نوفمبر 10. 2024

الكُرد الأيزيديون في عفرين يحرمون من أداء شعائرهم وأعيادهم.. ومسؤول يكشف الاختلافات بينها وبين شنكال

عفرين بوست-خاص

في واقع مُغاير لما حظي به الكُرد الأيزيديون خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها أبناء عفرين بمختلف أطيافهم الدينية والطائفية، حرم الكُرد من أتباع الديانة الأيزيدية من أداء طقوسهم وأعيادهم والإعلان عن اتنمائهم الديني، كونه سبب كافي للتنكيل والاضطهاد والخطف والتعذيب من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

وفي السياق، لم يعد الكُرد الأيزديون يتمكونون من الاحتفاء بأعيادهم كعيد الأربعاء الأحمر الذي يتمتع بقدسية خاصة لدى أتباع الديانة، تتلخص في اعتبار ذلك اليوم، التوقيت الذي دبت فيه الحياة في الأرض، وفق المعتقدات الأيزيدية.

وخلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان يجري تعطيل الدوائر الرسمية والمدارس احتفاءاً بالعيد، كسائر الأعياد الدينية المرتبطة بالدين الإسلامي أو المسيحي، إلى جانب تنظيم “الإدارة” لـ احتفال مركزي، حيث سعت إلى حماية المكون الكُردي الإيزيدي وتقديم كل الإمكانات المتوفرة لديها في سبيل إحياء الديانة الكُردية القديمة لدى أبنائها ومنع إندثارها، عقب محاولة الإرهاب العالمي القضاء عليها في مركزها بشنكال، عبر هجوم تنظيم داعش عليها في العام 2014.

وعقب أربعة سنوات، تكررت هجمات داعش لكن هذه المرة في عفرين، وبلبوس آخر يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بغية القضاء على التنوع الديني والطائفي والنموذج المتسامح في عفرين، والذي كان مثالاً على تآخي الأديان والطوائف والأثنيات بعيداً عن ثقافة القتل التي ينشرها المتطرفون كـ داعش والإخوان المسلمين برعاية الاحتلال التركي.  

الإدارة الذاتية منحت الإيزيديين حقوقاً للمرة الأولى في تاريخ سوريا

وفي السياق، قال “سليمان جعفر” المسؤول في الإدارة الذاتية بـ عفرين والمقيم حالياً في مناطق التهجير القسري بالشهباء، والذي كان يشغل إبان عهد الإدارة الذاتية منصب رئيس هيئة الخارجية، في تصريح إلى “عفرين بوست” إنه “في ظل الإدارة الذاتية تم الاعتراف بنا لأول مرة في سوريا كديانة مستقلة لها خصوصياتها وثقافتها وليست طائفة كما كان يريدها البعض، وأفرد العقد الاجتماعي المادة 33 التي تقول: الديانة الإيزيدية ديانة قائمة بذاتها، ولمعتنقيها وحدهم الحق في سن القوانين الخاصة بهم، وبموجب هذه المادة افتتحنا في عفرين مقراً لجمعية الإيزيديين الثقافية والاجتماعية التي أصبحت خلال سنين الإدارة الذاتية محجاً لكافة المكونات”.

متابعاً: “وافتتحنا في كل قرية إيزيدية مدرسة لتعليم كبار السن والجيل الشاب والصغار التربية الدينية الإيزيدية لأول مرة في تاريخ سوريا، وأخذ الإيزيديون أماكنهم في كافة مفاصل الإدارة الذاتية (التشريعي والتنفيذي والعدالة) والحماية بكل فروعها، وعندما احتلت الدولة التركية دمرت كافة المزارات الإيزيدية التي كان يفوح منها عبق التاريخ الكردي، بدءاً من تلة عين دارا ومزار بارسة خاتون والشيخ حميد في قسطل جندو، وملك آدي في قيبار ومزار قرة جرنة و مزارات قرية سينكا وشادير وباصوفان وفقيرا والشيخ بركات”.

عفرين احتلت بتوافق دولي عكس شنكال

مردفاً: “دمر المحتل التركي مقر جمعية الإيزيديين في مدينة عفرين وقام بانتهاكات عديدة ضد الايزيديين كان اولها قتل المواطن عمر ممو من قرية قيبار لأنه رفض النطق بالشهادة الاسلامية، وقتل وخطف العديد من الايزيديين، وأغلق كافة المدارس الإيزيدية التي افتتحتها الادارة الذاتية، وبدأ المرتزقة يسخرون من الايزيديين، وافتتحوا في كل قرية إيزيدية دورات لحفظ القرآن لإرغام الإيزيديين على اعتناق الاسلام، وأقاموا في كل قرية ايزيدية مسجداً اسلامياً، وارغموا النساء والفتيات الإيزيديات ارتداء اللباس الشرعي الاسلامي البعيد عن الثقافة الكردية”.

متابعاً: “الوضع في عفرين يختلف عن وضع شنكال، فشنكال هاجمها تنظيم داعش الارهابي دون استشارة احد، ولكن احتلال عفرين تم بتوافق الدول التي لها تواجد عسكري في سوريا، فاصبحت كل دولة تمنح منطقة ما من سوريا لتغمض عينيها لتلك الدول عندما تقتطع اجزاءاً من سوريا، أي تركيا احتلت عفرين بتوافقات ومقايضات أمام أنظار الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وايران واسرائيل”.

مختتماً: “قبل وصول جيش الاحتلال التركي الى عفرين كان المرتزقة يصرخون بأنهم سيحققون في عفرين ما عجزوا عن تحقيقه في شنكال، وكانت كل مجموعة يترأسها داعشي من الدواعش الذين هربوا من شنكال والموصل والرقة وغيرها”.

الترهيب وسيلة لأسلمة الأيزيديين

أما علي عيسو مدير مؤسسة ايزدينا فقال في تصريح لـ”عفرين بوست” حول أوضاع الايزيدين في عفرين والاختلافات التي وقعت إبان احتلال عفرين، إنه “يتعرض الايزيديون في عفرين لانتهاكات ممنهجة تستهدف هويتهم الدينية والعرقية، وزادت حدة هذه الانتهاكات في الأشهر الأخيرة نظراً لرغبة المتطرفين المحتلين للمنطقة بطرد أكبر عدد ممكن من الايزيديين ودفعهم نحو الأسلمة عبر اساليب ارهابية عديدة ومنها خطف النساء والفتيات الايزيديات وتذكيرهنّ بجرائم في السبي والاغتصاب”.

مستكملاً: “لا يمكن إجراء تقييم دقيق لحجم الأضرار والانتهاكات التي يتعرض لها الايزيديون في عفرين، ولكننا في مؤسسة ايزدينا رصدنا فقط في غضون 11 يوماً بين شهري، شباط وآذار الجاري، قيام المتطرفين المدعومين من الجيش التركي، بإختطاف فتاتين إيزيدتيين وأرملة ايزيدية، وأسمائهم: آرين حسن، غزالة بطال، كوله حسن، ولا يزال مصيرهن مجهولًأ”.

أما حول العدد التقريبي للمهجرين الايزيدين من عفرين، فقال عيسو: “فيما يتعلق بأعداد الإيزيديين الذين تهجروا من عفرين، بلغ عددهم وفقاً لإحصائية مؤسسة ايزدينا حوالي 90% من الإيزيديين الذين فروا من عفرين، ومن القرى الإيزيدية التي خلت تماماً من الإيزيديين كانت قرية بافلون”.

أما حول رؤيتهم للحل في عفرين، فقال عيسو: “يكمن الحل في عفرين عبر انهاء الاحتلال التركي، وخروج كافة الفصائل المتطرفة التي تدعمها تركيا وبالتالي تسليم المدينة لادارة أبناء المنطقة بالشكل الذي يضمن للمدنيين كرامتهم ويصون لهم حقهم”.

منذ اليوم للاحتلال: لم يمارس الأيزيديون طقوسهم

أما حول ممارسة الكُرد الايزديين شعائرهم الدينية داخل عفرين، فقال عيسو: “منذ اليوم الأول لاحتلال عفرين لم يمارس الايزيديون شعائرهم الدينية، وهذا الأمر تجلى أيضاً في عدم قدرة الايزيديين القيام بالمراسيم الدينية المتعلقة بأمواتهم وفي الكثير من الحالات رفضت الفصائل المتطرفة زيارة الايزيديين لقبور موتاهم”.

مردفا:ً “ووفقاً لرصدنا في مؤسسة ايزدينا لم تسلم قبور الإيزيديين من انتهاكات المحتلين، فتم رصد قيام المسلحين بتدمير شواهد أكثر من 350 قبر للإيزيديين وسرقة محتويات بعضها، وفيما يتعلق باحتفال الايزيديين بعيد رأس السنة الايزيدية فاكتفوا في عفرين بإشعال بعض الشموع داخل منازلهم داعين الله أن يفرج عنهم ويبعد عنهم بلاء المتطرفين”.

أما المزارات الدينية للكرد الايزديين في عفرين المحتلة، فيشير حولها عيسو إن “أكثر من ثمانية عشرة مزار ديني يعود للإيزيديين مدمر بشكل كلي وجزئي، كما أن مزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون، بداخلها قنبلة لم تنفجر من مخلفات الغزو التركي، حيث تعمد متطرفو عملية غصن الزيتون إلى عدم إزالتها فضلًأ عن رميهم للأوساخ في مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، وهذا نقلاً عن فريق رصد مؤسسة ايزدينا الذي يعمل بشكل سري في عفرين”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons