عفرين بوست
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، إنه رصد اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في مدينة الباب، بين مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ”الجيش الوطني السوري”.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات جاءت بسبب خلافهم على تجارة حبوب مخدرة، حيث اشتبكت مجموعة مسلحة تتبع مليشيا ”الجبهة الشامية” مع آخرين يتبعون لـمليشيا ”أحرار الشام”، ما تسبب بقطع طريق الراعي، فيما حشدت تلك المليشيات مسلحيها في المنطقة وسط حالة ذعر وخوف بين المدنيين.
وكان قد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 7 أبريل/نيسان، اشتباكات بين مسلحين من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في عفرين.
وقال حينها أن المواجهات وقعت عقب تجاوز إحدى سيارات مليشيا “صقور الكُرد\العَملية للاحتلال التركي” حاجزاً أمنياً لمليشيا “الجبهة الشامية”، في حين دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الطرفين، وتمكنت مليشيا “الجبهة الشامية” من أسر مسلحي مليشيا ما يعرف بـ “صقور الكرد” التي تتبع لمليشيات الاحتلال وساهمت في غزو عفرين بذريعة أنهم كُرد.
ومن المعلوم بأن الاحتلال التركي يسعى إلى إبراز بعض الهيئات السياسية أو الاجسام العسكرية الوهمية على إنها تمثل الكُرد في سوريا، في محاولتها لتفنيد الجرائم التي ارتكبتها بحق الكُرد في شمال سوريا وعفرين خصوصاً، والتي تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأهمها التطهير العرقي والتهجير القسري وتغيير ديموغرافية الإقليم.
حيث مارس الاحتلال التركي التطهير العرقي بحق الكُرد في عفرين الذين تفوق نسيبتهم التاريخية 98% من سكان عفرين الأصليين، عبر شن غزو مسلح في الـ20 من يناير العام 2018، وقد قال حينها رئيس الاحتلال التركي إن نسبة الكرد في عفرين 35%، في إشارة إلى نيته السابقة بتهجير أكثر من 60% من السكان الأصليين للإقليم.
وتمكن الاحتلال التركي من ممارسة التطهير العرقي عبر غزو شارك فيه أكثر من 25 ألف من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، والذين ساهموا مع الاحتلال في تهجير قسري للسكان على مدار شهرين حتى يوم الـ18 من مارس 2018، حيث خرج في الأيام الثلاث التي سبقتها أكثر من 350 ألف من السكان الكُرد الأصليين.
ومع إطباق الاحتلال العسكري التركي، جلب الاحتلال التركي مستوطنين بمئات الآلاف من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب ودير الزور، من ذوي المسلحين الذين شاركوا بالغزو، أو الموالين لتنظيم الإخوان المسلمين، مما أدى إلى تغيير شبه كامل لديموغرافي الإقليم الكردي، حيث ترجح تقديرات أن نسبة الكُرد لا تتجاوز في الوقت الراهن الـ25%، أي أنها أنخفضت عن النسبة التي حددها أردوغان بـ35%، نتيجة تفنن المسلحين في تعذيب الكرد والتنكيل بهم، في سبيل إرضاء سيدهم التركي الذي يقدم لهم المرتبات والامتيازات لقاء تبرير احتلال الإقليم من قبله، بحجة محاربة الإنفصاليين الكُرد، وهي الذريعة التي يسعى من خلالها الاحتلال التركي إلى تبرئة نفسه من الجرائم التي ارتكبها أمام المجتمع الدولي.
فيما يلتزم الأخير الصمت عن كل الانتهاكات التي تقع في عفرين، رغم إدراكهم أن الحرب التي وقعت على عفرين كان هدفها الأساس التطهير العرقي ومنع الكرد في سوريا من استحواذ حقوقهم المشروعة بشكل دستوري في مستقبل البلاد.