عفرين بوست-خاص
تواصلت في الرابع من فبراير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها السادس عشر، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكن من وقايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت قد دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، دون أن يسمح أبناء عفرين من “قوات سوريا الديمقراطية” بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية.
سياسياً
قال رئيس الاحتلال التركي رجب طيب أردوغان إن السيطرة على الجبال الإستراتيجية المحيطة بـ عفرين شمال سوريا قد بدأت، وإن غزوة «غصن الزيتون» التي أطلقها الجيش التركي الغازي» مستمرة باتجاه المدينة برفقة مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يدعون بـ “الجيش الحر\الجيش الوطني”.
وأضاف أردوغان في تصريحات صحفية أدلى بها في مدينة بيتليس أن الجيش التركي الغازي «يتقدم نحو المدينة، ولم يتبق إلا القليل للوصول إليها» وأن جيش بلاده يحول «المنطقة إلى مقبرة لعناصر وحدات الشعب الكردية». منتقداً نواباً في البرلمان الأوروبي «ارتدوا أوشحة لحزب العمال الكردستاني»، وأضاف أن «هناك دولاً أوروبية تغذي التنظيمات الإرهابية» داعياً البرلمان الأوروبي إلى أن يوقف «تلك الدول عند حدها».
بدورها، دعت “الإدارة الذاتية” في عفرين، روسيا، إلى وقف دعمها للهجوم الذي تشنه تركيا منذ أسبوعين ضد هذه المنطقة، وناشدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية التدخل لوقف العملية العسكرية التركية.
وطالبت الإدارة الذاتية في بيان “دولة روسيا الاتحادية على وجه الخصوص التراجع عن موقفها الداعم لإرهاب الدولة التركية تجاه شعب عفرين بكل مكوناته وسوريا بشكل عام”، مشددة على “أنها تتحمل مسئولية المجازر التي ترتكبها الدولة التركية بحق المدنيين الأبرياء”.
وبالتزامن مع البيان، تظاهر آلاف المواطنين في عفرين، تعبيراً عن تنديدهم بالهجوم التركي الذي تشنه أنقرة ومليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، ومنذ بدء الهجوم، حمّل الأكراد روسيا المسؤولية، معتبرين أنه ما كان ليحدث لولا “الضوء الأخضر” منها، وسارعت موسكو مع بدء الهجوم إلى سحب قوات لها كانت منتشرة في عفرين.
وحمل المتظاهرون صوراً للجرحى ولافتات بلغات مختلفة كُتب على بعضها “التهديدات التركية لا تكسر إرادة شعبنا” و”عفرين قلعة الصمود”، كما حمل المتظاهرون أيضاً أغصان زيتون، إذ تشتهر مدينة عفرين ببساتينها الواسعة من الزيتون، وهتفوا “تعيش مقاومة عفرين” و”لن نخاف منكم يا غزاة”.
وناشدت الإدارة الذاتية “التحالف الدولي والولايات المتحدة والمؤسسات الحقوقية والمدنية والإنسانية ومجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، التدخل الفوري لإيقاف العدوان التركي على إقليم عفرين”.
وتصدى المقاتلون الأكراد وشركائهم في “قوات سوريا الديمقراطية” الذين أثبتوا كفاءة عسكرية كبيرة في مواجهة تنظيم داعش، للهجوم التركي، لكنها كانت المرة الأولى التي يتعرضون فيها إلى عملية كبيرة بهذا الحجم تتضمن قصفاً جوياً.
وأسفر القصف والمعارك، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، حتى اليوم السادس عشر من الغزو، عن استشهاد نحو 70 مدنياً، فضلاً عن أكثر من مئة مقاتل كُردي، إضافة لمقتل أكثر من مئة من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين التابعين للاحتلال التركي، كما قتل 14 جندياً، لجيش الغزو التركي.
كما نظم المئات من سكان مدينة بون الألمانية مظاهرة لمساندة عفرين، أدانوا من خلالها الهجوم الذي يتعرض له الإقليم الكردي في شمال سوريا، وأكد المشاركون في التظاهرة، إن ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى لا ينبغي أن تسكت على الهجمات التي تتعرض لها عفرين، مؤكدين أن تركيا لا تستهدف من عملياتها عفرين وحدها، بل تستهدف الكُرد جميعاً.
عسكرياً
ميدانياً، أعلنت قيادة الجيش التركي الغازي إنها قتلت 897 من قوات سوريا الديمقراطية، وقالت قنوات إعلامية تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، إن مسلحي التنظيم واصلوا التقدمها شمال غربي عفرين، وإنهم احتلوا قرية «بلاليكو» قرب مركز ناحية راجو.
في المقابل، ذكرت مصادر إعلامية كردية أن قصفاً مدفعياً وجوياً كثيفاً شهدته كل من ناحيتي جنديرس وراجو ما تسبب في إصابة ثلاثة مدنيين، وامتد القصف إلى قريتي خلالكا وقسطل مقداد في ناحية بلبل شمالي عفرين. كما قصف الجيش التركي الغازي مواقع كردية في محيط «جبل راجو» ونقلت وكالة الأناضول للأنباء تصاعد أعمدة الدخان من المواقع المستهدفة بالإضافة إلى سماع دوي انفجارات في تلك المناطق.
وقالت المواقع الإعلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين المستترة تحت مسمى الإعلام المعارض، بأن القوات الغازية تسببت في استشهاد 35 مقاتل من وحدات حماية الشعب خلال غارات نفذتها المقاتلات التركية الغازية على مواقع في عفرين، وقالت تلك الوسائل إن القوات الغازية احتلت جبل النبي هوري في ناحية شرا\شران.
فيما أقر الناطق باسم حكومة الاحتلال التركية بكير بوزداغ بأن القوات الغازية المتشكلة من جيش الغزو التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروفين بمسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني المتشكلين أساساً من بقايا داعش والنصرة)، بأنهم قد تسببوا منذ بدء الغزو ضد عفرين باستشهاد 932 مقاتل من “وحدات حماية الشعب” وقوات سوريا الديمقراطية.
بدوره، أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية بياناً كتابياً كشف فيه حصيلة المعارك التي خاضها قواتهم “قوات سوريا الديمقراطية ” مع القوات الغازية، وجاء في نص البيان :
1- مابات (المعبطلي): في عملية رصد نوعية استهدفت قواتنا تحركا لدبابة معادية و دمرتها تدميرا كاملا و مقتل من فيها ، و ذلك في قرية معملا الساعة 3 مساء يوم أمس السبت (موثق بالفيديو)
2 – شرَّا : في الساعة 9 من ليلة أمس استهدفت مدفعية الغزو التركي و طيرانه الحربي قرية عرب ويران ، كما استخدم العدو الصواريخ ، فيما بعد توسع نطاق القصف من نفس المحور ليشمل قرى عرب ويران ، ديكمداش ، بافلون ، واستمر القصف لساعات.
3 – بلبلة : تعرضت قرية شيخورزة لقصف عنيف بالسلاح الثقيل في الساعة 10 مساء من ليلة يوم امس ، كما نشبت اشتباكات عنيفة بين قواتنا و جيش الغزو التركي/تنظيم القاعدة في قرية عبيدان ، فيما نفذ الطيران المعادي 6 غارات على القرية ، و في هذه الاشتباكات تكبد الغزاة خسائر كبيرة في الأرواح.
كما عاودت قوات الغزو محاولة التقدم مرة أخرى باتجاه شيخورزة في الساعة 3 فجرا و تصدت لهم قواتنا و نشبت اشتباكات عنيفة ، و تخلله قصف جوي بالطيران الحربي استمر حتى ساعات الصباح.
بعد فشل المحاولتين ، مساء أمس و فجر اليوم ، عاود جيش الغزو التركي / تنظيم القاعدة محاولاته للتقدم باتجاه شيخورزة و قرية بليلكا حيث تشتبك معهم قواتنا منذ الساعة الواحدة ظهرا و ما زالت الاشتباكات مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير ، في حين تقوم قواتنا بتمشيط التلال المحيطة بكلا القريتين.
و على محور متزامن رصدت قواتنا تحركا لإحدى جرافات العدو في محيط قرية علي كرا فاستهدفتها و دمرتها ، و بالتزامن هناك قصف بلاسلاح الثقيل على قرية قسطل خدريا
4 – شية/ماباتا(المعبطلي: أطلقت قوات الغزو التركي/تنظيم القاعدة القنابل المضيئة في سماء قريتي خليل و آلكانة ليلة أمس لحماية جنوده من الرعب الذي يعيشونه. حيث كانت هناك اشتباكات عنيفة في محيط القريتين.
5 – كوباني : استهدف حرس الحدود التركي السيارات المدنية العابرة ليلة أمس في قرية سوسك غربي كري سبي و ألحقت إصابات بتلك السيارات ، مما حدا بقواتنا التدخل و الرد على مصادر النيران ، و نشبت إثرها اشتباكات بأسلحة الدوشكا وبين قواتن و قوات حرس الحدود التركي
6 – جنديرس : تعرضت البلدة و القرى المحيطة بها لقصف عشوائي بالسلاح الثقيل ، كما كانت قرى خط المواجهة حتى قرية حمام هدفا لوحشية جيش الغزو التركي/تنظيم القاعدة من خلال القصف العشوائي بالسلاح الثقيل.
بالتزامن فقد حاول جيش الغزو التركي/تنظيم القاعدة التقدم من محور تلة قازقلي ، تلة الشهيد سيدو ، إلا أن قواتنا اشتبكت معهم و ردتهم على أعقابهم.