ديسمبر 23. 2024

#بانوراما_الأسبوع: 15 اختطاف مُوثق.. “الصمادي” يُمهد السبل لاستيطان الغوطانيين.. الاستيلاء على موسم ورق العنب وتعليب الزيت على اسم المستوطنين.. طرد المسنين الكُرد من بيوتهم واستفزازهم بصور المقبور صدام

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثامن إلى الرابع عشر من مايو\أيار، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في العاشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، إن ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت أوائل شهر أيار الجاري، ثلاثة مواطنين كُرد بينهم امرأة ستينية، من منازلهم في قرية “شوربه” التابعة للناحية، واقتادتهما إلى مركزها في قرية كفرجنة التابعة لناحية “شرا\شران”، وذلك بالتهمة المعتادة “العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة”. وأوضح المراسل أن دورية من ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت قبل نحو أسبوع، كل من (إدريس جعفر40 عاماً – حسن بيرم أكثر من 60 عاماً – رشيدة زوجة علي طاهر (في الستينات من عمرها) واقتادتهم إلى مركزها في قرية كفرجنة. وأضاف المراسل أن الميليشيا كانت اعتقلت قبل نحو عشرين يوماً (أواخر شهر نيسان) مختار القرية المعيّن من قبل مجالس الاحتلال “رشيد عمر/ 56 عاماً” دون معرفة التهمة الموجهة إليه.

في الحادي عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إنه وبعد أن استولت ميليشيات الاحتلال على محضر عقاري للمواطن الكردي “رفعت سيدو” المعروف بـ “رفعتي خازيانا”، والذي كان يقع بالقرب من ملعب عفرين في مركز المدينة، أصيب “رفعت” بجلطة قلبية حزناً على أملاكه التي تم سلبها، مما أدى إلى وفاته. وأشار المراسل بأن الميليشيات الإسلامية لم تكتفي بذلك، فبعد وفاته، عمدوا إلى سلب جراره الزراعي من نوع “بركيس” وبيك آب من نوع “هيونداي”، وسيارة خصوصية من نوع “فيرنا”. كما داهم المسلحون منزله، ونهبوا منه مقتنيات ثمينة وكميات من الذهب والنقود، إضافة إلى اختطاف أولاده في الرابع من أبريل الماضي، حيث تم سجنهم في قرية كفرجنة بناحية “شرا\شران” وملاحقة أخوته لكسب المزيد من الأموال. وأشار المراسل بأن المختطفين هم كل من “رفعت سيدو\٢٧ عام (وهو حفيد المغدور)، وشرفان سيدو البالغ من العمر ٢٤ عاماً، وسيف الدين سيدو البالغ من العمر ٥٥ عاماً. وفي سياق مشابه، خطفت مليشيا “السلطان محمد فاتح” التي ينتمي غالبية مسلحيها إلى التركمان، يوم أمس الأحد، كلاً من المواطنين الكُرد “أحمد عثمان” وأحمد وحيد إبراهيم”، وهما من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.

في الثاني عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: تلجأ الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إلى طرق عديدة لاستدراج اليافعين والأطفال من شوارع مدينة عفرين لخطفهم، في حين قال مصدر في عفرين إن حالات السرقة ازدادت في الآونة الأخيرة. وتعليقاً على حالات الاختطاف أفاد مصدر خاص لـ “عفرين بوست” إن الاحتلال التركي وميليشياته يلجئون إلى طرق استدراج يافعات وأطفال لاختطافه، وفي حادثة جرت قبل أيام، قال المصدر “خرجت فتاتان يافعتان (ش) و(ع) في الـ 17 من عمريهما تقريباً، من المنزل، وفي الطريق أوقفتهما امرأة ورجل وسألا عن مكان المركز الثقافي، وطلبا منهما أن يأخذوهما إلى المركز الثقافي”. وأضاف المصدر “في الطريق جاءت سيارة بسرعة وحاولت أن تخطف الفتاتين إلا أنهما صرختا واستطاعا الهرب منهم”، مردفاً: “الفتاتان الآن لا تجرؤان على الخروج من منزليهما الواقع في حي المحمودية”. وفي حادثة أخرى قال المصدر: “عند دوار نوروز وكنت شاهداً على ذلك، مرت سيارة من جانب طفل صغير وحاولت أن تخطفه، إلا أن الاهالي في المدينة استطاعوا الإمساك به واسترجاع الطفل”. متابعاً: “هناك جماعات تتاجر بالأعضاء البشرية، لذلك هم يختطفون هؤلاء لأخذ أعضائهم وبيعها”، وطلب المصدر من الأهالي أن ينتبهوا على أطفالهم وينبهوهم كي لا يذهبوا مع أي أحد إلى أي مكان. كما تطرق المصدر كذلك إلى زيادة حالات السرقة، قائلاً إنه “بسبب عدم دفع تركيا رواتب المسلحين، ازدادت حالات السرقة في حيي المحمودية والأشرفية خصوصاً”، وأضاف “في بنايتنا قبل عدة أيام تمت سرقة دراجتين ناريتين”.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” إن ميليشيا “فيلق الشام” قد أقدمت ليلة أول أمس الأحد\العاشر من مايو، على اختطاف أربعة مواطنين من أهالي قرية “دير بلوط” التابعة للناحية، وجرى اقتيادهم إلى مقر الميليشيا الرئيسي في قرية “ايسكا\إسكان” التابعة لناحية شيراوا. وأوضح المراسل أن المختطفين هم كل من (محمد ابراهيم جلال باكير\ 27 عاماً – عبد الرحمن خليل حبش\ 37 عاماً – آتيل محمد عيدو\ 28 عاماً – محمد حسن إبراهيم\ 30 عاماً وهو من المكون العربي). مضيفاً أن الدورية الأمنية لاحقت شاباً خامساً ويدعى” عبد الكريم العيسى “من المكون العربي”، إلا أنه لاذ بالفرار ولا يزال مصيره مجهولاً. وأشار المراسل أن كل من (عبد الرحمن ومحمد إبراهيم) تعرضا سابقاً لعدة مرات من الاختطاف على يد ميليشيا “فيلق الشام”، حيث يُفرج عنهما في كل مرة بعد دفع فدية مالية، منوهاً أن إلى الميليشيا تطلب مبلغ ألف دولار أمريكي للإفراج عن كل مختطف. وتتكون قرية “دير بلوط” من 120 منزلاً (60% منهم من المكون الكُردي، و40% منهم من المكون العربي المُقيم في القرية قبل احتلال عفرين 2018). وكشف المراسل أن العمليات الحربية والجرائم التي ارتكبتها الاحتلال ومسلحوه أدت إلى تهجير قسري لنحو 45% من السكان الكُرد، فيما عادت جميع العائلات العربية إلى منازلها ضمن القرية.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قررت عائلة كُردية قبل نحو سبعة أشهر، العودة إلى قرية “سينكا/سنكرلي” التابعة لناحية “شرا\شران”، إلا أن المهرب الذي ينتمي لميليشيا “فرقة السلطان مراد” سلمها لميليشيا “الشرطة العسكرية” لتقوم الأخيرة باعتقال العائلة كاملة بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن المواطن الكُردي “مسلم سفر حمباشو/24 عاماً”، برفقة زوجته غالية جاويش وطفلهما “علي”، تواصل قبل نحو سبعة أشهر، مع مسلح من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” لتهريبهم إلى داخل عفرين المحتلة مقابل مبلغ 300 دولار أمريكي. مضيفاً أن المسلح سلم العائلة الكُردية إلى مقر ميليشيا “الشرطة العسكرية” في قرية قطمة، التي يتزعمها المدعو “أبو عرب”، حيث قام على الفور باعتقال العائلة، وجرى إرسال الزوج “مسلم” إلى سجن “الشرطة العسكرية” في عفرين وهو ذاته “الثانوية التجارية”، بينما تم زج الزوجة غالية وطفلها في سجن “ماراتيه”. وأشار المراسل إلى أن العائلة كانت تقطن في بلدة “أحرزيه/أحرص” في مناطق الشهباء منذ أن تم تهجيرها قبل أكثر من عامين من قريتهما سينكا. مردفاً أن الميليشيا أفرجت عن المواطنة “غالية جاويش” وطفلها “علي” بعد نحو شهر من اعتقالها، فيما لا يزال المواطن “مسلم حمباشو” معتقلاً في سجن “الثانوية التجارية” العائدة للميليشيا.

الاستيطان في عفرين..

في الحادي عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادر متقاطعة أن المستوطن “نزار الصمادي”، هو من قاد حملة التوطين التي استهدفت مركز ناحية “موباتا/معبطلي” في ريف إقليم عفرين المحتل، مستفيدا من مبلغ متي ألف دولار، سرقها من المجالس التي ترأسها حتى قبيل طرده من الغوطة الشرقية، إلى جانب عشرات الآلاف من المسلحين وذويهم، كـ “عضو المجلس الثوري العسكري في الغوطة الشرقية ورئيس مجلس دوما المحلي، ورئيس المجالس المحلية في ريف دمشق، وعضو مجلس محافظة ريف دمشق (المحررة)”. وأكدت المصادر أن “المستوطن الصمادي” يدعي أنه “اشتراكي”، لكنه لم يتردد في الاستفادة من فتوى دينية تُحلّل له الاستيلاء على منازل وممتلكات مهجري “موباتا”، كونهم “كرداً علويين”!، مشيرة إلى أنه نفّذ عدة مشاريع زراعية في البلدة لتمكين المستوطنين من البقاء في ديار الكُرد المهحرين. وكان من بينها، شراؤه ألف رأس ماشية لصالحهم، ليبادر المستوطنون إلى رعيها في الحقول والكروم تحت حمايته، كونه يترأس حالياً ما يسمى بـ “مجلس مهجري الغوطة الشرقية” في “موباتا”. وقال المدعو “الصمادي” في لقاء له على إذاعة “وطن إف إم” الموالية للمسلحين، أن “أهالي الغوطة” ضيوف على الإقليم ولا يريدون إجراء أي تغيير ديموغرافي! رغم أنه قاد مظاهرة ضد (مجلس المحلي في معبطلي) في أيلول 2018، للمطالبة بطرد معلمة كُردية من المدرسة بسبب عدم ارتدائها الحجاب، لتتطور الأمور مع المستوطنين للمطالبة بحل المجلس المعين، احتجاجاً على تمثيل المستوطنين ضمنه، حيث يسيطر عليه متعاونون كُرد مع الاحتلال التركي، إذ تم وقتها اقتحام المتظاهرين المستوطنين بقيادته لمبنى المجلس، والاعتداء على كل من تواجد داخله، ومن بينهم رئيس المجلس “شيخ نعسان”.

في الثالث عشر من مايو\أيار، قام الاحتلال التركي بتغيير ديموغرافية إقليم عفرين الكُردي، تطبيقاً لما تعهد بها رئيس الاحتلال التركي أردوغان قبل بدء الغزو بحق الإقليم، عن إعادة عفرين إلى أهلها (على حد وصفه)، حيث قال في خطاباته بأن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35%، من السكان، علما أن نسبتهم التاريخية تفوق الـ98%. ولم يكن لأحد أن يتصور أن الفلسطينيين أيضاً من سكان عفرين الذين تحدث عنهم أردوغان، إذ استقدم المسلحون مئات العائلات الفلسطينية بشكل خاص من مخيم اليرموك، بغية الاستيطان في أراضي المهجرين الكُرد، سكان عفرين الأصليين، رغم أن المنطق يقول بان هؤلاء ينبغي أنهم قد يشعرون بتأنيب الضمير كونهم أداة بيد الأتراك لإعادة العثمانية، وتطهير الكُرد عرقياً. وهي تشبه بالتالي معاناة الفلسطينيين المفترضة من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يشيد المستوطنات، لكن لا حياة فيما يبدو لمن ينادي عليهم أهالي عفرين، إذ يستقر هؤلاء الفلسطينيون في أملاك أهالي عفرين وضمن خيام مقامة على أرض أجبر أهلها على التهجير عنها. ورغم أن عددهم قد يكون الأقل مقارنة مع المستوطنون المنحدرين من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب، لكن مجرد قبولهم على أرض هجرها سكانها بفعل الغزو التركي، هو إشارة سلبية عن طبيعة العلاقة الكردية الفلسطينية، وهو ما سيلقي بظلاله على مستقبل علاقتهم بكل تأكيد. وكان قد قال مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في الخامس عشر من فبراير الماضي، بأن أعداد المستوطنين الفلسطينيين في الشمال السوري يبلغ قرابة الـ7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك. وقد عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء مخيمات استيطانية عديدة في مناطق حدودية بين عفرين وتركيا، كما في قرية “سوركي” التابعة لناحية راجو، ومخيمات قرب قرى “دير بلوط” و”المحمدية”، وآخر بالقرب من مدينة جنديرس، في إطار خططه لإقامة حزام تركماني-إخواني على طول حدود عفرين مع تركيا، لتوطين أدواته فيها، حيث عمد الاحتلال إلى تطبيق التغيير الديموغرافي عبر استجلاب عائلات المليشيات الإسلامية التي تتبع تنظيم الاخوان المسلمين. وكان قد نقل ناشطون في السابع من مايو \ أيار 2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مركز مدينة عفرين ومعسكر المحمدية بريف جنديرس، فيما روج الإعلام على أنه قد تم نقلهم إلى “الباب” ومناطق “درع الفرات”، فيما يستوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينية.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: يعد موسم ورق العنب من المصادر الدخل الهامة التي تدر على مزارعي الإقليم إيرادات مالية كبيرة، وخاصة في ناحيتي بلبلة وراجو التي تكثر فيهما الكروم، إلا أن موسم الحالي يعد ضعيفاً نظراً لعوامل عدة بينها بقاء الكثير منها تحول الأرض لبور بسب غياب أصحابها الأصليين بفعل التهجير عنها. إلى جانب غلاء تكاليف الاعتناء بها من حراثة وتقليم وتسميد، وكذلك استباحة الغالبية العظمي من الكروم على الرُعاة المستوطنين الذين يقومون برعي قطعان أغنامهم بين الكروم دون رقيب أو حسيب، علاوة على السرقات المنظمة التي تطال الكروم السليمة على يد المسلحين وذويهم من المستوطنين، مترفقة مع التحويش الجائر وسرقة محصول الورق. ففي قرية “ديكيه” التابعة لناحية “بلبلة\/ بلبل” تفرض ميليشيا “فيلق الشام” أتاوة نسبتها 50% من محصول الكروم العائدة للمهجرين، من المبيعات، بينما المتواجدون في القرية، فتفرض الميليشيا عليهم دفع أتاوة نسبتها 20% من المبيعات بعد إبراز الفواتير الصادرة من سوق الهال بعفرين. وفي قرية كوكانية التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، تُجبر ميليشيا “فرقة الحمزة” المزارعين بيع منتوجهم من ورق العنب لتاجر مستوطن من جبل الحص بعينه، بسعر 600 ليرة سورية/ الكيلو الواحد، علماً أنه يبيع الكيلو الواحد ب 1700 ليرة سورية في سوق الهال بعفرين، ومن يمتنع عن بيعه تعاقبه الميليشيا بإطلاق قطعان الأغنام بين حقله. وفي قرية “قيباريه\قيبار” التابعة لمركز عفرين، فقد قامت ميليشيا “لواء المعتصم” باستباحة كرم عنب للمواطن الكردي “حنان عرفو” الواقع بالقرب من مفرق القرية، وقطفت جميع اوراق العنب وبيعها بالأشرفية. وفي قرية خلالكا التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” تقوم ميليشيا “فيلق الشام” بسرقة ورق العنب في الليل، ويسرح المستوطنون والمسلحون بأغنامهم فيها نهاراً، على مرأى من أصحاب الكروم الكُرد دون أن يكون لديهم أي قدرة على محاسبة الجناة، وكذلك الأمر بالنسبة لقرى “ميدانيات”. وفي قريتي (قرنيه وباليا) التابعتين كذلك لـ بلبلة، يحتكر المدعو ” أبو نجرفان” وهو تركماني من أهالي قرية يازباغ، الاتجار بورق العنب، ويشتري من المزارعين الكيلو الواحد بـ “600” ليرة سورية فقط، دون السماح لهم ببيعه بأنفسهم في أسواق عفرين. وفي حي الأشرفية بمركز عفرين، يوجد مستوطن من الغوطة الشرقية متعاقد مع مسلحين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، ويفتتح محلاً للسمانة في شارع السرفيس، يقوم بشراء الكيلو الواحد من المزارعين بـ 500 ل.س، ويبيعه بالمفرق بـ 1500 ل. س. وفي قرية عشونة التابعة لناحية بلبله، يفرض المدعو “أبو كاسم” المنحدر من قرية الحجيرة، وهو أحد مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” على كل سيارة محملة بورق العنب مبلغ 5000 ليرة سورية. وفي قرية معملا/معمل أوشاغي التابعة لناحية راجو، تسيطر ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” على كامل الموسم في الحقول العائدة لمهجري القرية، أما بالنسبة لقرية “عمرا” فيتقاسم مختار القرية الموسم مع أصحاب الحقول، بالاتفاق مع مسلحي القرية. ويفرض الحاجز الغربي لمدينة جنديرس على السيارات المحملة بورق العنب مبلغ ألف ليرة سورية. وفي قريتي خليلاكا وقره كول التابعة لناحية بلبله، يقوم المسلحون وذويهم من المستوطنين بتنفيذ سرقة واسعة النطاق على كافة الكروم العائدة لأهالي القريتين، ويتم بيعه لتاجر مستوطن منحر من الرستن، ويستوطن في بلدة ميدانكي/شران، أما في قرية بيباكا فتتم سرقة الموسم كله، لدرجة لم يستطع من تبقى من سكانه من تموين احتياجاتهم من ورق العنب. وتقوم ميليشيا “لواء صقور الشمال” بفرض إتاوة /100/ ل.س عن كل شجيرة، على مالكي كروم العنب في القرى التي تخضع لاحتلالها. وفي بلدة بعدينا التابعة لناحية راجو، تعرضت كروم عنب عائدة للمواطنين (محمد أحمد إيبش، حسين خليل عبدو، حسين محمد محمد) إلى سرقة الورق والتحويش الجائر، وفقاً لتقرير صادر عن المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي. وفي ناحية شيه\شيخ الحديد، تفرض ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” إتاوة /15%/ على محصول ورق العنب، عدا التي تفرضها على أصحاب سيارات الشحن إلى عفرين، كما عيّنت الميليشيا تاجراً محسوباً عليها، يقوم بإجبار المزارعين على بيع منتوجهم من ورق العنب له بمبلغ 400 ليرة سورية، ليتم تجميعها في المنزل الذي يحتله المستوطن “والد محمد الجاسم” الواقع بالقرب من مدخل البلدة (القوس).

كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن ميليشيا “فليق الرحمن” المطرودة من غوطة دمشق، قد افتتحت قبل نحو أربعة أشهر، مصنعاً لتعليب زيت الزيتون في مركز إقليم عفرين المحتل، معتمدةً في ذلك على الزيت المسروق، أو الذي يتم شراؤه تحت الضغط والتهديد بحق المزارعين الكُرد. وأوضحت المصادر أن الميليشيا افتتحت المصنع في البناء السكني العائد لعائلة “جاويش” والذي يقع في شارع استوديو “كراد” الكائن في حي عفرين القديمة، مشيرةً إلى أن المصنع يعتمد في عمله على الزيت المسروق، كما أنها الميليشيا تعتمد أسلوب الضغط والتهديد لشراء الزيت بسعر لا يتجاوز 12 ألف ليرة سورية لشراء العبوة الواحدة “16كغ”. وأضافت المصادر ذاتها أن الميليشيا تصدر كذلك انتاجها إلى دمشق الخاضعة للنظام السوري، وفي متابعة لـ “عفرين بوست” حول المنشأة التي تحمل إسم “زيت الغوطة”، أكد مصدر موثوق يقيم في ألمانيا أن انتاج هذه المنشأة وصل إلى الأسواق الألمانية أيضاً. حيث أكد المصدر أن سوبر ماركيتاً، يديره سوري وتركي في مدينة هانوفر، يعرض منتجات تحمل نفس الاسم “زيت الغوطة”، علاوة على وجود ماركة أخرى تحمل إسم “الشام”!

التفجيرات في عفرين..

في الثالث عشر من مايو\أيار، أفاد ناشطون بوقوع انفجار قوي في محيط “مشفى جيهان” في حي عفرين القديمة، مقابل “هيئة الصحة\سابقاً”، فيما هرعت سيارات الاسعاف لموقع الانفجار، الذي يبدو أنه أصاب عدة أشخاص بجروح. ولم تتوضح بعد تفاصيل التفجير أو نتائجه، فيما تقع معظم التفجيرات في إطار تصفية الحسابات بين المليشيات المتنافسة على السطوة ومناطق النفوذ والحواجز والاتاوات، إلى جانب استغلال التفجيرات لتنفيذ عمليات سلب ونهب في محيط المنطقة المستهدفة.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الثالث عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز “شيه\شيخ الحديد”، إن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات” التي يتزعمها المدعو محمد الجاسم أبو عمشة، قد قدمت في الثامن من مايو الجاري، على طرد المسنة الكُردية “زلوح بطال علو” البالغة من العمر قرابة الـ70 عاماً، من منزلها. وأشار المراسل أن المسنة تكون زوجة المرحوم “حسين بطال علو”، من أهالي قرية “جقليه أورتيه\جقلا وسطاني”، وقد طردت من منزلها بعد إسماعها كلمات نابية، وتهديدها بالقتل والاستيلاء على منزلها بالقوة، من أجل توطين عائلة من أقرباء المدعو “أبو عمشة” عوضاً عنها فيه. وأوضح المراسل أن المسنة الكُردية أضحت طريحة الفراش الآن، عقب تهجيرها من منزلها، نتيجة القهر والظلم الذي لحق بها جراء ذلك.

في الرابع عشر من مايو\أيار، أوضحت مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، إن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد استولوا على منزل مواطن كُردي في حي عفرين القديمة، وحولوه إلى مركز للدعارة، وأشار إن المسلحين اعتدوا على شيخ الجامع في الحي، لأنه قال إنه حرام عليهم افتتاح مركز دعارة في رمضان. وأشار المصدر إن مسلحين يدعيان “أبو قصي” و”أبو عبد” من مليشيا “فرقة السلطان مراد” قد استوليا على منزل المواطن الكردي “عثمان محمد” الواقع خلف مطعم “فين” في حي عفرين القديمة، وعمدوا إلى تحويلهم إلى بيت دعارة. وأضاف المصدر أن “عثمان” يبلغ من العمر 70 عاماً، وكان قد أجّر منزله لعائلة هناك، أي إن المنزل كان مصدر رزقه، إلا إن المسلحين قد جاءوا إليه قبل أيام وأخرجوا العائلة من المنزل، وحولوه لبيت دعارة للاستفادة مادياً منه. ولفت المصدر إلى أن المسلحين قد هددوا “عثمان” في حال إخباره أحداً، وأشار “لكن ذلك حدث أمام عين الجميع هناك، والكل يعرف إنهم حولوه لبيت دعارة”، في حين لم يعرف المصدر مصير العائلة التي تم إخراجها من المنزل. وفي السياق، قال المصدر إن المسلحين اعتدوا بالضرب على شيخ جامع الحي وهو الشيخ “عباس” وهو كُردي أيضاً، بعد أن قال لهم إنه “حرام عليكم ان تفتتحوا محلاً للدعارة في أيام الصيام”، حيث قام المسلحون بضربه بأخمص أسلحتهم على رأسه وهو يرقد الآن في المشفى.

السرقات والأتاوات في عفرين

في التاسع من مايو\أيار، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه تلقى استغاثة ونداءً وجهه أهالي عفرين من أصحاب المحال التجارية، يشكون فيه فرض مليشيا “فرقة “السلطان مراد” ضرائب وإتاوات على أصحاب المحال التجارية الواقعة على طريق “راجو” بقلب مركز عفرين، بعد مطالبتهم بإثبات ملكية أصحاب المحال لها. وبحسب الاستغاثة التي وصلت المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن “فرقة السلطان مراد بقيادة (م.ب) وعنصرين آخرين هما (أ.ف) و(أ.ر)، بفرض ضرائب تتراوح ما بين 10 آلاف و100 ألف ليرة سورية، سواء كان محل مملوك لصاحبه أو مستأجر، وسط تهديدات بمصادرة المحل وإخلائه واستئجاره لصالحهم الشخصي، في حالة عدم دفع المبلغ المفروض على أصحاب ومستأجري المحال التجارية”. وقالت مصادر موثوقة للمرصد من داخل عفرين، إن “المال يجري جمعه بحجة توفير الحماية للمحال، ويتم إجبار الناس على دفع المبلغ المفروض بشكل شهري”. ولم ترد الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي عفرين تلك المليشيات عن ممارسة انتهاكاتها، حيث أكدت مصادر موثوقة أن “الجميع يعلم أن الناس لا حول لهم ولا قوة، ومعظمهم لا يملكون المال الكافي لسد متطلبات المعيشة اليومية، بسبب تدهور العملة السورية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار”. وناشد أصحاب المحال التجارية، عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، جميع المنظمات والجمعيات الحقوقية التدخل لتسليط الضوء على “ما يعاني منه سكان عفرين من اضطهاد وظلم وسرقة وفرض إتاوات وضرائب عليهم، والهدف هو تهجير من بقي من سكان الأصليين (الكُرد)”.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” أن مجموعة من مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” أقدمت على سرقة عدد من رؤوس الماشية في قرية “قجوما\قجومان”، عائدة لمستوطنين ينحدرون من مدينة سراقب بريف إدلب، مشيراً إلى أن مجموع السرقات التي طالت الماشية في القرية لوحدها، بلغ نحو 49 رأساً. كذلك، قال المراسل أن اشتباكات وقعت الخميس الماضي، بين مجموعتين من ميليشيا “الجبهة الشامية” على خلفية قيام إحدى المجموعات بسرقة سيارة ستنافيه من إدلب وبيعها في عفرين المحتلة، موضحاً أن الاشتباك حصل على طريق قرية “بريمجة” بين جماعة “الحجي” و مجموعة “أبو تراب”، مما أسفر عن إصابة مسلحين من جماعة “الحجي”. إلى ذلك أقدم مستوطنون ينحدرون من منطقة “صوران” بريف حماه، على سرقة الواح الطاقة الشمسية من منزل المواطن الكُردي “محمد كوريش” الكائن في قرية “جولاقا” التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”.

في العاشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحين من جماعة “ميماتي” وهي إحدى مجاميع ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يتجولون في القطاع الأمني الخاضع لهم، والذي يقع بين شارع اتصالات “حبش” و”داور نوروز” في حي عفرين القديمة، بغرض تحصيل اتاوة جديدة من المحال التجارية تحت مسمى “العيدية”، مشيرا إلى أن الاتاوة تبلغ عشرة آلاف ليرة سورية لكل محال تجاري. وأضاف المراسل أن ميليشيا “أحرار الشرقية” أيضاً تقوم من جهتها بتنفيذ حملة فرض اتاوات تحت مسمى “العيدية” على كافة المحال التجارية الموجودة في القطاع الخاضع لها في حي طريق جنديرس في مدينة عفرين. موضحا أن الاتاوات المفروضة تتراوح بين خمسة آلاف وخمسين آلاف ليرة سورية (الصيدليات: 10000 ل.س- المطاعم: 50000 ل.س – محال السمانة: 5000 ل.س – محال الخضار والفواكه: 10000 ل.س).

في الحادي عشر من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يستغلون أجواء العيد وما يرافقه من ازدحام داخل المحال التجارية، لتنفيذ عمليات سرقة بحق المتبضعين، وأصحاب المحال. وأوضح المراسل أن المسلحين يتبعون أسلوباً جديداً مؤخراً، حيث يقوم مسلح بإشغال البائع، بينما يقوم مسلح آخر بالسرقة، مضيفاً أن اليوم فقط، شهد وقوع خمس عمليات سرقة طالت محال تجارية عائدة لمواطنين كُرد.

في الثالث عشر من مايو\أيار، أقدم مسلحون ملثمون، على اقتحام منزلي مواطنيّن كُردييّن في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” بريف إقليم عفرين المحتل، واعتدوا عليهما بالضرب وقاموا بسلبهما مقتنيات مالية، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن الملثمين المسلحين اعتدوا بالضرب المُبرح كل من المواطن “حميد شيخو/55عاماً”، و”محمد كاكج/60 عاماً”، في منزليهما الكائنين في مركز ناحية جنديرس، مشيراً إلى أن المسنين يقيمان لوحديهما، وأضاف المراسل أن زوجة المسن “كاكج” كانت قد استشهدت في التفجير الذي ضرب جنديرس في 24 سبتمبر 2019 في شارع يلانقوز.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال تقرير لـ”عفرين بوست”، يلجأ مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين إلى طرق جديدة بغية ابتزاز سكان عفرين الأصليين، في سبيل الحصول على الأموال منهم معتمدين على مبدأ “التبلي”. وأفاد مصدر من داخل عفرين لـ “عفرين بوست” إن مسلحاً تابعاً لميليشيا احرار الشرقية ضرب دراجته النارية عمداً بسيارة فان عائدة لأحد أهالي عفرين الكُرد على شارع راجو بمدينة عفرين وإنه بدأ يصرخ على صاحب الفان بأنه دمر دراجته. وأضاف المصدر إن “المسلح أجبر صاحب الفان بأن يأخذ إلى المصلح “أبو شير” وهو على شارع الفيلات وقال له سوف تصلح الدراجة كلها، المصلح أيضاً من أهل عفرين وشعر بأن المسلح يبتليه”. المصدر تواصل مع المصلح ليقول له المصلح “كان وجه الكردي محمّر ولا يجرؤ على قول كلمة خوفاً، دراجة المسلح كانت مهترئة من قبل وتصليحها كلها سيكلف على الأقل 500 ألف. قلت للمسلح اذهب من هنا لن أصلح الدراجة فهددني وقال أنت لا تتدخل في الأمر وأصلح، أما أن يصلح هذا دراجتي أو يعطيني 1000 دولار”. وأشار المصدر إن مسلحاً آخر يدعى أبو جندل وهو تابع لأحرار الشرقية يدعم مثل هكذا أعمال وينهب المال من الأهالي. ومن جهة أخرى قال المصدر إن المستوطنين يرسلون أطفالاً للعب أمام أبنية الكُرد، ويزعجونهم وإن خرج أحد وطلب منهم الذهاب، تأتي عائلة ذلك الطفل ويجلبون معهم مسلحين ويخيرونه بين الاعتقال أو دفع 200 دولار.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز “شيه\شيخ الحديد”، أن مسلحين من ميليشيا “لواء الوقاص” نفذت، عملية سطو مسلح طالت سائق إدلبي على الطريق الواصل بين قريتي (هيكجيه ومروانيه) التابعتين للناحية، واستولت على كل مقتنياته المالية. وأشار المراسل أن حادثة السطو حصلت أثناء قيام السائق الذي كان يقود “سيارة أجرة” بإيصال أحد المرضى من معبر باب الهوى بإدلب إلى قرية “هيكجيه”، منوهاً أن المبلغ المسروق بلغ 800 دولار أمريكي، إضافة لجهاز هاتف تبلغ قيمته 170 ألف ليرة سورية. وأضاف المراسل أن المجموعة ذاتها والتي يقودها المدعو “الغول” متزعم الميليشيا في القريتين المذكورتين، نفذت قبل نحو أسبوع عملية سطو أخرى، طالت سائق سيارة أجرة ينحدر في حمص في المنطقة ذاتها.

كذلك، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مؤخراً، على نهب كافة محتويات مجموعة المياه الموجودة في قرية “قره تبه”، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل. وأكد المراسل أن المجموعة المسلحة التي يتزعمها المدعو “أبو شقرا”، أقدمت على فك جميع الأبواب من المبنى وسحبت الغطاسات، علاوة على نهب كافة محتويات المبنى العائد لشركة مياه عفرين. وأضاف المراسل أن الميليشيا، كانت قامت في وقت سابق، بنهب كافة محتويات صالتي الأفراح ” آمد” و”ديار” الواقعتين في القرية على الطريق الرئيسي، وعمدت لإسكان المستوطنين فيهما مقابل إيجار شهري.

جرائم الاعتداء البدني..

في الثاني عشر من مايو\أيار، أرسلت مواطنة كردية من داخل عفرين رسالة لـ “عفرين بوست”، محاولة عبرها تلخيص مُعاناة السكان الأصليين الكُرد داخل الإقليم المحتل من قبل أنقرة ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين منذ أكثر من عامين. وقالت السيدة “أفين\اسم مستعار”: “تعرض زوجي للمرض ولم يقبل أن يتداوى عند أي طبيب هنا، فتوفي وبقيت لوحدي في هذا المنزل، فالمواطنون الكُرد داخل عفرين يعانون الأمرّين في ظل الاحتلال التركي وميليشياته، ويبحث البعض عن أي وسيلة إعلامية ليتحدثوا لهم في ظل منع الاحتلال التركي وسائل الإعلام من العمل في المنطقة”. وقالت المواطنة البالغة من العمر 56 عاماُ في رسالة لـ “عفرين بوست” “مرحبا يا بني، أنا من عفرين وأعيش فيها، نعاني من أوضاع صعبه في ظل من جاؤوا ليحررونا من الظلم كما يدعون، أنا أم ككل الأمهات أعيش وحدي في منزلي بالقرية بعد هجرة أولادي عندما لم يتحملوا هذا الوضع، حيث رحلوا الواحد تلو الآخر”. وأضافت: “بقينا أنا وزوجي بحسرة الأولاد، لم نستطع النوم أبداً خوفاً من هجوم الحشرات ليلاً (في إشارة إلى مسلحي الميليشيات الإسلامية)، مرض زوجي ولم يقبل أن يتعالج عند أي طبيب هنا، عانى كثيراً ونحن بانتظار فتح الطرقات ليذهب إلى الطبيب، لكنه لم يتحمل فرحل إلى ربه منذ 7 أشهر يتيماً من الأهل والاولاد ومن حماة وطننا”. وتابعت: “بقيت وحدي، لم أستطع ترك بيتي ومالي وأرضي ونحن ننتظر الرحمة، أتابع كل الصفحات لكن اسم عفرين يتيم منسي، فأين نرحل؟ هل نموت ونحن نموت ألف مرة؟”. وختمت رسالتها بالقول: “نحن نعيش بين مجرمين وقطاع طرق، لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون الدين إلا حسب أهوائهم، نتمنى أن تتذكرونا ولا تنسونا، نحن لاحول لنا ولا قوة بانتظار من سيخلصنا”. ويرفض الكُرد في عفرين المعالجة في المشافي التي تديرها تركيا عفرين خوفاً من سرقة أعضاء أجسادهم، كما لا يثقون بإمكانات الأطباء المستوطنين العلمية.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في التاسع من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” باعتداء مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” على مسحراتي، في حي المركز الثقافي وسط مركز إقليم عفرين المحتل، بسبب قيامه بإحداث الضجيج وإزعاجهم. وأوضح المراسل أن مسلحي الميليشيا قاموا بضرب المسحراتي المستوطن ويدعى “أبو الفضل” في محيط مركز الثقافة والفن، وقاموا بتحطيم طبلته على رأسه بسبب قيامه بإزعاج المسلحين وايقاظهم من النوم! وكانت قد نشر في الخامس من مايو الجاري، مقطع مصور تداوله ناشطون، لتجمع من المستوطنين أمام سيارة تتبع لمنظمة تسمى “بسمة الإنسانية” أثناء توزع وجبات غذائية عليهم، لتبدأ بعدها حالة من التوتر بين موظفي المنظمة “شابين” والمستوطنين المتجمهرين. حيث سمع في المقطع المصور صوت صياح الأهالي على الموظفين نتيجة توزيعهم للحصص الغذائية فقط للأشخاص الذين يعترضون ويغضبون، فيما يقف البقية منتظرين دورهم. ليبدأ بعدها أحد موظفي المنظمة بالتلويح للشخص الذي يصور الحادثة ويأمره بعدم التصوير، ويهدد آخر بأنه سوف “يشحطه” أي (يعتقله) عن طريق المليشيات المتواجدة بالمنطقة. وقالت إحدى الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية المحتلة لـ عفرين، إن المقطع قد صوّر في قرية “قطمة” التابعة لناحية “شرا\شران”، مشيرةً إلى أنَّ قرية “قطمة” وجوارها تضم أعداد كبيرة من المستوطنين من مناطق ريف حلب الجنوبي والغربي وأرياف إدلب.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الثالث عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي ومليشيات الإخوان التابعة له، قصفت قريتي (سموقة وتل مضيق) التابعة لمقاطعة الشهباء، بالأسلحة الثقيلة، حيث يتواصل القصف منذ عدة ساعات، دون ورود معلومات عن اصابات. وعقب قصف قرى (سموقة وتل مضيق)، توجه الاحتلال التركي لقصف قرى (مرعناز ومالكية وشوارغة) بناحية “شرا\شران”.

في الرابع عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية، قد عاودت قصف قريتّي (آقيبه وصوغانكه) في ناحية شيراوا بالأسلحة الثقيلة، كما طال القصف أيضاً قريتي (مرعناز والمالكية) بناحية “شرا\شران”، حيث كان لا يزال القصف مستمراً حتى لحظة إعداد الخبر. وضمن سياق منفصل، قال مراسل “عفرين بوست” أن مسلحا من ميليشيا “الشرطة العسكرية” أصيب بجراح أثناء قيامه بفض اشتباك مسلح وقع في شارع السياسية وسط مدينة عفرين بين ميليشيا “فرقة السلطان مراد” وميليشيا “لواء الشمال”، دون أن تتوضح أسباب اندلاع الاشتباك المسلح بين الطرفين.

اشجار عفرين..

في الثاني عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي”، أن مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” أقدموا الأربعاء الماضي، على قطع 12 شجرة زيتون من الجذوع، والعائدة للمواطن “صبحي حمدوش” من أهالي قرية “حسيه/ميركان” التابعة للناحية. وأكد المراسل أن صاحب الحقل يعيش في مدينة عفرين، وحين سماعه لنبأ قطع اشجاره توجه مباشرة إلى القرية، ليجد أن المسلحين قطعوا بالمنشار 12 شجرة من حقله، إضافة لـ 3 أشجار اللوز، مشيراً إلى أن المواطن الكردي قدم لهم الثبوتيات التي تثبت ملكيته للحقل، حتى توقف المسلحون عن القطع. وأضاف المراسل أن المسلحين أخذوا الأشجار المقطوعة رغم تقدم صاحب الأرض بشكوى لدى أحد متزعمي الميليشيا، ويدعى “أبو أصلان”، إلا أنه رفض الخوض في الملف.

تغيير معالم عفرين وريفها

في العاشر من مايو\أيار، أثار تعليق لوحة تحمل صورتي المقبوريّن “صدام حسين” و”زهران علوش” على منزل في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، موجة استنكار وسخط على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ما يرمز إليه “الأول” من جرائم الإبادة العرقية بحق الكُرد في إقليم كُردستان العراق. وفي السياق، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن المنزل الذي تم رفع اللوحة عليه في مدينة عفرين والتي تحمل صورة المقبوريّن صدام حسين وزهران علوش، يعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجّر “سليمان” من أهالي قرية “قنتريه/قنطرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، والذي كان يعمل سابقاً كتاجر لزيت الزيتون. وأضافت المصادر أن ثلاثة مسلحين يستولون على المنزل ويقيمون فيه، اثنان منهم ينحدران من الغوطة الشرقية وينتميان لمليشيا “جيش الإسلام”، أما الثالث فينحدر من دير الزور وينتمي لمليشيا “تجمع أبناء دير الزور”، وهو أحد تشكيلات ميليشيا “الجبهة الشامية”. مشيرةً إلى المنزل يقع ضمن القطاع الأمني لميليشيا “فرقة السلطان مراد” في حي عفرين القديمة. وأكد أحد المصادر لـ “عفرين بوست” أن اللوحة رفعت مؤخراً، وأن أحد المسلحين القائمين على رفع اللوحة، قال بصريح العبارة أن “اللوحة تنقصها عبارة (صدام يا قاهر الكُرد)، ولكن الأتراك لا يسمحون بمثل هذه العبارات العدائية الصريحة. وأضاف المصدر أن لميليشيا “جيش الإسلام” مقرين، أحدهما في منزل المواطن الكردي المهجر “صبحي عبدالو” والذي يقع على طريق ترنده (حي الأشرفية)، والآخر في مبنى ” عبارة النجار”، حيث كان الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي يتخذ من أحد الشقق فيه مكتباً له، والآن تسيطر الميليشيا على المبنى بكامله وتتخذه مقراً لها. ويٌشار إلى أن ميليشيات “أحرار الشرقية” و”الحمزة” و”جيش الشرقية” هي أكثر من تضع صور المقبور “صدام حسين” على الزجاج الخلفي لسياراتهم متجولين بها في شوارع المدينة، في خطوة استفزازية لمشاعر مَن تبقى من المواطنين الكُرد، وكذلك يتم تعليق صور قتلى الميليشيات الذي يقضون في معارك ليبيا في الشوارع الرئيسية وعلى المقرات العسكرية. وإبان احتلال عفرين في آذار العام 2018، كتب مسلحو مليشيا “أحرار الشرقية” عبارة “أهلاً بكم في دير الزور” على المدخل الواصل بين عفرين وناحية جنديرس، كما قاموا بتسمية عفرين على صفحاتهم بمدينة المقبور “صدام حسين”، فيما بات مؤخراً المسلحون التركمان يطلقون عليها مسمى عين التركمان. أما أبناء عفرين الكُرد الأصليون فــلهم حديث آخر، إذ يؤكدون أن أيام المحتلين لن تطول، ومهما طالت ستبقى عفرين إقليمهم الذي عهوده دائماً، “جيايي كورمينج”، أو “جبل الكُرد”، وهي حقيقة مُثبتة حتى في عهد الدولة العثمانية البائدة، وكذلك في فترة الانتداب الفرنسي.

كذلك، هدم الاحتلال التركي منزلاً عائداً لأحد سكان قرية معرسكة لجعله ساتراً، في حين نقل الاحتلال قاعدة له من قرية مريمين إلى قرية كفر مزة التابعة لناحية شرا\شران بالريف الشرقي لـ إقليم عفرين الكردي المحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران”، أن قرية معرسكة التابعة للناحية قد شهدت هدم منزل المواطن الكردي “جوان عادل طوبال” الذي هُجر منه بعد دخول الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية إلى عفرين. وأضاف المراسل أن الاحتلال وبعد هدم المنزل، جلب تريكس ورفع ساتراً هناك، حيث تم إيقاف 4 دبابات هناك، لافتاً لأن الاحتلال التركي قد نقل قاعدة لها من قرية مريمين إلى قرية كفر مزة شرق عفرين. وأشار المراسل أن الحواجز من قرية جلبرة إلى قرية معرسكة كلها أصبحت “تركية”، أي أن القائمين عليها كلهم من جنود جيش الاحتلال التركي، حيث يعتقد أن أهتمام الاحتلال بالمنطقة يعود إلى قربها من نقاط تمركز قوات النظام وقوات تحرير عفرين في “شرا\شران”.

في الحادي عشر من مايو\أيار، أزالت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قبل يومين صورة المقبور “صدام حسين”، بعد الضجة الإعلامية وموجة الاستنكار أعقبت نشرها، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأكدت المصادر أن اللوحة التي رفعها مسلحون من ميليشيتي “جيش الإسلام” و”تجمع أبناء دير الزور”، على منزل عائد لمواطن كُردي مهجّر، تمت إزالتها، بعد تلقيهم أوامر من مخابرات الاحتلال التركي، وخاصة أن نشر الصورة ولّدت موجة استنكار وسخط على وسائل التواصل الاجتماعي. وزودت المصادر “عفرين بوست ” بصورة تثبت إزالة الصورة من المسلحين، ولكنها تمتنع عن نشرها لما قد يشكله خطراً على من قام بالتصوير.

نشر التطرف..

في التاسع من مايو\أيار، قالت وكالة هاوار للأنباء إن مسلحي مليشيا “كتيبة سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أجبرت طفلاً كردياً من إقليم عفرين المحتل، على الذهاب إلى ليبيا للقتال ضمن مليشيات تابعة لأنقرة في طرابلس. ووفق تقارير إعلامية فإن الاحتلال التركي زجّ بما لا يقل عن 7 آلاف “مرتزق\قاتل مأجور” من الجنسية السورية في ليبيا، حيث تدعم أنقرة مجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين. ولم تكتف دولة الاحتلال التركي بزجّ البالغين في تلك المعارك، بل امتدت انتهاكاتها إلى حدّ إقحام الأطفال في معارك ليبيا، حيث يتصارع “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر مع مليشيات حكومة الوفاق الإخوانية بقيادة المدعو “فايز السرّاج” التابع لأنقرة. وقبل نحو شهر، خطف مسلحو مليشيا “سمرقند” بقيادة متزعمها “أبو جهاد”، الطفل الكُردي “عبدو شيخو” الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، من منزله في قرية “روتا\روتانلي” بناحية “موباتا\معبطلي”، وبعد شهر من تعذيبه بشتى الأساليب والطرق، هددوه بالقتل في حال رفضه الذهاب إلى ليبيا. وقد صرح عم الطفل “عبدو شيخو”، المُهجّر من عفرين المحتلة، وهو “نجيب شيخو” للوكالة بالقول: “خَطف مرتزقة سمرقند ابن أخي منذ أكثر من شهر، وهددوه في حال رفضه الذهاب مع المرتزقة إلى ليبيا”. وتابع شيخو حديثه قائلاً: “لم تكتف الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها بتهجيرنا من ديارنا قسراً، بل يحاولون أن يقتلوا أهالينا الموجودين في عفرين، أو إرسالهم إلى ليبيا برفقة المرتزقة”. وناشد شيخو منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لإعادة القاصر عبدو إلى أسرته، مشيراً إلى أن أسرة الطفل “عبدو” تتكون من والده الضرير، وأمه المُسنّة، وخمس بنات، وإن الطفل وحيد لأسرته.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل، أن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو “أحمد عفش”، انطلق على رأس قوة قوامها سبعون مسلحاً إلى الأراضي التركية، ومنها إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية الليبية، ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر. وأضاف المراسل أن المسلحين انطلقوا يوم أمس، من مدينة عفرين إلى منطقة “حوار كلس” الحدودية مع تركيا، حيث يتم تجميعهم هناك مع آخرين، مشيراً إلى أنهم دخلوا إلى داخل الأراضي التركية، ليتم نقلهم إلى ليبيا من قبل حكومة أنقرة والزج بهم في القتال إلى جانب ميليشيات حكومة “سراج” الليبية”. وأكد المراسل أن المسلحين من “مجموعة أحمد عفش” كانوا قد سلموا بلدتهم “عندان” بريف حلب الشمالي، إلى قوات النظام بعد تلقيهم أوامر من أنقرة للانسحاب من بلدتهم وتسلميها لقوات النظام، منوهاً في الوقت عينه أن المسلحين نقلوا إلى ليبيا تحت مسمى مليشيا “فيلق الشام”، بذريعة رفض مسلحي “الجبهة الشامية” القتال في ليبيا. إلى ذلك علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “أحرار الشام” ترفض إرسال مسلحيها إلى ليبيا. وكانت ميليشيا “الشرطة العسكرية” قد طلبت ليلة الخميس الماضي، من ميليشيا “أحرار الشام” مُغادرة عفرين، بعد اندلاع اشتباكات بينها وبين كل من ميليشيا “الشرطة العسكرية”، حيث دخلت ميليشيا “الجبهة الشامية” أًيضاً في النزاع لمساندة الأخيرة في مسعاها. ويُشار إلى أن حي الأشرفية في مدينة عفرين قد شهد أول أمس الخميس، اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “الشرطة العسكرية” وميليشيا “الجبهة الشامية” من جهة، وميليشيا “أحرار الشام” من جهة أخرى. وقد بادرت مليشيا “الشامية” إلى وضع حواجز في كافة مداخل حي الأشرفية، وإلقاء القبض على كل شخص محسوب على ميليشيا “أحرار الشام”، كما نصبت أربع عربات دوشكا على الجسر الجديد، لمواجهة التعزيزات القادمة لـ”أحرار الشام” من مدينة جنديرس، حتى تدخّل جيش الاحتلال التركي وأجبر الطرفين على وقف القتال داخل المدينة.

كذلك، قالت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية وأيدت الغزو التركي لـ عفرين، إنه قد وصلت إلى معبر حوار كلس بين تركيا والمناطق المحتلة من شمال سوريا، 10 من جثث لمسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قادمين من جبهات القتال في ليبيا. وذكر مصدر عسكري في تلك المليشيات إنّ القتلى سقطوا في المعارك على محاور صلاح الدين وعين زارة غرب طرابلس الليبية، حيث يتواجد عدد من “المرتزقة\القتلة المأجورين” التابعين لفرع الإخوان المسلمين السوري. وأشار مصدر المليشيات الإسلامية عن استمرار تجهيز وإرسال “المرتزقة\القتلة المأجورين” من شمال سوريا إلى ليبيا، وهم ذاتهم الذين استخدمتهم أنقرة في غزو مناطق عفرين، “سريه كانيه\رأس العين”، و”كري سبي\تل أبيض”، حيث برر العملاء ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” غزو تلك المناطق السورية واحتلالها تركياً، بحجة محاربة “قوات سوريا الديمقراطية”. ووفق المصدر ذاته، تم تجهيز 150 مسلح إخواني لينضموا إلى الدفعة المكونة من 275 مسلحاً من مليشيا “العمشات”، مشيراً أنّ المليشيات الإخوانية تعمل على استغلال حاجة وفقر أهالي مخيمات ريفي إدلب وحلب، لإغرائهم بالمال وإيهامهم بأنّ جبهات القتال في ليبيا مؤمنة ومحمية من الأتراك، وذلك بهدف ضم أكبر عدد ممكن منهم. وكانت قد كشفت مصادر المليشيات الإخوانية قبل نحو أسبوع عن وصول دفعة قتلى من “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين من مليشيا “فرقة الحمزة” وعددهم 15 قتيلاً، وبينهم طفل قاصر عمره 15 عاماً قادمة من ليبيا، وبالمقابل توجهت إلى هناك دفعة تصل إلى نحو 600 “مرتزق\قاتل مأجور”. ووفق الإعلام المؤيد للاحتلال التركي، تعمل أنقرة على نقل المسلحين إلى ليبيا كل أسبوع تقريباً، للقتال ضد قوات “الجيش الوطني الليبي”، عن طريق مطار إسطنبول من خلال طائرات مدنية، أو عن طريق البحر بسفن تركية حربية.

