عفرين بوست – خاص
علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أبلغت مَن تبقى من السكان الأصليين لقرية بريف عفرين الشرقي، بالرحيل وإخلاء ديارهم لصالح المستوطنين الفارين من قصف جيش النظام لمناطق الريف الغربي لحلب وأرياف إدلب.
وأكدت المصادر أن ميليشيا “فرقة الحمزة” أمهلت مَن تبقى من السكان الكُرد في قرية “كيمار” بناحية شيراوا، بالرحيل عن منازلهم وأملاكهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام، تمهيداً لإستيطان عائلات فارة من ريف حلب الغربي عوضاً عنهم، وذلك في إطار خطة مُمنهجة لاستكمال التغيير الديموغرافي الشامل في الإقليم الكُردي المُحتل، وسط صمت مُخزي من مختلف المؤسسات الدولية والأقليمية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان.
ويشير أهالي عفرين في الداخل أن الصمت الذي يتعامل به العالم مع تجاوزات الاحتلال التركي، وعدم الاستجابة لدعوات إرسال فرقة تقصي حقائق إلى عفرين للتأكد من حقيقة المجريات هناك، يؤكد لهم أن القوى العالمية متواطئة مع الاحتلال التركي، وموافقة على سياساته العنصرية بما فيها التهجير القسري والتغيير الديموغرافي الذي يتم تطبيقه في الإقليم الكُردي على مرأى العالم ومسمعه منذ قرابة العامين، دون أن يُحرك ساكناً.
ويدعو أهالي عفرين المجتمع الدولي للتدخل، مطالبين بإعادة عفرين إلى أهلها وإخراج الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، وذويهم من المستوطنين الذين يشكلون عماد سياسات الاحتلال التهجيرية الرامية إلى هندسة الديموغرافية السورية وفق ما يطيب للاحتلال التركي.
ويأتي تهديد المليشيا لأهالي قرية “كيمار”، بعد أيام قليلة من خطوة مُماثلة أقدمت عليها الميليشيا ذاتها بحق أحد عشر عائلة كُردية من السكان الأصليين الذين كانوا متبقين في قرية “براد” التابعة لناحية شيراوا، والتي تركت منازلها بالفعل وتوجهت إلى مدينة عفرين، حيث التقى مراسل “عفرين بوست” ببعضها، وكانوا بصدد البحث عن منازل للإيجار في المدينة المكتظة بالفارين من مناطق إدلب.
ويستغل الاحتلال التركي الحرب التي يشنها جيش النظام بمساندة روسية على إدلب وريف حلب الغربي، في توجيه المزيد من الفارين إلى إقليم عفرين المحتل بعد إغلاقه لأبواب المعابر الحدودية الواصلة مع أراضيه أمامهم، بالتنسيق مع الميليشيات الإسلامية لتوطينهم عوضاً عن السكان الأصليين الكُرد، عقب طردهم من منازلهم.
ورصد مراسل “عفرين بوست وصول أكثر من 360 عائلة خلال اليومين الماضيين، إلى ناحية “بلبلة\بلبل” و أكثر من 400 عائلة إلى ناحية “شرّا\شران” و قرابة 280 عائلة إلى ناحية “موباتا\معبطلي”، علاوة على اكتظاظ مدينتي عفرين وجنديرس بالفارين نتيجة التنسيق التركي الروسي.