عفرين بوست-خاص
يواصل الاحتلال التركي الاتجار بالسوريين ومعاناتهم، فيما تصفق له التنظيمات المتطرفة كالإخوان المسلمين، حتى لو كان الثمن يدفعه اللاجئون السوريون الذين باتوا ورقة ابتزاز تركية في وجه أوروبا، لحضها على الإقرار بمشاريع التغيير الديموغرافي التي نفذها المحتل التركي في عفرين وسريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض.
وفي سياق الإتجار التركي باللاجئين، وعقب فتح البوابات التركية نحو أوروبا، أحتشد الآلاف متوجهين صوب اليونان، التي أعلنت سابقاً أنها لن تتهاون في التصدي للمهاجرين الغير شرعيين، ليتحول اللاجئون إلى ضحايا الابتزاز التركي لأوروبا.
وفي الصدد، توفي طفل كردي صغير يبلغ من العمر 5 سنوات، في المياه أثناء العبور لليونان، ويدعى “سيدو قاسم قاسم” من قرية “كاخرة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، بريف إقليم عفرين الكردي المحتل.
وقالت المصادر لـ “عفرين بوست” إن الطفل الكردي كان مع والدته في البلم “سفينة مطاطية”، عندما لجئ حرس الحدود اليوناني لإطلاق النار على البلم وإغراقه، حيث تم فيما بعد إنقاذ جميع الركاب بإستثناء الطفل الذي توفي، فيما ترقد أمه حالياً بالمشفى.
وتؤكد المصادر من المنطقة الحدودية بين تركيا واليونان، أن الأخيرة قد أغلقت حدودها بشكل كامل، وأن القرار التركي هدفه ابتزاز أوروبا لدفعها على إقرار مخططات التغيير الديموغرافي التي نفذها المحتل التركي عبر تنظيم الإخوان المسلمين ومسلحيه ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر)، وذويهم ممن تركوا أرضهم في أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور، بحجة معارضة النظام، وإنجروا خلف المخططات التركية الرامية لضرب السوريين ببعض.
وفي الوقت الذي كان يحارب فيه الاحتلال التركي “قوات سوريا الديمقراطية” في عفرين وشرق الفرات بحجة أنها “إنفصالية”، تتكشف أكاذيب المحتل التركي بوضوح عند مهاجمته للنظام السوري في إدلب أيضاً، حيث تظهر نواياه الاحتلالية بجلاء، كما تفند كذبة الإنفصالية التي سوقها لتبرير ضرب الكُرد كمكون سوري أصيل، بغية حرمانه من حقوقه المشروعة في الدستور المستقبلي للبلاد، وتؤكد أن المحتل التركي لن يعجز عن أختلاق الحجج والذرائع التي يُبرر بها غزوه واحتلاله.
ويلقي مراقبون باللائمة على النظام السوري الذي أكتفى أثناء غزو عفرين بالحديث النظري دون تفعيل الحظر الجوي فوق الإقليم، ويشير هؤلاء أن إعتراف النظام بـ “الإدارة الذاتية” في عفرين وقتها، كان سيمنح الجانبين القوة السياسية والعسكرية الكافية لردع أحلام العثمانية الرامية إلى إقتطاع الأراضي السورية، وتقليد تنظيم الإخوان المسلمين الحكم في دمشق.