عفرين بوست – خاص
علمت “عفرين بوست” من مصادرها في أوساط الميلشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن سرعة انهيار المسلحين في بلدات الريف الشمالي الغربي لحلب كـ (حيان وعندان وحريتان وبيانون وغيرها) أمام تقدم قوات النظام وحلفائه، يعود لأوامر تركية تقضي بإخلاء تلك المناطق خلال مهلة مدتها 3 ساعات فقط، للانسحاب بشكل كامل وتسليمها خلال تلك الفترة.
وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال قام بصرف خمسين دولار أمريكي و”سلة معونات” لكل مُسلح مُنسحب.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، أن توتراً نشب بين مجموعات من ميليشيا “الجبهة الشامية” في محيط دوار كاوا وسط المدينة، وذلك على خلفية اتهامات بالتخوين وجهها مسلحو الميليشيا للمجموعة التي يقودها المدعو “الأوسو”، ما أدى لحدوث استنفار أمني في صفوف الميليشيا للسيطرة على الوضع المتأزم نتيجة الهزائم التي لحقت بهم على يد قوات النظام السوري بدعم روسي وموافقة تركية ضمنية.
وبالتزامن ألقى مجهولون قنبلة صوتية على مقر جماعة البيانوني الواقع بالقرب من دوار القبان بحي الأشرفية، ويأتي ذلك عقب أن سقطت أمس الأحد، 30 بلدة وقرية بريف حلب الشمالي والشمالي الغربي كأحجار الدومينو، عقب قرار تركي لمسلحي الإخوان المسلمين بالإنسحاب من المنطقة، مما يؤكد عمالتهم له، وعدم إمتلاكهم أي قضية يدافعون عنها، لدرجة تخليهم عن كل بلداتهم دفعة واحدة دون مقاومة.
وتمكنت قوات النظام السوري أمس الأحد، من السيطرة على كامل محافظة حلب للمرة الأولى منذ العام 2012، والذي ما لم يكن ليتحقق لولا إنجرار تنظيم الإخوان المسلمين خلف الأجندات التركية، ومعها باقي أطياف ما تسمى بـ المعارضة السورية، التي تحولت في أنظار غالبية السوريين إلى مرتزقة تعتاش على الدم السوري وسفكه.
حيث رفضت تلك التنظيمات المتطرفة اللقاء مع المكونات الأثنية والدينية السورية على بناء سوريا جديدة لامركزية، وأصرت على إسقاط النظام المركزي واستبداله بآخر من طائفة أخرى، متجاهلين حقيقة أن الإشكالية تكمن في طبيعة النظام وليس الإثنيات أو الطوائف التي تحكم.
ومع تقمص تنظيم الإخوان المسلمين للرواية التركية بحق المكون الكُردي في سوريا، لم يجر هؤلاء إلا ذيول الخيبة والعار، بحجة منع الكُرد من الإنفصال، علماً بأنه لم يوجد أي طرف كردي سوريا طالب بالإنفصال، حتى أدرك العالم طبيعة المسلحين وتنظيم الإخوان المسلمين، القائمة على رفض المكونات العرقية والدينية، والساعية إلى استبدال استبداد بآخر، ما أدى لإيقاف غالبية الأطراف الدولية التي ساندت المسلحين، الدعم الذي كان يُقدم لهم، بعد تحولهم إلى أداة تركية للتقسيم وإقتطاع الأراضي السورية.