عفرين بوست-خاص
لا يزال المصير المجهول يلف المئات من أبناء وبنات إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في أقبية ومعتقلات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، حيث اختفى معظمهم في ظروف بعيدة عن القيم الإنسانية والحقوقية، في ظل تعامي المنظمات الدولية والحقوقية عن ملف المفقودين والمختطفين والمعتقلين.
وفي هذا السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “موباتا\معبطلي”، أن المصير المجهول لا يزال يكتنف منذ عام ونصف، المواطن الكُردي “عزالدين جمال شيخو” من أهالي قرية “أومو” التابعة للناحية، عقب إختطافه من قبل مسلحي مليشيا “فرقة السلطان مراد”.
ويأتي ذلك عقب أن قررت نسبة جيدة من العفرينيين العودة والمحافظة على الإقليم من المخططات التركية الرامية لتغيير ديموغرافيتها ومحو هويتها الأثنية، عبر استجلاب الآلاف من عوائل المسلحين.
بيد أن مساعي العفرينيين الذين قرروا أن يخوضوا مقاومة بيضاء بطعم الإكراه على الحياة في ظل الاحتلال لم تنجح، نتيجة استخدام الاحتلال التركي لكل الآليات والخطط الممكنة لمنع المهجرين من العودة، وتهجير من عاد، بغية إطباق تغيير ديموغرافي خَطط له الاحتلال قبل أشهر من شن الغزو العسكري التركي الإخواني على الإقليم الكُردي.
وكان رئيس الاحتلال التركي أردوغان قد قال في الأيام الأولى من الغزو أن نسبة الكُرد في عفرين تُعادل 35% من مجموع السكان، وأن العرب يشكلون 55% من السكان، في إطار مساعيه لتغيير ديموغرافية الأقليم الكُردي، وضرب المكونات العرقية السورية ببعضها.
وقد نجح الاحتلال التركي في تطبيق تغيير ديموغرافي في إقليم عفرين، عقب أن إنجر لذلك بعض ضعاف النفوس، لقاء بعض الامتيازات، كتلك التي يتم بها حالياً إغراء مسلحي الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، لترك إدلب والتوجه إلى ليبيا، والقتال فيها لصالح توسع العثمانية الجديدة التي تسعى لها أنقرة.