في الثالث عشر من مايو\أيار، اعتقلت استخبارات الاحتلال التركي قبل نحو أسبوع، سبعة من متزعمي ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، بسبب إقدامهم على قبض عمولات “كومسيونات” من المسلحين الراغبين بالتوجه إلى ليبيا، وفقاً لمصادر “عفرين بوست”. وأكدت المصادر أنه في ظل قيام الاحتلال التركي بقطع الرواتب عن مسلحي عدد من الميليشيات، ازدادت أعداد الراغبين بالتوجه إلى الساحة الليبيةـ طمعاً بالرواتب المجزية التي حددها الاحتلال لهذا الغرض، والتي تبلغ ألفي دولار أمريكي كمرتبات شهرية لقاء القتال إلى جانب حكومة الوفاق الاخوانية. وفي السياق، نشر “الجيش الوطني الليبي” مقطعاً مصوراً، يظهر مرتزقاً\قاتلاً مأجوراً” من ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، حيث جرى أسره في المعارك الدائرة في ليبيا. وقد أشار “المرتزق\القاتل المأجور” أن غالبية المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ترسل مسلحيها للقتال في ليبيا، عقب أن باعوا مناطقهم لـ “النظام وروسيا” وفق مفهومهم للصراع في سوريا، وطردهم إلى مناطق الشمال السوري، وتحولهم إلى أدوات عثمانية.

كذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل تجنيد أطفال سوريين عبر المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، لإرسالهم للقتال في ليبيا، مشيراً إلى مقتل 16 طفلاً حتى الآن من بين 150  طفلاً سورياً جندوا للقتال هناك. وكانت أنقرة قد اعترفت في فبراير الماضي، بإرسال “مرتزقة\قتلة مأجورين” سوريين، لدعم حكومة الوفاق الإخوانية في طرابلس في معاركها ضد قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وذكر المرصد أن عدد “المرتزقة\القتلة المأجورين” السوريين في ليبيا وصل حتى الآن إلى نحو 8400 ، بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المسلحين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 3550 مسلحاً. وذكر المرصد: “يوجد نحو 150 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ18 عاما غالبيتهم من فرقة ‘السلطان مراد’، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر”. وحول كيفية ذهاب هؤلاء الأطفال إلى ليبيا نقلت المنظمة عن مصادر أن “الكثير من الأطفال يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين، بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بـ عفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق”، وروى المصدر قصة أحد هؤلاء الأطفال مشيراً إلى أنه لم يتجاوز الـ15 عاماً. وبحسب المرصد فإن الطفل أقدم على ترك مخيم النازحين الذي يقطن فيه برفقة عائلته، والذهاب إلى عفرين للعمل في مجال الزراعة، وبقي على اتصال مع ذويه لنحو 20 يوماً، ثم انقطع الاتصال به. وصُدم أهل الطفل عند علمهم بظهوره في أحد الأشرطة المصورة وهو يقاتل إلى جانب المليشيات الإسلامية السورية في ليبيا، وعقب استفسارهم تبين أن الطفل جرى تجنيده في صفوف مليشيا “السلطان مراد”.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الثالث عشر من مايو\أيار، رفعت القوات الروسية أعلامها في قرى الشهباء وشيراوا للمرة الأولى بعد احتلال تركيا لـ عفرين في آذار العام 2018، عقب منح أنقرة الضوء الأخضر لشن هجماتها على الإقليم الكردي. وقال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن القوات الروسية كانت قد وضعت نقاطها وأعلامها في قرى مقاطعة عفرين قبل أعوام، لكنها أزالتها وانسحبت في التاسع عشر من يناير ٢٠١٨، أي قبل يوم واحد من بدء الغزو التركي لـ عفرين في العشرين من يناير من ذات العام. وعقب ذلك الانسحاب، شن الغزو التركي عملياته الجوية، وقصفت 70 طائرة تركية الإقليم الكردي، فقتلت البشر وحرقت الشجر ودمرت الحجر، إلى أن تم لها الاحتلال الكامل لـ عفرين في الثامن عشر من آذار 2018، عبر تدمير تمثال “كاوا الحداد” في مركز عفرين. لتعاود القوات الروسية رفع أعلامها في قرى مناطق الشهباء وشيراوا، فيما أفاد مراسل “عفرين بوست” أن القرى التي رفعت القوات الروسية أعلامها فيها، هي كل من ناحية تل رفعت في الشهباء، وقرى (تنب، بينه، صوغانكة وعقيبة) في ناحية شيراوا بإقليم عفرين (الغير خاضع للاحتلال التركي). وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع أنباء معلومات عن تسيير دوريات روسية- تركية في عفرين المحتلة للمرة الأولى بعد احتلال الإقليم، دون أن يتثنى للمراسل الحصول على معلومات موثوقة حول أسباب رفع الأعلام في المنطقة. وفي الأثناء، وردت أنباء لـ “عفرين بوست” تفيد بعقد اجتماع في معسكر كفرجنة، جمع بين كل من والي إعزاز ووالي عفرين التركييّن مع وفد روسي، فيما لم تتوضح بعد أسباب هذه التحركات الجديدة للروس في عفرين.

مقاومة الاحتلال..

في الثاني عشر من مايو\أيار، قالت “قوات تحرير عفرين” إنها شنت سلسلة عمليات ضد مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من “القتلة المأجورين” المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري”، الذين كانوا أدوات الاحتلال لغزو عفرين وسريه كانيه وكر سبي شمال سوريا، ويستكملون مهمتهم ذاتها في ليبيا حالياً. وأشارت “تحرير عفرين” إلى تمكن مقاتليها من قُتل 6 “مسلحين\قتلة مأجورين” خلال عدة عمليات في عفرين وإعزاز المحتلتين بشمال غرب سوريا. وقالت القوّات أن عملياتها شنت في الفترة الممتدة ما بين الـ 5 من أيار الجاري، وحتّى الـ 11 من الشهر ذاته. وجاء في البيان: “إلى الإعلام والرأي العام، بتاريخ 05 أيار الجاري: نفّذت قواتنا عملية نوعية استهدفت تجمّع لمرتزقة الاحتلال التركيّ في المنطقة الواصلة بين قرية دير بلوط وناحية جندريسه، حيث قُتل خلالها مرتزقين اثنين”. مضيفةً: “بتاريخ 07 أيار: فجّرت قواتنا عبوة ناسفة بتجمع لمرتزقة الاحتلال التركي في قرية باسوطة التابعة لناحية شيراوا، حيث قُتل مرتزقان اثنان وأُصيب اثنان آخران بجروح”. متابعةً: “بتاريخ 08 أيار: نفّذت قواتنا عملية قنص استهدفت أحد مرتزقة الاحتلال التركيّ في محيط مدينة مارع، حيث قُتل على الفور”، و”بتاريخ 11 أيار: فجّرت قواتنا عبوة ناسفة بدورية لمرتزقة الاحتلال التركي في مركز مدينة عفرين، حيث قُتل خلالها مرتزق، وأُصيب مرتزق آخر بجروح”. وختمت القوات بالقول “وكحصيلة لعمليّات قواتنا، قُتل 6 مرتزقة، وأًصيب ثلاثة آخرون بجروح”.

شرق الفرات..

في الثامن من مايو\أيار، أكد موقع “المونيتور” الأمريكي، أن الاحتلال التركي لشمال سوريا شمل عمليات نقل السكان من منازلهم، وفق ما نقله موقع صحيفة الدستور المصرية، التي ذكرت أن قرار تركيا بنقل العائلات السورية من عفرين إلى تل أبيض، قد أثار مخاوف الهندسة الديموغرافية في شمال سوريا. وأضاف الموقع الأمريكي أن أنقرة قامت بنقل مئات الأشخاص إلى بلدة تل أبيض في شمال شرق سوريا من منطقة “درع الفرات” التي تحتلها تركيا، الأمر الذي أثار دهشة العديد من العائلات المنحدرة من البلدة، والتي كانت تأمل في العودة إلى قراها في المنطقة، والتي وقعت تحت الاحتلال التركي خلال غزوة عسكرية في نوفمبر 2019، ويقال إن جولة جديدة من عمليات نقل السكان جارية. وأكد الموقع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يخفي نيته في تغيير الطابع الديموغرافي للمنطقة، وغالباً ما يكرر خطة أنقرة لنقل ما يصل إلى مليوني لاجئ إلى “منطقة آمنة” من المقرر أن يتم تعيينها في منطقة غزوة “نبع السلام” في الشمال الشرقي. وقال أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، إن تركيا تخطط في البداية لنقل ما يصل إلى مليون لاجئ إلى المنطقة من خلال بناء 140 قرية و10 بلدات في المنطقة. وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة توسيع عمليات إعادة التوطين إلى بلدة دير الزور، التي تقع على الطريق السريع M-4 الذي يربط شرق البلاد وغربها، وتابع أن العمليات التركية عبر الحدود في سوريا لا تزال تسير على قدم وساق على الرغم من تفشي كورونا المستجد الذي دفع العالم إلى الاضطراب. وتتزايد عمليات نقل السكان من شرق نهر الفرات من الجانب الغربي إلى جانب الأنشطة العسكرية التركية، وأكد الموقع أن أردوغان أعاد توطين بعض الأشخاص في المناطق التي هجر منها السوريين. وبحسب مصادر كردية وعربية سورية، قالت إن القافلة حملت عائلات المسلحين السوريين الذين قاتلوا إلى جانب جيش الاحتلال التركي خلال غزوة “درع الفرات”. والجدير بالذكر أن الميليشيات الإخوانية قامت باحتجاجين منفصلين ضد أنقرة، في 17 مارس، و7 أبريل، في مدينة “كري سبي\تل أبيض” المحتلة، بسبب رواتبها المتأخرة وعدم إجراء تبديلات للمسلحين هناك، وبالتالي، قد يكون تحرك تركيا استجابة لمطالب المسلحين للم شملهم مع أسرهم غرب الفرات.

كذلك، قالت وسائل إعلام دعمت الاحتلال التركي أثناء غزوه لـ عفرين ومناطق “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض” شرق الفرات، إن حاجزاً مشتركاً بين جيش الاحتلال وعملائه من المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمد أمس الجمعة، إلى ضرب وشتم مدني من أهالي قرية “حمام التركمان” الواقعة في ريف الرقة الشمالي الخاضعة للاحتلال. وأوضحت المصادر الإعلامية أنَّ الحادثة وقعت على حاجز شريعان قرب إحدى النقاط التركية في مدخل مدينة “كري سبي\تل أبيض” ظهر الجمعة، حيث أكدت أن ضابطاً من جيش الاحتلال التركي ومسلحي ما يعرف بـ “الجيش الوطني”، قد قاموا بالاعتداء على المدني وضربه واحتجازه في النقطة التركية لمدة ساعتين ونصف، ليتم بعدها إخلاء سبيله. وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً يبين ثلة مسلحين من المليشيات الإخوانية، وهم يقومون بإهانة مدني وسحبه إلى سيارتهم العسكرية. وذكرت المصادر الإعلامية نقلاً عن مسلح من مليشيا “أحرار الشرقية” قوله إنَّ الحاجز كان يشتبه بأنه يحمل بطاقة شخصية مزورة، ويجب التأكد منه وجرى ذلك بعملية استفزازية.

النظام السوري..

في الثاني عشر من مايو\أيار، أعلن النظام السوري وبشكل رسمي أنه غير جاهز للحوار مع “الإدارة الذاتية”، وذلك وفق ما قاله نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “بدران جيا كُرد”، والذي واتهم روسيا باستغلال الحوار بين الحكومة و”الإدارة الذاتية” للحصول على مكاسب من تركيا. وأضاف بدران في تصريحات متلفزة لقناة روناهي الكُردية قائلاً إن النظام السورية ينظر إلى الشعب الكُردي وباقي المكونات الأخرى، كنظرتها ما قبل العام 2011، كما أن هناك قوى أخرى مثل تركيا وإيران تمارسان الضغط عليه لمنع الحوار مع “الإدارة الذاتية”. وانتقد جيا كرد سياسة روسيا تجاه مناطق شمال وشرق سوريا، مطالباً إياها بعدم النظر إلى هذه المناطق بحسب مصالحها مع تركيا. وفي ختام حديثه قال جيا كرد أن القوة الوحيدة في شمال وشرق سوريا هي “قوات سوريا الديمقراطية” و”قوات الأمن الداخلي\الأسايش”، وأن إيجاد أي حل في سوريا يجب أن يراعي خصوصية هذه القوى. وكان قد رفض النظام السوري الإقرار بـ “الإدارة الذاتية في عفرين”، وفضل احتلالها على الاعتراف بإرادة أهلها، كما حاول النظام السوري الانتقام من “الإدارة الذاتية” عبر كيل الاتهامات لها، للتهرب من مسؤولياته الوطنية، التي كانت تستوجب عليه مساندة “وحدات حماية الشعب” في حماية عفرين، وحماية حدود البلاد ومنع اقتطاع اراضيها. وبدى واضحاً من تهرب النظام السوري في الدفاع عن الحدود السورية في عفرين إبان الغزو التركي 2018، اتفاقه المسبق مع الغزو التركي بوساطة روسية على احتلال مناطق معينة مقابل بقاء النظام على سدة الحكم، وإبعاد المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين عن المطالبة بإسقاطه، لقاء توطين ذويهم في المناطق التي عمدت أنقرة لاحتلالها في عفرين وشرق الفرات. حيث أكتفى بإرسال بضع مئات من المسلحين تحت مسمى “القوات الشعبية”، دون تأمين أي تغطية جوية لهم، أو فرض حظر جوي فوق عفرين، وهو ما تعهد به مسؤولوه قبيل غزو عفرين، حيث هدد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية النظام بإسقاط أي طائرة تقصف عفرين، لتثبت الأيام زيف تلك التصريحات.

الكورونا في عفرين..

في الحادي عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن ميليشيات الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين تمارس الإتجار مع قوات النظام، عبر تهريب البشر والبضائع والمواشي في المنطقة الواقعة بين قرية “براديه\براد” التابعة لناحية شيراوا، وبلدة “نبل”. وأكد المراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” المحتلة لقرية براد تواصل الاتجار مع ميليشيات النظام في بلدة نبل، حيث يتم تهريب أسطوانات الغاز والمحروقات والمواشي، مضيفاً أن التجارة البينية تشمل تهريب البشر أيضاً، إذ يتم تهريب كل فرد بمبلغ 300 دولار أمريكي. إلى ذلك، تواصل ميليشيات الاحتلال التركي عمليات حفر ونبش المواقع الأثرية بحثاً عن الدفائن والكنوز التاريخية التي يتم البحث عنها عبر أجهزة خاصة، استقدمتها فرق خاصة تتبع للمخابرات التركية إلى الإقليم. وأكد المراسل أن مسلحين من بلدات “كفر حمرة” و”عندان” يواصلون منذ أسبوع، عمليات الحفر في المنطقة الواقعة بين قريتي “كورزيليه\قرزيحيل” و”ترنديه\الظريفة” في مركز عفرين، مشيراً إلى وصوله أنباء تفيد بعثورهم على دفائن أثرية، والتي تم شحنها بواسطة سيارات تحمل أرقام خاصة إلى إدلب. وأضاف المراسل أن أعمالاً مُشابهة تحصل في المنطقة الواقعة بين قريني “كورزيليه\قرزيحيل” و”باسوتيه\باسوطة”. وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على عفرين، عمل مهربون من بلدتي نبل والزهراء على نقل العفرينيين من الشهباء وشيراوا إلى حلب بمبالغ مالية وصلت بدايةً إلى قرابة مليون ونصف عن كل شخص، وتدنت أخيراً إلى ما بين تتراوح بين 75 إلى 200 ألف ليرة سورية، او أكثر حسب ما يتعهدون به من سلامة الطريق وامانه. ورفض النظام السوري الإقرار بالإدارة الذاتية في عفرين، وفضل احتلالها على الاعتراف بإرادة أهلها، وحاول النظام السوري الانتقام من “الإدارة الذاتية” عبر كيل الاتهامات لها، للتهرب من مسؤولياته الوطنية، التي كانت تستوجب عليه مساندة “وحدات حماية الشعب” في حماية عفرين، وحماية حدود البلاد ومنع اقتطاع اراضيها. وبدى واضحاً من تهرب النظام السوري في الدفاع عن الحدود السورية في عفرين، اتفاقه المسبق مع الغزو التركي بوساطة روسية على احتلال مناطق معينة مقابل بقاء النظام على سدة الحكم، وإبعاد المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين عن المطالبة بإسقاطه، لقاء توطين ذويهم في المناطق التي عمدت أنقرة لاحتلالها في عفرين وشرق الفرات. ففي الخامس عشر من أكتوبر 2019، كشفت روسيا أن حكومتي النظامين في سوريا وتركيا تخوضان حواراً ومحادثات مستمرة على وقع العملية التركية في شمال سوريا، مؤكدة أنه سيتم منع وقوع أي اشتباك بين الطرفين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons