عفرين بوست-خاص
تتواصل الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون من ذوي المسلحين المنتسبين إلى المليشيات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تم جلبهم من أرياف دمشق وحمص وحماه ودير الزور وإدلب وحلب وغيرها، والذين ارتضوا على أن يكونوا أدوات بيد الاحتلال التركي، كبيدق في مُخطط تغيير ديموغرافية عفرين والقضاء على كُرديتها.
وفي السياق، أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية راجو، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة موساكا، حيث استشهد المواطن الكُردي المسن “نظمي رشيد عكاش/٦٥ عاماً، نتيجة نوبة قلبية طالته عقب مواجهته لمستوطنين في قريته.
وأوضح المراسل إن “نظمي” اعترض على إفلات أغنام تعود للمستوطنين في حاكورته بجانب منزله، فتهجم عليه حوالي عشرة مستوطنين في القرية وقاموا بالشجار معه، مما أدى لإصابته بجلطة قلبية، أسعف إثرها إلى عفرين، لكنه استشهد أثناء اسعافه.
وتعد هذه ثاني حالة في يستشهد فيها مُسن كُردي نتيجة تعدي مستوطنين بأغنام يملكونها على أملاكهم خلال أقل قرابة شهر، حيث كان قد أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران” في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، عندما أقدم ثلاثة رعاة مستوطنين على ضرب المسن بالعصي واللكمات، وهو “علي محمد أحمد” الملقب “عليكي” البالغ من العمر 74 عام، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين.
وفي الثالث والعشرين من أبريل، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن الرُعاة المستوطنين الثلاثة وعائلاتهم الذين تشاركوا في قتل المسن الكُردي “علي محمد أحمد” الملقب بـ “عليكي”، قد غادروا بلدة ميدانكي التابعة لناحية “شراّ/شران” بطلب من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل البلدة إلى جانب ثلاث ميليشيا أخرى، دون أن تتوضح بعد الجهة التي توجهوا إليها.
وأكدت المصادر آنذاك، أن فناء دار الشهيد “عليكي” كان مسرحاً لتنفيذ الجريمة المروعة، حيث كان الشهيد قد طالب المستوطنين بإبعاد قطعان أغنامهم عن حقل زيتون مزروع بالخضار ويقع بجانب منزله، إلا أن الجُناة استشاطوا عضبا قائلين له “نحن حررنا هذه الأرض بدمائنا ويحق لنا إطلاق قطعاننا أينما نشاء، وعليكم ككُرد أن تغادروا هذه الديار”، وأشارت المصادر أن الاعتداء بالعصي واللكمات طال المسنة “أمنية”، زوجة الشهيد رغم أنهما يعانيان من أوضاع صحية سيئة.
ويأتي الإجرام الممارس من قبل المستوطنين ليستكمل الإجرام الذي يقوم به أبنائهم من المسلحين، الذين يشكّلون حاضنة ومنتسبي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
ومنذ اليوم الاول لإطباق الاحتلال العسكري التركي، قسم الاحتلال إقليم عفرين الكُردي إلى قطاعات، واستلمت مليشيا واحدة دفة الامور في كل قطاع، لتطبق فيها تشريعاتها الخاصة، وتستولي على ما يستطيب لها من أملاك وبيوت وسيارات ومصانع ومشاغل وأرزاق للمُهجرين الكُرد، سكان عفرين الاصليين، ممن ارغمتهم حربٌ ظالمة على ترك أرضهم والتهجير القسري عنها.
وفي التاسع عشر من مايو، عُثر على جثمان المواطن الكُردي المُسن “مسلم أحمد عمك\٨٧ عامآ” من أهالي قرية كوران التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، بعد اختفائه لمدة ٥ أيام بشكل مفاجئ.
وفي الثامن عشر من أبريل، استشهدت المواطنة المسنة “فاطمة كنه” في مسكنها، أثناء غياب أبنائها للعمل في زراعة الغراس بأراضيهم، فيما أكدت كل المؤشرات والدلائل أن مسلحي ميليشيا “لواء الوقاص” التي يتزعمها المدعو “محمد عبدو” المنحدر من مدينة “مارع” بريف حلب الشمالي، والمحتلة لقرية هيكجة، هي التي أقدمت على ارتكاب تلك الجريمة بقصد سرقة مصاغ ونقود السيدة الكُردية.
وحاولت المليشيا الترويج لروايات مزيفة للتنصل من الجريمة التي ارتكبها مسلحوها، بينها الانتحار تارة، واتهام زوجة أبن المغدورة وزوجة حفيدها بقتلها تارة أخرى، ولكن الرواية الأغرب، أن الشهيدة “فاطمة” حاولت الجلوس على الكرسي، لكنها سقطت مع معاناتها من مرض الضغط والوزن الزائد، من على الكرسي وتوفيت بقضاء الله وقدره (وفق مليشيا الوقاص)!
كما كان قد استشهد المسن سليمان حمكو، بداية نوفمبر 2019، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” وفرقة “الحمزة” التابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “كعنيه كوركيه” التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
وفي الرابع من أكتوبر 2019، استشهد مدني كُردي في قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية، حيث قتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله.
وفي نهاية اغسطس\آب 2019، استشهد المسن “محي الدين اوسو\77 عام”، عند تعرضه للضرب المبرح من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين عمدوا لسرقة منزله في حي الاشرفية، في منطقة قريبة من مقر لمليشيا “الجبهة الشامية”، وهو ما أكد الاتهام لمسلحي المقر الذي يقوده المدعو “زاهي”، وبعد قرابة اثني عشر يوماً من استشهاد المسن “محي الدين”، استشهدت زوجته المسنة “حورية محمد بكر\74 عام” في السادس من سبتمبر\أيلول 2019، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له في منطقة القفص الصدري، مما تسبب بنزيف داخلي مُستمر إلى أن فارقت الحياة.