نوفمبر 08. 2024

أخبار

ميليشيات الاحتلال التركي تفرض أتاوات جديدة على الحرفيين الكُرد في عفرين

عفرين بوست – خاص

تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تعرف بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، وبإشراف مباشر من قبل استخبارات الاحتلال التركي، محاربة لقمة العيش لمن تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين المحتل، عبر فرض جملة من الأتاوات والممارسات التي تؤدي في النهاية إلى إفقارهم والتضييق عليهم بغية تهجيرهم لصالح المستوطنين الموالين لها.

في هذا السياق، أبلغ المكتب الاقتصادي التابع لمليشيا “الفيلق الثالث”، أصحاب المحال والحرفيين في المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، بدفع مبلغ خمسة آلاف ليرة سورية كأتاوة شهرية، في مقره الواقع مقابل مخبز “جودي”، والذي يديره المدعو “أبو صالح” المُنحدر من مدينة إعزاز، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.

وأكد المُراسل أن ما تسمى بـ “تجمع أبناء دير الزور” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” تفرض من جهتها “أتاوة” مُماثلة، تُقدر بعشرة آلاف ليرة سورية بذريعة قيامها بتوفير الأمن والحماية للحرفيين وممتلكاتهم، فيما تتألف المنطقة الصناعية في عفرين ومن ضمنها سوق الهال، من أكثر من ألف محل صناعي وتجاري.

وتختلف الأشكال والصور التي يفرض من خلالها مسلحو الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الأتاوات، ففي الثاني من يناير، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “فرقة الحمزة”، تسببت في استشهاد مسن كُردي بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، بعد أن عجز عن دفع أتاوة مفروضة على موسم الزيتون، وأوضحت المصادر أن مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” اقتحموا في الـ 21 من تشرين الثاني عام 2019، منزل المواطن الكُردي “محمود سيدو\محمود خوجه” البالغ من العمر 72 عاماً، وطلبوا منه دفع عشر تنكات زيت لهم.

إلا أن المسن أخبرهم بأن جل محصول الزيتون هي 3 تنكات فقط، وأنه لا يستطيع تأمين الكمية المطلوبة، إلا أن المسلحين انهالوا عليه بالضرب وساقوه إلى مقرهم في بلدة راجوـ ليلقى هناك أيضاً الضرب والتعذيب حتى أطلقوا سراحه في اليوم التالي، مطالبين إياه بشراء عشر تنكات زيت وجلبها لمقر الميليشيا، وذكر أحد أقربائه المقيمين في الخارج لـ “عفرين بوست” أن السبعيني محمود شعر بالإهانة الشديدة من إقدام مسلحين صغار بالسن “في عمر أحفاده” على ضربه وجره من منزله في قرية كوليان تحتاني/راجو، حيث كان يعيش فيه مع زوجته المسنة أيضاً، بينما أولاده موزعون في مناطق عدة، مضيفاً أن الإصابات التي تلقاها نتيجة الضرب والتعذيب وكذلك الإهانة تسببت في إصابته صباح يوم 23/تشرين الثاني/ بالجلطة ما أدى لاستشهاده على الفور.. وأكد المصدر المقرب من الشهيد أن الميليشيا أبتزت أحد أبنائه العائدين إلى القرية من إسطنبول التركية بعد استشهاد والده، مطالبين إياه بدفع مبلغ 700 ألف ليرة سورية لقاء السماح له بالعيش في قريته ومنزل والده.

وفي منتصف يناير، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “فيلق الشام”، فرضت ضريبة جديدة على من تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قريتي “زركا” و”جوبانا” التابعتين لناحية راجو، حيث أخبر المكتب الاقتصادي للميليشيا التي يتزعهما المدعو “أبو الوليد”، السكان في مقره، بجمع عبوتي زيت زيتون عن كل عائلة كُردية (52 عائلة) سواء كان حقولهم أثمرت هذا العام أم لا.

ومع بدء موسم الزيتون العام 2019، توجه المستوطنون برفقة مسلحي ميليشيات الاحتلال التي تمتهن اللصوصية، إلى بساتين الزيتون في مختلف القرى، وقاموا بسرقة الزيتون وبيع كميات كبيرة منها لصالحهم الخاص، كما فرضت اتاوات مزاجية، وأشار مُراسلو “عفرين بوست” في مركز عفرين وأريافها انه قد فرضت في معظم القرى مبلغ 500 ليرة سورية على كل شجرة زيتون يمكلها الفلاحون الكُرد، كأتاوة بغض النظر ان أثمرت هذا العام أم لا.

كما فرضت أتاوات على الفلاحين الكرُد تحت يافطة “ضريبة حماية موسم الزيتون”، إضافة إلى أتاوات ونسب أخرى تفرض عليهم في المعاصر وعلى الحواجز لقاء سماحهم بنقل المنتوج إلى أسواق مركز عفرين، وجاء فرض الاتاوات من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بإيعاز وتوجيه من استخبارات الاحتلال التركي، في سبيل التضييق على مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين المُحتل، بغية دفعهم إلى ترك ديارهم للمستوطنين الموالين لحكومة العدالة والتنمية التركية الإخوانية.

كذلك، فرضت ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” أتاوة على سكان قرية “خليل” الأصليين الكُرد، بذريعة حمايتهم وحماية محاصيلهم، حيث تقدر الأتاوة الجديدة بـعشرة آلاف ليرة سورية وبشكل شهري، وتحتل الميليشيا مركز ناحية “شيه” وثمانية قرى تابعة له وهي (شيه وجقلا فوقاني وجلا تحتاني وجقلا وسطاني وحج بليل وآلكانا وخليل)، إضافة لقرية “كاخريه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”.

وفي التاسع عشر من فبراير، قال المرصد السوري، أن مليشيا “صقور الشمال” أجبرت سكان كُرد أصليين في قريتي “قزلباش” و “بالي ياه\بيلان” على دفع أتاوات لـما يسمى بـ “دار القضاء” التابع للمليشيات المحتلة ضمن ناحية راجو (علماً أن القريتين تابعتان لناحية بلبلة)، تحت وطأة التهديد بالاختطاف في حال رفض الأهالي دفع المبالغ المالية المطلوبة منهم، ونوه المرصد أن مسلحي المليشيا ذاتها يعمدون إلى إجبار المدنيين على كسح أشجار الزيتون وتقليم كروم العنب وتشغيل جراراتهم بنقل الحطب من الأحراش والبساتين المستولى عليها من قبل متزعم المليشيا دون مقابل مادي (أي إجبارهم على العمل بالسخرة ضمن حقول مستولى عليها).

وفي سياق متصل، أشار المرصد إلى تعرض سائقي السيارات والشاحنات على طريق ناحية بلبلة\بلبل إلى مركز مدينة عفرين لابتزاز مالي متواصل، أثناء مرورهم على الحواجز المنتشرة، وفي غالب الأوقات لا يتمكنون من متابعة طريقهم إلا بعد دفع مبالغ مالية، وأشار المرصد حينها، إلى إقدام مليشيا “فيلق الشام” على قطع أكثر من 3000 شجرة زيتون من جذورها في القرى التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، منها 2000 شجرة في مركز الناحية فقط، حيث يتم بيعها كـ حطب للتدفئة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons