عفرين بوست – خاص
منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، يسعى الاحتلال عبر مسلحيه إلى خطف جميع السكان الكُرد من فئة الشباب، بحجج واتهامات جاهزة كالانتساب إلى قوات سوريا الديمقراطية او مناصرة الإدارة الذاتية، لدفعهم للتهجير القسري عن أرضهم والذي نجحت سلطات الاحتلال في تطبيقه مع صمت العالم عن جريمة الغزو ثم الاحتلال ثم الانتهاكات المستمرة منذ عامين.
وفي هذا السياق، اختفى شاب كُردي قبل نحو أسبوع في مركز مدينة عفرين في ظروف غامضة، وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن المواطن الكردي “محمد داوود”، من مواليد 1987، قد فُقد أثره في عفرين، قبل خمسة أيام دون أن يكون لذويه أي معلومات عنه.
ورجح المراسل أن يكون الشاب “محمد داوود” المنحدر من قرية “ديكيه\صاغر أوباسي” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، والمُقيم في مدينة عفرين، قد اختطف من قبل إحدى الميليشيات الإسلامية بهدف ابتزاز ذويه مالياً، إذ تعمد تلك الميليشيات إلى خطف المواطنين الكُرد والتضييق عليهم بغية تهجيرهم.
وفي الصدد، قالت وكالة “نورث برس” أن مليشيا “الأمن السياسي” التابع قامت بحملة اعتقالات في قرية “ديكيه”، طالت عدداً من سكان القرية بينهم امرأة، بتهمة الخدمة لدى واجب الدفاع الذاتي سابقاً.
وأفادت مصادر الوكالة أن مليشيا “الأمن السياسي” اقتحمت قرية ديكيه الاثنين الماضي\السابع والعشرين من يناير، واعتقلت كل من (مريم سامي، علي حمو، جوان حمو، صلاح بلال، شعبان حمو، زرادشت سامي، أنس بكر)، حيث مازال مصيرهم مجهولاً.
ولا يزال مصير الكثير من الشبان الكُرد ممن قرروا العودة إلى عفرين عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها مجهولاً، ومنهم من بات له عامان مفقوداً، دون أن يعلم ذووه أكانوا لا يزالون خلف قطبان الاحتلال أسرى، أم باتوا شهداءً تحت سوط الجلادين من المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
وقررت نسبة جيدة من العفرينيين العودة والمحافظة على الإقليم من المخططات التركية الرامية لتغيير ديموغرافيتها ومحو هويتها الأثنية، عبر استجلاب الآلاف من عوامل المسلحين، بيد أن مساعي العفرينيين الذين قرروا أن يخوضوا مقاومة بيضاء بطعم الإكراه على العيش في ظل الاحتلال لم تنجح، نتيجة استخدام الاحتلال التركي لكل الآليات والخطط الممكنة لمنع المهجرين من العودة، وتهجير من عاد، بغية إطباق تغيير ديموغرافي خُطط له الاحتلال قبل أشهر من شن الغزو العسكري التركي على الإقليم الكُردي.
وكان رئيس الاحتلال التركي أردوغان قد قال في الأيام الأولى من الغزو أن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35% من مجموع السكان، وأن العرب يشكون 55% من السكان، في إطار مساعيه لتغيير ديموغرافية الأقليم الكُردي، وضرب المكونات العرقية السورية ببعضها، خاصة عقب أن إنجر لذلك بعض ضعاف النفوس، لقاء بعض الامتيازات، كتلك التي يتم بها حالياً إغراء مسلحي الإخوان المسلمين ممن يسمون “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” لترك إدلب والتوجه إلى ليبيا، والقتال فيها لصالح توسع العثمانية الجديدة التي تسعى لها أنقرة.