ديسمبر 26. 2024

البرلمان الألماني: التواجد التركي في عفرين وأعزاز والباب وجرابلس يستوفي كافة معايير الاحتلال العسكري

عفرين بوست-وكالات

في خطوة سياسية مُهمّة على الصعيد الأوروبي والدولي، اعتبر تقرير علمي صادر عن البرلمان الألماني (بوندستاج) تركيا قوة احتلال في سورية، وجاء في التقرير الذي تم إعداده بتكليف من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه يوم الأربعاء، أنه عند التدقيق في الأمر يتضح أن “التواجد العسكري التركي في منطقة عفرين شمالي سورية ومناطق أعزاز والباب وجرابلس شمالي البلاد يستوفي كافة معايير الاحتلال العسكري”.

يذكر أن القوات التركية توغلت في شمالي سورية في يناير الماضي لمقاتلة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها تركيا على أنها منظمة إرهابية. واستندت الحكومة التركية في هذه العملية على حق الدفاع الذاتي.

وكان رجب طيب أردوغان أعلن مؤخرا عزمه شن هجوم جديد على وحدات حماية الشعب، إلا أنه أرجأ تنفيذ ذلك لأجل غير مسمى عقب إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سورية.

ولم تضع الحكومة الألمانية حتى الآن تصنيفا لعملية عفرين وفقا للقانون الدولي، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قال في مارس الماضي إن العملية العسكرية التركية “لن تكون بالتأكيد متوافقة مع القانون الدولي”، إذا بقيت القوات التركية على الدوام في سورية.

وقالت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، سيفيم داجدلين، إن هذا التقرير يجب أن يكون صيحة إيقاظ للحكومة الألمانية، وأضافت: “إنه لأمر مشين الاستمرار في عدم تقييم توغل واحتلال أجزاء من سورية من جانب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على أنه انتهاك للقانون الدولي رغم كافة تقارير ومواقف كافة الكتل البرلمانية”.

بينما تدّعي تركيا عدم رغبتها في البقاء بالأراضي السورية، إلا أنها بدأت سريعا إدخال مؤسساتها الخدمية وموظفيها لمُدن الشمال السوري التي احتلتها عبر مليشيات تابعة لها في إطار عمليتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون”، كاشفة بذلك عن وجه استعماري قديم مُتجدّد يشمل كذلك الاستيلاء على منازل السوريين وتغيير أسماء بعض الشوارع بأخرى تركية وفرض التعامل بالليرة التركية.

وعلى سبيل المثال، تقدم مؤسسة البريد والبرق التركية (PTT) خدماتها في المناطق السورية، للموظفين الأتراك والمواطنين السوريين معًا في المنطقة، حيث تلبي المؤسسة احتياجات الصيرفة والخدمات اللوجستية والشحن، وتقدم رواتب المدرسين والموظفين العاملين في وقف “المعارف” التركي بالمنطقة، والجنود الأتراك، فضلا عن رواتب الشرطة المحلية.

وتُعتبر بوابة التعليم هي الخطة الأخطر في عملية التتريك الجديدة نظرا لفرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للعديد من الحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية على حدّ سواء من وجهة نظر تركية عثمانية بحتة، إذ تواصل تركيا توزيع الكتب المدرسية وفق المنهاج التركي على 360 ألف تلميذ داخل المناطق التي احتلتها في إطار غزوتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” شمال سوريا.

ووفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، فإنّه، وفي أكتوبر، جرى نقل 3 ملايين و600 ألفا من الكتب التي طبعتها وزارة التربية التركية إلى مناطق الشمال السوري على أن يتم توزيعها على المدارس هناك.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons