سبتمبر 21. 2024

أخبار

فنان تشكيلي من عفرين لم يسمح لـ التهجير بقتل هوايته

عفرين بوست-خاص

بعد تهجيرهم قسراً من عفرين المحتلة، لم يسمح للظروف وعراقيلها أن تصبح عائقاً أمام هوايته في رسم الفنون التشكيلية، لينحت على جدران الأماكن التي يقيم فيها المقاومة، شعارات حول صمود الشعب الكُردي، ورموز دينية إيزيدية وإسلامية.

فعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، إلى جانب مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، واضطرار غالبية سكان عفرين الأصليين للخروج من الإقليم خشية انتهاكات وممارسات الغزو التركي، كان المواطن عصمت رشيد المعروف بأبو جورج واحداً من المهجرين.

وينحدر عصمت من قرية كفرصفرة التابعة لناحية جنديرس في عفرين، ويناهز من العمر عقده السادس، حيث يقاوم في قرية “الوحشية” بمناطق الشهباء منذ أكثر من عاميين بجانب الآلاف من مهجري عفرين.

ويقول عصمت إنه اكتشف موهبته في الفنون التشكيلية والنحت في سن صغيرة، وكان ذلك بتجربة بسيطة على “حبة بطاطا”، حينما كانت والداته تعد الطعام، حيث قام بالنقش باستخدام أداة حادة، وظهر أن بإمكانه نحت الوجوه بطريقة مميزة ومختلفة.

وبعدما نقش أولى نتاجاته على “حبة البطاطا”، بات يتملك عصمت الرغبة لإبراز المزيد وإظهار موهبته بطريقة أوسع، فكان عبر السنين ينحت على الطين، وينقش على الجدران، ويشكل التماثيل من الأحجار، حيث بات له في ذلك المجال 45 عام.

ويشير عصمت أن من إحدى أبرز نشاطاته، كان نحت لوحات دوار نوروز في مدينة عفرين، وغيرها من التماثيل والرسومات المتعددة والمتنوعة.

وعند تهجيره قسراً للشهباء، وعقب 6 أشهر، بدأ بالنحت والرسم في البيت الذي يقطن فيه بأدوات بسيطة، مثل الطين الذي كان يصنعه بنفسه، فنقش بعض رسوماته التشكيلية المختلفة على الجدران كـ “رسمة لكاوا حداد وهو يحمل شعلة النصر وبجانبه نوروز التي كانت تساعده للوصل إلى الحرية ضد الظلم، وتمثال زاردشت، ونحت لوحات للتراث الكُردي، اليوناني، الحثيين، الروماني، السومري، الميدي، واللوحات الأسطورية، وأخرى تخيلية للنبي “إبراهيم عليه السلام”.

ويؤكد عصمت أن النحت هواية تحتاج لصبر والإبداع، خاصةٍ لما اكتسبه من مهارة وخبرة في نحته على جدران الشهباء التي كانت قاسية أثناء النحت، ويذكر أنه افتتح عدة معارض في عفرين وحلب وبيروت.

ويقول عصمت أن التهجير القسري لم يكن عائقاً أمام مهارته، وأنهم كعفرينين مقاومين لن يهزموا أمام ما يجري من سياسات إبادة وفتنة وتفرقة بين المكونات في المنطقة من قبل الاحتلال التركي بعد احتلال عفرين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons