عفرين بوست
علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مليشيا “الشرطة العسكرية” في عفرين، عمدت إلى اعتقال “ناشط مدني” من مستوطني حي التضامن بالعاصمة دمشق في ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً.
وأوضح المرصد أن الاعتقال تم بسبب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه وضع مسلحي مليشيا “الشرطة العسكرية” لعلم الاحتلال التركي على لباسهم الجديد ووصفهم بالمنافقين.
وفي سياق الترهيب والاذلال الذي نشره المسلحون من عملاء أنقرة على المستوطنين، بدأ مؤخراً بروز أصوات من هؤلاء المستوطنين ممن غُرر بهم بوعود الاحتلال التركي، وانساقوا خلفه، لتنفيذ سياساته في التطهير العرقي بحق الكُرد وتغيير ديموغرافية عفرين، ليبدأ هؤلاء بأنفسهم التنديد بممارسات المسلحين، بعد أن بدأت تطالهم أنفسهم، رغم تجاهلهم لها عندما كانت تطال أهالي عفرين الأصليين الكُرد بمفردهم.
وفي الصدد، كتب إعلامي مستوطن من الغوطة ممن شاركوا في تأييد الغزو التركي لـ عفرين، بغية حرمان أهلها من حقهم في إدارة أمورهم ضمن نظام “الإدارة الذاتية”، ويسمي صفحته على الفيس بوك بـAmeer Hurputlu”، (كتب) في السابع من مايو: “في عفرين كل شيء مستباح بعيداً عن وسائل الإعلام”.
مضيفاً: “التشبيح على الإعلاميين في أي حدث كان في هذه المدنية المظلومة أصبح أمر اعتيادي من المؤسسات الحكومية على رأسهم الشرطة”.
متابعاً: “عندما يكون هناك حدث في عفرين (تفجير) لا أذهب إلى مكان الحدث، لأنني أعلم سوف يحدث نزاع بيني وبين الشرطة على الأقل من أجل منع التصوير بالمدينة، لكن ذهبت إلى موقع التفجير الذي حدث مؤخرا وسط مدينة عفرين (بدون كاميرا) رأيت مشاهد دامية لأشلاء وجثث الضحايا المتفحمة”.
فيما كتب آخرون على صفحاتهم، منتقدين الدور التركي التخريبي في المناطق السورية، فكتب إعلامي يدعى “وائل عبد العزيز” إن تصوير المشكلة في درع الفرات او عفرين وكامل مناطق شرق وشمال حلب على انها داخلية فقط غير دقيق، هناك إرادة خارجية تركية تريد استمرار الفوضة والانفلات الأمني، محاربة القوى الوطنية كيانات وافراداً، ودعم قطاع الطرق واللصوص كقادة وخلق مشاكل عرقية على حساب ما هو وطني يتم برعاية تركية”.
والغريب أن هذه الصحوة إن كانت حقيقة، فإنها لم تأتي بعد احتلال عفرين واستباحتها فحسب، بل بعد استكمال أنقرة لعبها بهم كعملاء وقتلة مأجورين، فبررت هجماتها على شمال شرق سوريا واحتلت عقب عفرين قطاعاً واسعاً ممتداً بين “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”.
بينما كتب إعلامي ثالث ويدعى عز الدين الهاشمي فقال: “بالنسبة الى مشاكل شمال حلب، انظروا سهام شبيحة تركيا اين تنطلق واعلموا أن الجهة التي يحاربونها هي الجهة التي لم ترضى بقرارات تركيا الأخيرة، وسيتم إنهائها أو إضعافها لإجبارها على السمع والطاعة”.
والان، وعقب انفضاح أمر أنقرة في سعيها لقضم الأراضي السورية واحتلالها، وإرسالها للمسلحين كقتلة مأجورين مجدداً إلى ليبيا بعد عفرين ومناطق شرق الفرات، وعقب بيع أنقرة لنصف مساحة إدلب، واحتمالات بيع النصف الآخر، يبدو أن بعض هؤلاء المستوطنين قد بدأ بتحسس رأسه، لكن بعد أن فوات الأوان.