عفرين بوست-خاص
ابتكر شاب عفريني مهجر قسراً إلى مناطق الشهباء في ظل ضعف توفير مادة الغاز الأساسية في كل منزل، مادة بديلة عن الغاز، مؤكداً أن الحياة تتطلب كفاح ومجهود لاستمرارها، وللإصرار على العودة إلى أرض عفرين.
ومع اضطرار أهالي عفرين إلى التهجير القسري صوب الشهباء بعدما شن جيش الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، هجمات عنيفة على سكان عفرين، وفرض النظام السوري منذ عامين وحتى الوقت الراهن حصاراً خانقٍ على المنطقة، أدى ذلك إلى صعوبة في توفير مواد ومتطلبات الحياة اليومية، وزيادة العقبات الناجمة عن التهجير القسري.
كان ذلك الحصار وحاجة الأهالي لمادة الغاز التي تعتبر أساسية في كل منزل، كانت دافعاً للشاب “رستم خليل” من أهالي ناحية “بلبلة\بلبل” التابعة لإقليم عفرين المحتل، إلى صنع مادة بديلة عن الغاز، باستخدام المواد المتوفرة لديهم في المنطقة.
وحول ذلك، قال “رستم” لـ “عفرين بوست” عن تجربته: “بعد احتلال تركيا وفصائلها الإرهابية أرضنا عفرين وتوجهنا قسراً نحو الشهباء، وتواجدنا في المنطقة التي شهدت خراب ودمار وأشرس المعارك، أضحت حياتنا اليومية صعبة، وإمكاناتنا في غاية الضعف، وسط ما تعيشه المنطقة من حصار خانق بفعل النظام السوري”.
وكان أهالي عفرين قبيل تهجيرهم قسراً لمناطق الشهباء، وشن الاحتلال التركي هجماته على المنطقة، يعيشون في المنطقة الأكثر أمناً على صعيد سوريا حينها، والتي استقبلت الكثير من النازحين السوريين من عموم الأراضي السورية، خلال سنوات صراع السلطة بين النظام وتنظيم الإخوان المسلمين، فيما شهد الإقليم خلال السنوات من 2012 إلى 2018، تطوراً كبيراً لم تعشه منذ تشكّل الدولة السورية.
وتابع رستم لـ “عفرين بوست”: “ظهور الصعوبة في توفير مادة الغاز، زرع داخلي فكرةً لخلق الأشياء البديلة بدلاً عن التشتت وقهر الذات، وعليه استخدمت الهواء، البنزين والماء التي كانت متوفرة في المنطقة، لصنع مادة الغاز منها”.
وأكد رستم “أن الشعب الكُردي ومن بينهم أهالي عفرين خاصةٍ، يُعرف عنهم على الدوام وفي كل مكان، أنهم يتميزون بخلق الأِشياء وتكوينها من العدم، دون توقف واستسلام”.
وشدد الشاب العفريني المُهجّر أنه ورغم الظروف الصعبة على الأهالي والإمكانيات القليلة في الشهباء، إلا إنه يتوجب على كل شخص مُؤمن بالعودة إلى حضن عفرين، أن يُحارب ويُكافح الظروف ويواجهها، لتأكيد الإصرار على ذلك الحق بالعودة لأرض أجداده في عفرين.