ديسمبر 22. 2024

صناعة البزق والعزف عليه: سبيل مهجري عفرين في الشهباء للتخفيف من لوعة الشوق إلى أرضهم

عفرين بوست-خاص

استطاع مواطن مهجر من عفرين يدعى “بكر أحمد”، من أهالي قرية “قركل” في ناحية بلبلة\بلبل بريف إقليم عفرين، أن يحول منزله إلى مركز لصنع آلات البزق، ليحافظ من خلالها على ثقافة وتراث الشعب الكردي، الذي يحبذ العزف على آلة البزق والتفنن بها، وذلك عقب هجوم جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على عفرين قبل عامين، التي وصفها “بكر” بأن هدفها تهجير وتدمير الشعب في المنطقة وتشريدهم،

ويقول بكر في حديثه لـ “عفرين بوست”: “حينما وصلنا للشهباء، قدمت الإدارة الذاتية ولا زالت جميع امكانياتها المادية والمعنوية في سبيل حماية مقاومة الشعب العفريني في الشهباء، إلا أنني حينما جلست في المنزل وفكرت بالأمر، وجدت أن الجلوس في المنزل سيجلب معه المزيد من القهر والمآسي على فقدان عفرين، وهذا ما لم اعتاد عليه في سنوات حياتي”.

ورغم ما واجهه في بدايات طريقه لصنع آلة البزق من مصاعب، حيث تختصر خبرته السابقة على تفصيل الملابس، وكانت تلك المرة الأولى التي يفصل فيها آلة البزق، إلا أنه أصر على تخطي تلك العقبات، وتمكن من صنع أول آلة بنفسه.

وعليه بدأ “بكر” العمل في هذا المجال حتى الوقت الراهن، حيث قال لـ”عفرين بوست” إنه يصنع آلة البزق من خشب أشجار التوت والجوز، ومع مرور الوقت بات يصنع أشكال ومناظر للبزق من أفكاره وخياله، فيما كان يعتمد في بداية عمله على الخشب الرقيق، كونه لم يكن يملك معدات وإمكانيات تساعده على تفصيل وصنع البزق من الخشب الغليظ، إلا أنه استطاع تأمين جميع مستلزماته ليصنعها الآن من خشب أشجار التوت واللوز.

ويقوم بكر بعمل جميع تفاصيل البزق بنفسه، بدءاً من التفصيل، والبخ بالإضافة لتثبيت الأوتار، وعلى مدار 10 أيام، يستطيع بكر صناعة 3 آلات بزق، أو أكثر في بعض الأحيان، حيث يبيعها حسب أنواعها بأسعار تتراوح ما بين 60 إلى 100 آلف ل.س.

ويؤكد بكر أن صيته انتشر في أرجاء المنطقة، حتى أن بعض الزبائن من خارج الشهباء يتواصلون معه للحصول على آلات البزق التي يصنعها، حيث بات محله البسيط يشهد بيعاً وفيراً منذ افتتاحه.

وشدد بكر أن من يرغب في شراء آلة البزق وسط هذه الظروف العصيبة والإمكانيات الضعيفة، هم مَن يواجهون ذات الأوجاع التي عانى منها بكر قبل بده في العمل، ومن خلال عزفهم على البزق، يريدون العودة مجدداً لتفاصيل أرضهم وديارهم في عفرين المحتلة، والتحلي بالقليل من الهدوء والراحة في ظل ظروف التهجير القسري والحياة المعيشية الصعبة.

وختم بكر حديثه لـ “عفرين بوست” بالقول أن هدفه من العمل هو “تقديم ما أمكنه من المساعدة لشعبه وأهله في المنطقة، والوقوف إلى جانبهم وصمود في الشهباء، حتى العودة إلى عفرين مُحررة من الاحتلال التركي”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons