عفرين بوست-خاص
قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين مستمرة في الاستيلاء على أملاك السكان الأصليين، بالقوة المسلحة والإكراه، حتى لو كان بعضها مشغولاً من قبل المستوطنين أنفسهم.
وفي هذا السياق، أشار المراسل بأن مليشيا “جيش الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد عمدت خلال الأيام القليلة الماضية، إلى الأستيلاء على 6 محال تجارية على طريق عفرين جنديرس، ضمن نقطة تجمع صناعية كانت تعرف بـ “مخرطة روجافا”.
ونوه المراسل أن عدداً من تلك المحال كان مشغولاً من قبل مستوطنين من الغوطة الشرقية، لكن مليشيا “جيش الشرقية” وضعت يدها على جميع تلك المحال في ظل تهجير أصحابها الحقيقيين الكُرد، وتململ المستوطنيين المنحدرين من الغوطة من مسلحي المنطقة الشرقية، وهي حالة أصبحت معهودة بين المسلحين وذويهم، إذ تلجأ كل مليشيا إلى حماية أنصارها من المنطقة التي تنحدر منها بالأصل.
ولفت المراسل بأنه قد جرى تحويل عدد من تلك المحال إلى مركز لتجميع ألبسة البالة، حيث تم تفريغ عدد من الشاحنات الكبيرة (قاطرة ومقطورة) فيها، ووصل عددها إلى قرابة العشرة شاحنات، وهي إشارة إلى نية المليشيا الإتجار بألبسة البالة أيضاً.
ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات السطو والاستيلاء المتواصلة منذ احتلال عفرين، حيث منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!
ففي الاول من أكتوبر العام 2019، أقدمت ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على طرد زوجة المرحوم “محمد دودخ” من منزلها الكائن في بلدة “شرا\شران”، والذي يقع على بعد مئتي متر من الفرن الآلي غرباً، وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا عمدت بعد طرد المسنة الكُردية السبعينية، والمُقيمة بمفردها في دارها، إلى إسكان عائلة من المستوطنين المرتبطين بمسلحيها عوضاً عنها.
وفي السادس والعشرين من ديسمبر العام 2019، استولى مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” على منزل أرملة كُردية في مدينة عفرين ونهبوا فيما بعد محتوياته بالكامل، وقاموا بتأجيره لعائلة هاربة من إدلب، وأفاد مراسل “عفرين بوست”، أن جماعة المدعو “أبو جندل” التابعة للميليشيا استولت على منزل الأرملة الكردية “أم وليد” الكائن في حي مركز الثقافي-خلف مبنى جامعة عفرين، مضيفاً أن المليشيا قامت بنهب محتويات المنزل بالكامل بوساطة شاحنتين، وذلك بعد منح مهلة 24 ساعة للمواطن الكُردي “عثمان كومجي”، الذي كان يستأجره منذ نحو عامين، لإخلاء المنزل، رغم أن الأرملة الكُردية تقيم في قرية “كازيه” التابعة لناحية جنديرس.
وفي الواحد والثلاثين من ديسمبر الماضي، تطرقة “عفرين بوست” إلى المدعو “أبو ماهر شرقية” وهو مستوطن من دير الزور، الذي كان يعيش سابقاً قبل احتلال عفرين في مناطق من ريف حمص، وعقب إحتلال الإقليم الكُردي، استقر فيها، ليتفرغ لأعمال السلب والنهب والإشراف على جني الاتاوات من المستوطنين أنفسهم، عن المنازل التي يقيمون فيها ضمن قطاعه الأمني، الممتد في مجموعة أبنية واصلة بين الاستراد الغربي\اوتوستراد روجآفا” وحتى طريق جنديرس.
ولم يقتصر “ابو ماهر شرقية” في عمليات السطو والنهب التي مارسها على أملاك المهجرين الكُرد، بل يتعداها إلى حيازة آجارات شهرية عن أملاكهم التي تركوها، حيث يقوم “ابو ماهر شرقية” بجباية آجارات شهرية من المحال والبيوت التي هجرها أهلها الكُرد بفعل الغزو التركي، من المقيمين فيها حالياً، سواء أكانوا من أقرباء المُهجرين الكُرد، أو حتى من المستوطنين.
ولا يعترف “ابو ماهر شرقية” بالعقود الصادرة عن مجلس الاحتلال المحلي في عفرين، فحتى لو وجد عقد رسمي بين المالك والمقيم في العقار، يُلزم “ابو ماهر شرقية” المستفيد من العقار على دفع الآجار له، بدلاً عن دفعها لمالك العقار الحقيقي.