عفرين بوست-خاص
تواصلت في السادس والعشرين من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها الثامن والثلاثين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من حمايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة، التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء الإقليم من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية البائدة.
سياسياً وعسكرياً..
تجاهل رئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان، تحذيرات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عن أن الهدنة في سوريا تشمل عفرين، وأرسل قوات خاصة إلى عفرين مواصلاً هجومه، على الرغم من دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في عموم البلاد، وقال نائب رئيس الوزراء الغزو التركي بكر بوزداغ في تصريح لقناة «إن تي في» إن دخول القوات الخاصة يأتي استعدادا للمعركة الجديدة التي اقتربت، وأضاف «بوزداغ»، أن بعض المناطق كالغوطة الشرقية جزء من قرار الأمم المتحدة الخاص بوقف إطلاق النار في سوريا لكن عفرين ليست منها”، مقراً بوقاحة أن “القرار لن يؤثر على عملية غصن الزيتون في المنطقة”.
وجاء ذلك عقب قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب كل الأطراف بوقف الأعمال القتالية دون تأخير لفرض هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً، متتابعة على الأقل بكل أنحاء سوريا، وذلك بعد أن صوّت أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 فبراير 2018، لصالح مشروع قرار بشأن فرض الهدنة الإنسانية لمدة 30 يوما في جميع الأراضي السورية.
واستمر العدوان التركي على إقليم عفرين وريفها، مُستهدفاً فيها مرافق الحياة العامة وممتلكات المواطنين وارواحهم، وأصدر المجلس الصحي في “مقاطعة عفرين” حصيلة الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية العدوان في العشرين من يناير\كانون الثاني، حتى الخامس والعشرين من فبراير\شباط، حيث بين المجلس أن 192 مدنياً قد ارتقوا إلى مرتبة الشهادة، بينهم 28 طفلاً و23 امرأة، كما أصيب 574 مواطناً من سكان عفرين بجروح وإصابات مُتفاوتة الخطورة، تتضمن حالات بتر وإعاقة، نتيجة للقصف العشوائي الذي طال مُدناً وبلدات آهلة بالسكان، بينهم 69 طفلاً و79 امرأة.
وفي التطورات الميدانية، أكدت “قوات سوريا الديمقراطية” تمكن مقاتليها، من اعطاب /3/ دبابات تركية، واستهداف /6/ آليات عسكرية أخرى، وتجدد القصف على مركز ناحية “راجو”، إلى جانب قرية “حج خليل”، حيث وثق إصابة المواطن “شكري حجيكو\60 عاماً” في القرية بحروق نتيجة القصف التركي، كما شهد محور قرى “بليلكو”، “كورا\كورانلي”، ومحيط قرية “بربانه\بربند” قصفاً مُماثلاً استهداف منازل المواطنين العاديين.
وكررت قوات العدوان قصفها الهمجي على بلدة بعدينا\بعدنلي، ما أسفر عن وقوع اضرارً جمة في ممتلكات الأهالي، إلى ذلك تجددت المواجهات في محور قرى محور “موسكه\موسيك اوبه سي” و”دوريش\درويش اوبه سي”، إضافة إلى محور قرى ميدانا، وأكدت مصادر مُتقاطعة وقتها تطهير قرية “دمليا\دونبللي” من قبل “سوريا الديمقراطية” التي تمكنت من طرد مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وفي المُقابل تحدثت أنباء أخرى عن احتجاز مئات المدنيين في قرى “ميدان أكبس” وميدانا وخرابة سولك، والتي رافقها عمليات سلب ونهب من قبل مسلحي الإخوان، عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها.
وفي ناحية موباتا\معبطلي، شهدت سهول البلدة قصفاً تركياً عشوائياً، فيما ساهمت الظروف الجوية الماطرة مع مقاتلي “سوريا الديمقراطية” لتطهير قرى “كوركا جيرن\كوركان تحتاني” و”كوركا جورن\كوركان فوقاني” وساريا\صاري اوشاغي” من مسلحي الإخوان، بينما إحتدمت المعارك في ناحية شيه\شيخ الحديد، مع محاولات قوات العدوان التركي التوغل في أراضي الناحية، حيث طال قصفٌ تركي مركز الناحية وقرية قرمتلق، إضافة لقرى هيكجه وانقله وسنارة، واستخدمت فيها قوات العدوان المدفعية والطيران الحربي، مع استمرار الاشتباكات في تلك المحاور.
أما في ناحية “جنديرس”، فقد تجدد القصف التركي على مركز المدينة ومحيطها بالمدفعية والطيران الحربي، فيما تجددت الاشتباكات على محور قرى حجيلار وأبو كعبة وفي السهول الجنوبية والغربية لجنديرس، ومن جهة أخرى، استهداف الطيران الحربي التركي قرية “يلانقوز”، ما أسفر عن وقوع مجزرة في القرية راح ضحيتها 5 مدنيون على الأقل بينهم طفلان، حيث عملت فرق “الهلال الأحمر الكردي” على انتشال الجثامين من تحت الأنقاض، كما استهدفت قرية “جلمة” بالقصف التركي، وأصيب نتيجتها المواطن “محمد عمر حمو\50 عام” بجراح بليغة.
أما ناحية بلبل\بلبلة، فشهدت تطهير مجموعة قُرىٌ من قبل مقاتلي “سوريا الديمقراطية”، حيث تمكنوا وفق شهادات محلية من تطهير قرى “قسطل مقداد”، “شرقيا\شرقانلي” و “قورتا\قورت اوشاغي”، بيد أن القصف الجوي استمر على القرى الحدودية، كما طال القصف محيط قرية “حسن ديرا\حسن ديرلي” وقرية “جيه\طاغ اوبه سي”، ومع تطهير مجموعة قرى في الناحية، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثمان المواطن المدني “رشيد سيدو\34عام، من تحت الأنقال في قرية بركاشيه\بركشلي، بعد مرور قرابة 15 يوماً على استهداف منزله من قبل طيران الحربي التركي.
أما في ناحية شرّا\شران، فشهدت مناطق قريبة من مركز الناحية إضافة إلى قرية “سينكا\سنكرلي” قصفاً تركياً، وهو ما تكرر في حرم “سد ميدانكي”، الذي استهداف بمجموعة من القذائف التركية.