عفرين بوست – خاص
اعتزل الفنان الشعبي الكُردي “عامر أبو النور” الفن، حزناً على واقع مسقط رأسه، وتضامناً مع ضحايا التفجير الإرهابي الذي ضرب مدينة عفرين في الثامن والعشرين من شهر نيسان\أبريل.
وكتب الفنان “عامر” منشور مقتضباً مرفقاً بصورة شخصية “باكية” على صفحته على الفيس بوك، قائلاً: “بهذه الكلمات اعتزل الغناء من بعد فراق الغوالي، أحبائي الغاليين، سأتفرغ للكتابة عن مدينتي عفرين”، مشيراً إلى فقدانه عدداً من أحبابه جراء التفجير الإرهابي.
وقالت مصادر مقربة منه، أن الفنان الشعبي، لن يغني في المناسبات الرسمية، لكنه سيتفرغ لتأليف الأغاني وتلحينها لصالح الجيل الصاعد.
ويشار إلى أن الفنان “محمد عارف كنج” المشهور في باسمه الفني ” عامر أبو النور” من مواليد/1960، وكان يغني في الأفراح والمناسبات باللغتين الكردية والعربية منذ عام 1973، وينتمي لجيل الفنان الراحل عدنان دلبرين ووليد موسى وغيرهم.
ويقيم الفنان “عامر” حالياً في مدينة إسطنبول التركية، وهو من أهالي قرية “حماميه\حمام” التابعة لناحية جنديرس.
ولم تعهد عفرين خلال سبع سنوات من حكم أبنائها لها ضمن نظام “الإدارة الذاتية” من العام 2012 إلى آذار العام 2018، أياً من هذه التفجيرات، حيث كان يتكفل أبناء الإقليم بحمايته، لكن عفرين لم تعرف سلاماً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على أرضها، مرافقاً بعملائه من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
وعقب التفجير يوم الثلاثاء، أشار مراسل “عفرين بوست” أن المصابين الكُرد رفضوا التوجه إلى المشافي الخاضعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وفضلوا تلقي العلاج في منازلهم، خشية اسعافهم إلى تركيا ومن ثم قتلهم وسرقة أعضائهم.
وجاءت خشية الكُرد من سرقة أعضاء من أجسادهم في المشافي، نتيجة التجارب السابقة في التفجيرات التي حصلت على مدار عامين من الاحتلال في عفرين، حيث تكون التفجيرات فرصةً لقتل المواطنين الكُرد وسرقة أعضائهم، إلى جانب كونها فرصة لمسلحي المليشيات الإخوانية، لسلب المحال التي تقع التفجيرات في محيطها.
وقد ارتفعت حصيلة التفجير الإرهابي الذي يعد الأقوى من نوعه من ناحية الخسائر البشرية والمادية بعد تفجير سوق الهال، إلى 61 قتيلا، بينهم عدد من الشهداء الكُرد (فواز علوان/قره تبه وحسين محمد/كورزيل وريزان جعفر/ماراتيه، رمزي خليل/سوغانكيه) علاوة على وجود نحو 70 إصابة وصلت إلى مشافي المدينة، وإعزاز عدا الذين فضلوا الخضوع للعلاج في منازلهم، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.
ونقل المراسل روايات من أوساط المستوطنين، تفيد بوقوف ميليشيات “السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” وراء التفجير، كونها ترفض إرسال كافة مسلحيها إلى ليبيا كما طلبت منها المخابرات التركية، في إطار مهلة تنتهي نهاية الشهر الجاري، لذا تقدم على افتعال التفجيرات وخلق المزيد من الفوضى ليضغطوا على الأتراك ويدفعوهم للتراجع عن خطتهم.
وأعقب التفجير عمليات سرقة واسعة قام بها المسلحون الذي كانوا يطلقون الرصاص في الهواء لبث الرعب وإبعاد الأهالي عن محالهم التجارية، وقاموا بسرقة ما سلم من البضائع في السوق الشعبي، كما طالت السرقات أيضاً محلين لصياغة الذهب ومحلات الصرافة (عدد 2) إضافة لمكتبة صبحي بكر للقرطاسية، ومحال للإلكترونيات والأقمشة والأحذية والمنظفات.