نوفمبر 23. 2024

أخبار

إلهام أحمد لـ”عفرين بوست”: لم يصلنا أي طلب روسي لنقل مُهجري عفرين إلى الرقة

عفرين بوست-خاص

تداول ناشطون انباءاً عن مساعي روسية لنقل مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من الشهباء الى شرق الفرات وتحديداً “الرقة”، مما أثار لغطاً وريبة حول ما قد ينتظر المهجرين ومستقبل عفرين لاحقاً، فيما لو تم إبعاد المهجرين عن مدينتهم، بدلاً من العمل على إعادتهم إليها وطرد الاحتلال ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وذويهم من المستوطنين منها.

ولأستيضاح حقيقة ذلك، تواصلت “عفرين بوست” مع السيدة “إلهام أحمد” الرئيسة التنفيذية لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، والتي قالت إن “ما يتداوله الناشطون من أخبار عن طلب الروس بنقل مهجري عفرين الى الرقة، يدخل ضمن إطار الحرب الخاصة التي تمارسها الدول المحتلة للاراضي السورية”.

متابعةً: “عفرين لها أصحابها الحقيقيون، وهم مهجرون قسراً الآن من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، وحتى الآن صدر العديد من التقارير التي تشير الى الاوضاع المأساوية والمعاناة الكبيرة التي يعانيها سكان عفرين، الذين لم يتركوا بيوتهم وممتلكاتهم”، (في إشارة إلى الكُرد المُتبقين في عفرين).

مردفةً: “إضافة لمأساة من هجروا، ومن هم الآن مقيمون في مخيمات مُؤقتة بمدينة تل رفعت والشهباء، وقسم كبير مُقيم حالياً في حلب ومنبج وقامشلو والحسكة وكوباني والجميع ينتظر العودة الى مكانه الاصلي عفرين”.

مؤكدةً: “لم يصلنا أي مَطلب من هذا القبيل من الطرف الروسي، وإن حصل فهذا يدخل ضمن إطار التطهير العرقي، مثله مثل المجازر التي أرتكبت بحق الأرمن”.

وأستطردت “أحمد” لـ “عفرين بوست”: “ما أعرفه من الاتفاق الروسي التركي، إنه مُؤقت، أي هدنة لتهيئة الظروف لمعارك أخرى، فـ تركيا تحاول بشتى الوسائل لتحويل الاتفاق إلى دائم في عمق ٣٠ كم، لكن هذه المسافة توصل المخطط إلى حدود حلب، بالتالي تكون حلب قد دخلت ضمن خطة خفض التصعيد وبالتالي تحت تأثير النفوذ التركي”.

منوهةً أن “تركيا تريد كل سوريا، وليس ٣٥ كم، فهي تدعي أن دمشق هي ملك للسلاطين الأتراك”، متابعةً: “لذلك أقول أن اتفاقيات خفص التصعيد لا تفيد السوريين وسوريا، إنما هي تفاهمات لعمليات تهجير وإخلاء سوريا من مواطنيها، وتحويلها إلى ساحات معارك مستمرة”.

وكانت قد اتهمت وزارة الدفاع الروسية في الثالث من مارس، للمرة الاولى منذ احتلال عفرين، سلطات الاحتلال التركي بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق، وذلك على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف.

ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض.

ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم.

ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذووهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين.

وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم القصيرة مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم.

كما قام المسلحون وذووهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزرات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، وكانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الإفتراء والإدعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد، وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة.

وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً، وتابع إن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons