ديسمبر 23. 2024

المرأة الكُردية في عفرين: إصرار على مُقارعة الاحتلال وإيمان راسخ بالخلاص منه!

عفرين بوست-خاص

ليس كالمعتاد، حين كان إقليم عفرين الكُردي محكوماً من قبل أبنائه وبناته، فقد مر الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، صامتاً دون أدنى صخب، ولم تحتفي فيه المرأة بتحررها من نير الاستبداد والإقصاء كما كانت تفعل كالمعتاد في أرضها، فقد عاد الفكر الإنكاري الذي يحمله الاحتلال التركي وعملائه من التنظيمات الراديكالية المتطرفة كتنظيم الإخوان المسلمين، ومسلحوها ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وجرد عفرين وأهلها من مختلف الحقوق التي تمتعوا بها إبان حقبة الإدارة الذاتية.

وفي السياق، تقول السيدة “أم جانيار” التي تقيم في إحدى القري القريبة من مركز مدينة عفرين، وتبلغ من العمر 45 عاما ولديها ثلاثة أولاد لـ”عفرين بوست”: “بتعرف أتغير كتير الوضع، واتقلبت 180 درجة، كل شي انقلب رأساً على عقب، من الطلعه ومن الاحتكاك بالمجتمع ومن الأمان ومن الخوف الي مزروع بقلب كل واحد مفكر عمل شي بزمان الإدارة الذاتية” (في إشارة إلى العمل ضمن مؤسساتها)”.

وتستكمل “أم جانيار”: “أما عن التعامل، الي عندو شوية إرادة ومقتنع بقضيتو رح يتقبل هالوضع بنوع من المنطق، لأنو الي أجو كانو ناس مالن صلة بالثورة ولا الحقوق ولا السلام، ناس همج.. لهيك منفضل نبتعد عنن.. ونضل محبوسين بسجن كبير متل البيت، أحسن من أنو نختلط مع همج رح يتهموك عاجلاُ أم آجلا بغرض الفدية”.

وحول أوضاع النساء من السكان الأصليين في عفرين، تقول: “وضعنا لا يطاق بكل معنى الكلمه.. فقدنا الاحساس بشي اسمو حياة، أمان، رفاهية، راحة، بس من ناحيتي وما بعرف عن غيري، بستمد القوة من النظر على الجبال والسهول وزيتون عفرين.. صح هي مبتورة هلق، بس أكيد رح تداوي جرحها”.

وحول نسوة المستوطنين ممن جلبهم الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين لاستبدال سكان عفرين الأصليين بهم، فتشير: “وحدة ساكنة جنبي ما بشوف منها غير عيونها.. هيئتها داعشية، حابة تفوت على بيتي، ما عم أعطيها وج.. يعني كرمالا بطلت أطلع برا البيت.. بدها من الله قلا فوتي، وإذا فاتت على البيت بدها تراقب كل شي لحتى تكتشف نقطة الضعف، وبس عرفتو رح تمسكني من الإيد ألي بتوجعني، وتعى بقى أتورط.. كلن هيك بيتورطو”.

أما هيفي، ذات الـ35 عام، والتي تقيم في عفرين وكانت تعمل سابقاً معلمة، لكنها تلتزم المنزل حالياً، وترفض العمل في مؤسسات الاحتلال التربوية، فتقول لـ “عفرين بوست”: “كتيير في فرق بين قبل وهلق، والفرق فاضح وواضح بس بالظاهر طبعاً بمعنى، نحن منغير اللبس، بالنهاية شقفة قماش ونحن ما رح نطلع ونظهر حالنا، إلا لضرورة القصوى حفاظاً على قدسيتنا وبس”.

متابعةً: “منتحمل ننحرم من الطبيعة، لأنه الطبيعة بقدسنا وبقدس كرديتنا، ومنعرف هاشي مؤقت تماماً وقد ما طول، فحتماً راح نرجع أقوى من قبل، وعم نحاول بشتى الوسائل نثقف ولادنا بثقافتنا، وبكل شي بخص كرديتنا وحريتنا، ألي فيزيولوجياً صارت بدمنا، حتى لو بدنا نخسر مستقبل اولادنا علمياً، بس ثقافياً متشبثين فيها لعند ربك، وأي علم بخص المحتل ما منقبله، ومنقاوم لحتى ولا فكرة من أفكارون تعشعش فينا، وقد ما طولوا”.

