ديسمبر 23. 2024

قرمتلق: قرية ظلمتها أنقرة قبل 80 عام بسلب سهولها.. وعادت لتهُجر 65% من سكانها!

عفرين بوست-خاص

تتطرق “عفرين بوست” في هذا التقرير إلى قرية قرمتلق التي تقع إلى الغرب من مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد” بـ 4 كم تقريباً على الحدود التركية السورية.

ورسمت الحدود في القرية بموجب اتفاقية التنازل عن لواء الاسكندرون بين الانتداب الفرنسي واتاتورك عام 1938، وبهذا كان أول ظلم لحق بالقرية نتيجة استيلاء الدولة التركية على سهل القرية الخصب والذي يعتبر امتداداً لسهل العمق (دشتا حمقيه) ويقدر بحوالي 1500 هكتار.

نسبة الاستيطان..

وعقب العدوان التركي على إقليم عفرين الكردي في العشرين من يناير العام 2018، تمكن الاحتلال ومسلحوه من احتلال القرية في 16/2/2018.

وكانت تتكون القرية قبل الاحتلال من قرابة 370 عائلة كُردية، وبعد الاحتلال عادت إليها 130 عائلة فقط، جلهم من كبار السن، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من ريف حماه وإدلب باقي المنازل والبالغ عددها 240 منزل.

عمليات الاستيلاء..

وتم الاستيلاء على الأراضي الزراعية الواقعة جنوبي القرية والعائدة للمواطن “حسين ده دو” وتحوليها لمعسكر تدريب لميليشيا “السلطان سليمان شاه – حيث تم جرفها بشكل كامل ولم تعد صالحة للزراعة.

فيما استولي متزعم الميليشيا المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة” على المنازل العائدة لآل داوود (حنيف وأخوه عسكر وأبناء عمومتهم، واحتلها وأسكن فيها أقربائه).

الشهداء من أبناء القرية..

قدمت القرية عدداً من الشهداء: ومنهم المقاتلة في “وحدات حماية المرأة” حياة عبد الله بنت عدنان.

إلى جانب الشهيدين أحمد بكلرو بن حسين وزوجته قدرت بكلرو بنت عزت، في قصف لطيران التركي على حاجز ترنده\الظريفة، أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

أحمد بكلرو بن حسين وزوجته قدرت بكلرو بنت عزت

كذلك، استشهد المواطن علي أحمد قاضي، الذي أصيب نتيجة انفجار لغم به عند عودته مع قطيع أغنامه إلى القرية، وتم نقله إلى المشافي التركية وأخبروا أهله بأنه توفي، لكن لم يعيدوا جثمانه إلى القرية وقيل إنه دفن في تركيا.

محمد حجيكو

فيما المواطن “محمد حجيكو” مفقود منذ الغزو التركي لـ عفرين، ولا يعرف عنه شيء حتى الساعة.

حال القرية أثناء الغزو التركي وعقب إطباق الاحتلال العسكري:

– لم تتعرض القرية للقصف كونها قرية حدودية وقريبة من المخافر الحدودية التركية.. وقد خرج أهلها مبكراً منها، فلم تتعرض لأضرار كبيرة نتيجة الأعمال الحربية.

– المليشيا المحتلة للقرية هي مليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، ومؤخراً بعد التحاقه بالمعارك في ليبيا ينوب عنه شقيقه سيف الدين الجاسم، وهم ينحدرون من قرية جوصة جنوبي السقيلبية.

– عادت أوائل العائلات إلى القرية بداية شهر نيسان العام 2018، ومنعتهم في البداية قوات الاحتلال بحجة وجود الألغام، وتبين فيما بعد بأنهم قاموا خلال تلك الفترة بسرقة بيوت القرية كلها، ومن ثم باعوا محتويات المنازل لأصحابها!

– تمت إعادة الآليات الزراعية من جرارات ومحاريث وسيارات مقابل مبالغ مالية ضخمة لا تقل عم 5 آلاف دولار للآلية الواحدة.

– أملاك المهجرين خارج القرية تم تسليمها لأقاربهم، ويؤخذ 35 % من الموسم كإتاوة من قبل المسلحين، أما الباقون في القرية فيدفعون ما نسبته 10 إلى 15 % إلى الميليشيا.

– تدفع عائلات القرية شهرياً 10 آلاف ليرة سورية للميليشيا – لقاء الإقامة في بيوتهم!

– انتهاكات الميليشيا بحق الشباب وأهل القرية لا تعد ولا تحصى من حملات اختطاف مستمرة، وعادة ما يتم إطلاق سراحهم بعد دفع فدى مالية تتراوح بين ألف دولار لـ عشرة آلاف دولار للمختطف الواحد.

– بتاريخ التاسع والعشرين من فبراير 2016، تم بناء سور على الحدود التركية السورية، وتم قضم ٢٥ م من العرض على طول الحدود المرسومة قديماً، وعلى ذلك تم قلع ١٥٠٠ شجرة زيتون لأهل القرية يتجاوز عمر الشجرة فيها الـ٥٠ سنة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons