عفرين بوست
كشفت “منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة عفرين “إحصائية عامين لانتهاكات جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بالتزامن مع اقتراب الفاجعة السنوية الثانية لبدء الغزو التركي بحق عفرين، حيث أصدرت المنظمة بياناً خلال تجمّع لمئات المهجرين العفرينيين في الشهباء، يوم الخميس الموافق للسادس عشر من يناير، في مخيم سردم.
وجاء في نص البيان: “كارثة إنسانية أوقعها الاحتلال التركي على البشر، والشجر، والحجر، في منطقة عفرين (كرداغ) الكردية أقصى شمال غرب سوريا، التي كانت في أمان واستقرار ملحوظيْن، ضمن أجواء الحرب السورية العامة، والتي كانت تشهد تطوراً طبيعياً وتقدماً في كافة المجالات بإدارة ذاتية من قوى محلية، رغم أخطاء وسلبيات رافقتها، كما أوت على مدار سبع ما يقارب /300/ ألف نازح من كافة المناطق السورية. عفرين لم تكن خطراً على محيطها، وكانت قواتها المسلحة والأمنية في حالة دفاع عن الذات على الدوام، وقد تلقت ما يقارب /50/ هجوماً عدائياً ما بين أعوام 2012-2017 من جهة فصائل جهادية إرهابية (تنظيم داعش – النصرة) وبعض فصائل ما تسمى اليوم بالجيش الوطني السوري والجيش التركي من جهة أخرى، تسبب ذلك بأضرار مادية، ووقوع ضحايا من قتلى وشهداء وجرحى”.
متابعةً: “كما أن وحدات حماية الشعب، والمرأة شاركت مع قوى دولية في عمليات قتالية ضد تنظيمات النصرة وداعش الإرهابيتين، والتي كانت تشكل تهديداً جدياً وخطراً على المنطقة والعالم بالأجمع”، و”سبق العدوان على مدينة عفرين السورية حملة إعلامية واسعة من تركيا وأعوانها، بالترويج لخطاب حكومة العدالة والتنمية المستند إلى جملة من الحجج والذرائع مثل (الكرد انفصاليون، وكفار، وإرهابيون وإن الوحدات الكردية تشكل تهديداً لأمنها القومي وغيرها)”، و”في سياق اتفاقيات أستانة عمد الجيش التركي إلى تكثيف تحشيداته العسكرية وتجنيد حوالي عشرين ألف من عناصر فصائل ما تسمى بالجيش الحر وإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت مسمى “غصن الزيتون”، بدأت بحملة جوية مؤلفة من 72 طائرة حربية، قصفت أكثر من 100 موقع في الساعة الرابعة بعد الظهر بتاريخ 20 كانون الثاني 2018”.
مردفةً: “لقد ارتُكبت جرائم حرب بدلالة مواد / 6- 7 – 8 / من نظام روما الأساسي لعام 1998 وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية عبر سياسات ممنهجة في القمع، والاضطهاد، والقتل، والخطف، والتغيير الديمغرافي، ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي بحق السكان الأصليين وخاصة الكرد، في ظل صمت دولي مريب، ولمصالح دولية وإقليمية على حساب الشعب السوري”.
وكشفت المنظمة إحصائية للانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، منذ بداية الاحتلال ولغاية الآن.
التهجير القسري:
تم تهجير أكثر من /300 / ألف مواطن من السكان الأصليين ولا يزال التهجير مستمراً بحقهم حتى الآن من خلال التضييق عليهم بشتى الوسائل.
القتل:
تم قتل أكثر من / 543/ مدنياً ومنهم / 489/ قُتلوا نتيجة القصف التركي والفصائل السورية المسلحة التابعة لها و/54/ ماتوا تحت التعذيب، وكذلك طال إجرامهم قتل الصحفية سيسيليا وزوجها، /50/ طفل، و/ 50/ امرأة، /3/ حالات انتحار بين النساء نتيجة الإكراه والظروف النفسية السيئة التي تعرضن لها في ظل الاحتلال.
الجرحى:
أكثر من /670/ جريحاً نتيجة القصف التركي والفصائل المسلحة السورية التابعة لها ومنهم حوالي /300/ طفل بجروح وكدمات و/210/ من النساء تعرضن للجروح والإصابات.
اغتصاب: /60/ امرأة.
الخطف:
اختُطف أكثر من /6000/ مدني من كلا الجنسين ولا زال أكثر من /3300/ مختطف مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
توثيق أكثر من /102/ حالة قصف بالمدفعية، وغيرها من الأسلحة الثقيلة على أماكن وجود المدنيين في قرى الشهباء وشيراوا خلال عام 2019، ونتيجة ذلك بلغ عدد الشهداء المدنيين / 41/ شهيداً و/ 78/ جريحاً إصابات أغلبهم بليغة، وإعاقات بدنية ضمنهم أطفال ونساء، وكنتيجة حتمية للقصف المتكرر تم هدم مئات المنازل فوق رؤوس قاطنيها.
بتاريخ 2 /12/ 2019 تم استهداف مدينة تل رفعت المأهولة بالمدنيين من نازحي عفرين بقذائف مدفعية من قبل الجيش التركي والفصائل السورية المسلحة التابعة له، ما أدى إلى ارتكاب مجزرة جماعية مروعة راح ضحيتها / 10 / شهداء ثمانية منهم أطفال وأكثر من / 12 / جريحاً جروحهم متفاوتة بين بتر الأطراف وغيرها من الجروح، وجميع الأطفال دون سن الخامسة عشر.
حوادث انفجارات: ( الألغام والمفخخات) / 198/ حالة.
الاشجار:
تم قطع أكثر من /180/ ألف شجرة زيتون والأشجار الحراجية وقطع أكثر من /300/ شجرة معمرة ونادرة وذلك للإتجار بحطبها وقطع / 15/ ألف شجرة سنديان.
حرق أكثر من /11/ ألف هكتار من أصل /33/ ألف هكتار من المساحة المخصصة للزراعة في عفرين، وحرق أكثر من /10/ آلاف شجرة زيتون وأشجار حراجية، ففي منطقة شيراوا وحدها تم حرق مساحة /2180 / دونم كانت مزروعة بالمحاصيل الزراعية.
تخريب الأوابد:
تدمير /64/ مدرسة ما بين تدمير جزئي وكليّ، وحرمان أكثر من /50/ ألف طالب وطالبة من التعليم، وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية وسجون ومراكز للتحقيق.
تدمير أكثر من /10/ مزارات دينية، بالإضافة إلى تجريف ونبش مقابر الشهداء والمدنيين.
تدمير مئات المنازل كلياً وجزئياً وتحويل بعضها إلى سجون ومعتقلات والاستيلاء على الآلاف منها، والتي تعود ملكيتها إلى المُهجّرين قسراً من أهالي مدنية عفرين.
جرف وتخريب ونهب /17/ موقع آثري في عفرين، والتي تم توثيقها : موقع (نبي هوري سيروس – موقع براد / مارمارون – تل عين دارة وغيرها).
السرقة والنهب:
تم الاستيلاء على /140/ معصرة زيتون من أصل /300/ معصرة فيما تدار باقي المعاصر من قبل قادة الفصائل المسلحة وأصحابها للمحافظة عليها، بالإضافة إلى نهب أكثر من / 70 / ألف طن من زيت الزيتون وبيعه في الأسواق العالمية ومنها (إسبانيا) كمنتج تركي لموسم عام 2018.
نهب أكثر من /7 / معامل للبيرين من أصل / 17/ معمل.
سياسات التتريك:
بناء جدار إسمنتي ( جدار التقسيم ) في قرى مريمين وجلبل مروراً بكيمار تمهيداً لفصل عفرين عن الخارطة السورية وضمها للدولة التركية وفتح معبر تجاري عبر بلدة جنديرس وقرية حمام لربط عفرين السورية بولاية هاتاي التركية لاستكمال مخططها الاستعماري القديم.
فرض اللغة التركية والمناهج التعليمية التركية إلى جانب اللغة العربية، وتغيير أسماء المدارس والساحات العامة وبعض القرى، وتحطيم تمثال كاوا الحداد الذي يرمز لتاريخ الكرد وحضارتهم، وفرض ارتداء الحجاب على النساء، ورفع صور الرئيس التركي والأعلام التركية على الدوائر الرسمية، وافتتاح معاهد ومراكز دينية في الجوامع لتعليم الفكر الديني المتشدد، بهدف تغيير هوية المنطقة الثقافية.
وتابعت المنظمة: “لذا نناشد المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة حقوق الإنسان، واليونيسف، واليونيسكو، للقيام بواجبها الوظيفي الأخلاقي والإنساني، والضغط على الحكومة التركية لوقف اعتداءاتها بحق كافة المواطنين السوريين عامة، وعفرين خاصة والضغط عليها لسحب كافة قواتها من الأراضي السورية، والسماح للمُهجّرين بالعودة إلى ديارهم، ودعوة المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام للدخول إلى عفرين، لتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي والفصائل الموالية له، ونقل صورة ما يجري على الأرض للعالم, وتحريك دعاوي عاجلة بحق كل من رئيس الدولة التركية السيد رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار وقائد أركان الجيش التركي وقادة الائتلاف السوري، وما تسمى بالحكومة المؤقتة، وكل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الجرائم، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية وفقاً للصكوك والاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان الأصليين، بعد وصولهم لقراهم وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب التركية، إبان غزوها واحتلالها لمنطقة عفرين إثر عملية ما تسمى بغصن الزيتون في شهر كانون الثاني 2018”.