متابعةً: “وعلى فكرة المحتل دائماً خايف ومرعوب، وعنده خوف من المرأة الكُردية أكتر من الرجل الكُردي، وهاشي بخلينا نقوى أكتر ونقاوم أكتر، لأنه شمينا ريحة الخوف منن، وهاد شي لصالح كل الأمة الكُردية، لأنه بالنهاية عندون رعب من الحرية الموجودة بتفاصيل وتفكير المرأة الكُردية”.

مستطردةً: “بالإضافة لهاد الشي، الشباب والبنات بتزوجو، والهدف أنه ما رح نلتغى، وح نجيب ولاد ونربيون ترباية أهلنا وأجدادنا، ورغم أنه طقوس الزواج محرومين منها، ومحرومين من أبسط حقوقون الطبيعية بالزفة والزلاغيط والذي منه، بس ما منأجل هاشي، لأنه الهدف أكبر من أنه نوقف الإنجاب، لمجرد المحتل الفاشي والغاشم موجود حالياً، وركز على كلمة (حالياً)، لأنه عنا ثقة وإيمان قوي كتير، أنه ماله مكان بيناتنا، ولا على ترابنا، ولو بعد حين، والمحتل وخاصة التركي والعثماني هدفه واضح، ونحن منعرف هاد الشي، بنشر الفقر… منتحمل ما عنا أي مشكلة.. وتفشي الجهل.. بمنظوره الجهل يعني عدم التعلم، ونحن بغنى عن تعليمون، ألي كله تطرف وأفكار بدائية مريضة، وألي بدو يرجعنا 1400 سنة، وهاد شي من سابع المستحيلات”.

وتابعت هيفي: “وتفشي الجوع.. الجوع آخر همنا والكل بيعرف هاد الشي لأننا مالنا مرتزقة، وتفشي الظلم.. ونحن واثقين أنو الظلم ما بيدوم طول ما في شاب أو بنت كُردي عم يتنفس، وقبل كل هاشي ربك ما بيرضى، وتفشي الفوضى.. منحمي حالنا بإرادتنا، وتفشي الرذيلة.. والرذيلة من شيم المُحتل، وهاد معروف بكل العالم”.

أما خول اهم المشكلات التي تعاني منها المرأة الكُردية في ظل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين المحتل، فهي وفق هيفي تكمن في “حصر الحرية، والكبت الشديد، كل شي مهضوم من ناحية المرأة هون، لسبب بسيط لأنه المحتل داخل بأفكار داعشية ومتطرفة فأبسط كلمة بتسمع للمراة ( أنتي حرمة.. أو حريمة) للاسف، وكل شي بخص المراة الموجودة هون ممنوع ومنبوذ وأنتي شقفة مرأة، يعني بيتعاملوا مع كل النساء متل ما عم ينظرو لغنمة، هي للتلقيح وبس، هي بالداخل وبالخارج عندون مجرد سلعة رخيصة، وهاد الشي بيخدش أصغر صفة موجودة هون بالمرأة الكُردية للاسف، هاد شي كله عم نشوفه ونسمعه ونلمسه ورغم هاد شي، عم نعتز بقدسية كرديتنا أكتر، وعم نفتخر بحالنا أكتر وأكتر، وعم نوعى أكتر وأكتر، ومنعرف شو يعني تتحمل شي لمجرد ما تحصل على حريتك”.

مردفةً: “من أبشع وأفظع المشاكل هي نظرة كل مرتزق مُحتل الغريزية لأي إمرأة موجودة بنفس المنطقة، وانا ما بسمح حتى حط المرأة الكردية بنفس هالصف لانه كرامتها بتسوى أكبر مرتزق فيهم، وامالنا في الوقت الراهن والمستقبل نفس الطلب، ونفس الأمنية، ونفس الحلم، إنو نخلص من كل هالأوبة بلمح البصر، وبالوقت الراهن الصمود والمقاومة وقدرة التحمل يزداد عنا أكتر وأكتر، لأننا واثقين وعنا إيمان قوي كتير، إنه راح نحصل بالأخير على كل شي بخصنا وغصبن عن الكل، وغصبن عن المحتل، والمستقبل كله إلنا لانه نحن المظلومين والمنبوذين، ومو حكي أبداً، عم قول وراح نعيش وندوق الحرية لي عم نتحمل كل هاد الشي لحتى ترجعلنا مو نحصل عليها، نحن حاصلين عليها وصارت بدمنا، والمستقبل لكل إمرأة كردية، وثقافتها إلي حافظت عليها، وأخلاقها ألي ما تنازلت على ولا خصلة، وعلى تمسكها وتشبثها برأيها وأهدافها وآمالها وأمنياتها، وبالنهاية الحرية رح تكون إلها!”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons