عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، استخدام الخطف والاعتقال كوسيلة ابتزاز وضغط وتضييق على مَن تبقى من السكان الأصليين الكٌرد في إقليم عفرين المحتل، بهدف طردهم من ديارهم لصالح المستوطنين الإسلاميين الموالين لها من مختلف مناطق الصراع في سوريا.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إنه وبعد أن استولت ميليشيات الاحتلال على محضر عقاري للمواطن الكردي “رفعت سيدو” المعروف بـ “رفعتي خازيانا”، والذي كان يقع بالقرب من ملعب عفرين في مركز المدينة، أصيب “رفعت” بجلطة قلبية حزناً على أملاكه التي تم سلبها، مما أدى إلى وفاته.
وأشار المراسل بأن الميليشيات الإسلامية لم تكتفي بذلك، فبعد وفاته، عمدوا إلى سلب جراره الزراعي من نوع “بركيس” وبيك آب من نوع “هيونداي”، وسيارة خصوصية من نوع “فيرنا”.
كما داهم المسلحون منزله، ونهبوا منه مقتنيات ثمينة وكميات من الذهب والنقود، إضافة إلى اختطاف أولاده في الرابع من أبريل الماضي، حيث تم سجنهم في قرية كفرجنة بناحية “شرا\شران” وملاحقة أخوته لكسب المزيد من الأموال.
وأشار المراسل بأن المختطفين هم كل من “رفعت سيدو\٢٧ عام (وهو حفيد المغدور)، وشرفان سيدو البالغ من العمر ٢٤ عاماً، وسيف الدين سيدو البالغ من العمر ٥٥ عاماً.
وفي سياق مشابه، خطفت مليشيا “السلطان محمد فاتح” التي ينتمي غالبية مسلحيها إلى التركمان، يوم أمس الأحد، كلاً من المواطنين الكُرد “أحمد عثمان” وأحمد وحيد إبراهيم”، وهما من أهالي قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات السطو والاستيلاء المتواصلة منذ احتلال عفرين، إلى جانب منع المليشيات الإسلامية في كثير من القرى، عودة السكان الأصليين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!
ففي الاول من أكتوبر العام 2019، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على طرد زوجة المرحوم “محمد دودخ” من منزلها الكائن في بلدة “شرا\شران”، والذي يقع على بعد مئتي متر من الفرن الآلي غرباً، وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا عمدت بعد طرد المسنة الكُردية السبعينية، والمُقيمة بمفردها في دارها، إلى إسكان عائلة من المستوطنين المرتبطين بمسلحيها عوضاً عنها.
وفي السادس والعشرين من ديسمبر العام 2019، استولى مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على منزل أرملة كُردية في مدينة عفرين ونهبوا فيما بعد محتوياته بالكامل، وقاموا بتأجيره لعائلة هاربة من إدلب، وأفاد مراسل “عفرين بوست”، أن جماعة المدعو “أبو جندل” التابعة للميليشيا استولت على منزل الأرملة الكردية “أم وليد” الكائن في حي مركز الثقافي-خلف مبنى جامعة عفرين، مضيفاً أن المليشيا قامت بنهب محتويات المنزل بالكامل بوساطة شاحنتين، وذلك بعد منح مهلة 24 ساعة للمواطن الكُردي “عثمان كومجي”، الذي كان يستأجره منذ نحو عامين، لإخلاء المنزل، رغم أن الأرملة الكُردية تقيم في قرية “كازيه” التابعة لناحية جنديرس.
وفي الثامن والعشرين من ديسمبر العام 2019، حصلت “عفرين بوست” على شريط مصور من أحد متابعيها، لسيدة كُردية مسنة تدعى “صباح محمد حسين” تقيم في حي الأشرفية بالقرب من المدخل الشرقي لعفرين بمحيط القوس، حيث نال الفقر منها عقب اختطاف ولدها من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأختطفت الميليشيات الإسلامية أحد أبناء الأرملة الكُردية البالغة من العمر 78 عاماً، المنحدرة من قرية “قره كول” والمتزوجة من قرية “كفر دليه”، منذ احتلال إقليم عفرين ولا زال مصيره مجهولاً، أما أولادها الآخرون فتم تهجيرهم ويقيمون في الشهباء وحلب، وكان قد كما عمد مسلحو مليشيا “لواء المعتصم”، إلى سرقة كافة الأثاث المنزلي في بيتها، حيث لم تعد تملك سوى حصيرة وبطانية، حيث تنقلها إلى أمام المنزل عند خروج شمس للتدفئة، بسبب افتقادها الحطب لتشغيل مدفأتها، أما المسؤول الاغاثي في الحي الذي تقيم فيه المسنة الكردية، وهو المستوطن “أبو حمدو” من أهالي خان شيخون بريف إدلب، فيرفض تقديم المعونات لها لأنها (كُردية)، وهو مُسلح ضمن مليشيا “الشرطة الحرة” في ذات الوقت.
وفي التاسع عشر من مارس الماضي، علمت “عفرين بوست”، من مصادرها في مركز إقليم عفرين المحتل، أن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد أقدموا على طرد مسنة كُردية من منزلها في حي عفرين القديمة، موجهين إليها شتائم وإهانات، ثم استولوا على منزلها بما فيه من محتويات وأثاث. وأكدت المصادر أن مجموعة من المسلحين تتراوح أعمارهم بين 18-19 عاماً، ينتمون لميليشيا “السلطان مراد”، أخرجوا بقوة السلاح المسنة الكُردية “أم حنان” البالغة من العمر ستين عاماً، من منزلها الكائن في محيط مشفى جيهان بعفرين القديمة، موجهين إلها شتائم واهانات وسط ذهول الناس المتواجدين في الشارع دون المقدرة على التدخل لحمايتها.
وبعد عصر السبت\الثامن عشر من أبريل، أهالي قرية هيكجة التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بخبر استشهاد المواطنة المسنة “فاطمة كنه” في مسكنها، أثناء غياب أبنائها للعمل في زراعة الغراس بأراضيهم، ووفق مراسل “عفرين بوست” في مركز الناحية، فإن فاطمة كنه /80 عاماً/، وهي أرملة المرحوم “صبري طونا”، كانت تعيش في منزل أبنها البكر “محمد”، بعد أن طردتها المليشيات من منزلها الأساسي الكائن وسط القرية منذ عامين.
ويشهد الاقليم الكُردي المحتل، جرائم وعمليات سطو مُسلح شبه يومية تقوم بها الميليشيات الإسلامية، وكان قد استشهد المسن سليمان حمكو، بداية نوفمبر 2019، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” وفرقة “الحمزة” التابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “كعنيه كوركيه” التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل.
وفي الرابع من أكتوبر 2019، استشهد مدني كُردي في قرية ميدانكي التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية، حيث قتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله.
وفي نهاية اغسطس\آب 2019، استشهد المسن “محي الدين اوسو\77 عام”، عند تعرضه للضرب المبرح من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين عمدوا لسرقة منزله في حي الاشرفية، في منطقة قريبة من مقر لمليشيا “الجبهة الشامية”، وهو ما أكد الاتهام لمسلحي المقر الذي يقوده المدعو “زاهي”، وبعد قرابة اثني عشر يوماً من استشهاد المسن “محي الدين”، استشهدت زوجته المسنة “حورية محمد بكر\74 عام” في السادس من سبتمبر\أيلول 2019، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له في منطقة القفص الصدري، مما تسبب بنزيف داخلي مُستمر إلى أن فارقت الحياة.
وكان آخر جرائم القتل المرتكبة من قبل أدوات الاحتلال في عفرين بحق المسنين، في الثاني والعشرين من أبريل، عندما أشار مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران” إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، نتيجة إقدام ثلاثة رعاة مستوطنين على ضربه بالعصي واللكمات، وهو “علي محمد أحمد” الملقب “عليكي” البالغ من العمر 74 عام، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين. ولفت المراسل آنذاك إلى أن استشهاد المسن الكردي، جاء بعد أن تصدى لمستوطنين من التركمان ينحدرون من منطقة كرم الميسر بحلب، والذين كانوا يسرحون بقطعان أغنامهم بين حقل الزيتون العائد له، بحجة أنهم “حرروا عفرين بدمائهم ويحق لهم رعي أغنامهم أينما شاءوا”.