. وتشير زيارة مسؤول الاحتلال إلى اعتبار الاحتلال المناطق المحتلة شمال سوريا، جزءاً من الشأن الداخلي التركي، وهو ما يوضح بجلاء النوايا الاحتلالية للأتراك في المناطق الممتدة من جرابلس إلى إدلب، إضافة إلى المناطق المحتلة في شرق الفرات بين مدينتي سريه كانيه وكري سبي.
في السادس والعشرين من مايو\أيار، كشف شريط فيديو مصور، نشره النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، أن ميليشيات الاحتلال التركي مازالت تقوم بنبش وتخريب قبور الأيزيديين في عفرين وتدمير مراكزهم الدينية المقدسة. ووفق النشطاء، فإن آخر تلك المراكز الدينية، كان عملية السطو والتخريب التي طالت ضريح “الشيخ حميد”، في قرية “قسطل جندو” التابعة لناحية “شرا\شران”، والذي يعتبر مزاراً مقدسا للكُرد الأيزيديين، وذلك بحثاً عن الكنوز والاثار، وفي سياق الترهيب الذي يطال الأقليات الدينية والطائفية في الإقليم.
في السابع والعشرين من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن مخابرات الاحتلال التركي ومتزعمي الميليشيات الإسلامية يقبضون عمولات على رأس كل مسلح يتم إرساله للقتال في ليبيا، ويتم اقتطاعها من رواتبهم البالغة ألفي دولار أمريكي لكل مسلح. وأكدت المصادر أن المخابرات التركية تقبض مبلغ 4000 آلاف ليرة تركية شهرياً على رأس كل مسلح، بينما يقبض متزعمو الميليشيات الإسلامية 500 ليرة تركية من مجموع 14000 ألف ليرة تركية تمنح للمسلح، وهي ما يعادل الـ2000 دولار أمريكي. وفي السياق، طردت ميليشيا “سمرقند” 14 عائلة مستوطنة من قرية “كفر صفرة” التابعة لناحية جنديرس إلى خارج إقليم عفرين المحتل، نحو (إدلب) بسبب رفض منتسبيها من أبناء تلك العائلات الالتحاق بالمعارك الدائرة في ليبيا. ومن جهة أخرى، أشارت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن من قام باختطاف الطفل “عبدو شيخو” في قرية “روتا\روتانلي” وأرسله إلى ليبيا هو المدعو “جهاد أبو خلف” المتزعم في ميليشيا “سمرقند”، والذي ينحدر من منطقة سهل الغاب بريف حماه.
جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..
في السادس والعشرين من أيار مايو، قال عم القاصر السوري، عبدو شيخو،15 عاما، الذي أرسلته أنقرة من عفرين للقتال في ليبيا، إن عائلته لا تعرف شيئاً عنه، ولا تملك معلومات عن مصيره، متهماً مليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بإجباره على القتال في ليبيا. وأضاف نجيب شيخو، عم الطفل المختطف، في مقابلة مع “العربية”، أنه لا مصلحة لهم في القتال لا في ليبيا ولا في تركيا، وأنهم مدنيون لا علاقة لهم بالحرب. وفي وقت سابق حثت أسرة القاصر العفريني الذي أرسلته تركيا من سوريا للقتال في ليبيا، المجتمع الدولي على الكشف عن مصير الابن المختطف من قبل مليشيات أنقرة. وأفادت وكالة “هاوار”، أن “عناصر مسلحة من مليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي في شمال سوريا، والتي يقودها مرتزق يدعى “أبو جهاد”، أرسلوا القاصر إلى ليبيا في 15 نيسان/إبريل”. وطالبت أسرة القاصر بمحاسبة الاحتلال التركي على ارتكابه جرائم حرب بحق المدنيين في عفرين السورية المحتلة. وكشفت الوكالة في تقرير لها أن القاصر السوري تعرض للتعذيب نحو شهرين على أيدي مرتزقة تركيا في شمال سوريا، قبيل الدفع به إلى أتون الحرب الليبية إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق في مواجهة الجيش الليبي. وناشد نجيب شيخو، عم القاصر المختطف، المنظمات الدولية والمعنية بحقوق الأطفال، التدخل الفوري للكشف عن مصير عبدو شيخو بأقرب وقت وإعادته إلى ذويه، وعم الطفل مُهجّر من عفرين ويقطن حالياً في مقاطعة الشهباء. وكشف العم أن عبدو هو الابن الوحيد لوالديه المسنين، اللذين يعانيان من أمراض مزمنة ويحتاجان لمن يرعاهما، وتزداد محنتهما بسبب مصير الابن المفقود. كما طالب نجيب شيخو، المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال التركي على ارتكابه جرائم حرب بحق المدنيين العزل في عفرين وزج الأطفال الكُرد في معارك في البلدان الأخرى. وأوضح نجيب شيخو أن المرتزقة يختطفون المدنيين في قرى عفرين الذين لديهم أبناء في الدول الأوروبية، لإجبارهم على إرسال مبالغ مالية للإفراج عن ذويهم.
كذلك، نشر نشطاء، صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر الدمار الذي لحق بمقبرة “الشهيد رفيق” الواقعة بالقرب من قرية “متينا\ماتنلي” التابعة لناحية “شرّا/شرّان”، نتيجة اعتداء جيش الاحتلال التركي على حرمة القبور، انتقاماً ممن يرقد فيها من مقاتلي ومقاتلات “قوات سوريا الديمقراطية”، و”وحدات حماية الشعب” و”المرأة”. وكانت “عفرين بوست” تلقت في وقت سابق، معلومات تفيد بأن جيش الاحتلال التركي قد قام بعد إكماله احتلال الإقليم الكردي في الثامن عشر من آذار 2018، برفقة الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، بدهس قبور الشهداء بالدبابات والمجنزرات، في خطوة انتقامية دون أي اعتبار للقيم الإنسانية والدينية التي تقضي بوجوب احترام حرمة المقابر والراقدين فيها أيا كانت هويتهم. كما وتشير الصور إلى أن ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل المباني الموجودة في حرم المقبرة، قد حوّلت ساحة تشييع الشهداء إلى مخيم يأوي حالياً المستوطنين القادمين من مناطق الصراع في مناطق إدلب وحلب.
في الثامن والعشرين من مايو\أيار، عقب عامين من الجرائم والانتهاكات المتواصلة من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، تحاول بعض الوسائل الإعلامية الموالية للمسلحين الظهور بمظهر المحايد عقب تغافل طويل، وتعتيم إلى جانب التبرير والتغطية على الجرائم المرصودة بشكل متواصل من الشبكات الإعلامية الخاصة بأبناء عفرين الحقيقيين. وفي السياق، تطرقت أمس الأربعاء، إحدى تلك الوسائل الإعلامية التي أيدت غزو عفرين وتهجير أهلها لصالح المستوطنين، وأخفت خلال عامين جرائم مسلحيهم ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، إلى بعض تلك الجرائم بعد أن طفح الكيل بها كما يبدو تجاه مليشيا واحدة، علماً أن كل المسلحين المشاركين في احتلال عفرين، يتمتعون بذات السوية من الإجرام والانتهاكات. وذكرت تلك الوسيلة إن مليشيا “لواء الوقاص” المحتلة لعدد من القرى بناحية “جندريسه\جنديرس” ومحيطها بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، قد عمدت إلى ارتكاب عدد من “التجاوزات” تراوحت بين السرقة وفرض “الأتاوات” على أهالي المنطقة. ويلاحظ من استخدام مصطلح “تجاوزات”، المُحابة التي يكنها الإعلام الموالي للمسلحين، والذي لا يريد وصف الجرائم التي يقومون بها، إلا في إطار كونها تصرفات فردية صادرة عن مليشيا واحدة فاسدة او حتى عناصر محددين ضمنها، مقارنة مع باقي “المليشيات الجيدة” في منظور مُعدي الخبر لتلك الوسيلة وغيرها. وتشير الوسيلة إلى أن مسلحي مليشيا “الوقاص” التابعين لما يسمى بـ “الفيلق الأول” ضمن مليشيات الإخوان المسلمين المعروفة بـ”الجيش الوطني السوري”، بانهم يحتلون قرى “آشكيه روجافا\أشكان غربي”، مروانية فوقاني، مروانية تحتاني، هيكجة، وقريتي أنقلة وسنارة التابعتين لناحية “شيه\شيخ الحديد”. وأكملت الوسيلة بأنَّ مسلحي المليشيا يجبرون الأهالي بالقرى الخاضعة لاحتلالهم على شراء الخبز ومادة الديزل “المازوت”، حصراً من المحال والكازيات التي تعود ملكيتها للمليشيا ومسلحيها، وبأسعار يحددونها على مزاجهم. وتشير إلى عمل المليشيا على إغلاق مكاتب ومحال البث الفضائي التي تؤمن خدمة الانترنت بالمنطقة، لتجبر الأهالي على تحصيل الخدمة عبر أشخاص ومحال محسوبة على مسلحيها. وتؤكد منع المليشيا مالكي “صهاريج” المياه الذين كانوا يعملون على تغذية المنطقة بالمياه الصالحة للشرب من العمل بالمنطقة، بعد تعيينهم لعدد من الأشخاص المحسوبين عليهم للقيام بهذه المهمة. وأضافت بأنَّ مسلحي مليشيا “الوقاص” عملوا على سرقة كافة عدادات المياه المتواجدة بالشوارع الرئيسية والفرعية بقرية سنارة، ليعيدوا بيعها لأصحابها بأسعار خيالية وصلت لـ 19 ألف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر عداد المياه بمركز ناحية جنديرس ما بين 3 إلى 4 آلاف ليرة سورية. كل تلك الجرائم تبقى في منظور تلك الوسيلة “تجاوزات”، متابعةً بأنه المليشيا “الوقاص” تمنع الفلاحين بمناطق احتلاله من حراثة أراضيهم أو جني محصولهم من ورق العنب إلا بموجب ترخيص من قيادة المقر الأمني التابع للمليشيا، كما يمنع المسلحون أبناء المتوفين وزوجاتهم من استثمار أراضيهم إلا بعد إحضار أوراق ثبوتية أو دفع ضرائب مالية. وتشير الوسيلة إلى أن المقر الأمني التابع للمليشيا يقودها المدعو “عبد الله الشوا”، الذي ينحدر من بلدة “مرعناز”، وهو من يطلب من الأهالي إحضار سندات ملكية رسمية “طابو” للسماح لهم بجني محاصيلهم أو زراعة أراضيهم. وتختم بالتأكيد على فرض المليشيا اتاوات على المزارعين، لعدة مرات أثناء جني محصول ورق العنب أو الزيتون أو نقل الزيتون للمعاصر، إلى جانب السرقات من الأهالي وإجبارهم على دفع (العيدية) والزكاة الإجبارية لصالح المليشيا، وتحصيل مبلغ 200 ليرة سورية عن كل كيس “شوال” من الخضار المزروعة بالبساتين المروية كـ الفاصولياء والفليفلة والباذنجان والكوسا.
مقاومة الاحتلال..
في الثامن والعشرين من مايو\أيار، كشفت “قوات تحرير عفرين” في بيان لها أمس الأربعاء، عن سجل أحد مقاتليها الذين استشهدوا خلال المرحلة الثانية من “مقاومة العصر” بعفرين، والذي ينحدر من ناحية “موباتا\معبطلي”. وجاء في البيان: “بتاريخ 22 أيار الجاري، وصل رفيقنا زاغروس ماباتا إلى مرتبة الشهادة خلال مشاركته في المرحلة الثانية من مقاومة العصر في منطقة عفرين”. مضيفةً: “وُلد وترعرع الرفيق زاغروس في كنف أسرة وطنية، وشغل مكانه اللائق في كفاحنا ضد الاحتلال وسياسات الإبادة، واكتسب تجارب مهمة في المقاومة خلال مشاركته لسنوات في النضال في ثورة الحرية والديمقراطية التي قامت بها شعوب منطقتنا، حيث قدّم لها كل ثقته وإيمانه إلى أن وصل إلى مرتبة الشهادة في مواجهة كل أشكال الرجعية”.
شرق الفرات..
في الثاني والعشرين من مايو\أيار، دعا مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لإجراء محادثات بين المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، والأكراد في سوريا، كجزء من حملة لإيجاد حل سياسي يمكنه مواجهة النظام السوري. واقترح المسمى “ريتش أوتزن”، وهو كبير مستشاري وزارة الخارجية فيما يخص سوريا، الجمع بين الطرفين على طاولة المفاوضات، وذلك في اجتماع عبر الفيديو لمنظمة سيتا، وهي مؤسسة فكرية تركية، وفقا لما نشره موقع “ناشيونال إنترست”. ويبدو أن المسؤول الأمريكي قد تناسى أن تلك المليشيات الإخوانية قد منحت الاحتلال التركي الحجة لغزو عفرين ومناطق شرق الفرات، مما أدى لاستشهاد آلاف من العسكريين والمدنيين، إلى جانب تهجير قرابة مليون إنسان من تلك المناطق، لصالح توطين ذوي المسلحين من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين. ويقول أوتزن: إن جمع الإدارة الذاتية التي تدير معظم الشمال الشرقي الآن في سوريا، مع الأشخاص الذي يديرون الأجزاء الأخرى من المنطقة، يمكن أن تتناسب مع حل سياسي لجميع أنحاء سوريا، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي يدعو إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة لخلق حكم موثوق وشامل وغير طائفي. ويناقض المسؤول الأمريكي نفسه في ذلك، بدعوته إلى الحوار مع تنظيمات راديكالية ارتكبت بشهادة الأمريكيين، جرائم تصفية جسدية ميدانية طالت أبرياء، كان من بينهم السياسية الكُردية السورية “هفرين خلف”، إبان الغزو التركي لمناطق شرق الفرات أكتوبر العام 2019، إلى جانب جرائم قتل وخطف وترهيب متواصلة بحق أهالي عفرين الأصليين الكُرد، منذ آذار العام 2018. ويواصل الموقع الأمريكي بأن إنهاء الصراع التركي الكردي أصبح أولوية لبعض أعضاء الكونغرس، حيث دعا تقرير للحرية الدينية للكونغرس نشر الشهر الماضي إدارة ترامب إلى دعم الإدارة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والضغط على تركيا للانسحاب من سوريا. وكان الانسحاب الروسي من عفرين آذار العام 2018، والانسحاب الأمريكي من “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، قد سمح للمسلحين الذين يعملون كـ “قتلة مأجورين” تحت مسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، من احتلال تلك المناطق، مستفيدين من الغطاء الجوي التركي، الذي لولاه لما تمكنوا في أي يوم من تدنيس تلك المناطق واحتلالها. وتنحصر مطالب سكان تلك المناطق الثلاث (عفرين، سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض)، في إخراج الاحتلال التركي، وإعادة الأوضاع فيها إلى سابق عهدها، من الناحية السكانية والإدارية، عبر أعادة المهجرين، وطرد المسلحين وذويهم من المستوطنين الذين جلبهم الاحتلال التركي، ومنحها كباقي مناطق الشمال السوري، الحق في إدارة نفسها بشكل دستوري مثبت، بحماية أبنائها حصراً.