عفرين بوست-خاص
يواصل الاحتلال التركي حشد المزيد من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، لزجهم في المعارك الدائرة في إدلب، رغم ما تدعيه من مساعي لوقف إطلاق النار بين النظام السوري من جهة والمسلحين التابعين لأنقرة من جهة أخرى، حيث من المزمع أن يلتقي بوتين وأردوغان غداً الخميس.
وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين، إن استخبارات الاحتلال التركي، اعتقلت الأثنين\الثاني من مارس، 8 مستوطنين من مخيم الأشرفية القريب من (خزان المياه)، بسبب فرارهم من معارك إدلب، وهم مسلحون من “جبهة النصرة”.
وكانت قد اتهمت وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى أمس الثلاثاء\الثالث من مارس، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرالفيى لتلك المناطق.
وأشارت لذلك الاستيطان بالتأكيد على توجه الفارين من إدلب نحو عفرين، بالقول: “وسائل المراقبة الموضوعية، منها طائرات مسيرة، وشهادات السكان المحليين تكشف ما يلي من التنقلات السكانية في المنطقة، وهي وفق له تتم إلى:
1- إلى الأراضي التركية انتقل ما لا يزيد عن 35 ألف شخص، وهم أفراد عائلات جماعات إرهابية كـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة” سابقا) و”حزب الإسلام التركستاني”، و”حراس الدين”.
2- إلى ما تسمى بـ منطقة “غصن الزيتون” (عفرين) – نحو 50 ألف شخص (رغم أن العدد أقل بكثير من تقديرات أهالي عفرين ومراسلي “عفرين بوست”).
ويرجح مراقبون أن تشهد مناطق شمال سوريا المحتلة في الشريط الحدودي الممتد من منطقة جرابلس إلى إقليم عفرين الكردي، عمليات عسكرية في المرحلة المقبلة، فيما لو استمر التصعيد الروسي التركي.
ويشير مراقبون أن الروس قد حسموا أمرهم كما تظهر الأحداث، بأنه قد حان الوقت لهم للإنفراد بالسيطرة كقوة دولية متحكمة بالملف السوري، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني وتراجع الدور الإيراني، مما قد يشجع الروس للمواجهة مع أنقرة، لإجبارها على الخروج هي الأخرى.
ومن المؤكد أن الاحتلال التركي ليس معنياً أو مُهتماً بإدلب وأهلها، لكنه حاول ولا يزال أن يحصل على تنازلات من روسيا، تسمح له باجتياح كوباني وعين عيسى، بالتزامن مع اجتياح النظام وروسيا لإدلب، وهو ما يبدو أن روسيا قد رفضته، بعد نجاحها في حشر الوجود التركي في زاوية ضيقة وغير استراتيجية في أقصى الشمال الغربي للبلاد.
ويعتقد متابعون بأن الروس باتوا يمتلكون في قبضتهم جميع عوامل القوة في سوريا، أما الحرب التي يخوضها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، وجبهة النصرة) في إدلب، فهي في سبيل الأستماتة دفاعاً عن طموحات أنقرة التوسعية، ولكن لن يكون بمقدورهم مواجهة القوة العسكرية الروسية، مهما تلقوا من دعم تركي.