عفرين بوست-خاص
تواصلت في التاسع عشر من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها الواحد والثلاثين، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من حمايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة، التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء الإقليم من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية البائدة.
سياسياً..
أعلن نائب المبعوث الأممي إلى سوريا رمزي رمزي، أن التوصل لاتفاق حول عفرين ممكن، ما قد يؤدي إلى تغيير الوضع في سوريا. وقال رمزي، خلال منتدى “فالداي”، “الوضع في عفرين هو مصدر قلق كبير بالنسبة للجميع. لكن المشكلة ليست فقط في عفرين، بل وعلى طول الحدود السورية – التركية. لا أعتقد أن أي من الأطراف التي لها مصالح في سوريا تريد أن يخرج الوضع عن السيطرة، أعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق يكفل، من ناحية، حماية مصالح وأمن الجميع، بما في ذلك وتركيا، وفي الوقت نفسه يحافظ على الهدف المشترك المتمثل في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا ووحدتها”. وأوضح متابعا ” لا أعتقد أن هذا أمر مستحيل، وأعتقد أن خفض التصعيد ممكن، وإذا حدث هذا في عفرين، فإنه سينتشر إلى مناطق أخرى، لأن هناك أيضا تركيا والحكومة السورية، وهناك يمكن تفعيل دور روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، الجميع يهتمون في أن يكون الوضع تحت السيطرة، وأعتقد أن هذا يمكن أن يصبح بداية لعملية جديدة من شأنها أن تحول سوريا نحو مسار صحيح أكثر”.
فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري يسمح لقواته بدخول عفرين للمشاركة في صد الهجوم التركي هناك. وقال مستشار في الإدارة الذاتية، إن القوات السورية سوف تنتشر في عدد من النقاط الحدودية وقد تدخل عفرين خلال يومين.
وقال مسؤول كردي إن القوات الكردية السورية توصلت إلى اتفاق مع حكومة دمشق لدخول النظام السوري إلى عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي، وقال بدران جيا كرد المستشار بالإدارة الذاتية إن قوات النظام السوري ستنتشر في بعض المواقع الحدودية وقد تدخل منطقة عفرين خلال يومين.
وقال جيا كرد “يمكن أن نتعاون مع أي جهة تمد يد العون لكون الرأي العالمي صامت، وما يرتكب من جرائم وحشية أمام مرأى ومسمع العالم”، وأضاف جيا كرد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع دمشق عسكري فحسب ولم يتم التوصل لأي ترتيبات سياسية أوسع بعد. وتابع قائلا “فيما يتعلق بالقضايا السياسية والإدارية في المنطقة، سيتم الاتفاق عليها مع دمشق في المراحل اللاحقة عبر مفاوضات وحوارات مباشرة، لكون عفرين سورية وحدودها حدود سورية وقضية سيادية تخص جميع السوريين.”
وقال إن ثمة معارضة من شأنها منع تنفيذ الاتفاق. مشيرا إلى أن “لا نعلم إلى أي درجة ستكون هذه التفاهمات صامدة لأنه هناك أطراف غير راضية وتريد إفشالها ..ولكننا منفتحون على الحوار مع كل الجهات التي ترغب بحل الأزمة بالسبل السياسية.”
وذكرت قناة الإخبارية السورية الرسمية إن قوات موالية لقوات الأسد ستدخل منطقة عفرين بشمال غرب البلاد في “خلال ساعات”.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مصدر وصفته بالمطلع دون أن تسميه، بأن اتفاق دمشق مع الأكراد لن يحظ بالموافقة الروسية لأن ذلك من شأنه الإطاحة بجهود موسكو الدبلوماسية مع أنقرة.
بدوره أعلن وزير خارجية الاحتلال التركي، مولود جاويش أوغلو، موقف بلاده من دخول النظام السوري إلى عفرين، موضحاً أن غزوة (غصن الزيتون) ضد وحدات حماية الشعب مستمرة، وقال أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني: “لا مشكلة إن كان النظام السوري سيدخل عفرين من أجل تطهيرها من وحدات حماية الشعب، لكن إنّ كان دخولهم لحماية هذا التنظيم، فلا أحد يستطيع وقف الجنود الأتراك”.
فيما نفى المتحدث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، من الأنباء المتداولة عن دخول قوات من النظام السوري إلى عفرين بالتنسيق مع “وحدات حماية الشعب” في عفرين متخوفا أن دخول الجيش السوري إلى عفرين قد يؤدي إلى كارثة، وقال بوزداغ، في مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء “نتابع عن كثب الأنباء حول استعدادات قوات النظام السوري الدخول إلى عفرين، وهذه الأنباء عارية تماما من الصحة”.
وأضاف بوزداغ “دخول قوات النظام السوري إلى عفرين قد يؤدي إلى كارثة في المنطقة”، متابعا “نعتقد أن الحكومة السورية لن تخطو خطوة قد تؤدي إلى تقسيم البلاد” (على حد وصفه).
عسكرياً..
أعلنت وحدات حماية الشعب استشهاد ثلاثة أوروبيين قاتلوا في صفوفها خلال المعارك المستمرة ضد القوات التركية الغازية في منطقة عفرين شمالاً.
وذكرت الوحدات في بيان باللغة الإنجليزية أن المقاتليْن أوليفييه فرنسوا جان لو كلانش (41 عاماً) والإسباني سامويل برادا ليون (25 عاماً) استشهدوا «خلال اشتباكات في جبهة جنديريس في العاشر من فبراير».
وقصف الجيش التركي الغازي بعشرات القذائف عدداً من المواقع في عفرين، دون أن ترد أنباء عن سقوط ضحايا جراء القصف، وأعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جنكليإ ان القوات التركية قد بدأت بعملية عسكرية في المنطقة الكردية، رغم مناشدة الولايات المتحدة لتركيا بالتركيز على قتال متشددي تنظيم داعش وعدم القيام بعمل عسكري في عفرين.
وأعلن الناطق باسم “قوات سوريا الديمقراطية” أنه سقطت عدة قذائف أطلقتها مدفعية الجيش على التلال المحيطة بمركز المنطقة، وقصفت المدفعية التركية بشكل متزامن “محيط قرية قره بابا وقرية كم راشه وجسر حشاركه ومحيط قرية هوبكا والتلال المحيطة بمركز منطقة راجو، دون ورود أية أنباء عن إصابات بشرية”.
بدورها قالت وسائل إعلام تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين أن مسلحيهم تمكنوا من التقدم على ثلاثة محاور في محيط عفرين، الأول على محور جنديرس وأحتل خلاله مسلحو تنيظم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ (الجيش الوطني السوري\الجيش الحر) على قريتي مروانية الفوقاني والتحتاني وقلكيه.
والثاني على محور بلبلة\بلبل في الجهة الشمالية من عفرين وأحتلت خلاله قريتي الجميلة وعرب ويران وثلاث تلال محيطة على محور شرا\شران، بينما احتلوا كذلك تلال على بعد 500 متر من ناحية راجو في المحور العسكري الثالث.
من جانبه، قال بروسك حسكة – المتحدث الرسمي بإسم وحدات حماية الشعب YPG، بأنه “يقصف جيش الغزو التركي وارهابيي القاعدة منذ صباح اليوم وبشكل مباشر العديد من مناطق ونواحي عفرين، حيث سقطت قذائف المدفعية على مركز مدينة عفرين المكتظة بالمدنيين وبشكل خاص حيي ترندة والأشرفية، إضافة إلى مراكز نواحي شرا، راجو، وجنديرس، ومعبطلة والقرى المحيطة بها، كما قصفت طائرات الغزو التركي بشكل مكثف ناحية راجو وقرية عطمانة التابعة لها، والحصيلة الأولى لضحايا الهجوم الارهابي التركي هي شهيد و9 جرحى من عائلة واحدة، إضافة إلى عدد آخر من الجرحى في المناطق الأخرى، سيتم احصائها في اللحظات المقبلة.
وشهد ذلك اليوم استهداف عدة صواريخ للعدوان التركي، قرية باسوطة التابعة لناحية شيراوا، لتكون الحصيلة طفلة شهيدة و 7 جرحى من عائلة واحدة.
والضحايا هم : هيفا أحمد كلاحو 16 سنة\استشهاد، وإصابة كل من (نبي زياد كلاحو 8 سنوات، جيناف زياد كلاحو 11 سنة، شفان خليل كلاحو 6 سنة، حنان محمد كلاحو 11 سنة، آفا خليل كلاحو 11 سنة، ديلبر كلاحو 14 سنة، خليل كلاحو 42 سنة).
فيما أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية حصيلة العمليات القتالية خلال 24 ساعة وكانت على الشكل التالي:
1 – عفرين : مع وصول طلائع الوفود الشعبية القادمة من حلب إلى مدينة عفرين بدأ جيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية باستهداف مركز مدينة عفرين بالقصف بالسلاح الثقيل و ما زال القصف مستمرا حتى لحظة إعداد هذا التقرير حيث يتركز القصف على حي ترندة.
2 – راجو : كانت بلدة راجو هدفا للقصف الهمجي من قبل طيران الغزو التركي منذ الساعة 3 من مساء أمس و استمر القصف الذي ترافق مع القصف بالسلاح الثقيل حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس.
بالتزامن مع ذلك فقد كانت قرية بليلكا و محيطها ميدانا لاشتباكات عنيفة بين قواتنا و جيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية ( جبهة النصرة/داعش) حيث بدأت الاشتباكات في ساعات المساء ، و كانت الحصيلة الأولية تؤكد مقتل 7 جنود ، فيما بعد توسعت دائرة الاشتباكات لتشمل قرية حاجيكا و ازدادت حدتها المترافقة مع القصف بالسلاح الثقيل و استمرت الاشتباكات حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس.
3 – شرا : في الساعة 7 من مساء أمس بدأ السلاح الثقيل لجيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية ( جبهة النصرة/ داعش ) باستهداف قرية علكا ( Elka ) حيث استمر القصف العشوائي لساعات متأخرة من ليلة أمس
– منذ ليلة أمس و حتى لحظة إعداد هذا التقرير لم تهدأ حدة الغارات الجوية ، حيث كان محور قرية دير صوان وصولا إلى قلعة النبي هوري و قرية حلوبية بالإضافة إلى قرية و سد ميدانكي هدفا للغارات الجوية لجيش الغزو التركي تزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة على محور النبي هوري ما زالت مستمرة .
4 – جنديرس : كانت قرى المحور الحدودي هدفا للغارت الجوية و السلاح الثقيل و المترافق مع الاشتباكات العنيفة بين قواتنا و جيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية حيث ما زال القصف و الاشتباكات المتقطعة مستمرا حتى لحظة إعداد هذا التقرير
5 – ماباتا ( المعبطلي ): جيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية ( جبهة النصرة/ داعش )تستهدف مركز ناحية ماباتا و القرى المحيطة بالقصف العشوائي بالسلاح الثقيل و ما زال القصف مستمرا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
6 – باسوطة : تعرضت باسوطة و القرى المحيطة بها للقصف الهمجي من قبل جيش الغزو التركي و الفصائل الإرهابية حيث استهدف القصف القرى و الأحياء الآهلة بالسكان مباسرة و سقط جراء هذا القصف الوحشي شهداء و جرحى مدنيون بينهم أطفال و نساء.